واشنطن تكتم أنفاس “إمبراطور السينما الصامتة” ومجرمون يخطفون جثته
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
الولايات المتحدة – وجهت لجنة أمريكية خاصة بالتحقيق في النشاطات المعادية للولايات المتحدة مطلع أكتوبر عام 1948 إلى الممثل الشهير تشارلي شابلن اتهامات تتعلق بالتجسس لحساب الاتحاد السوفيتي.
ارتابت السلطات الأمريكية في الممثل الشهير تشارلي شابلن واتهم في مطلع أكتوبر عام 1948 بالتورط في أنشطة معادية للولايات المتحدة قبل أن تغلق الأبواب أمامه في هذا البلد.
كانت الولايات المتحدة منذ الثلاثينيات في خضم حمى الخوف من الشيوعية وغير ذلك من الأفكار التي عدت في ذلك الوقت هدامة، وطال ذلك التعقب المنهجي المنظم الحياة الشخصية للبعض واعتبرت بعض السلوكيات المتحررة، خطرة على أمن البلد!
تشارلي شابلن، كان ابتكر السينما الصامتة، وأنتج أفضل أفلامه في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من كل ذلك، لم يحصل على الجنسية الأمريكية، وبعد 40 عاما من العيش هناك، طرد فعلا من الولايات المتحدة.
الغريب أن سبب هذا العداء يعود إلى شبهات في تعاطفه مع الأفكار الشيوعية وانتقاداته السياسية للاذعة.
في أفلامه الجريئة، أزعج شابلن الجميع بما في ذلك هتلر والسلطات الأمريكية على حد سواء، وتعرض هذا الممثل الكوميدي المبدع إلى سلسلة من المضايقات.
تشارلي شابلن كان يبلغ من العمر 20 عاما حين سافر إلى الولايات المتحدة. تجول هناك لعامين من 1910 إلى 1912، وظن أن مستقبله سيكون في هذا البلد، ولذلك بعد رحلة قصيرة إلى لندن، قرر الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.
لم يكن طريقه الفني في أمريكا سهلا، وتعثرت خطواته السينمائية الأولى هناك، إلا أنه صمد في وجه الظروف غير المواتية وحصل بالتدريج على ثقة الجمهور، وكان يتولى بنفسه كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل، بل وكان يؤلف حتى الموسيقى التصويرية لأفلامه.
اشتهر شابلن في الولايات المتحدة، وأصبح في عام 1917 أغلى ممثل في التاريخ في ذلك الوقت بتوقيعه عقدا مقابل مليون دولار، وكان ينتظره مستقبل واعد في هذا البلد.
قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، بدأ تشارلي شابلن في عام 1938 في كتابة سيناريو فيلم “الديكتاتور العظيم”، الساخر المعادي لهتلر وللنازية.
من المفارقات أن شابلن وهتلر ولدا في عام واحد هو 1889، وكان الممثل الكوميدي الشهير أكبر من هتلر بأربعة أيام فقط.
تصوير فيلم الديكتاتور بدأ في سبتمبر 1939، بعد أسبوع من اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقبل أن يكتمل الفيلم، كان النازيون قد استولوا على فرنسا.
يوصف هذا الفيلم بأنه يعد من نواح عديدة نقطة تحول بالنسبة لتشارلي شابلن. على الرغم من انتهاء عصر السينما الصامتة قبل عقدين من الزمن، إلا أن الممثل الكوميدي الكبير تمسك بها، كما أن هذا الفيلم كان الشريط الأخير الذي استخدمت فيه شخصية المتشرد، وهو أول فيلم كوميدي قوبل بموجة عارمة من النقد والاحتجاج والجدل لاعتبارات مختلفة.
فيلم “الديكتاتور العظيم” عرض للمرة الأولى في خريف عام 1940 واستقبله الجمهور بشكل جيد، وأثارت السخرية الكبيرة من هتلر ضجة واسعة.
بعد أن وصفه السيناتور جوزيف ماكارثي في الحقبة “الماكارثية” بأنه شيوعي، بدأ مكتب التحقيق الفيدرالي في تعقب شابلن ورصد تحركاته، إلا أن الممثل لم يعر كل ذلك أي اهتمام، وأيد في عام 1942 بحماسة افتتاح جبهة الثانية في أوروبا ضد القوات النازية، ما تسبب في موجة جديدة من الانتقادات والاتهامات ضده بموالاة الشيوعية.
هاجمته الصحافة بشدة، ورفضت دور السينما التعامل معه، ونشرت ملصقات تصفه بالدخيل وبأنه ناكر للجميل ومن أتباع الشيوعية ودعا بعضها إلى إرساله إلى روسيا، وجرى التحقيق معه.
غادر تشارلي شابلن في عام 1952 الولايات المتحدة في رحلة قصيرة لحضور العرض العالمي الأول لفيلم “الأضواء” في لندن، وبعدها أغلق باب الولايات المتحدة أمامه.
أبلغ شابلن بأنه للحصول على تأشيرة، سيتوجب عليه الإجابة على أسئلة لجنة إدارة الهجرة حول عدد من الاتهامات السياسية، علاوة على أخرى أخلاقية!
استقر الممثل الشهير في سويسرا، وعكف في منطقة كورسيه سور فيفي على كتابة مذكراته، وتأليف موسيقى لأفلام قوبلت ببرود.
على الرغم من كل ذلك حاز على عدة جوائز بما في ذلك لقب فارس من الملكة البريطانية إليزابيث الثانية في عام 1975.
توفى تشارلي شابلن في 25 ديسمبر عام 1977، ولم يهنأ حتى في قبره، إذ قام رجلان بسرقة جثته من مدفنه بالقرب من بحيرة جنيف، وطالبا بمبلغ مالي مقابل إعادتها. الصفقة لم تتم وجرى القبض على المجرمين، وأعيدت جثة الممثل إلى قبره بعد خلوه 11 أسبوعا.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة تشارلی شابلن شابلن فی فی عام فی ذلک
إقرأ أيضاً:
“ميدل إيست”: تصريحات ترامب تكشف استراتيجية المماطلة للمجتمع الدولي تجاه القضايا الفلسطينية
الجديد برس|
أكد تقرير لصحيفة ميدل إيست مونيتور البريطانية، الخميس، انه وبينما احتفظ الاتحاد الأوروبي بموقفه الدبلوماسي بشأن غزة في إطار الدولتين، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من النزوح القسري للفلسطينيين، أعلن ترامب أن خطته لم تتضمن حق العودة الفلسطيني.
وذكر التقرير، أنه ” وفي حين كان ذلك واضحًا مع إعلانه الأول عن استيلاء الولايات المتحدة على غزة افتراضيًا لصالح إسرائيل، قال ترامب إن غزة ستكون مأهولة بالأجانب وهو تأكيد صارخ على عدم وجود حق العودة يضرب مما يكشف عن استراتيجية المماطلة المستمرة للمجتمع الدولي عندما يتعلق الأمر بفلسطين والقضايا الفلسطينية”.
وأضاف التقرير ان ” إن حق العودة هو حق فردي لا يمكن التفاوض عليه أو انتزاعه من قبل أي شخص.، وهذا هو القانون الدولي. ومع ذلك، وعلى الرغم من تأكيد حق العودة الفلسطيني في قرار الأمم المتحدة رقم 194، فإن المجتمع الدولي لم يعالج حقيقة مفادها أن إسرائيل نفسها تشكل عائقًا أمام هذا الحق، ولم يعالج حقيقة مفادها أن إسرائيل تأسست على التطهير العرقي غير القانوني للسكان الفلسطينيين الأصليين، الأمر الذي جعل اللاجئين الفلسطينيين مشكلة إنسانية مؤسفة”.
وتابع انه ” ومنذ تأسيس إسرائيل، تم وضع دورة دائمة من خلق اللاجئين في الحركة، ولحماية المشروع الاستعماري الإسرائيلي في فلسطين، أصبح العالم متواطئًا في التهجير القسري للاجئين الفلسطينيين واستمر في القيام بذلك بعد عام 1967؛ مع كل قرار اتخذته إسرائيل للاستيلاء على المزيد من الأراضي من الشعب الفلسطيني؛ مع كل هجوم وحشي على غزة؛ مع كل مستوطنة تم بناؤها وتوسيعها في الضفة الغربية المحتلة والقدس؛ مع الإبادة الجماعية في غزة؛ ومع هجمات نظام الفصل العنصري على جنين، أينما قررت إسرائيل تهجير الفلسطينيين قسراً، كان المجتمع الدولي يدعمها”.
وتساءل التقرير ” هل دافع الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، علناً عن ممارسة هذا الحق وعمل على تحقيقه؟ وماذا عن الأمم المتحدة التي جزأت التهجير القسري من سياسة استعمارية إلى انتهاكات منفصلة لحقوق الإنسان؟ الأمم المتحدة التي ناقشت حتى التوقفات الإنسانية في الإبادة الجماعية والتي فشلت في وقف التهجير القسري الإسرائيلي للفلسطينيين في غزة حتى يتم ذبحهم بأعداد أكبر؟ لقد باع المجتمع الدولي الفلسطينيين منذ عقود من الزمان بشأن حق العودة”.