جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-21@20:16:40 GMT

"طوفان الأقصى".. تأملات في روح المكان

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

'طوفان الأقصى'.. تأملات في روح المكان

 

حمود بن علي الطوقي

الأحداث التي نشهدها منذ صباح السبت 7 أكتوبر 2023، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أظهرت مدى قدرة المقاومة الباسلة على تكبيد العدو الغاشم خسائر فادحة. وهي أحداث تعد الأشد على العدو منذ حرب أكتوبر 1973. وهذه المواجهة الباسلة التي يتابعها ملايين المدافعين عن قضية فلسطين عبر مختلف الوسائل.

وسائل الإعلام العمانية تراقب عن كثب المجريات والتطورات التي تحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ولا شك أن الإعلام العماني ينحاز بشدة ويتعاطف مع جهود المقاومة المشروعة في استرداد حقوقهم. أما رسميًا فقد صدر بيان من وزارة الخارجية يؤكد أن سلطنة عُمان تتابع باهتمام وقلق التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي اللامشروع للأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، الذي يُنذر بتداعيات خطيرة وتصاعد حدّة العنف.

وهنا استذكر حديثًا سابقاً لمعالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية سابقًا، عندما تحدث عن زيارته للقدس، وقال "إني تجوّلت في القدس وشعرت أن الإسرائيلين ينتابهم القلق والخوف وأن المقاومة الفلسطينية تتمسك بحقوقها المشروعة. لهذا أقول إلى متى ستستمر إسرائيل العيش في خوف وفي ظروف عدم الاستقرار. وإن هذا الخوف سيلازمهم إلى أن تتم عودة الحقوق لأصحابها وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس".

هذا الشعور الذي انتاب بن علوي انتابني أيضًا أنا وزملائي الصحفيين عندما كُتب لنا زيارة الضفة الغربية والقدس الشرقية في أكتوبر 2013؛ أي قبل 10 سنوات. ولاحظت حالة الخوف لدى اليهود ونحن نتجول في "بوابة دمشق" على مدخل المدينة القديمة. كنتُ وزملائي نرتدي الزيَّ العُماني فهو بالنسبة لنا زيٌّ وطنيٌّ، وبالنسبة لأشقائنا في فلسطين يُعبر عن التضامن معهم ومع قضيتهم المصيرية، وقد أقدم المتطرفون اليهود على مضايقتنا تارة، بينما الخوف يعتريهم، وهم يرون عربًا من أبناء عُمان قادمين لمناصرة القضية الفلسطينية. أطفال المقدسيين يُرحبون بنا، لكن في المُقابل، أطفال اليهود والمتشددون بلباسهم الأسود، يمرُّون كمجموعات في حركات سريعة، خوفًا منَّا، بينما أطفال المقدسيين كانوا يضحكون بصوت مرتفع ويرحبون بنا قائلين "أهلًا بكم في مدينة القدس".

لأول مرة نرى قبة الصخرة بألوانها الذهبية الزاهية وبجوارها المسجد الأقصى؛ حيث صلينا الجمعة وتجولنا بعدها في الأسواق القديمة كما زرنا كنيسة القيامة، ودخلنا من باب القدس، وخرجنا من باب العمود وباب الواد.

وأنا أتابع هذه الأحداث المُفرِحة، الآن؛ حيث تشهد انتصارات المقاومة وما لحق من أضرار في صفوف الإسرائيليين من قتلى وأسرى وآلاف الجرحى، نرى هذا الانتصار بارتفاع صيحات التكبير "الله أكبر" من المقاومة الباسلة، ليتولد لدينا يقين بأن طوفان الأقصى هذه المرة عازم على تحقيق النصر للأمة.

من خلف شاشات التلفاز نتابع ونشاهد تلك المقاومة الباسلة من شعب لم يبالِ الآلة العسكرية ولا تلك والدبابات الإسرائيلية والقذائق والطائرات التي تحلق فوق رؤسهم. كل هذه الآلة العسكرية لا تخيفهم؛ بل تزيدهم إصرارًا وتمسكًا بقضيتهم الأبدية، بينما يفر المحتل الجبان مثل الجرذان خوفًا من الموت وخشية الأسر.

تحيا المقاومة الباسلة، وتحيا فلسطين، وتحيا القدس، وكلنا من أجل الأقصى باقون.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة

الضفة الغربية - خاص صفا

عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.

وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.

وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.

وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.

وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.

وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.

أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.

وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.

وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.

وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.

وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.

وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".

وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.

ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.

وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن تقييم عملية طوفان الأقصى بعد مرور عام عليها؟
  • تطورات اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى"
  • "طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
  • المقاومة.. المكاسب والانتصارات منذ «طوفان الأقصى»
  • تطورات اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تخرج دفعة من دورات طوفان الأقصى في مديرية الزهرة بالحديدة
  • كيف تعرف مدة صلاحية سرعة إطارات سيارتك؟ مكتوبة في هذا المكان
  • تطورات اليوم الـ410 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 13 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة