بوابة الوفد:
2024-12-17@13:25:32 GMT

نصيبهم من التصفيق الحاد

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

لا أعرف منذ متى توصل الإنسان إلى أن التصفيق هو أكثر الأفعال البشرية حاليًا تعبيرًا عن الإعجاب: إعجاب بكلمة... بفعل... برد فعل... بحركة. وكلما زاد الإعجاب طالت مدة التصفيق واشتعلت حرارته.
بنظرة بسيطة نكتشف بيسر أن الذين نالوا أكبر نصيب من التصفيق ينحصرون تقريبًا فى الزعماء السياسيين والفنانين ولاعبى الكرة ونجوم السيرك.

لأنهم يعرضون (مهاراتهم) على الحشود، فينتزعون منها مقدار ما يستحقونه من تصفيق.
فى تاريخ مصر المعاصر يمكن لنا أن نقول بيقين كبير إنه ما من رجل أو امرأة حصد أو حصدت أكبر قدر من التصفيق مثل السيدة أم كلثوم، وسأوضح توًا لماذا أميل إلى منح صاحبة (رق الحبيب) النصيب الأكبر من الأيادى الملتهبة.
بالنسبة إلى الزعماء السياسيين، فلا ريب فى أن الجماهير غمرت الزعيم سعد زغلول بتصفيق حاد كلما سمعوا خطبه أو شاهدوا موكبه، وقد عرفنا ذلك من كتب المؤرخين ومن روايات نجيب محفوظ، لكن الحظ لم يسعدنا برؤية الرجل وعشاقه وأياديهم الملتهبة رأى العين، فقد رحل عام 1927، قبل أن تنطق السينما وقبل أن نعرف التليفزيون.
كذلك حظى الزعيم مصطفى النحاس باشا بقدر كبير من التصفيق الحيوى النابع من قلوب المصريين، والأمر نفسه تكرر مع مكرم عبيد باشا، وقد ذكر لى المرحوم الوالد عبدالفتاح عراق أنه حضر له أكثر من خطبة، وأنه كان خطيبًا مفوهًا أبهج الناس بحنجرته المدوية.
من حسن الطالع أننا شاهدنا تسجيلات كثيرة للزعيم جمال عبدالناصر، وقد رأيته بنفسى وأنا صبى حين مرّ موكبه أمام بيتنا بمنطقة المؤسسة بشبرا الخيمة، والكل يعرف كيف تلقى الرجل التصفيق الأصيل من قبل الملايين فى مصر وخارجها.
أما نجوم المسرح والسينما، فقد تابعنا كيف تلقى كل من فؤاد المهندس وسميحة أيوب وسناء جميل وعبدالله غيث وشويكار وعادل إمام وغيرهم آيات الإعجاب من قبل جماهير المسرح، كذلك لاحظنا الحفاوة التى كان يستقبل بها الناس عبدالحليم حافظ وشادية وفايزة ونجاة ووردة ومحمد رشدى وغيرهم، والأمر تكرر مع لاعبى الكرة أمثال صالح سليم ومحمود الخطيب وحسن شحاتة وحسام حسن ومحمد صلاح وغيرهم.
لكن نصيب كل هؤلاء من التصفيق فى كفة، ونصيب السيدة أم كلثوم فى كفة أخرى، فصاحبة (الأطلال) ظلت تغنى بانتظام أمام الناس منذ عام 1923 حتى 1972، أى نصف قرن إلا قليلا، وهو ما لم يحدث مع أى زعيم سياسى أو ممثل أو لاعب كرة أو مطرب. كما أنها فى العام الواحد كانت تقدم العديد من الحفلات، وفى كل حفلة تشدو بثلاث أغنيات على الأقل (بعد 1967 اقتصرت الحفلة الواحدة على تقديم أغنيتين فقط).
تخيل معى كم التصفيق الحاد الذى كانت تتلقاه فى الأغنية الواحدة فيسعدها، ومن حسن الحظ أن اليوتويب يحتفظ بعشرات الأغنيات لصاحبة أنصع سمعة فى تاريخ الغناء العربى.
رجاء... عندما تنصت إلى أم كلثوم... انتبه إلى حجم التصفيق الملازم لها.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

بالمصرى.. الوجه الآخر للتقدم التكنولوجى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بالرغم من إنى من المهتمين بالتطور التكنولوجى والتقنيات الحديثة اللى ممكن تكون سهلت حاجات كتير فى حياتنا على كل المستويات سواء طبية وعلمية أو فى مجال الهندسة والمعمار وكل شئ حتى فى الفن وهندسة الصوت والسينما والمسرح إلا إنى بقيت بخاف.

زمان كان فيه حاجات حلوة ودافية وحميمية إبتدينا نفقدها بالوقت.

زمان كان فيه جوابات بنبعتها لبعض بخط إيدينا وبيبقى مكتوب فيها كلام م القلب وأحداث وتفاصيل وتاريخ وكنا بنكتب على الظرف شكراً لساعى البريد.. دلوقتى مابقاش فيه جوابات.. بقت رسايل واتسآب  ممكن تكون مصنوعة ومطبوعة مافيهاش خصوصية وبتلف على الناس فى المناسبات كوبى بيست.

زمان كنا بنزور بعض.. دلوقتى بنكتفى بمكالمات فيديو كول مافيهاش لمسة إيد وحضن دافى.. زمان كان فيه أوتوجراف بيكتبلنا فيه أصدقاءنا وقرايبنا كلمات وأمنيات طيبة بنحتفظ بيه وبنفتحه كل فترة نصحى بيه ذكرياتنا الحلوة..

زمان كان فيه ألبوم صور موجود فى كل بيت، وعلشان نتصور بنجهز ونلبس وناخد صورة حلوة فى كل لقاء لو حد عنده كاميرا أو بنروح استوديو تصوير.. دلوقتى كاميرا الموبايل اللى لو ضاع أو باظ بتروح كل الصور والذكريات.

زمان كان فيه دفتر بنحتفظ فيه بأرقام التليفونات، ومن كتر مابنكتبها ونطلبها بنحفظها.. دلوقتى يمكن مش حافظين أرقام تليفونات أقرب الناس لينا ولو باظ الموبايل مانعرفش نتواصل. 

زمان الأكل كان طازة بيتعمل يوم بيوم مافيهوش مواد حافظة ولا ألوان صناعية ولا بودرة بديلة مش عارفين مصدرها تدى طعم  ونكهة، ولا كيماويات توجع المعدة ويبقى الشكل أحلى من الطعم. 

زمان كان فيه مكالمات تليفون فى المناسبات نطمن على بعض ونهنى بعض ونواسى بعض ونعبر لبعض عن مشاعرنا.. دلوقتى بقت إيموشنز مرسومة نبعتها تعبر عن السعادة أو الحزن ولايك تعبر عن الإعجاب، وقلب يعبر عن الحب.. ومن كتر مابقى بيتحط لكل الناس فقد تميزه وخصوصيته وقيمته.

علشان كده بقيت بخاف.. أيوه بخاف إننا نبقى مش دم ولحم ونتحول لآلات  مشاعرنا مصنوعة وباردة  وأحاسيسنا مختصرة.. ومع الوقت نفقد أحلى مافينا ويضيع ويتوه جوانا الإنسان.

وللحديث بقية.

مقالات مشابهة

  • أيامُ الناس في مِكناس (01)
  • محمد حماقي يحيي حفل رأس السنة في إمارة أبو ظبي
  • بالمصرى.. الوجه الآخر للتقدم التكنولوجى
  • “أونروا” تحذر من معاناة الأطفال في غزة بسبب سوء التغذية الحاد
  • الأونروا: 19 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد
  • الأقصر شاهدة على جدل واسع.. أغنية وعد البحري الجديدة بين الإعجاب والانتقاد
  • سوريا.. وما بعدها
  • نفاذ تذاكر حفل أم كلثوم بـتقنية"الهولوغرام" قبل موعده بأسبوع رغم ارتفاع أثمنتها
  • كوكب الشرق أم كلثوم برؤية سينمائية ودرامية مثيرة للجدل
  • لهذا السبب.. احذر من تناول بذور التفاح