لجريدة عمان:
2024-11-20@18:26:05 GMT

طوفان الأقصى.. وإيجابيات التطبيع

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

لقد أحرجت كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - دولًا عربية كثيرة هرولت إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، لأنّ ما قامت به - بتلك الإمكانيات البسيطة - لم تقم به الجيوش النظامية، التي تستهلك معظم موازنات الدول العربية على حساب التنمية؛ فطالبت البيانات الصادرة عن هذه الدول من الطرفين ضبط النفس وعدم التصعيد وحماية المدنيين، وهو ما لم نره عندما صعّد الإسرائيليون الموقف باعتداءاتهم المتكررة على المسجد الأقصى وعلى المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.

المؤسف أنّ نداءات التهدئة العربية هذه، تساوي غالبًا بين المجرم والضحية كلما دافع الفلسطينيون عن أنفسهم، فيما نجد أنّ أمريكا وكلّ الغرب يقفون سرًا وعلنًا مع الكيان، دون مراعاة شعور الشعوب العربية.

لسنا في مقامٍ يسمح لنا بتقييم ما حصل، ومثلما غرد سابقًا فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة فإنّ «شباب القدس ليسوا بحاجة إلى كلمة مني، هم يعرفون طريقهم. ونقول للمخذّلين: كفوا ألسنتكم عنهم»، فإذا كنا لا نستطيع أن ندعم المقاومة، فلا ينبغي خذلانها بأقوال تؤيد العدو، ومن ليس مع المقاومة فهو مع العدو.

ما نستطيع قوله الآن أنّ المقاومة الفلسطينية - رغم المخذلين - قطعت مراحل من التقدم، بدءًا من السرية التامة، التي تعاملوا بها مع الحدث من لحظة الإعداد وحتى التنفيذ، رغم وجود ضعاف النفوس من الجواسيس الذين ينقلون للكيان حتى نسمة الهواء، وليس انتهاء بتنفيذ العملية بتلك القوة والدقة، واقتحام مقر رئاسة القوات العسكرية المحاذية لغزة وأسر قائدها الجنرال نمرود ألوني، بعد اختراق المقاومة الحدود المسيّجة.

لا بد أنّ الكيان الصهيوني سينتقم ممّا حدث، فهذا شيء متوقع، فقد توعد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان، حركة حماس بضربها في كلّ مكان وبكلّ قوة، وهو الوعيد نفسه الذي قدمه لحزب الله يوما ما.

الحروبُ عادة تكون طويلة، فتظهر بعض الأصوات لتقول ماذا استفادت المقاومة؟ وكيف انتصرت؟ لكن المحصلة النهائية هي في نهاية الحرب وليس في معركة واحدة، وما قامت به المقاومة الفلسطينية هو ضمن سلسلة طويلة من معارك الحرب، وأهم رسالة هي أنّ الشعب الفلسطيني حيٌ لم ولن يستسلم، وأنه قادرٌ على الدفاع عن قضيته العادلة مهما هرول العرب إلى موالاة الكيان الصهيوني. وبالتأكيد فإنّ حماس لم تخض مغامرة غير محسوبة في طوفان الأقصى، وإنما تعي تمامًا نتائجها وما سيترتب عنها، وهي خطوة أولى في حرب التحرير.

وإذا كانت البيانات العربية باهتة ومهينة فإنّ هناك من العلماء من يمثل رأي الشعوب العربية، ومنهم سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة الذي أشاد بما تبديه المقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، ودعا الله أن يوفق المقاومة الفلسطينية الباسلة في دفاعها عن حقوقها المشروعة، واستبسالها في مواجهة العدو الغاشم المحتل (وهو رأي يمثلني).

في رأيي أنّ إشادة الشيخ أحمد للمقاومة الفلسطينية في هذا الظرف بالذات له أهمية خاصة، لأنّ هناك من المشايخ من حمّل حماس مسؤولية المجازر، من باب الإلقاء بالنفس إلى التهلكة كما زعموا، وهناك من رأى أنّ الدخول في حرب مع عدو قوي هو أقرب للانتحار، وحمّلوا المقاومة دماء كلّ الضحايا من أطفال ونساء، وهي الأسطوانة التي نسمعها في كلّ معركة تقوم بها المقاومة ضد الاحتلال.

من محاسن التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني أنه أعطى درسًا للشعب الفلسطيني بأن يعتمد على نفسه وقدراته، وهذا الذي حصل، فلم يكن أمام المقاومة العربية بشقيها الفلسطيني واللبناني إلا الاعتماد على الذات، مع دعم إيراني واضح؛ فلن يحمي الأرض والشرف والمقدسات إلا العنف الثوري حتى وإن سماه البعض الإرهاب، فهو الإرهاب المرغوب، أما الاعتماد على الدول العربية فهو مضيعة للوقت. وظاهريًا لا نستطيع أن نتجاهل القوة الإسرائيلية الضاربة، ولكن تجربة طوفان الأقصى أظهرت أنّ حسن نصر الله كان محقًا عندما وصف الكيان بأنه أوهن من بيت العنكبوت، فأوضحُ رسالة وجهها طوفان الأقصى الجارف لمن لجأ إلى الكيان الإسرائيلي من العرب، معتقدين أنهم في أمان وتحت الحماية، فكلّ الأسلحة الإسرائيلية والمخابرات العسكرية والقبة الحديدية لم تمنع وقوع عملية كبرى بهذا الحجم، وهذا وحده إنذار للمهرولين والمطبعين ولمن يسارع فيهم ويقول «نخشى أن تصيبنا دائرة»، والواضح لمن يقرأ الأحداث بوعي، أنّ الكلمة للشعوب مهما طال الليل.

سينتقم الكيان الصهيوني، وسيخذل العرب الفلسطينيين، وسيعمل المتآمرون للقضاء على المقاومة، ولكن لن يكون هناك نصر بدون تضحيات، وأكرر ما قلته في أكثر من مقال إن على الشعب الفلسطيني أن يعتمد على نفسه، فطوفان الأقصى قد عرى المطبعين.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب «الطريق إلى القدس»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الکیان الصهیونی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

عمليات كتائب القسام في اليوم الـ409 من "طوفان الأقصى"

غزة - صفا

تواصل كتائب الشهيد عزّ الدين القسام الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى" ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 409 أيام.

وفيما يلي أبرز عمليات كتائب القسام يوم الاثنين 18 نوفمبر/ تشرين ثاني 2024:

- كتائب القسام: استهدفنا دبابة صهيونية من نوع "ميركفاه" بقذيفة "الياسين 105" في منطقة الجمعية الإسلامية وسط مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة

- كتائب القسام: تمكن مجاهدونا من استهداف قوة صهيونية راجلة قوامها 12 جندياً بقذيفة مضادة للأفراد في منطقة الجمعية الإسلامية وسط مدينة بيت لاهيا شمال القطاع

- كتائب القسام: تمكن مجاهدونا من قنص 5 جنود صهاينة في منطقة "الجواني" وسط مدينة بيت لاهيا شمال القطاع

 

مقالات مشابهة

  • "طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
  • المقاومة.. المكاسب والانتصارات منذ «طوفان الأقصى»
  • تطورات اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تخرج دفعة من دورات طوفان الأقصى في مديرية الزهرة بالحديدة
  • تطورات اليوم الـ410 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 13 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ409 من "طوفان الأقصى"
  • المقاومة الفلسطينية تدمر آلية عسكرية للعدو الصهيوني في بيت لاهيا
  • المقاومة الفلسطينية تدمر 5 آليات للعدو الصهيوني في محاور التوغل بغزة (فيديو)
  • تطورات اليوم الـ409 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة