إعلان حالة الحرب في إسرائيل.. الإجراءات والسيناريوهات المتوقعة
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أعلنت إسرائيل أمس السبت، على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها في "حالة الحرب"، وذلك عقب إطلاق كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى".
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل "حالة الحرب"، منذ حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، رغم أن عملياتها العسكرية لم تتوقف؛ فما الجديد هذه المرة؟
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء تخطى الحكومة، وصدّق على بند الحرب.
يتضمن برتوكول إعلان الحرب في إسرائيل العديد من البنود؛ أهمها:
وضع كل إمكانات الدولة تحت تصرف الجيش، مما يسمح له بالقيام بعمليات عسكرية كبيرة غير مسبوقة. استدعاء جميع قوات الاحتياط، ويبلغ عدد أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 635 ألفا، بينهم 170 ألف جندي فاعل، و465 ألف جندي في قوات الاحتياط. استهداف كل المناطق والمرافق في قطاع غزة، من خلال قصف جوي وبري وبحري مكثف، بحيث لا توجد فيه "مناطق محرمة"، وهنا يشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يمتلك أكثر من 600 طائرة حربية متنوعة. سيعمد الاحتلال إلى ترحيل السكان من مناطق كاملة في قطاع غزة إلى مناطق أخرى. الدخول في حرب برية واجتياح القطاع إذا سمح الوضع الميداني بذلك، وشن عملية عسكرية كبيرة ربما تشير إلى إعادة احتلال القطاع. تفعيل سياسة الاغتيالات، واستهداف قيادات عسكرية وسياسية في فصائل المقاومة، وقد عمدت قوات الاحتلال مرارا إلى تفعيل هذه السياسة في حوادث أمنية أقل بكثير مما حدث منذ إطلاق عملية "طوفان القدس". قطع الماء والكهرباء عن قطاع غزة، وإغلاق جميع معابر ومنافذ القطاع حتى إشعار آخر، ويشار هنا إلى الحصار الشامل المفروض على قطاع غزة منذ 2006. في السياسة والاقتصادمن الناحية الإجرائية، فإن إعلان حالة الحرب يأتي من أجل تحقيق أهداف أخرى؛ منها:
تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لإمكانية سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجنود المشاركين في العمليات في عمق القطاع. توحيد الصف الإسرائيلي، الذي أبرزت أزمة التعديلات القضائية مدى الانقسام الذي يعانيه. استعداد حكومة الاحتلال لوضع اقتصادي صعب في حال إعلان عن الحرب، إذ ينطوي الإعلان على مخاطر اقتصادية من ضمنها: أنه يسمح لجميع القطاعات الاقتصادية والخدماتية للمطالبة بتعويضات من الحكومة. يدفع إعلان الحرب الولايات المتحدة لتزويد إسرائيل بالأسلحة والعتاد العسكري، لمنح جيشها القدرة على مواصلة الجهد الحربي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حالة الحرب قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين
بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة لمواقع الحوثيين في اليمن، لا يخفي الاحتلال أنه أمام عدو من نوع مختلف، بزعم أنه ليس لديهم، وهم المشبعون بالدوافع الأيديولوجية، ما يخسرونه، ومستمرون في إطلاق الصواريخ على الأهداف الاسرائيلية، ما يحفزهم بعد كل ضربة للاستمرار في استهداف الاحتلال.
وفي مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، زعم الباحث المشارك في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم أبحاث جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، دينيس سيترينوفيتش، أنه: "بقي الحوثيون يقودون "محور المقاومة" ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية".
وأوضح سيترينوفيتش، "بعد وقف إطلاق النار في لبنان، والأضرار الجسيمة التي لحقت بتشكيلات حزب الله، وفي ظل تردد القيادة الإيرانية بشأن الانتقام من الهجوم الإسرائيلي، بقي الحوثيون يقودون -محور المقاومة- ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية، وواصلوا إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه، وتجاه السفن المختلفة في مضيق باب المندب".
وأضاف: "الحوثيين يواصلون التهديد بأنهم لن يوقفوا عملياتهم حتى تقف الحرب على غزة، حيث يرون في هجماتهم وسيلة لوضع أنفسهم ضمن محور المقاومة كعامل إقليمي لا يمكن تجاهله، ورغم أن الهجوم الإسرائيلي عليهم ألحق أضرارا بإمدادات الكهرباء في صنعاء".
"وربّما أدى إلى شلّ ميناء الحديدة لفترة زمنية غير معروفة، فمن المشكوك فيه جدا أن الحوثيين سيوقفون الهجمات ضد إسرائيل نظرا لعوامل عديدة" بحسب سيترينوفيتش.
وزعم أن: "الحوثيين ليس لديهم ما يخسرونه، والمفارقة أن الهجمات الإسرائيلية عليهم تؤدي لتعزيزهم وتصميمهم، مما يعني أن الضربات العملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي لا تترجم فعلياً لإنجاز استراتيجي يتمثل بوقف الصواريخ من اليمن، ولا تسفر عن إعادة فتح الممرات الملاحية في باب المندب".
واسترسل: "ما يستدعي من الاحتلال التفكير في استراتيجية مختلفة أهمها التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول المنطقة بهدف تنفيذ حملة مستمرة تلحق أضرارا جسيمة بقدرة الحوثيين".
إلى ذلك، أبرز أن: "إيران هي مورّد أسلحة مهم للحوثيين، لكن الغريب أن تأثيرها على عملية صنع القرار لديهم محدود للغاية، ولذلك من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان مهاجمة إيران سيغير نمط عملياتهم في البحر الأحمر".
وأردف: "في نهاية المطاف، حتى لو توقفت حرب غزة، فمن المشكوك أن يوقفون هجماتهم بشكل كامل تجاه إسرائيل أو مضيق باب المندب، بل قد يجدوا مختلف الذرائع لمواصلة ابتزاز المجتمع الدولي ودول المنطقة".
وختم بالقول: "بالنظر للمستقبل، لن يكون هناك خيار سوى العمل على إسقاط الحوثيين، ومثل هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة قوية أخرى لمحور المقاومة، وتزيد الضغط على إيران، صحيح أن هذا ليس حدثاً بسيطاً، لكن هناك قدراً كبيراً من الشك إذا كان هناك خيار آخر لتأمين الممرات الملاحية في البحر الأحمر، ووقف الصواريخ تجاه إسرائيل، حتى لو عادت وهاجمت مواقعهم للبنية التحتية في المستقبل أيضاً".
من جهته، أكّد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تامير هايمان، أنّ: "الضربات الجوية الإسرائيلية لن تهزم الحوثيين، ولذلك فقد حان الوقت لاستخدام ذراع أكثر ملاءمة ضدهم، لأنه منذ اللحظة التي فرضوا فيها حصاراً بحرياً على إسرائيل، أعلنوا الحرب عليها، لكن من الواضح أنها لم تعلن بعد الحرب عليهم، زاعما أنه حان وقت الاغتيالات في صفوفهم".
وأضاف هايمان، في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أنّ: "الهجوم الإسرائيلي في اليمن رد مناسب على الحوثيين، لكنه ليس كافيا لتغيير الواقع في أقرب وقت، خاصة عقب إعلانهم حصارا بحريا ضد الاحتلال، مع أنه من المناسب رفعه بأسرع وقت ممكن من خلال قدرات الجيش".
"مع التركيز على سلاح البحرية، ولكن بسبب العبء الثقيل على المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال، والرغبة بإعطاء فرصة للتحالف الدولي للتحرك ضد الحوثيين، امتنع الاحتلال عن الردّ عليهم لعدة أشهر" بحسب هايمان.
وأوضح أنّ: "الاحتلال في الشهور الأخيرة هاجم الحوثيين مرتين، تركزت بتدمير بناهم التحتية للطاقة والتجارة، فيما تقتصر ضربات التحالف الدولي الواسع على قدراتهم العسكرية، بغرض إزالة التهديدات وحماية الممرات الملاحية".
واستطرد: "لكن شيئين أساسيين غابا تماما عن الطريقة التي تجري بها الحملة ضد الحوثيين، أولهما مهاجمة المرسل والممول، وهي إيران، والروح الحية التي تقف وراء السهام القادمة من اليمن، وبالتالي فإن التحالف الدولي وإسرائيل يردان مباشرة على الوكيل، وليس على اليد التي تهز المهد".
وأشار إلى أن: "الشيء الثاني الغائب عن الضربات الإسرائيلية الدولية للحوثيين هو عدم التركيز على القيادة والسيطرة، أي أنه لا توجد حملة واسعة ومستمرة لإضعاف الحوثيين بطريقة تؤدي لضغوط متزايدة، كما حدث ضد حماس وحزب الله في الحرب الحالية".
وبيّن أنّ: "الأمر الذي يستدعي القيام بالشيء الصحيح الذي ينبغي عمله ضدهم، وهو حملة مستمرة، وليس عملية واحدة، وهي بحاجة لقدرات استخباراتية وهجومية أخرى".
إلى ذلك، زعم أن "الاحتلال مطالب ببناء القدرة التشغيلية التي تسمح بقدر أكبر من المرونة والدقة، ومثل هذه القدرات، وعلى هذه المسافة من إسرائيل، تتطلب جهازا مختلفاً يقودها، وينسق بين القوات الجوية والبحرية".
وأردف: "على أن تتمتع البحرية بميزة كبيرة في هذه الحرب، ولكن بعيداً عن القدرات التكتيكية، فإن الاحتلال مطالب بحملة عسكرية تعمل ضد الحوثيين كمنظومة عسكرية، مع التذكير بأن نهاية حرب غزة ستنهي الحرب ضد الحوثيين".