لا أعرف منذ متى توصل الإنسان إلى أن التصفيق هو أكثر الأفعال البشرية حاليًا تعبيرًا عن الإعجاب: إعجاب بكلمة... بفعل... برد فعل... بحركة. وكلما زاد الإعجاب طالت مدة التصفيق واشتعلت حرارته.
بنظرة بسيطة نكتشف بيسر أن الذين نالوا أكبر نصيب من التصفيق ينحصرون تقريبًا فى الزعماء السياسيين والفنانين ولاعبى الكرة ونجوم السيرك.
فى تاريخ مصر المعاصر يمكن لنا أن نقول بيقين كبير إنه ما من رجل أو امرأة حصد أو حصدت أكبر قدر من التصفيق مثل السيدة أم كلثوم، وسأوضح توًا لماذا أميل إلى منح صاحبة (رق الحبيب) النصيب الأكبر من الأيادى الملتهبة.
بالنسبة إلى الزعماء السياسيين، فلا ريب فى أن الجماهير غمرت الزعيم سعد زغلول بتصفيق حاد كلما سمعوا خطبه أو شاهدوا موكبه، وقد عرفنا ذلك من كتب المؤرخين ومن روايات نجيب محفوظ، لكن الحظ لم يسعدنا برؤية الرجل وعشاقه وأياديهم الملتهبة رأى العين، فقد رحل عام 1927، قبل أن تنطق السينما وقبل أن نعرف التليفزيون.
كذلك حظى الزعيم مصطفى النحاس باشا بقدر كبير من التصفيق الحيوى النابع من قلوب المصريين، والأمر نفسه تكرر مع مكرم عبيد باشا، وقد ذكر لى المرحوم الوالد عبدالفتاح عراق أنه حضر له أكثر من خطبة، وأنه كان خطيبًا مفوهًا أبهج الناس بحنجرته المدوية.
من حسن الطالع أننا شاهدنا تسجيلات كثيرة للزعيم جمال عبدالناصر، وقد رأيته بنفسى وأنا صبى حين مرّ موكبه أمام بيتنا بمنطقة المؤسسة بشبرا الخيمة، والكل يعرف كيف تلقى الرجل التصفيق الأصيل من قبل الملايين فى مصر وخارجها.
أما نجوم المسرح والسينما، فقد تابعنا كيف تلقى كل من فؤاد المهندس وسميحة أيوب وسناء جميل وعبدالله غيث وشويكار وعادل إمام وغيرهم آيات الإعجاب من قبل جماهير المسرح، كذلك لاحظنا الحفاوة التى كان يستقبل بها الناس عبدالحليم حافظ وشادية وفايزة ونجاة ووردة ومحمد رشدى وغيرهم، والأمر تكرر مع لاعبى الكرة أمثال صالح سليم ومحمود الخطيب وحسن شحاتة وحسام حسن ومحمد صلاح وغيرهم.
لكن نصيب كل هؤلاء من التصفيق فى كفة، ونصيب السيدة أم كلثوم فى كفة أخرى، فصاحبة (الأطلال) ظلت تغنى بانتظام أمام الناس منذ عام 1923 حتى 1972، أى نصف قرن إلا قليلا، وهو ما لم يحدث مع أى زعيم سياسى أو ممثل أو لاعب كرة أو مطرب. كما أنها فى العام الواحد كانت تقدم العديد من الحفلات، وفى كل حفلة تشدو بثلاث أغنيات على الأقل (بعد 1967 اقتصرت الحفلة الواحدة على تقديم أغنيتين فقط).
تخيل معى كم التصفيق الحاد الذى كانت تتلقاه فى الأغنية الواحدة فيسعدها، ومن حسن الحظ أن اليوتويب يحتفظ بعشرات الأغنيات لصاحبة أنصع سمعة فى تاريخ الغناء العربى.
رجاء... عندما تنصت إلى أم كلثوم... انتبه إلى حجم التصفيق الملازم لها.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
غدًا.. السريلانكيون يصوتون في انتخابات برلمانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يصوت السريلانكيون لانتخاب برلمان جديد هذا الأسبوع في انتخابات عامة مبكرة دعا إليها رئيسهم ذو الميول الماركسية والذي يريد تفويضًا جديدًا في الهيئة التشريعية لدفع الإصلاحات الاقتصادية في الدولة المثقلة بالديون.
وأعلنت لجنة الانتخابات، الثلاثاء، عن الجدول الزمني لفرز الأصوات للانتخابات العامة التي سوف تجرى يوم غد الخميس الموافق 14 نوفمبر.. بحسب ما أوردته صحيفة "دايلي ميرور" السريلانكية عبر نسختها الإلكترونية.
وأشارت اللجنة إلى أنه "سيتم الإعلان عن النتائج الرسمية إلى وسائل الإعلام بمجرد اكتمال عملية الفرز".
كما حثت لجنة الانتخابات وسائل الإعلام على الامتناع عن إعلان أي نتائج غير رسمية للانتخابات.
وانتخب أنورا كومارا ديساناياكى رئيسًا للبلاد الواقعة في جنوب آسيا في سبتمبر الماضي لكن ائتلافه قوة الشعب الوطني لم يحصل إلا على ثلاثة مقاعد من 225 مقعدًا في البرلمان مما دفعه إلى حل الهيئة التشريعية والسعي للحصول على تفويض جديد هناك لسياساته.
ووصل ديساناياكي، وهو من خارج الأحزاب العائلية التي هيمنت على السياسة السريلانكية لعقود من الزمان، إلى السلطة واعدًا بالتغيير مع خروج البلاد من أزمة مالية ساحقة. وقد وضع ملايين الناخبين ثقتهم في تعهده بمكافحة الفساد وتعهده بتعزيز التعافي الاقتصادي الهش.
وقال ديساناياكي خلال تجمع انتخابي أول أمس الأحد: "في الانتخابات السابقة، لم يكن لدى الناس ثقة فينا، ولكن في سبتمبر، منحنا الناس النصر وأثبتوا أننا حزب فائز ويمكننا تشكيل حكومة".
وأضاف: "المهمة التالية هي توحيد الناس من جميع أنحاء هذا البلد وبناء حركة شعبية قوية".
لقد تضرر السريلانكيون بشدة من الأزمة الاقتصادية لعام 2022، والتي اندلعت بسبب النقص الحاد في العملة الأجنبية مما أضاف إلى المشاكل الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
وبدعم من برنامج إنقاذ بقيمة 2.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، سجل الاقتصاد انتعاشًا مؤقتًا، لكن ارتفاع تكاليف المعيشة لا يزال يمثل قضية بالغة الأهمية بالنسبة للعديد من الناخبين.
ويهدف ديساناياكي إلى تغيير أهداف الإيرادات المحددة بموجب برنامج صندوق النقد الدولي للحد من ضرائب الدخل المرتفعة وتحرير الأموال للاستثمار في الرعاية الاجتماعية لملايين السريلانكيين الأكثر تضررًا من أزمتها المالية.
ويخشى المستثمرون أن تؤدي رغبة ديساناياكي في إعادة النظر في شروط خطة إنقاذ البلاد من صندوق النقد الدولي إلى تأخير صرف الدفعات المستقبلية، وتجعل من الصعب على سريلانكا تحقيق هدف الفائض الأولي البالغ 2.3% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2025 المحدد بموجب البرنامج.
ومن المتوقع أن يكون حزب زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا، ساماجي جانا بالاويجايا، المنافس الرئيسي لحزب الشعب الجديد إلى جانب الجبهة الديمقراطية الجديدة - وهي مجموعة منشقة عن حزب عائلة راجاباكسا ويدعمها الرئيس السابق رانيل ويكريميسينج.
ومن المتوقع أن يلتزم الناخبون الذين دعموا ديساناياكي في سبتمبر بدعمه في الانتخابات العامة أيضًا.