افتتح عدد من الأساتذة والعلماء العام الدراسي الجديد ١٤٤٥ه /٢٠٢٤م بأكاديمية أهل الصُفة لدراسات التصوف وعلوم التراث بحضور الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي، والدكتور محمد عبدالرحيم بيومي عميد كلية أصول الدين الزقازيق، والدكتور رمضان الصاوي عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف، والدكتور جاد الرب أمين العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة، والدكتور أحمد ربيع وكيل كلية اللغة العربية السابق بالقاهرة، والدكتور فتحي حجازي أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة.

البيت المحمدي ينظم مجالس علمية للاحتفال بقرب ذكرى المولد النبوي رئيس مجلس أمناء البيت المحمدي يواصل شرح كتاب تاج العروس الحاوي

وقال الدكتور محمد مهنا إن أول طلاب لأهل الصُفة كانوا من صحابة رسول الله، ثم جاء مَن بعدَهم ليقتفوا آثارهم   في تعلم الآداب والسلوك، موضحًا أن دراسة الأكاديمية تقوم على المنهج الأزهري القديم، فتتناول علوم الفقه وأصوله، وعلوم اللغة العربية، وعلوم أصول الدين، إضافة للبُعد الصوفي، وتتلخص رسالتها في  العمل على إحياء التراث الروحي للأمة، وأن طلاب الأكاديمية لم يأتوا للحصول على شهادة وإنما جاءوا للعلم فكثير منهم حائزون على درجات علمية عريقة، ولذلك فالتقويم يقوم على إجازات العلماء فلايدخل أحد الامتحان إلا بإجازة الأستاذ وهذا إحياء لسنة الإسناد في أمتنا الإسلامية، مشيرًا إلى أن الدراسة  تقوم على غرس  الأدب والسلوك بين المعلم والمتعلم، وقد كان لنا في أئمتنا المثل القدوة فكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول أكون عطشان ولا أقوم من مجلس الإمام مالك هيبة منه وله، ثم جاء الإمام أبو يوسف صاحب أبو حنيفة فيقول والله مامددت قدمي تجاه منزل أبي حنيفة أدبًا معه وقد كان بيني وبينه سبع سكك.

على طالب العلم أن يكون موصولًا بحبل الله

وأضاف الدكتور فتحي حجازي أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة أن للعلماء أثر في قلوب المتعلمين، وعلى طالب العلم أن يكون موصولًا بحبل الله في ليله ونهاره، مبينًا أنه عاصر الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم ورأى جهوده في نشر التصوف، وأنه يرى الآن في ظهور الأكاديمية تحقيقًا لبعض من أمنياته وجهوده في التصوف.

واستكمل الدكتور جاد الرب أمين، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بنين القاهرة أن الإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم كان جامعًا بين العلوم المتكاملة فيفسر ويُحدث، ويتحدث في الفقه والأصول، وأن وارث ميراثه العلمي الدكتور محمد مهنا استطاع أن ينهض فينشئ الأكاديمية، ويحفظ تراث شيخه، فيجعلها مؤسسة متكاملة تتميز بتلبية متطلبات العقل والروح معًا، وبالتراحم بين الطالب وزميله، وبالمؤاخاة والمودة بين كل فرد في الأكاديمية، وغايتها هي القرب من الله فلا يلتحق بها إلا الراغب في العلم.

وذكر الدكتور جمال سيدبي  الأستاذ بجامعة قناة السويس أن من خصائص الدراسة بالأكاديمية أنها امتداد للرائد المثقف الذي كان يجمع بين مختلف العلوم والفنون، ويجيد لغات متعددة، فهي بهذا تنفتح على الغير، وتجمع بين العلم والشرع

وأوضح الدكتور محمد البيومي عميد كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق أن التصوف من دوائر بناء الإنسان، وأن المفكرين في الغرب عندما أرادوا محاربة عولمة الإرهاب اتخذوا التصوف دليلًا لهم 
وأشار الدكتور محمد المحمدي عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة أن الدراسة بالأكاديمية تمثل أربع كليات كونها تجمع اللغة، والأصول، والشريعة، والتصوف شاملًا مبادئ التصوف، وقواعد التصوف، وفقه التصوف، إضافة إلى التربية، والمناهج وطرق التدريس، واللغات الأجنبية، وأن طرق التقويم تشمل السلوك، والمناقشة، والتقرير العلمي.

وألمح الدكتور رمضان الصاوي عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف إلى أن كتاب كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين الذي يدرس في الأكاديمية من الكنوز الفقهية المهمة لكل طلاب العلم. 
وبيّن الدكتور ربيع الغفير عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة، أن العلم أقدس رسالة يستزيد بها الإنسان في حياته (وقل رب زدني علمًا) ولمكانة أهل العلم فقد جعلهم الله في رفعة (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) مؤكدًا أن الأكاديمية خير دليل على أن العالم إذا رحل جسده وبقي بعلمه وبالمخلصين من تلامذته. 
قدم الحفل د. إبراهيم الصوفي، وابتدأه بتلاوة القرآن د. عبدالفتاح المشد وتخلله مداخلات وفقرات شعرية من السادة الأساتذة، ومن طلاب العلم.

يذكر أن  أكاديمية أهل الصفة لدراسات التصوف وعلوم التراث تعد أحد الهيئات العلمية التابعة لمؤسسة البيت المحمدي للتصوف، وتقوم على دراسة العلوم الشرعية مع توضيح  أبعادها الروحية الصوفية، بنظام الإجازة وباتباع مناهج الأزهر  على نحو يجمع بين الشريعة والحقيقة، ويصل الأصول والفقه بالطريقة على يد نخبة من أساتذة وعلماء الأزهر الشريف، وسميت  بأهل الصفة نسبة إلى مجموعة من ٧٠ من صحابة رسول الله ﷺ الذين وقفوا أنفسهم للدعوة والخدمة في سبيل الله تعالى بمسجده الشريف حيث كانوا يبيتون بمنطقة به تسمى "الصفة"
وترجع فكرة إنشاءها  في العصر الحديث إلى الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم رحمه الله، العالم الأزهري، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وشيخ الطريقة المحمدية الشاذلية الذي كان يحلم بإنشاء جامعة صوفية تبين  مكانة    التصوف من الدين وتهدف‎ إلى إحياء التراث الصوفي الأصيل للأمة الذي طمسته الحضارة المادية التي قطعت الإنسان عن روحه وجردته من القيم الروحية والأخلاق فجعلته دون أن يدري مشتتًا متطرفًا في فكره متعلقًا بالمادة ناسيًا لرحمه ولمكارم الأخلاق التي بعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليتممها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلية اللغة العربية البیت المحمدی اللغة العربیة الدکتور محمد عمید کلیة

إقرأ أيضاً:

أمير منطقة الجوف يفتتح ركن الوثائق التاريخية في متحف إمارة المنطقة

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف ركن الوثائق التاريخية في متحف إمارة المنطقة اليوم، وتجوّل داخل الركن، واطّلع على توثيق الأعمال.

وأكد أمير منطقة الجوف أن تاريخ المملكة له مكانة كبيرة وعناية لدى القيادة الرشيدة -أيدها الله- في سبيل المحافظة عليه من الاندثار، وإبرازه للأجيال الشابة وفقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

وثمّن سموه ما تحظى به منطقة الجوف انطلاقًا من عمقها الحضاري من تميّز، وما تزخر به من مواقع تاريخية وثقافية، إضافةً إلى مخزونها الغني من التراث العمراني المادي وغير المادي.

اقرأ أيضاًالمجتمع“اغاثي الملك سلمان” يوزع 1650 سلة غذائية في السودان

واستمع أمير منطقة الجوف لشرح عما يحتويه الركن، الذي اشتمل على “23” وثيقة تاريخية مرتبة تسلسليًا من عام 1960م إلى عام 1980م، تمثل تسجيلًا لمراحل التطور في مختلف المجالات بالمنطقة، ومسيرة التحولات التي مرت بها تلك الفترة.

وأشاد سموه بالجهود المبذولة من مكتب تحقيق الرؤية بالإمارة والمشاركين التي تنم عن حس وطني كبير، لما تمثله من إضافة نوعية رمزية في المحافظة على التراث والمقتنيات التراثية والتاريخية القيمة، مبديًا إعجابه بما احتواه الركن من مراسلات ومكاتبات أصلية توثق حقبة مهمة من مسيرة النمو والتطور، ومؤكدًا أن تأسيس الركن داخل المتحف يعدُّ حافزًا مهمًا لكافة القطاعات الحكومية والخاصة بالمنطقة للقيام بمشاريع مماثلة، ويمثل أهمية بالغة في إبراز التراث الثقافي والحضاري للمنطقة في كافة المجالات، لإعطائها مكانتها وبُعْدها التاريخي الذي يمتد لآلاف السنين، وتوثيق وتدوين التاريخ بطريقة علمية وإعلامية جاذبة، سائلًا الله تعالى أن يديم الخير والنماء والرخاء على بلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يهنئ الدكتور شوقي علام بتعيينه عميدًا للمعهد العالي للدراسات الإسلامية
  • ضمن مبادرة "مودة ورحمة".. وفد من علماء الأوقاف يزور مستشفى طامية المركزي
  • «أكاديمية فاطمة بنت مبارك» تُتوج نجمات الشطرنج
  • بالصور | لقاء موسع لرابطة علماء اليمن بعنوان (لا عذر للجميع أمام الله في نصرة غزة وفلسطين) | 17 شوال 1446هـ 15 أبريل 2025م
  • رابطة علماء اليمن تنظم لقاءًا بعنوان “لا عذر للجميع أمام الله في القعود عن نصرة غزة وفلسطين”
  • السيد عبد الباري: الدين لا يؤخذ من الريلز والمنشورات وإنما من العلماء الموثوقين
  • لقاء لعلماء اليمن دعما لفلسطين
  • شعار يوم العلم الأردني 2025
  • خارج الأدب | علي جمعة يوجّه تنبيها مهمًا لهؤلاء الطلاب
  • أمير منطقة الجوف يفتتح ركن الوثائق التاريخية في متحف إمارة المنطقة