الولايات المتحدة – وجهت لجنة أمريكية خاصة بالتحقيق في النشاطات المعادية للولايات المتحدة مطلع أكتوبر عام 1948 إلى الممثل الشهير تشارلي شابلن اتهامات تتعلق بالتجسس لحساب الاتحاد السوفيتي.

ارتابت السلطات الأمريكية في الممثل الشهير تشارلي شابلن واتهم في مطلع أكتوبر عام 1948 بالتورط في أنشطة معادية للولايات المتحدة قبل أن تغلق الأبواب أمامه في هذا البلد.

كانت الولايات المتحدة منذ الثلاثينيات في خضم حمى الخوف من الشيوعية وغير ذلك من الأفكار التي عدت في ذلك الوقت هدامة، وطال ذلك التعقب المنهجي المنظم الحياة الشخصية للبعض واعتبرت بعض السلوكيات المتحررة، خطرة على أمن البلد!

تشارلي شابلن، كان ابتكر السينما الصامتة، وأنتج أفضل أفلامه في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من كل ذلك، لم يحصل على الجنسية الأمريكية، وبعد 40 عاما من العيش هناك، طرد فعلا من الولايات المتحدة.

الغريب أن سبب هذا العداء يعود إلى شبهات في تعاطفه مع الأفكار الشيوعية وانتقاداته السياسية للاذعة.

في أفلامه الجريئة، أزعج شابلن الجميع بما في ذلك هتلر والسلطات الأمريكية على حد سواء، وتعرض هذا الممثل الكوميدي المبدع إلى سلسلة من المضايقات.

تشارلي شابلن كان يبلغ من العمر 20 عاما حين سافر إلى الولايات المتحدة. تجول هناك لعامين من 1910 إلى 1912، وظن أن مستقبله سيكون في هذا البلد، ولذلك بعد رحلة قصيرة إلى لندن، قرر الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.

لم يكن طريقه الفني في أمريكا سهلا، وتعثرت خطواته السينمائية الأولى هناك، إلا أنه صمد في وجه الظروف غير المواتية وحصل بالتدريج على ثقة الجمهور، وكان يتولى بنفسه كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل، بل وكان يؤلف حتى الموسيقى التصويرية لأفلامه.

اشتهر شابلن في الولايات المتحدة، وأصبح في عام 1917 أغلى ممثل في التاريخ في ذلك الوقت بتوقيعه عقدا مقابل مليون دولار، وكان ينتظره مستقبل واعد في هذا البلد.

قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، بدأ تشارلي شابلن في عام 1938 في كتابة سيناريو فيلم “الديكتاتور العظيم”، الساخر المعادي لهتلر وللنازية.

من المفارقات أن شابلن وهتلر ولدا في عام واحد هو 1889، وكان الممثل الكوميدي الشهير أكبر من هتلر بأربعة أيام فقط.

تصوير فيلم  الديكتاتور بدأ في سبتمبر 1939، بعد أسبوع من اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقبل أن يكتمل الفيلم، كان النازيون قد استولوا على فرنسا.

يوصف هذا الفيلم بأنه يعد من نواح عديدة نقطة تحول بالنسبة لتشارلي شابلن. على الرغم من انتهاء عصر السينما الصامتة قبل عقدين من الزمن، إلا أن الممثل الكوميدي الكبير تمسك بها، كما أن هذا الفيلم كان الشريط الأخير الذي استخدمت فيه شخصية المتشرد، وهو أول فيلم كوميدي قوبل بموجة عارمة من النقد والاحتجاج والجدل لاعتبارات مختلفة.

فيلم “الديكتاتور العظيم” عرض للمرة الأولى في خريف عام 1940 واستقبله الجمهور بشكل جيد، وأثارت السخرية الكبيرة من هتلر ضجة واسعة.

بعد أن وصفه السيناتور جوزيف ماكارثي في الحقبة “الماكارثية” بأنه شيوعي، بدأ مكتب التحقيق الفيدرالي في تعقب شابلن ورصد تحركاته، إلا أن الممثل لم يعر كل ذلك أي اهتمام، وأيد في عام 1942 بحماسة افتتاح جبهة الثانية في أوروبا ضد القوات النازية، ما تسبب في موجة جديدة من الانتقادات والاتهامات ضده بموالاة الشيوعية.

هاجمته الصحافة بشدة، ورفضت دور السينما التعامل معه، ونشرت ملصقات تصفه بالدخيل وبأنه ناكر للجميل ومن أتباع الشيوعية ودعا بعضها إلى إرساله إلى روسيا، وجرى التحقيق معه.

غادر تشارلي شابلن في عام 1952 الولايات المتحدة في رحلة قصيرة لحضور العرض العالمي الأول لفيلم “الأضواء” في لندن، وبعدها أغلق باب الولايات المتحدة أمامه.

أبلغ شابلن بأنه للحصول على تأشيرة، سيتوجب عليه الإجابة على أسئلة لجنة إدارة الهجرة حول عدد من الاتهامات السياسية، علاوة على أخرى أخلاقية!

استقر الممثل الشهير في سويسرا، وعكف في منطقة كورسيه سور فيفي على كتابة مذكراته، وتأليف موسيقى لأفلام قوبلت ببرود.

على الرغم من كل ذلك حاز على عدة جوائز بما في ذلك لقب فارس من الملكة البريطانية إليزابيث الثانية في عام 1975.

توفى تشارلي شابلن في 25 ديسمبر عام 1977، ولم يهنأ حتى في قبره، إذ قام رجلان بسرقة جثته من مدفنه بالقرب من بحيرة جنيف، وطالبا بمبلغ مالي مقابل إعادتها. الصفقة لم تتم وجرى القبض على المجرمين، وأعيدت جثة الممثل إلى قبره بعد خلوه 11 أسبوعا.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة تشارلی شابلن شابلن فی فی عام فی ذلک

إقرأ أيضاً:

توسّع للعلامة التجاريّة اليابانية الفاخرة “ياتسودوكي” في دبي

في إطار تعزيز توسّع المنتجات اليابانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، افتتحت اليوم شركة شاتوريز بريميوم فرعاً جديداً لعلامتها التجارية الشهيرة المتخصصة في صناعة الحلويات اليابانية الراقية “ياتسودوكي” في مردف سيتي سنتر في إمارة دبي، وهو الفرع الثالث في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحضر الافتتاح كلاً من سعادة جون إيمانيشي، قنصل عام اليابان في دبي والإمارات الشمالية و سعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي ورئيس اندكس القابضة، والسيد نوبويوكي ناكاجيما، مديرعام منظمة التجارة الخارجية اليابانية والمهندس أنس المدني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لاندكس القابضة، والسيدة مايا توكوه، نائب القنصل والمستشار الزراعي في القنصلية العامة لليابان في دبي؛ والسيد تاكاشي موجي، ممثل منظمة التجارة الخارجية اليابانية؛ والسيد شوتارو واتانابي، المدير العام لشركة تشاتريز؛ والسيد توني الزغبي، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربيّة؛ والدكتور مجد ناجي، مؤسس عيادات ليبرتي لطب الأسنان؛ والسيدة أياكو أوجينو، رئيسة الشؤون الثقافية والعلاقات العامة في سفارة اليابان في الإمارات؛ والسيد هشام معروف، مدير قسم التأجير في مجموعة ماجد الفطيم العقارية تأكيداً على عمق العلاقة الإماراتية واليابانية وخاصّة في مجال الاستثمار.
وتعتبر دولة الإمارات الشريك الاستراتيجي الأبرز لليابان، حيث يوجد العديد من المشاريع اليابانية البارزة في دولة الإمارات، و يقيم فيها أكثر من 4000 مواطن ياباني، مما يجعلها أكبر جالية يابانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. علاوةً على ذلك، تُسهم أكثر من 400 شركة يابانية في تعزيز النشاط الاقتصادي في الإمارات، مما يعكس التزام كلا البلدين بتطوير شراكة مستدامة ومثمرة.
ويشار إلى أنّ دولة الإمارات تستورد الحصّة الأعلى من الواردات من اليابان، والتي تتركز في السيارات والأجهزة الإلكترونية والآلات والنسيج، وتتركز صادراتها إلى اليابان في البترول الخام والغاز الطبيعي، إضافة إلى الألمنيوم بمختلف أشكاله، وتشكل المنتجات البترولية النسبة الأعلى من صادرات الإمارات إلى اليابان، كما تعد الإمارات ثاني أكبر مورد للبترول الخام من حيث الكمية لليابان.
وقال يوجي فورويا الرئيس التنفيذي لشاتوريز بريميوم ياتسودوكي- اليابان:” إنه لمن دواعي سرورنا أن نعلن عن الافتتاح الكبير لمتجرنا رقم 1030 على مستوى العالم، والذي يشكل إنجازاً جديداً يضاف إلى مسيرتنا الحافلة بالتميز. هذا الموقع الجديد هو المتجر رقم 180 دولياً، ويتميز بكونه الثالث في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
إلى ذلك، تشتهر الحلويات اليابانية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمطبخ الياباني بجودتها العالية وطعمها الفريد. وتتميز منتجات “ياتسودوكي” بلذّتها بفضل استخدام أفضل المكونات الطبيعية المستوردة من اليابان. حيث يُستخدم الحليب الطازج يومياً مباشرة من المزارع، ويتم استخدامه فوراً في إنتاج الحلويات.
ويضمن هذا الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة تقديم أفضل نكهات الحليب الطبيعية ومكونات فريدة في كل قطعة من حلويات “ياتسودوكي”.
ومن جانبه، أكد المهندس أنس المدني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لاندكس القابضة، على أهمية تطوير الشراكة الاقتصادية قائلاً: “يأتي هذا الافتتاح كتتويج للنجاحات المتواصلة التي حققتها فروعنا السابقة في دبي والشارقة، والتي شهدت إقبالاً استثنائياً، مما يؤكد على الشعبية المتزايدة للمنتجات اليابانية الفريدة من نوعها في المنطقة لذا نستمر بتوفير منتجات غذائيّة مبتكرة ولذيذة ومستمدة من مصادر طبيعية نادرة لا تُوجد إلا في اليابان لأن الجودة العالية التي نلتزم بها تشكل جزءاً لا يتجزأ من هويتنا.”
وأضاف: “لقد اخترنا الشراكة مع اليابان لأنها تعد رمزاً للإبداع والتفرد في عالم المنتجات، حيث تجمعنا علاقة استراتيجية قوية مبنية على الثقة والابتكار المشترك، إن التعاون الوثيق بيننا وبين الشركاء اليابانيين يعزز رؤيتنا في تقديم منتجات تتماشى مع أعلى المعايير العالمية من حيث الجودة والابتكار، ويمثل افتتاح هذا الفرع الجديد خطوة هامة نحو تحقيق المزيد من النجاحات.”
وبلغ حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 2024، نحو 75.8 مليار درهم (20.65 مليار دولار)، مقارنة مع 71.9 مليار درهم (19.6 مليار دولار) للفترة ذاتها من العام 2023، وبنمو نسبته 5.4%، وفقاً لإحصاءات هيئة التجارة الخارجية اليابانية “جيترو”
وأظهرت إحصاءات الهيئة ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين خلال شهر مايو الماضي بنسبة 22%، لتصل إلى 14.75 مليار درهم (4.02 مليار دولار)، مقارنة مع 11.8 مليار درهم (3.29 مليار دولار) للشهر ذاته من 2023.
علاوة على ذلك، يعكس تزايد الطلب على الحلويات اليابانية في دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمام المستهلكين المتزايد بهذه المنتجات المتميزة وتسعى “ياتسودوكي” إلى تقديم فن صناعة الحلويات اليابانية الراقية، مما يبرز عمق الروابط الثقافية بين اليابان والإمارات وهذا التوسع يعكس الشهرة الواسعة التي حققتها المأكولات اليابانية، التي أصبحت جزءاً من تجربة النكهات المتنوعة التي تميز السوق الإماراتي.
قال السيد نوبويوكي ناكاجيما، المدير الإداري لشركة جيترو (دبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا): “نحن في شركة شاتوريز بريميوم ياتسودوكي في اليابان فخورون لأننا استطعنا افتتاح متجرنا الجديد في سيتي سنتر مردف، وهو موقع مألوف لدى زبائننا المحليين، مما يعد فرصة مميزة لتعزيز وجودنا وحضورنا في هذا المجتمع”.


مقالات مشابهة

  • “المفاجأة الأكبر”.. كيف أصبحت أنفاق حماس تحت الأرض في غزة سر بقائها وقوة صراعها مع “إسرائيل”؟
  • ما الذي تنوي الولايات المتحدة فعله في الشرق الأوسط مع زيادة التوتر؟
  • ماكرون: الاتحاد الأوروبي قد “يموت”
  • “واشنطن بوست”: 20 صاروخا باليستيا سقطت في قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية
  • لافروف: الولايات المتحدة لم تبد أدنى إدانة للغزو البري الإسرائيلي للبنان
  • سيباستيان ستان: حذّروني من تجسيد ترامب في السينما
  • ارتفاع حصيلة قتلى إعصار “هيلين” بأمريكا إلى 215 شخصًا
  • سفير روسيا لدى واشنطن: الولايات المتحدة تمهد الطريق أمام صراع نووي
  • إيران توجه رسالة إلى الولايات المتحدة عبر قطر: “انتهاء فترة ضبط النفس”
  • توسّع للعلامة التجاريّة اليابانية الفاخرة “ياتسودوكي” في دبي