بهجومها المباغت والضخم جوا وبرا وبحرا على إسرائيل، وضعت حركة "حماس" الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (73 عاما) أمام أكبر تحدٍ خلال مسيرته السياسية؛ ما دفعه إلى التفكر في التخلص من الشركاء الأكثر تطرفا في حكومته؛ لتشكيل حكومة طوارئ مع المعارضة.

تلك القراءة طرحها الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت، في تحليل بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "يوجد تفسير واحد مهم للأحداث غير المفهومة التي وقعت في يوم سبت كارثي (أمس)، وهو الغطرسة الخاطئة".

وفجر السبت، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى.

وبدأ الجيش الإسرائيلي في المقابل عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

والأحد، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الحكومية بمقتل ما لا يقل عن 700 وإصابة أكثر من 2150 آخرين في إسرائيل، كما أعلنت "حماس" أسر عشرات الإسرائيليين، فيما قالت وزارة الصحة في غزة إن 313 فلسطينيا قتلوا وأصيب 1990 آخرين.

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: هجوم حماس يحمل أصداء مخيفة لحرب 1973.. والارتباك يسود إسرائيل

حكومة طوارئ

"ويواجه نتنياهو التحدي الأكبر في مسيرته السياسية الطويلة، وبينما  تجنب المغامرات العسكرية، كان إعلان الحرب هذه المرة أمرا لا مفر منه"، بحسب بن كاسبيت.  

واعتبر أن نتنياهو "يأتي إلى الجبهة مكبلا بحكومة متشددة من المستحيل إدارتها، وقد بذل بعض أعضائها قصارى جهدهم لتأجيج التوترات الفلسطينية"، في إشارة إلى مسؤولين بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سيموتريتش.

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نالت هذه الحكومة ثقة البرلمان، ويعتبرها إسرائيليون "أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل".

وأردف بن كاسبيت أنه "عندما عاد (نتنياهو) إلى السلطة في 2009، وعد بإسقاط حماس واستعادة النظام في غزة، لكنه تبنى استراتيجية هدفت إلى تعزيز قوة حماس على حساب منافستها السلطة الفلسطينية وزعيمها الرئيس محمود عباس".

وتابع: "نجحت استراتيجية نتنياهو بما يتجاوز توقعاته الجامحة، إذ ازدادت حماس قوة (...)، والآن يحتاج نتنياهو إلى منافسيه السياسيين، زعيم حزب "الوحدة الوطنية" بيني جانتس وزعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، لمساعدته في مواجهة العواقب".

بن كاسبيت لفت إلى أن "لابيد اقترح تشكيل حكومة طوارئ بشرط واحد هو أن يُبعد نتنياهو عن الحكومة المتطرفين الذين يديرونها الآن".

وزاد بأنه "كما كان يفعل منذ توليه منصبه، يبدو أن نتنياهو لا يزال يناقش ما إذا كان سيخلص نفسه من المتطرفين الذين يعتمد عليهم في بقائه السياسي وفي المعركة القانونية التي يخوضها ضد لائحة اتهامه بالفساد".

واعتبر أنه "يحتاج إلى الشرعية الشعبية لحشد الأمة خلفه للحرب، ولا يستطيع أن يحصل عليها من دون المعارضة (...) ونتنياهو متعب ومنهك ومشتت، وفي هذه الحالة بالتحديد، يعيش صراعا مباشرا مع مصيره".

اقرأ أيضاً

الصدمة تتواصل.. مشادات في اجتماع الحكومة الإسرائيلية بسبب الفشل الاستخباراتي

فشل استخباراتي

ومتعجبا مما أقدمت عليه الحركة الفلسطينية، قال بن كاسبيت: "لقد اجتاح المئات من رجال حماس، الذين تسللوا إلى الأراضي الإسرائيلية، واحدا من أغلى وأروع الحواجز وأنظمة المراقبة المتطورة التي بنتها إسرائيل على الإطلاق، وسخروا من الجيش الإسرائيلي وذراعه الاستخباراتية وقواته الجوية".

وأردف أن "إسرائيل، التي ظلت تناقش منذ سنوات ما إذا كانت سترسل قوات إلى غزة  للقضاء على المنظمات (الفلسطينية)، اكتشفت  أن غزة أرسلت قوات برية إلى إسرائيل".

و"حتى وقت كتابة هذه السطور، لم يستعد الجيش الإسرائيلي السيطرة على جميع البلدات والتجمعات التي سيطرت عليها حماس في الأراضي الإسرائيلية، وفي حين قُتل العديد من المتسللين في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، إلا أنه ليس من الواضح عدد مَن لا يزالون داخل البلاد"، كما أضاف بن كاسبيت.

وتابع أن "عدد المدنيين والجنود الإسرائيليين الذين تم اختطافهم ونقلهم إلى غزة لم يُنشر رسميا بعد، وهو أمر مثير للقلق أيضا".

ويقبع في سجون إسرائيل نحو 5100 أسير فلسطيني، بينهم 32 أسيرة و165 طفلا وأكثر من 1200 معتقل إداري دون توجيه اتهام، وفقا لمؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

بن كاسبيت قال إنه "في اليوم التالي، بعد تحديد مكان المتسللين وقتلهم أو طردهم واستعادة السيطرة على الأرض، سيتم استدعاء الجيش الإسرائيلي (بفروعه لجمع المعلومات الاستخباراتية) وجهاز (الأمن العام) "الشين بيت"، لشرح فشلهم غير المفهوم".

و"تحديدا، سيتم سؤالهم كيف فشلوا في ملاحظة التخطيط منذ أشهر لعملية بهذا الحجم؟، وكيف سحقت قوة حماس الحاجز الحدودي الذي تبلغ تكلفته مليارات الشواكل؟، وكيف فشلت إحدى القوات الجوية الأكثر تقدما في العالم؟"، كما أردف.

اقرأ أيضاً

بينهم أجانب.. تقديرات عبرية: عشرات الأجانب ضمن الأسرى لدى حماس

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين حكومة نتنياهو حماس هجوم متطرفون الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو يزعم بتلقي حماس وحزب الله نصوصا سربت من اجتماعات حساسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حماس وحزب الله تلقيا نصوصا سربت من اجتماعات حساسة ولم يتم فتح أي تحقيق، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

مقالات مشابهة

  • لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد
  • فضيحة التسريبات الأمنية تهز حكومة نتنياهو وتثير جدلاً سياسيًا في إسرائيل
  • يديعوت أحرونوت تكشف محاولة نتنياهو تزوير أدلة عن تحذيرات قبل طوفان الأقصى
  • هيئة البث الإسرائيلية: سقوط مسيرة قرب نهاريا دون تفعيل صفارات الإنذار
  • نتنياهو عن فضيحة التسريبات: حماس وحزب الله تلقيا معلومات من اجتماعات حساسة
  • نتانياهو: حماس تلقت معلومات من غرفة فريق التفاوض الإسرائيلي
  • مكتب نتنياهو يزعم تلقي حماس وحزب الله نصوصا مسربة من اجتماعات حساسة
  • مكتب نتنياهو يزعم بتلقي حماس وحزب الله نصوصا سربت من اجتماعات حساسة
  • نتنياهو يعلن مسئولية إسرائيل عن هجوم «البيجر» واغتيال نصر الله
  • صور محرجة تضع نتنياهو في مأزق.. تفاصيل جديدة في فضيحة تسريبات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي