جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@23:37:29 GMT

"طوفان الأقصى".. تأملات في روح المكان

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

'طوفان الأقصى'.. تأملات في روح المكان

 

حمود بن علي الطوقي

الأحداث التي نشهدها منذ صباح السبت 7 أكتوبر 2023، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أظهرت مدى قدرة المقاومة الباسلة على تكبيد العدو الغاشم خسائر فادحة. وهي أحداث تعد الأشد على العدو منذ حرب أكتوبر 1973. وهذه المواجهة الباسلة التي يتابعها ملايين المدافعين عن قضية فلسطين عبر مختلف الوسائل.

وسائل الإعلام العمانية تراقب عن كثب المجريات والتطورات التي تحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ولا شك أن الإعلام العماني ينحاز بشدة ويتعاطف مع جهود المقاومة المشروعة في استرداد حقوقهم. أما رسميًا فقد صدر بيان من وزارة الخارجية يؤكد أن سلطنة عُمان تتابع باهتمام وقلق التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي اللامشروع للأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، الذي يُنذر بتداعيات خطيرة وتصاعد حدّة العنف.

وهنا استذكر حديثًا سابقاً لمعالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية سابقًا، عندما تحدث عن زيارته للقدس، وقال "إني تجوّلت في القدس وشعرت أن الإسرائيلين ينتابهم القلق والخوف وأن المقاومة الفلسطينية تتمسك بحقوقها المشروعة. لهذا أقول إلى متى ستستمر إسرائيل العيش في خوف وفي ظروف عدم الاستقرار. وإن هذا الخوف سيلازمهم إلى أن تتم عودة الحقوق لأصحابها وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس".

هذا الشعور الذي انتاب بن علوي انتابني أيضًا أنا وزملائي الصحفيين عندما كُتب لنا زيارة الضفة الغربية والقدس الشرقية في أكتوبر 2013؛ أي قبل 10 سنوات. ولاحظت حالة الخوف لدى اليهود ونحن نتجول في "بوابة دمشق" على مدخل المدينة القديمة. كنتُ وزملائي نرتدي الزيَّ العُماني فهو بالنسبة لنا زيٌّ وطنيٌّ، وبالنسبة لأشقائنا في فلسطين يُعبر عن التضامن معهم ومع قضيتهم المصيرية، وقد أقدم المتطرفون اليهود على مضايقتنا تارة، بينما الخوف يعتريهم، وهم يرون عربًا من أبناء عُمان قادمين لمناصرة القضية الفلسطينية. أطفال المقدسيين يُرحبون بنا، لكن في المُقابل، أطفال اليهود والمتشددون بلباسهم الأسود، يمرُّون كمجموعات في حركات سريعة، خوفًا منَّا، بينما أطفال المقدسيين كانوا يضحكون بصوت مرتفع ويرحبون بنا قائلين "أهلًا بكم في مدينة القدس".

لأول مرة نرى قبة الصخرة بألوانها الذهبية الزاهية وبجوارها المسجد الأقصى؛ حيث صلينا الجمعة وتجولنا بعدها في الأسواق القديمة كما زرنا كنيسة القيامة، ودخلنا من باب القدس، وخرجنا من باب العمود وباب الواد.

وأنا أتابع هذه الأحداث المُفرِحة، الآن؛ حيث تشهد انتصارات المقاومة وما لحق من أضرار في صفوف الإسرائيليين من قتلى وأسرى وآلاف الجرحى، نرى هذا الانتصار بارتفاع صيحات التكبير "الله أكبر" من المقاومة الباسلة، ليتولد لدينا يقين بأن طوفان الأقصى هذه المرة عازم على تحقيق النصر للأمة.

من خلف شاشات التلفاز نتابع ونشاهد تلك المقاومة الباسلة من شعب لم يبالِ الآلة العسكرية ولا تلك والدبابات الإسرائيلية والقذائق والطائرات التي تحلق فوق رؤسهم. كل هذه الآلة العسكرية لا تخيفهم؛ بل تزيدهم إصرارًا وتمسكًا بقضيتهم الأبدية، بينما يفر المحتل الجبان مثل الجرذان خوفًا من الموت وخشية الأسر.

تحيا المقاومة الباسلة، وتحيا فلسطين، وتحيا القدس، وكلنا من أجل الأقصى باقون.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فيديو مفبرك يشعل التوتر في القدس .. تحذيرات من مخططات استيطانية وتصاعد الغضب العربي

أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن التحقيقات كشفت أن فيديو مثيرًا للجدل، يصور إحراق المسجد الأقصى واستبداله بما يسمى "الهيكل"، قد تم نشره عبر الإنترنت من قبل جهات أجنبية.

وقد لاقى هذا المقطع انتشارًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأثار إدانات رسمية من الأردن وقطر والإمارات، التي استنكرت جميعها "الدعوات التحريضية لتدمير المسجد الأقصى من قبل جماعات متطرفة".

وتشهد القدس تصعيدًا متزايدًا في التوترات، إثر دعوات أطلقتها منظمات استيطانية إسرائيلية عبر إنتاج ونشر فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي يظهر تفجير المسجد الأقصى وإقامة "الهيكل" المزعوم تحت شعار "العام القادم في القدس".

بدورها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية هذه الدعوات بأنها جزء من "مخطط ممنهج" يستهدف إشعال صراع ديني خطير، وسط انتقادات متنامية لما يُعتبر ضعفًا دوليًا في التصدي للانتهاكات الإسرائيلية، سواء في القدس أو في قطاع غزة.

يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه الاعتداءات على المسيحيين في القدس، حيث مُنع العديد منهم من الوصول إلى كنائسهم خلال الاحتفالات الدينية، مما يضيف بعدًا جديدًا للأزمة الدينية والسياسية في المدينة.

وتترافق هذه الأحداث مع اتهامات متكررة للمجتمع الدولي بالتقاعس عن فرض تنفيذ القرارات الأممية، مثل القرار 478 (1980) الرافض لضم القدس الشرقية، وقرارات اليونيسكو التي تؤكد الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى

طباعة شارك الاقصي القدس فلسطين اسرائيل حرق الاقصى

مقالات مشابهة

  • فيديو مفبرك يشعل التوتر في القدس .. تحذيرات من مخططات استيطانية وتصاعد الغضب العربي
  • مسير راجل ووقفة مسلحة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمدينة عمران
  • مسير راجل لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بلاد الطعام بريمة
  • مسير راجل ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عمران
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال
  • خطيب المسجد الأقصى يدعو للتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على القدس
  • دعوات للحشد والرباط في المسجد الأقصى وباحاته
  • جيش الاحتلال يقر بفشله في حماية مستوطنة نير إسحاق يوم 7 أكتوبر
  • عشرات آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • جماعات الهيكل تطالب بالاحتفال بـيوم القدس العبري داخل الأقصى