YNP /  إبراهيم القانص -

انهار جدار الفصل العنصري، وذابت الأسوار العالية وتجمدت الكهرباء في شرايين الأسلاك الشائكة، والأجهزة عالية الحساسية المُعدّة بعناية فائقة لكشف أبسط التحركات بجوارها، وعلى بُعد مسافات منها، فقدت حاسة الشم فلم تُميّز رائحة كل ذلك البارود والدم الذي كان يغلي في أجساد من عبروا من هناك واقتحموا وأسروا ونكَّلوا،

وكاميرات المراقبة كانت غير قادرة على الرؤية، وكما لو أنها دخلت منطقةً جليدية عجزت تلك الكاميرات عن الشعور بحرارة الأجساد التي مرت من أمامها، أما الأسلحة الآلية التي تنطلق رصاصاتها بمجرد الحركة أمامها فقد تسلل إليها شللٌ لم يخطر يوماً في مخيلة صانعيها، كل ذلك حدث فجر السبت السابع من أكتوبر الجاري 2023م، حين قرر شباب المقاومة الفلسطينية وضع حدٍ لنفاق العالم المتحيّز للمحتل، وبدأوا قيامة الكيان الإسرائيلي من أطراف قطاع غزة حتى وسط مستوطناتهم الغاصبة.

 

كسرت المقاومة الفلسطينية شوكة جيش الاحتلال الإسرائيلي والأسطورة التي نُسجت حوله منذ زمن بأنه لا يقهر، ومرغت كبرياءه وانتفاخه الكاذب بعملية (طوفان الأقصى) التاريخية التي أُنجزت فجر أمس السبت، بمهارة عالية واستبسال لا نظير له، وهي عملية غير مسبوقة منذ اغتصب الصهاينة أرض فلسطين قبل خمسة وسبعين عاماً.

 

أحفاد الفلسطينيين الذين هُجِّروا بالقوة من منازلهم وأرضهم، أثبتوا للعالم أجمع، وللدول العربية على وجه الخصوص، أن بالإمكان تحرير الأرض المحتلة وإعادة الحق لأهله، وأن الوقت قد حان لاستعادة الحقوق والكرامة التي ظل العالم كله ولا يزال يساوم ويراوغ حتى لا يقول كلمة الحق.

 

أثبتت المقاومة الفلسطينية أن الأرض المحتلة أصبحت تمتلك الآن جيلاً لا تستطيع اختراقه وتدجينه المسكنات الشعاراتية التي ظلت تحقنه بها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حتى سلبت بواسطتها حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم وشردتهم في بقاع العالم، فقد فهم هذا الجيل جيداً أن شعارات التعايش والسلام وحل الدولتين كانت تعني العكس تماماً، وأدركوا ألّا جدوى من كل ذلك الضجيج، فالحق لن يعود إلا بالمهارات القتالية والتكتيكية العالية والخطط المحكمة، وفوق هذا كله الإيمان الذي لا يتزعزع بأن الأرض لأهلها وما على المحتل سوى الرحيل.

 

في بضع ساعات نفذ أبطال المقاومة عمليتهم التاريخية العظيمة، في مستوطنات غلاف غزة، وعلى مسارات عدة تم اقتحام المستوطنات والتنكيل بجنود الاحتلال وأسرهم وإعطاب آلياتهم، وأخذ المستوطنين رهائن، وكل ذلك في منطقة غلاف غزة التي ترابط حولها وعلى مداخلها قوات تُعدّ "النخبة" في جيش الاحتلال والأكثر مهارة والأعلى تدريباً وخط الدفاع الأول، وخلال ساعات تحولت إلى أكوام من الجثث وأسراب من الأسرى والرهائن، والأهم من ذلك أصبحت نكتة العام وستظل نكتة الدهر، فقد ظهرت بشكل لم يتوقعه أحد من الذل والمهانة والجُبن الذي طالما خبأته خلف معداتها وآلياتها والدروع التي ترتديها تحت ملابسها العسكرية، وقد سخر المتابعون من الفرار الجماعي للمستوطنين اليهود وعسكرهم واختبائهم داخل براميل القمامة.

 

الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بكل وضوح أنها ستدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه، لما أسمته الدفاع عن نفسها، وكعادتها وصفت أصحاب الحق والأرض بالإرهابيين، وحذرت كل من يكن العداء لإسرائيل من استغلال الأوضاع المزرية لليهود، وهي تعني بدون شكٍ دول محور المقاومة، بدءاً بطهران ووصولاً إلى صنعاء، لكن الدول العربية التي يفترض أن يكون موقفها مسانداً للمقاومة، كما ساندت أمريكا الإسرائيليين، كان موقفها للأسف مخزياً ومخجلاً، فلم تجرؤ أيٌّ منها على تأييد العملية التاريخية، بل أصدرت بيانات مخجلة منحازة للصهاينة حتى وإن حاولت أن تجعل لغتها موازية مع الطرفين.

 

السعودية أصدرت بياناً حرصت فيه وبشدة على ألّا تجرح مشاعر اليهود الإسرائيليين، بل حرصت على جبر خواطرهم ضمنياً من خلال تقليلها من شأن العملية ومنفّذيها الأبطال، فقد حاول البيان إظهار العملية على اعتبار أنها خيار اتخذه مجموعة من الفلسطينيين وليست خيار الشعب الفلسطيني بأكمله، حيث قالت الخارجية السعودية في بيانها أنها تتابع تطورات الأوضاع بين عدد من الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال، ولم تقل بين الفلسطينيين أو المقاومة الفلسطينية.

موقف السعودية ليس مستغرباً، فقد كان مؤسسها أول من صوّت مؤيداً لوعد بريطانيا بجعل فلسطين وطناً لليهود، وها هو حفيد المؤسس يناضل من أجل إحياء قيم جده، ويستعد لإعلان التطبيع مع الكيان المحتل، مواصلاً مشوار العار والخزي الذي اختاره أجداده منذ حوّلتهم بريطانيا إلى دولة كانت ولا تزال شرطي لندن في المنطقة، ومثلها الإمارات والبحرين وكل الدول العربية المطبّعة مع إسرائيل والتي تلزمها اتفاقيات التطبيع بالدفاع المشترك عن الكيان في حال تعرض لأي هجوم، ولا يستبعد أن تكون الإمارات أول المبادرين لدعم حليفتها إسرائيل ضد الفلسطينيين، يؤكد مراقبون.

 

لكن صنعاء أعلنت- قيادةً وشعباً- الاستعداد الكامل لدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل أوجه الدعم والمساندة، وعبّر الآلاف من اليمنيين الذين خرجوا، عصر السبت، تأييداً لعملية "طوفان الأقصى" استعدادهم لدعم كل تحتاجه المعركة ضد اليهود، وأعلن بيان المسيرة التي شهدها باب اليمن في العاصمة صنعاء  "حالة الاستنفار الشامل شعبياً وعسكرياً استعداداً لأي تطور ميداني يتطلب المشاركة المباشرة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة کل ذلک

إقرأ أيضاً:

تصريحات وأكثر من تلميحات أشارت إلى طوفان الأقصى قبل انطلاقه

لم تكن مشاهد بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فردية وغير مسبوقة في كثير من جوانبها، بل أنها جاءت تنفيذا لسنوات طويلة من الإعداد والتدريب والمناورات التي تحاكي الهجوم على المواقع العسكرية الإسرائيلية.

وسبق هذه العملية أيضا عشرات التصريحات والتحذيرات البارزة التي صدرت عن المقاومة وقيادتها في مناسبات متعددة خلال السنوات الماضية، بسبب تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى واعتداء المُستوطنين على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948.

ولعل أبرز هذه التصريحات كان لرئيس حركة حماس في قطاع غزة حينها (رئيس المكتب السياسي الحالي) يحيى السنوار، في حزيران/ يونيو، عقب تصاعد العدوان على غزة عام 2021، المعروفة فلسطينيا باسم معركة "سيف القدس".

وقال السنوار في هذه التصريحات: "إذا عادت المعركة مع الاحتلال فستتغير صورة الشرق الأوسط.. وإسرائيل لن تتحمل أي هجوم حقيقي عليها، وأن ما بعد مايو/ أيار 2021 ليس كما قبله".


ووصف السنوار حينها الحرب الأخيرة مع الاحتلال بـ "المناورة"، قائلا: "ما حدث كان مناورة لاختبار قدراتنا وكي نُري إسرائيل صورة مصغرة لما قد تكون عليه الحرب".

وجاء في تلك التصريحات أن المقاومة "جرّبت سابقا كثيرا من الصواريخ في البحر، وكان لا بد من تجربتها عمليا".

قائد حركة حماس يحيى السنوار في 2021:

"أمام العالم سنة واحدة، إما ارغام الاحتلال على تطبيق القانون الدولي والانسحاب من الاراضي المحتلة واعطاء الشعب الفلسطيني حقه في انشاء دولة، وإما سنضرب الاحتلال ضربة عنيفة تجعله في صدام مع المجتمع الدولي ونعزله في المنطقة ونوقف قطار التطبيع".… pic.twitter.com/FHctoDqLUQ — الرادع المغربي ???????????????????? (@Rd_fas1) August 6, 2024
وأضاف السنوار "أمام العالم سنة واحدة، إما إرغام الاحتلال على تطبيق القانون الدولي والانسحاب من الأراضي المحتلة وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في إنشاء دولة، وإما سنضرب الاحتلال ضربة عنيفة تجعله في صدام مع المجتمع الدولي".

*قائد حماس في غزة يحيى السنوار في عام 2021:*
"أمام العالم سنة واحدة، إما ارغام الاحتلال على تطبيق القانون الدولي والانسحاب من الاراضي المحتلة واعطاء الشعب الفلسطيني حقه في انشاء دولة، وإما سنضرب الاحتلال ضربة عنيفة تجعله في صدام مع المجتمع الدولي ونعزله في المنطقة ونوقف التطبيع" pic.twitter.com/00tCgzEkuw — القناص SAS (@alghosini247) June 13, 2024
وفي نهاية نيسان/ أبريل 2022، عاد السنوار للتحذير في خطاب أمام وجهاء ونخب فلسطينية، قائلا إن "المساس بالأقصى والقدس يعني حربا دينية إقليمية، وعندما يتعلق الأمر بمقدساتنا لن نتردد في اتخاذ أي قرار".

وقبل اندلاع الحرب بست شهور تقريبا، وتحديدا في الثاني من نيسان/ أبريل 2023، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، من نتائج "الانتهاكات الإسرائيلية بالضفة الغربية ومدينة القدس واقتحامات المسجد الأقصى.

وقال هنية الذي جرى اغتياله في طهران نهاية تموز/ يوليو 2024: "إننا أمام لحظة تاريخية تحمل جملة من الآفاق الرحبة التي تساعد شعبنا على المضي قدما في مشروع التحرر ومواجهة مخططات الحكومة الصهيونية".

وأوضح هنية، أن حماس "تتحرك في 3 مسارات، الأول تصعيد الجبهة ضد الاحتلال من خلال استمرار المقاومة وتطوير قدراتها في الضفة وغزة ودور شعبنا في أراضي 1948 والشتات، وثانيا بناء وحدة فلسطينية داخلية على أساس المقاومة، إضافة إلى بناء تحالفات استراتيجية قوية داعمة للقضية".

وفي أيلول/ سبتمبر 2022، حذر محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس من "معركة كبرى" في حال استمرت الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والأعمال الاستفزازية في المسجد الأقصى.

وجاء تحذير الزهار خلال مؤتمر صحافي عقده في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، وقال فيه إن "استمرار عدوان الصهاينة ووحشيتهم بحق القدس والمقدسات سيكون سببا في معركة كبرى نهايتها زوال الاحتلال".

????#شاهد | القيادي في حركة #حماس د. محمود الزهار :" استمرار الاحتلال في انتهاكاته بحق #القدس و #المسجد_الأقصى سيكون بداية معركة كبرى"
انتاج | اعلام شرق #غزة #سلام_للوطن pic.twitter.com/hh64DnkdUm — #جنين_تقاوم (@KhaledAkram20) September 22, 2022
الركن الشديد
منذ عام 2020، شاركت أبرز الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة حماس في تدريبات مشتركة اتخذت طابعا عسكريا منظما، وعرفت طوال هذه المدة باسم "الركن الشديد" وامتدت على أربع نسخ مختلفة، وقد تكون النسخة الأخيرة هي الأبرز.

وجاءت هذه المناورات لتحاكي التكتيكات والسيناريوهات إلى حد كبير، تلك التي استُخدمت خلال بدء علمية طوفان الأقصى، وكان من بين الأماكن التي جرت فيها التدريبات، موقع يبعد أقل من كيلومتر واحد عن السياج الأمني الفاصل بين الأراضي المحتل عام 1948 وقطاع غزة من ناحية الشمال.

واشتملت التدريبات على سيناريوهات مثل اختطاف الجنود الإسرائيليين واقتحام المواقع العسكرية واختراق الدفاعات الإسرائيلية، وكانت آخرها قبل أقل من شهر على انطلاق طوفان الأقصى.


وبعد أول نسخ هذه المناورات، قال هنية في كانون الأول/ ديسمبر 2020، إن "الركن الشديد تمثل رسالة قوة ورسالة وحدة من فصائل المقاومة في قطاع غزة".



وتضمنت لقطات مناورة الركن الشديد الأولى عناصر المقاومة باللباس العسكري والتسليح الكامل ومختلف التجهيزات، وصولا إلى إطلاق رشقة من الصواريخ، وصولا إلى مهاجمة مجسم دبابة إسرائيلية واقتحام موقع عسكري وأسر عدد من الجنود.

صور جانب من مناورات #الركن_الشديد المشتركة. pic.twitter.com/kBsI7G3I7K — أَحْمَد وَائِل حَمْدَان (@AHM3D_HAMDAN) December 29, 2020
وأعلنت غرفة العمليات المشتركة، وهي التي أعلن عنها لأول مرة عام 2018 بهدف تنسيق العمل بين فصائل المقاومة تحت قيادة مركزية، أن المناورة شملت محاكاة لـ "هجوم خلف خطوط العدو". 



وبمقارنة ذلك مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، يظهر أنه جرى تطبيق هذه التدريبات بشكل متطابق تقريبا، وما تضمنه من اقتحام مواقع وتدمير دبابات وأسر جنود إسرائيليين.

2020: تدريب على خطف جندي من قلب مجسم دبابة "ميركافاة" خلال مناورات "الركن الشديد" في #غزة.

2023: أسر جندي صهيوني من قلب دبابته المحصنة "ميركافاة 4" في عمق أرضنا المحتلة شرق خانيونس في الضربة الأولى لمعركة #طوفان_الاقصى.

رجال الله، درعنا وسيفنا، والتطبيق العملي لآية "وأعدوا". pic.twitter.com/llymx4WPft — Saad Waheidi (@WaheidiSaad) October 15, 2023
 سلم الأولويات 
جرى تنفيذ النسخة الثانية من مناورة الركن الشديد في كانون الأول/ ديسمبر أيضا لكن من عام 2021، وفيها أكد عضو المجلس العسكري العام وقائد لواء الوسطى في كتائب القسام أيمن نوفل، أن "الهدف من مناورة الركن الشديد بنهاية العام 2021 التأكيد على وحدة فصائل المقاومة واصطفافها خلف خيار المقاومة".

وقال نوفل الذي جرى اغتياله في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إن "فصائل المقاومة ترسل رسائلها من خلال هذه المناورة للعدو وللصديق: للصديق أننا وضعنا مسألة الأسرى على سلم أولوياتنا، وللعدو أن الجدران والإجراءات الهندسية التي يقيمها على حدود القطاع لن تحميه".



وهو ما حصل بشكل متطابق تقريبا وقت "الصدمة الإسرائيلية" من أحداث السابع من أكتوبر، والفشل الاستخباراتي والأمني الكبير الذي اعترفت "إسرائيل" به بنفسها، وهو ما سبق أن قاله نوفل أيضا بتصريح جاء فيه: "سنقاتل كما نتدرب".

«ولنقاتل معًا، لأننا سنقاتل كما نتدرب، وسنقلع هذا العدو من هذه الأرض بإذن الله سبحانه وتعالى... جئنا يا إخوة لنتذكر العمل المشترك والعمليات المشتركة وأبطالها.»

كلمة الشهيد القـ. ـسامي القائد أيمن ٮْوڡْل، خلال مناورة الركن الشديد ٢ pic.twitter.com/fYY0qFH5Qd — منار (@mafiisim) August 12, 2024
وعن أولوية ملف الأسرى الذي ذكره نوفل سابقا، جاءت عملية طوفان الأقصى لتؤكد ذلك، بتصريح الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة حول أن ثمن العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين هو "تبييض كافة السجون من كافة الأسرى" الفلسطينيين.

وقال أبو عبيدة في كلمة نشرت بتاريخ 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إن "اتصالات جرت في ملف الأسرى وكانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق لكن العدو ماطل"، مضيفا "إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون وإذا أراد مسارا لتجزئة الملف فمستعدون أيضا".

اللهّم يامن لا يهزم جُنده ولا يخلف وعدُه، ولا إله غيره، كُن لأهل فلسطين عونًا ونصيرًا ومعينًا وظهيرًا اللهم احفظ غزة وأهلها بعينك التي لا تنام. امين امين يارب

كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة: تبييض سجون الاحتلال هو ثمن العدد الكبير من أسرى العدو pic.twitter.com/vZgJvNXaMW — Gökhan Şamil (@medyatikisler) October 28, 2023
وفي العام الثالث، جرى تنظيم المناورة أيضا في كانون الأول/ ديسمبر 2022 ونُشرت حينها مقاطع وصور لتوثيق ذلك التدريب، والذي تم في ما يبدو أنه ثكنة عسكرية إسرائيلية وهمية.


ونقلت تقارير صحفية إسرائيلية أخبارا عن تلك المناورات، وبدا من غير المنطقي أن لا تكون مختلف الأجهزة الاستخباراتية في "إسرائيل" على علم بها، فقد نفذ جيش الاحتلال غارات جوية في الثالث من نيسان/ أبريل  2023 استهدفت أحد مواقع التدريب التي أقيمت فيه مناورة الركن الشديد الأولى، بحسب "بي بي سي".

وقبل أسابيع من الهجمات، حذرت جنديات مراقبة بالقرب من حدود غزة من نشاط مكثف غير عادي للطائرات بدون طيار، وأن حماس كانت تتدرب على السيطرة على نقاط مراقبة بنماذج مشابهة لمواقعهم، إلا أنه وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن تحذيراتهن تم تجاهلها.

هل تعلم ان حماس كانت تتتدرب على عملية طوفان الاقصى منذ سنة تحت اسم تدريبات الركن الشديد؟ حيث اجرت محاكاة لما ستقوم به في ٧ اوكتوبر و بنت مجسمات للمستوطنات التي ستغزوها. الأغرب ان مناورة "الركن الشديد 4"حاكت مهاجمة 3 مواقع عسكرية إسرائيلية في الضفةالغربية! @AbdullahElshrif#ولعت pic.twitter.com/Wi9diWP2zH — ????أوســـ????ـــكار???? (@Oscar_PJG) November 5, 2023
"خطط موضوعة"
على غير العادة، جرت النسخة الرابعة من المناورة في 12 أيلول/ سبتمبر 2023، أي قبل 25 يوما فقط من انطلاق طوفان الأقصى، واشتملت التدريبات على سيناريوهات مثل اختطاف الأسرى، واقتحام المواقع والدفاعات العسكرية الإسرائيلية، وذلك على الجبهات البرية والبحرية، دون الكشف عن القدرات الجوية.

ونفذت هذه المناورات تحت "رعاية الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في الذكرى الـ 18 لفشل القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وانسحابها من هناك  بتاريخ 12 من سبتمبر 2005"، في مختلف محافظات قطاع غزة، واستمرت لأربع ساعات بدءا من الساعة الـ 7:00 صباحا، وهو تقريبا نفس موعد انطلاق طوفان الأقصى.

وفي ذلك الوقت، قال قائد المناورة "أبو بلال" إنها "رسالة للتأكيد على إستراتيجية وحدة الساحات، وهي رسائل بالنار للاحتلال في ظل تهديداته الأخيرة، وأن المناورات تضمنت مهام تعرّضية تُحاكي مهام مستقبلية وُضعت خططها والتدريب على تنفيذها من قبل مقاتلينا، والعمل على تعزيز دور كافة الأسلحة والصنوف عبر غرفة قيادة وسيطرة تدير مجريات العمليات القتالية على الأرض، لدعم المناورة البرية والبحرية، لترسم ملامح المعركة القادمة من كل الساحات والجبهات".

وأضاف "حاكت المناورة مهاجمة 3 مواقع عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية، وهي موقع شاكيد التابع لكتيبة حرمش المناطقية الإسرائيلية غرب مدينة جنين، وموقع حورش يارون التابع لكتيبة تلمونيم غرب رام الله، وموقع ترقوميا في لواء يهودا غرب الخليل"، بحسب تصريحات لـ "الجزيرة نت".

مشاهد من مناورة الركن الشديد ٤، آخر تدريب عملي قبل السابع من أكتوبر على مرأى ومسمع الجيش الإسرائيلي. pic.twitter.com/jbKmTDT9Cp — AbdEl-Rahman???? (@OfficialHanafi) June 25, 2024
وبين أبو بلال أن هذه المواقع تقع في نطاق صلاحيات فرقة الضفة 877 في المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي.

مشاهد من مناورة #الركن_الشديد_4
التي اجرتها المقاومة الفلسطينية في #غزة في تاريخ 10-9-2023 أي قبل شهر واحد فقط من تنفيذ واطلاق عملية #طوفان_الأقصى حيث كانت مناورة الركن الشديد تحاكي عملية اقتحام لمستوطنات ومدن الداخل الفلسطيني المحتل والسيطرة عليها ونفذت مخرجاتها في معركة… pic.twitter.com/E6wocY3OEK — همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) January 28, 2024

وتابع "كما حاكت وحدة مشاة بحرية خاصة من المقاومة -وبإسناد من محور المقاومة- إغارة على قاعدة "عتليت" البحرية الإسرائيلية عبر الوسائط السطحية والمقدرات تحت السطحية، وعبر إسناد مدفعي وصاروخي مُكثف".

مقالات مشابهة

  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني عصر الأثنين إحياءً للذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى
  • في ذكرى "طوفان الأقصى".. الفصائل الفلسطينية تؤكد استمرار المقاومة حتى إقامة دولة فلسطين
  • بيان للفصائل الفلسطينية بغزة يؤكد على شروطها في ذكرى طوفان الأقصى
  • تصريحات وأكثر من تلميحات أشارت إلى طوفان الأقصى قبل انطلاقه
  • إقرار خطة إحياء الذكرى السنوية الأولى لمعركة (طوفان الأقصى)
  • الفصائل الفلسطينية تجتمع بغزة في ذكرى طوفان الأقصى
  • تصريح صحفي صادر عن الفصائل الفلسطينية في ذكرى معركة طوفان الأقصى
  • "طوفان الأقصى".. الشرارة من غزة ولهيبها امتدّ للضفة
  • تظاهرات يمنية تضامنا مع فلسطين ولبنان وإحياءً لذكرى طوفان الأقصى
  • اليمن يثبت حضوره في معركة تحرير فلسطين: طوفان الأقصى يكتب التاريخ