خمسون عاماً مضت على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، هذا النصر العظيم الذي حققه جيشنا المصري الباسل، الذي تمكّن من عبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف بكامل تحصيناته العسكرية التي أقامها العدو على الضفة الشرقية للقناة، وداخل عمق سيناء، وخلال كل عام نحتفل بذكرى السادس من أكتوبر لنكتشف عاماً بعد الآخر سرا جديدا، وبطولات عظيمة من تلك الملحمة التي ستظل مفخرة حروب العالم.
إن تلك المعركة الأسطورية التي أذهلت ولا تزال تذهل شعوب العالم، جاءت نتيجة إرادة شعب، وإرادة جنوده البواسل، مع عزيمتهم وإيمانهم بالله، وبعزيمة أبطال أكتوبر الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل رفعة وعزة الوطن، وتحرير أرض سيناء الغالية، ومن أجل رد الكرامة والاعتبار لمصر وللأمة العربية والإسلامية، فمن صور هذا النصر الخارق عبور جنودنا البواسل لقناة السويس، الذي يعتبر من أصعب الموانع التي تعرقل الجنود في الحروب، إنها صورة بطولية وإعجازية تذكرنا بقصة خروج سيدنا موسى وقومه من مصر، هرباً من فرعون وجنوده، وكانت المعجزة الإلهية في حماية الله سبحانه وتعالى لنبيه، فعندما أدركه فرعون أمره الله أن يضرب بعصاه البحر فانفلق وتوقفت أمواجه، وكان كل فلق كالطود العظيم، ليتكون بأمر الله ممر آمن يتمكن خلاله سيدنا موسي وقومه من الهرب والنجاة، وليطبق بعدها الموج على فرعون وجنوده بمعجزة إلهية خالصة لم تكلف سيدنا موسى وقومه جهداً أو خسائر، أما عبور جنود مصر البواسل والذي شاهده العالم فكان من خلال معجزة بطولية تاريخية وبشرية من صنع القادة والجنود المصريين الذين تمسكوا بالإيمان بالله وبحسن التوكل، وليس بعصا موسى، فجاء عبور جنودنا البواسل متكامل الأبعاد ومستحقا، اشترك فيه القادة والجنود من كافة التخصصات، واستخدمت فيه كل الخدع العسكرية المبتكرة، فجاء العبور فريداً، وبتوفيق من الله ورعاية منه، ليتمكن جنود السادس من أكتوبر أن يرهبوا عدوهم، وليتم العبور في تلك المعركة التاريخية الخالدة بلا عصا، بل عبور بالتضحية والجهد، الدم، العرق، الصبر، وحسن التخطيط والإعداد لتحقيق هذا العبور وهذا النصر الغالي الذي ظل وسيظل خالداً عبر مر العصور، ومجدا من أمجاد المصريين.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتحدث عن بداية هجوم 7 أكتوبر - لن أقبل بوجود حماس على الحدود
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، خلال مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن لحظات البداية في الحرب مع قطاع غزة وحركة حماس والحرب على الجبهة الشمالية وتنظيم "حزب الله" اللبناني وما يجري في سوريا.
وأكد نتنياهو خلال المقابلة، أن الحرب الدائرة حالياً أعادت تشكيل الشرق الأوسط.
إقرأ أيضاً: آخر ما وصلت إليه مفاوضات غــزة ومستجدات المرحلة الأولى - لا ضمانات
وعن لحظة انطلاق حرب غزة في 7 أكتوبر، أوضح نتنياهو أنه استيقظ على هجوم شامل من غزة، ما دفعه لإعلان "حرب طويلة الأمد"، مضيفاً أن حزب الله دخل المعركة في اليوم التالي، مما فتح جبهة ثانية محتملة.
وأشار نتنياهو إلى قرار رفض نقل المعركة إلى لبنان في تلك المرحلة، مفضلاً التركيز على جبهة واحدة، لكنه أكد أن معلومات خاطئة عن طائرات مسيرة لحزب الله دفعت إلى إصدار أوامر بشن هجوم واسع، قبل أن يتضح أنها مجرد أوهام.
إقرأ أيضاً: بالفيديو والصور: إصابة العشرات إثر سقوط صاروخ من اليمن على تل أبيب
كما أشاد بدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي زار إسرائيل خلال الحرب وقدم مساعدات عسكرية حاسمة. لكنه كشف عن خلافات حول كيفية التعامل مع حماس، حيث نصحت الولايات المتحدة بتجنب غزو بري لغزة. ورفض نتنياهو النصيحة، مؤكداً أن الهدف هو تدمير حماس بالكامل.
وعلى الجبهة الشمالية، أشار نتنياهو إلى خطة إسرائيلية لتدمير قدرات حزب الله الصاروخية والبنية التحتية تحت الأرض، التي كانت تهدد شمال إسرائيل.
وأكد أن العملية حققت "صدمة تاريخية"، حيث دمرت معظم صواريخ حزب الله الباليستية خلال ساعات.
أما في سوريا، فقد استهدفت إسرائيل منشآت أسلحة كيميائية لمنع وقوعها في أيدي الجهاديين بعد سقوط نظام الأسد.
وأوضح نتنياهو أن إيران وحزب الله فقدا خطوط إمداد رئيسية، مما أضعف "محور الايراني" بأكمله.
وتحدث عن تأثير الحرب على إيران، قائلاً إن الهجمات الإسرائيلية أضعفت قدرتها على إنتاج الصواريخ الباليستية، وأجبرت طهران على إعادة حساباتها.
وشدد نتنياهو، على أن الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تماماً، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تقبل بوجودها على حدودها.
وأعرب عن أمله في تعزيز اتفاقيات السلام الإقليمية، بما في ذلك إمكانية تطبيع العلاقات مع السعودية.
المصدر : وكالة سوا - هيئة البث الإسرائيلية "مكان"