بوابة الوفد:
2025-04-27@23:19:37 GMT

نصيبهم من التصفيق الحاد

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

لا أعرف منذ متى توصل الإنسان إلى أن التصفيق هو أكثر الأفعال البشرية حاليًا تعبيرًا عن الإعجاب: إعجاب بكلمة... بفعل... برد فعل... بحركة. وكلما زاد الإعجاب طالت مدة التصفيق واشتعلت حرارته.
بنظرة بسيطة نكتشف بيسر أن الذين نالوا أكبر نصيب من التصفيق ينحصرون تقريبًا فى الزعماء السياسيين والفنانين ولاعبى الكرة ونجوم السيرك.

لأنهم يعرضون (مهاراتهم) على الحشود، فينتزعون منها مقدار ما يستحقونه من تصفيق.
فى تاريخ مصر المعاصر يمكن لنا أن نقول بيقين كبير إنه ما من رجل أو امرأة حصد أو حصدت أكبر قدر من التصفيق مثل السيدة أم كلثوم، وسأوضح توًا لماذا أميل إلى منح صاحبة (رق الحبيب) النصيب الأكبر من الأيادى الملتهبة.
بالنسبة إلى الزعماء السياسيين، فلا ريب فى أن الجماهير غمرت الزعيم سعد زغلول بتصفيق حاد كلما سمعوا خطبه أو شاهدوا موكبه، وقد عرفنا ذلك من كتب المؤرخين ومن روايات نجيب محفوظ، لكن الحظ لم يسعدنا برؤية الرجل وعشاقه وأياديهم الملتهبة رأى العين، فقد رحل عام 1927، قبل أن تنطق السينما وقبل أن نعرف التليفزيون.
كذلك حظى الزعيم مصطفى النحاس باشا بقدر كبير من التصفيق الحيوى النابع من قلوب المصريين، والأمر نفسه تكرر مع مكرم عبيد باشا، وقد ذكر لى المرحوم الوالد عبدالفتاح عراق أنه حضر له أكثر من خطبة، وأنه كان خطيبًا مفوهًا أبهج الناس بحنجرته المدوية.
من حسن الطالع أننا شاهدنا تسجيلات كثيرة للزعيم جمال عبدالناصر، وقد رأيته بنفسى وأنا صبى حين مرّ موكبه أمام بيتنا بمنطقة المؤسسة بشبرا الخيمة، والكل يعرف كيف تلقى الرجل التصفيق الأصيل من قبل الملايين فى مصر وخارجها.
أما نجوم المسرح والسينما، فقد تابعنا كيف تلقى كل من فؤاد المهندس وسميحة أيوب وسناء جميل وعبدالله غيث وشويكار وعادل إمام وغيرهم آيات الإعجاب من قبل جماهير المسرح، كذلك لاحظنا الحفاوة التى كان يستقبل بها الناس عبدالحليم حافظ وشادية وفايزة ونجاة ووردة ومحمد رشدى وغيرهم، والأمر تكرر مع لاعبى الكرة أمثال صالح سليم ومحمود الخطيب وحسن شحاتة وحسام حسن ومحمد صلاح وغيرهم.
لكن نصيب كل هؤلاء من التصفيق فى كفة، ونصيب السيدة أم كلثوم فى كفة أخرى، فصاحبة (الأطلال) ظلت تغنى بانتظام أمام الناس منذ عام 1923 حتى 1972، أى نصف قرن إلا قليلا، وهو ما لم يحدث مع أى زعيم سياسى أو ممثل أو لاعب كرة أو مطرب. كما أنها فى العام الواحد كانت تقدم العديد من الحفلات، وفى كل حفلة تشدو بثلاث أغنيات على الأقل (بعد 1967 اقتصرت الحفلة الواحدة على تقديم أغنيتين فقط).
تخيل معى كم التصفيق الحاد الذى كانت تتلقاه فى الأغنية الواحدة فيسعدها، ومن حسن الحظ أن اليوتويب يحتفظ بعشرات الأغنيات لصاحبة أنصع سمعة فى تاريخ الغناء العربى.
رجاء... عندما تنصت إلى أم كلثوم... انتبه إلى حجم التصفيق الملازم لها.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مهرجان ينقل لمُزاينة الحيران

 

 

سالم بن نجيم البادي

مهرجان ينقل لمزاينة الحيران (الحيران: صغار الإبل التي لا تتجاوز أعمارها سنة واحدة) تقليد سنوي يُقام كل عام في مثل هذه الأيام، ويجذب المهرجان إليه الناس من مناطق مختلفة من عُمان ومن بعض دول مجلس التعاون الخليجي، ويأتي إليه الناس من مختلف الأطياف للترفيه والتسلية وحبًا للإبل، وحضور الفعاليات التراثية المختلفة، ومن أجل التجارة وبيع الأطعمة والمشروبات والحلويات والقهوة والتمور والبخور ومستلزمات الإبل، وفي المهرجان يتم عرض الحيران لاختيار الأجمل من قبل لجنة مختصة في المواصفات الجمالية التي تقدرها اللجنة المكونة من أصحاب الخبرة في هذا المجال.

هذه المهرجانات لها فوائد كثيرة ومنها المحافظة على التراث العريق المرتبط بالإبل ومكانتها في المجتمع والدور الهام الذي كانت تقوم بها في حياة الناس؛ فهي كانت وسيلة للتنقل من مكان إلى آخر ووسيلة لجلب المؤنة إلى البيوت من الأسواق البعيدة ومن البلدات المجاورة، ويُستفاد من حليبها ولحومها وتُباع الإبل الأصيلة والمتميزة في الشكل والتي تفوز في السباقات بأسعار غالية. ليس هذا فحسب، فإن للإبل حضور طاغ في ثقافة المجتمع وأساطيره وحكاياته وموروثه الشعبي.

وللمهرجان فوائد اقتصادية؛ حيث البيع والشراء وصفقات بيع الإبل وتنشط الحركة التجارية والسياحية في الولاية وفوائد ترفيهية من خلال الأمسيات والمناشط والفعاليات المختلفة، وفوائد اجتماعية حين يلتقي الكبار والصغار والأسر في ساحة المهرجان، ويفد إليه الناس من كل مكان. ولقد أكد المهرجان كرم أهل ينقل كما هو معروف عنهم؛ حيث كانوا يتنافسون في إقامة الموائد العامرة للضيوف القادمين من خارج الولاية سواء في أرض المهرجان أو يصطحبونهم إلى منازلهم لتقديم واجب الضيافة.

وقد سعدتُ بحضور بعض أيام وليالي هذا المهرجان البهيج، واستمتعت بالفعاليات المتنوعة من أهازيج ورقصات شعبية وأمسيات شعرية ومسابقات مختلفة، وأبرز هذه المسابقات مسابقة رقصة "اليولة" وتنافس فيها شباب من مختلف مناطق السلطنة ومسابقات للأطفال تعلمهم التنافس الشريف والثقة بالنفس وتبرز مواهبهم.

لقد بُذلت جهود جبارة من أجل الإعداد المُتقن لهذا المهرجان حتى ظهر بهذه الصورة الرائعة وكان وراء هذا الجهد أشخاص يعملون ليلًا ونهارًا في الإعداد والتحضير لهذا المهرجان دون مقابل مادي وهم يستحقون الشكر والتقدير والشكر موصول للشركات الراعية وللأفراد الذين تبرعوا بأموالهم ولكل من ساهم في إنجاح المهرجان.

لقد عاشت ينقل خلال أيام المهرجان حياة ضاجة بالنشاط والحركة والبهجة، ونتمنى أن نشهد في ينقل مثل هذه المهرجانات والفعاليات المختلفة وينقل الجميلة وأهلها يستحقون كل خير.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • البرهان: الناس ما تبقى زي أخونا حمّاد صدره ضاق
  • مدير مجمع الشفاء يحذر من التدهور الحاد الذي يشهده القطاع الصحي في غزة
  • مهرجان ينقل لمُزاينة الحيران
  • 5 طرق للحفاظ على مرونة جسمك مع تقدمك في العمر.. ما هي؟
  • غزة.. وفاة 50 طفلا بسبب الجوع و60 ألفا آخرون يعانون سوء التغذية الحاد
  • منى زكي توضح حقيقة البوستر المتداول لفيلم “الست” عن أم كلثوم
  • وفاة 50 طفلا بسبب الجوع و60 ألفا آخرون يعانون سوء التغذية الحاد بسب الوضع فى غزة
  • الملك أحمد فؤاد يزور متحف أم كلثوم بالمنيل
  • استشهاد 50 طفلًا بسبب الجوع و60 ألفا آخرون يعانون سوء التغذية الحاد
  • هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟