لجريدة عمان:
2024-11-15@15:52:20 GMT

هل سيصل سعر برميل النفط إلى 100 دولار؟

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

في النصف الأول من العام الحالي بدا أن بلدان أوبك تواجه المزيد من التحديات. فسعر النفط الذي تجاوز 125 دولارا للبرميل خلال معظم شهر يونيو في العام الماضي ظل ثابتا عند أقل من 85 دولارا. ولكي تُوقِف تراجع الأسعار بسبب هبوط الطلب الذي يعود إلى ضعف النمو في الصين وارتفاع أسعار الفائدة في غير الصين ظلت أوبك تمدد خفض الإنتاج الذي أعلنت عنه أول مرة في أكتوبر الماضي.

ثم هوت الأسعار إلى 72 دولارا للبرميل. وكانت أوبك تبيع كميات أقل وأقل من النفط وتحصل مقابلها على أموال أقل وأقل.

لكن سوء حظ أوبك انتهى في يوليو عندما قررت السعودية خفضا إضافيا بلغ مليون برميل في اليوم أو ما يعادل 1% من الطلب العالمي على النفط. وذكرت أنها ستمدد الخفض حتى شهر أغسطس. ومنذ ذلك الوقت مددت السعودية وروسيا التخفيضات إلى نهاية العام. ومن المرجح أن يظل البلَدَان على هذا المسار في اجتماع أوبك يوم 4 أكتوبر (اجتمعت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لمجموعة أوبك بلس عبر الإنترنت في 4 أكتوبر وأوصت فعلا بالإبقاء على خطة خفض الإنتاج الحالية دون تغيير حتى نهاية عام 2024. وستجتمع اللجنة مجددا في 26 نوفمبر لإعادة تقييم الوضع قبل الاجتماع الوزاري لأوبك وشركائها - المترجم).

في ذات الوقت تفاءل المستثمرون الذين توقعوا دخول الاقتصاد العالمي في انكماشٍ هذا العام بمؤشرات تباطؤ التضخم في أمريكا مما يشير إلى توقعهم بانتهاء رفع أسعار الفائدة وربما حتى هبوط اقتصادي «ناعم». أدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 30% إلى أكثر من 90 دولارا للبرميل.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ يتردد المتداولون بين التفاؤل والتشاؤم. ففي الأسبوع قبل الماضي تجاوزت الأسعار 97 دولارا وهي الآن (يوم 2 أكتوبر وهو تاريخ نشر هذا المقال) أقل من 92 دولارا. ووسط مثل هذا التقلب في الأسعار يتساءل الخبراء هل بدأت لتوِّها موجة ارتفاع الأسعار أم أنها تنحسر.

يتوقع المتشائمون مستوى للأسعار يقل عن 90 دولارا للبرميل بحلول عيد الميلاد (في ديسمبر). أما المتفائلون فيتصورون ارتفاعها إلى ثلاثة أرقام (100 دولار فأكثر) قبل ذلك التاريخ. والرهانات عالية. ليس لأوبك فقط. فارتفاع أسعار النفط سيزيد التضخم. وهذا بدوره قد يجبر البنوك المركزية على الإبقاء على تشديد سياستها النقدية (رفع سعر الفائدة) ويوجه ضربة لاقتصاد العالم.

يؤسس المتفائلون حجتهم على المرونة المفاجئة للطلب على النفط. فالرياح العكسية الاقتصادية والفعلية (في شكل إعصار عاصف) لم تمنع السياح ورجال الأعمال الصينيين من السفر بمعدلات قياسية هذا الصيف مما عزز الطلب على البنزين ووقود الطائرات. وظل الطلب في قطاع السفر الأمريكي قويا. وكان قد بلغ ذروته في نهاية أسبوع عيد العمال في أوائل سبتمبر.

إجمالا يبدو أن آخر ارتفاع في أسعار النفط لا يُضعِف الاستهلاك. ويقدر جورج ليون المسؤول بشركة ريستاد انيرجي الاستشارية أن مثل هذا التدمير للطلب على النفط سيحدث فقط عند سعر 110 إلى 115 دولارا للبرميل.

ويعتقد المتفائلون أيضا أن تخفيضات إمدادات النفط تملأ جيوب المنتجين مما قد يفتح المجال لاحتمال تمديدها مرة أخرى. فإيرادات السعودية على الرغم من انخفاض صادراتها يمكن أن تكون أعلى بحوالي 30 مليون دولار يوميا في ربع السنة الحالي مقارنة بإيراداتها في الربع السابق له. ويشكل ذلك ارتفاعا بنسبة 6%، وفقا لتقديرات شركة انيرجي آسبيكتس الاستشارية.

كما ارتفعت إيرادات روسيا أيضا. وكلا البلدين يمكنهما الشعور بالارتياح من حقيقة أن شركات النفط الصخري الأمريكية لا تسد الفجوة، بعكس ما حدث في أواخر العشرية الثانية عندما اتفقت أوبك مع روسيا لأول مرة على خفض الإمدادات.

إنتاج هذه الشركات يرتفع في الوقت الحالي. لكنها تغلق الآبار بسبب ارتفاع التكاليف. وعدد الحفارات الآن أقل بنسبة 20% من عددها في شهر نوفمبر الماضي.

ويقول المتفائلون إن انخفاض الأسعار خلال أسبوع نشر هذا التقرير يعكس «جني الأرباح» من جانب المتداولين. ويشيرون إلى توقعات بعجزٍ في الإمدادات يتراوح بين مليون ونصف إلى مليوني برميل في اليوم خلال العام بأكمله. ويذكرون أيضا أن هذا العجز سيتحقق في معظمه في الربع الأخير من العام عندما يفوق حجم تخفيضات التكتل النفطي أخيرا إنتاجا قياسيا لبلدان غير أعضاء في أوبك كالبرازيل وغيانا.

سيضطر مستهلكو النفط إلى سحب المزيد من احتياطياتهم النفطية. وفي الواقع تراجعت المخزونات في كوشينج وهي مركز نفطي بالغ الأهمية في ولاية أوكلاهوما الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في 14 شهرا.

مع ذلك ينظر المتشائمون إلى الأشياء بطريقة مختلفة. فهم يعتقدون أن التعافي في طلب الصين على النفط حدث سلفا ولو أن تعافي اقتصادها عموما لم يكتمل بسبب الأثر الكبير للإغلاقات على الأنشطة التي تحتاج بشدة إلى النفط مثل تلك التي تتعلق بقطاع النقل. ويقدر بنك جيه بي مورجان أن يظل الطلب الصيني على النفط مستقرا خلال باقي العام.

بالإضافة إلى ذلك استوردت الصين كميات قياسية من النفط الخام في أول ثمانية أشهر من العام وتم تخزين الكثير منه لتكريره في وقت لاحق. وتشير التجربة التاريخية إلى أن الصين ستتوقف عن الشراء إذا شهدت الأسعار مزيدا من الارتفاع.

أيضا تظهر مؤشرات مقلقة في أمريكا. فالضغوط الناشئة عن ارتفاع أسعار النفط تتغلغل إلى التضخم «الأساسي» الذي يستبعد تكاليف الغذاء والطاقة مع شروع الشركات في القطاعات الأخرى بداية بقطاع النقل في رفع الأسعار للتعويض عن الخسائر.

ويشير «نموذج التنبؤ الآني» لبنك الاحتياط الفدرالي فرع كليفلاند والذي يستخدم أسعار النفط والبنزين كمُدخلات في تقدير معدلات التضخم إلى ارتفاعه لمعدل 4.19% على أساس سنوي هذا الشهر من 4.17% في سبتمبر. ويتوقع المحللون أن يظل ثابتا عند معدل 3% في الأجل الطويل. وبالتالي من المرجح جدا أن يفضل بنك الاحتياط الفدرالي الإبقاء على ارتفاع معدلات أسعار الفائدة لفترة أطول مما يضعف اقتصاد أمريكا ويرفع سعر الدولار. وهذا بدوره سيزيد من تكلفة استيراد النفط للبلدان الأخرى.

يقلل المتشائمون من أهمية استنزاف مخزونات النفط في كوشينج مشيرين إلى انتقال نشاط التخزين لساحل خليج المكسيك بدلا منها مع تحول أمريكا إلى تصدير النفط في العشرية الثانية من هذا القرن. مخزونات النفط في غير كوشينج انحسرت بنفس السرعة. ولا تزال المخزونات العالمية فوق متوسط خمس سنوات.

وعلى الرغم من إقرار المتشائمين بأن هذه المخزونات ستنخفض في ربع السنة القادم إلا أنهم يتوقعون تقلص العجز في السوق بسرعة في العام القادم عندما يلزم أن يغطي نمو الإنتاج في غير بلدان أوبك معظم الارتفاع في الطلب. وتتوقع شركة تحليل البيانات «كبلر» فائضا في الشهور القليلة الأولى من عام 2024.

ويبدو أن حجة المتفائلين أقوى في الأجل القصير لكن المتشائمين سيتغلبون بحلول العام القادم. فمن المرجح أن تكون إمدادات الأسواق محدودة حتى شهر يناير. ويمكن أن تتسبب بيانات اقتصادية مفاجئة في تقلبات تتراوح بين 5 دولارات إلى 10 دولارات مما يرفع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل. مع ذلك في عام 2024 سيُضعف الأثر المتأخر لارتفاع معدلات الفائدة الطلب مع وصول الإنتاج الجديد ويهدئ الأسعار. وقد يعقب ذلك هبوط تدريجي.

ولا يزال هنالك مجهول (حالة من عدم اليقين). فعلى الرغم من تلميح السعودية بالقلق من الآفاق الاقتصادية لزبائنها الآسيويين والأوروبيين إلا أن انخفاض الأسعار المعيارية لخام النفط قد يدفعها إلى إجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج. وإذا كانت هنالك تخمة في الإمدادات فقد لا تكون مثل هذه التخفيضات كافية لرفع الأسعار. لكنها مع ذلك ستحُول دون إعادة بناء المخزونات النفطية التي تحدث عادة أثناء التراجعات الاقتصادية. وهذا ما سيعدُّ المسرح لمشهد آخر من حكاية أسعار النفط المثيرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دولارا للبرمیل ارتفاع أسعار أسعار النفط على النفط

إقرأ أيضاً:

جولد بيليون: الذهب ينخفض 250 دولاراً بأكثر من 9% منذ قمته السعرية

استقرت أسعار الذهب العالمي مع بداية تداولات اليوم الجمعة، ولكن الذهب في طريقه إلى تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من 3 سنوات في ظل قوة الدولار الأمريكي خاصة بعد تماسك معدلات التضخم الأمريكية وعدم اليقين المصاحب لتوقعات السياسة النقدية.

انحصرت تداولات أونصة الذهب العالمي اليوم حول المستوى 2565 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى عند 2571 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2554 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن سجل الذهب يوم أمس أدنى مستوى منذ شهرين عند 2536 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.

يتجه الذهب إلى تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ يونيو 2021 بنسبة 4.4% ليسجل انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي، حيث انخفض الذهب بأكثر من 250 دولار وبنسبة 9.1% من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 2790 دولار للأونصة وحتى أدنى مستوى سجله يوم أمس عند 2536 دولار للأونصة.

في المقابل واصل الدولار الأمريكي تألقه مقابل سلة من العملات الرئيسية ليسجل أعلى مستوى في عام خلال جلسة الأمس، بعد أن وجد دعم كبير منذ فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتسبب هذا الارتفاع في جعل الذهب أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى غير الدولار ليقلل هذا من الطلب على الذهب وينخفض سعره.

من جهة أخرى ضعف الذهب الحالي والذي يظل ضمن نطاق التصحيح السلبي يعد أول تصحيح كبير يشهد الذهب منذ بداية العام، ومنذ بداية موجة الصعود الصاروخية التي بدأها في مارس الماضي.

ضعف الذهب الحالي يعكس التوقعات الحالية أن السياسة النقدية الأمريكية ستكون أكثر تعقيداً خلال العام القادم بسبب الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب والتي ستعتمد على سياسات مالية وضريبية من شأنها أن تدفع معدلات التضخم إلى الارتفاع وبالتالي يصبح الأمر معقد بالنسبة للبنك الفيدرالي للاستمرار في خفض أسعار الفائدة.
يذكر أن بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة بالنسبة للذهب منذ كون السندات الحكومية الأمريكية تشهد عائد مرتفع يدفع الطلب إلى التزايد عليها مقارنة مع الذهب.

أشار رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس إن النمو الاقتصادي المطرد وسوق العمل القوية والتضخم المستمر يبرر الحذر في خفض أسعار الفائدة بسرعة. وقد ساهمت تعليقاته في تأكيد التوقعات بصعوبة موقف البنك الفيدرالي خلال العام القادم.

يزيد من هذا التعقيد أن بيانات تضخم أسعار المنتجين التي صدرت يوم أمس أظهرت ارتفاع في معدلات التضخم، بينما استقر ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين أيضاً مما يدل على بقاء التضخم واستقراره بأعلى من مستهدف البنك الفيدرالي عند 2% وهو ما قد يؤثر على توجه البنك الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة وتيسير السياسة النقدية.

وتضع الأسواق المالية احتمال بنسبة 59% لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر القادم بمقدار 25 نقطة أساس ليتراجع هذا الاحتمال من 83% قبل يوم واحد، مما يدل على اقتناع الأسواق الحالي بمدى تغير أوضاع السياسة النقدية.

أما عن الصين فقد أظهرت خلال شهر أكتوبر انخفاض مبيعات الذهب من بورصة شنغهاي للذهب بنسبة 6% بما يصل إلى 107 طن وذلك بسبب ارتفاع أسعار الذهب مما قلل من الطلب على الذهب.

وفي الوقت نفسه استمر الضعف على أساس سنوي، حيث انخفض بنسبة 11% مقارنة بأكتوبر الماضي وبنسبة 21% أقل من المتوسط على مدى 10 سنوات.

في المقابل ارتفع الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب الصينية، لتضيف 13 مليار يوان صيني بما يساوي 21 طن في أكتوبر، وهو أكبر تدفق شهري على الإطلاق،  حيث ارتفعت أصولها الإجمالية قيد الإدارة (AUM) إلى 69 مليار يوان صيني (10 مليارات دولار أمريكي) وبلغت الحيازات الجماعية 112 طنًا، وسجل كلاهما أعلى مستوياتهما التاريخية

مقالات مشابهة

  • جولد بيليون: الذهب ينخفض 250 دولاراً بأكثر من 9% منذ قمته السعرية
  • الذهب ينخفض 250 دولارًا بأكثر من 9% منذ قمته السعرية
  • أوبك: العراق خفض انتاجه من النفط بنحو 60 ألف برميل يوميا
  • وزير النفط:العراق حريص على وحدة منظمة أوبك لضمان استقرار أسعار النفط
  • أسعار النفط العراقي تعود الى المنطقة الخضراء بارتفاع طفيف
  • لمواجهة انهيار النفط إلى 40 دولاراً : رئيس لجنة الاقتصاد النيابية يدعو لتنويع مصادر الدخل
  • قد ينخفض الى 40%.. الكناني يحذر من هبوط حاد للنفط ويوجه دعوة عاجلة للحكومة
  • ارتفاع أسعار النفط بعد تقرير منظمة “أوبك”
  • سعر برميل النفط الكويتي ينخفض دولارين ليبلغ 72.07 دولار
  • النفط مستقر قرب أدنى مستوى في أسبوعين بعد خفض أوبك توقعات الطلب