حزب الله يقتحم معادلة توازن الرعب إلى جانب حماس
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
بين التنظيم الشيعي والحركة السنّية تقاطعات ومقاصد مشتركة
لم تمضِ سوى سويعات على بدء زلزلة "طوفان الأقصى" حتى أصدر حزب الله بيانا طالب فيه حكومة الاحتلال "بأخذ العبر"، في إشارة إلى جولات اقتتال على الحدود اللبنانية خلال العقود الماضية.
اقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يستعد لإخلاء المناطق الشمالية القريبة من لبنان
"قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان تواكب الساحة الفلسطينية عن كثب، وتتابع الأوضاع الميدانية باهتمام بالغ، وهي على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، وتجري معها تقييماً متواصلاً للأحداث وسير العمليات"، أكد الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
موقف حزب الله لم يقف عند حدود هذا البيان، بل صعّد ميدانيا في جنوب لبنان بعد أقل من 24 ساعة، بقصف مكثّف لثلاثة مواقع للاحتلال في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. جيش الاحتلال رد على القصف المدفعي والصاروخي، باستهداف مزارع شبعا الخارجة عن سيطرته وتلال كفرشوبا. ثم دمّرت إحدى مسيّراته خيمة يُتهم حزب الله بنصبها في مزارع شبعا، خارج الخط الأزرق.
عشية ذلك، احتك حزب الله بالجانب المقابل من خلال مسيرة دراجات استعراضية احتفاءً ب"طوفان الأقصى"، شعار عملية عسكرية برية-جوية-بحرية شنتها حماس السبت انطلاقا من غزّة في عمق فلسطين المحتلة.
وعلى وقع استنفار الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية، وتحرّك قوات اليونيفيل في أكثر من اتجاه لاحتواء الوضع وتجنب تصعيد أكثر خطورة، أعاد حزب الله نصب الخيمة فيما أطلقت صواريخ جديدة باتجاه مواقع إسرائيلية، فرد الاحتلال بقصف في مزرعة بسطرة.
مصادر مطلعة على عمق الروابط بين الحزب اللبنانية والحركة الفلسطينية - الخارجة من رحم الإخوان المسلمين- تؤكد ل"رؤيا" أن الحزب "رفع مستوى جهوزيته قبل يومين من دون معرفة الأسباب"، أي عشية عملية حماس. و"يستمر حزب الله بالتعامل الحذر مع فكرة الاستنفار الشامل لأسباب أمنية واستخبارية"، حسبما تضيف.
مفاصل العلاقة وجذورها؛ هذا الموقف يتدرج ضمن سياق علاقة استراتيجية بين الحزب وحركة المقاومة الإسلامية مرت بمفاصل عديدة بين وفاق واختلافات.
فبين حزب الله اللبناني وحركة حماس علاقة قديمة تتقاطع عند العنوان الأكبر "مواجهة الاحتلال الاسرائيلي" وتتأرجح بين مد وجزر، من تقارب حميم إلى فتور حسب الأوضاع التي يشهدها شرق المتوسط.
ولطالما كان حزب الله (أنشئ في 1982) وحماس (منذ 1987) حليفين مقربين.
قبل الانتفاضات العربية في 2011، كان يجمع بين الطرفين تعاونٌ سياسي وعسكري، واصطفافٌ وثيق إلى جانب كل من إيران وسورية.
تاريخياً، ظلّ حزب الله صاحب اليد العليا في الشراكة، إذ كان يؤمّن التدريب العسكري لمقاتلي حماس ويقدم توصيات سياسية للحركة ويشجع المنابر الإعلامية التابعة له على دعم حماس والقضية الفلسطينية.
ولطالما حملت كلمات أمين عام الحزب حسن نصر الله تهديدات واضحة للعدو الاسرائيلي بالرد والوقوف الى جانب المقاومة الفلسطينية، خصوصا مع تصاعد الاعتداءات على الفلسطينيين. ولطالما توعد بالتدخل إذا "فرضت المسؤولية ذلك".
ولطالما فتح الحزب طريق الجنوب اللبناني أو غض النظر عن إطلاق مجموعات فلسطينية صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة ما أدى مرارا إلى توتر الأوضاع على الحدود.
كانت العلاقة وطيدة جداً إلى درجة أن العديد من كبار المسؤولين في حماس كانوا يشغلون مكاتب ومقار إقامة في ضاحية بيروت الجنوبية المعروفة بأنها معقل حزب الله.
ويقول متابعون لرؤيا ان تأثير الحزب على حماس كان نابعاً في شكل أساسي من علاقاته الأوثق مع إيران، وقدرته على أن يشكل رابطاً مهماً بين حماس وطهران، التي مدّت التنظيمين العسكريين على السواء مساعدات عسكرية ومالية .
واكتسب الدعم الإيراني أهمية خاصة بالنسبة إلى حماس إثر الحظر الاقتصادي الدولي والعزلة السياسية التي فُرِضت على الحركة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006، بالتزامن مع اندلاع حرب تموز على لبنان والتي خاضها حزب الله وحيدا .
لكن كل هذا التقارب الاستراتيجي لم يمنع القطيعة بين محور المقاومة وحماس خصوصا بعد الأزمة السورية في آذار 2011 وانقطاع العلاقة بين الحركة الفلسطينية ودمشق، قبل أن تنقل مكتبها السياسي من دمشق إلى الدوحة.
تراجع التعاون بينها إلى الدرك الأدنى قبل أن تتحسن العلاقة بحلول النصف الأول من 2017 فتجدّدت اللقاءات بين مسؤولين كبار في الطرفين. وكان أبرزها استقبال نصرالله، لمرات عدة رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، حملت آخرها في نيسان الماضي دلالات خصوصا في توقيت حسّاس مع إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان "نصرة الأقصى".
اليوم حزب الله يعزّز من استنفاره وينتظر مآلات الاشتباك في الأراضي المحتلة، بينما رفع الاحتلال يرفع من نسبة تأهبه على الحدود الشمالية.
العين على الجنوب فهل يتم إدخال لبنان في "طوفان الأقصى" ويتدخل الحزب في هذه المواجهة؟
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: فلسطين لبنان حزب الله الحرب في غزة على الحدود حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يستهدف 3 قواعد عسكرية إسرائيلية
سرايا - أعلن "حزب الله" اللبناني، الأحد، استهداف 3 قواعد عسكرية إسرائيلية، بينها أسدود البحرية وتجمعات لجنود ومستوطنات بشمال ووسط إسرائيل، في تصعيد لافت من الجماعة وسط تواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان.
جاء ذلك وفق بيانات متفرقة للحزب نشرها عبر منصة تلغرام، في تصعيد لافت، حيث تجاوز عدد الاستهدافات الـ15 حتى عصر الأحد.
وأفاد الحزب بأن عناصره استهدفوا "بصلية صواريخ نوعية" قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200)، الواقعة بضواحي مدينة تل أبيب وسط إسرائيل.
وذكر الحزب أنه استهدف أيضا "بصلية صواريخ نوعية حققت أهدافها" قاعدة بلماخيم جنوبي تل أبيب.
وقال إن قاعدة بلماخيم "تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وتحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة حيتس للدفاع الجوي والصاروخي".
وشن مقاتلي الحزب "وللمرة الأولى، هجوما جويا أصاب أهدافه بدقة، عبر سرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة أسدود البحرية" (جنوب)، التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة نحو 150 كلم، وفق بيان.
كما شن الحزب "هجوما جويا بسرب من مُسيّرات انقضاضيّة وصلية صواريخ نوعية حققت أهدافها"، على غرفة عمليات مُستحدثة لجيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة المطلة (شمال) و"هدفا عسكريا بتل أبيب" (لم يحدده).
واستهدف الحزب أيضا "بصليات صاروخية" مستوطنات "حتسور هاجليليت" و"معالوت ترشيحا" و"كفار بلوم" بشمال إسرائيل.
وبرشقات صاروخية أيضا استهدف "حزب الله" تجمعا لقوات الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام جنوب لبنان، وآخرين في موقع المطلة ومستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل.
ووفق وسائل إعلام عبرية، أصيب شخصان أحدهما بجروح متوسطة، جراء سقوط صاروخ أطلق من لبنان على مبنى في مدينة بيتح تكفا، كما توقفت حركة الطيران بمطار بن غوريون في تل أبيب وسط إسرائيل،
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، رصد 8 صواريخ أُطلقت من لبنان باتجاه بلدات بمنطقة تل أبيب الكبرى، إضافة لنحو 30 صاروخا أُطلق من لبنان باتجاه منطقة الجليل بالشمال.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "بعد تفعيل صفارات الإنذار في عشرات البلدات بمنطقة تل أبيب الكبرى، تم رصد إطلاق نحو 8 صواريخ من لبنان، جرى اعتراض معظمها وسقط الباقي بالمنطقة".
وأفادت الهيئة بتوقف حركة الطيران في مطار بن غوريون في تل أبيب، إثر إطلاق صواريخ من لبنان، وقالت إن "طائرات كانت تهم بالهبوط في المطار عادت أدراجها".
وفي سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل، إنه رصد بعد الإنذارات التي دوت في مناطق الجليل الأعلى والجليل الغربي وخليج حيفا، ظهر الأحد، نحو 30 صاروخا أُطلق من لبنان.
وأضاف أنه "جرى اعتراض بعض هذه الصواريخ، وسقط بعضها في المنطقة".
وفي آخر تطور قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "حزب الله" أطلق منذ الصباح نحو 200 صاروخ على مناطق متفرقة من إسرائيل منذ صباح الأحد.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1069
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 24-11-2024 05:29 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...