الأسبوع:
2025-01-16@19:44:08 GMT

"فرحة" أكتوبر

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

'فرحة' أكتوبر

بالبيجامة الكاستور.. فيديو تداوله المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، المشهد الذى لاتتعدى مدته دقائق، كان يصور رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وهى تنظر بعين الحزن والأسي لجنودها وضباطها بينما ينزلون من الحافلة التى كانت تقلهم بعد أن تم فك أسرهم لدي الجيش المصري خلال حرب أكتوبر، وكانوا جميعا يرتدون البيجامة الكاستور المقلم التى تشتهر بها مصانعنا فى المحلة الكبرى.

العبقرية المصرية التى تفتقت عن هذه الفكرة لتدمغ العدو بالذل والانكسار وتثبت واقعة الأسر عبر التاريخ، فها هي الذكري الخمسون لنصر أكتوبر المجيد والشريط يتم تداوله، تلك العقلية التى صنعت النصر ولم يخف عليها أن تبدع فى التفكير لتلك اللحظة حتى لا تمر عبر شريط الزمن مر الكرام.

لم يكن نصر أكتوبر الذى نحتفل اليوم بمرور خمسين عاما عليه وليد يوم المعركة فقط ولا نتيجة تلك الساعات الست التى بدأت فى تمام الساعة الثانية ظهرا من يوم العاشر من رمضان، ولكنها كانت وليدة تكاتف الشعب مع الجيش خلال تلك السنوات التى أعقبت نكسة يونيو عام1967 والتى بدأت عندما خرج الشعب المصري فى الميادين يطالبون الرئيس جمال عبد الناصر بالعدول عن قرار التنحي مؤمنين بصدق نواياه وحبه لهذا الوطن، مطالبين بتجاوز روح الهزيمة، وهو ما منح قائدهم وزعيمهم القوة على البدء من نقطة الصفر متسلحا بروح العزيمة والقدرة على قهر الهزيمة، فتم البدء فى بناء حائط الصواريخ وإعادة ترتيب البيت من الداخل، تلك الخطوات التى استكملها الرئيس أنور السادات والتى توجت بالنصر العظيم.

شجاعة وبسالة الجندى المصري تحكي عنها كتب التاريخ ومراجع العلوم السياسية، فهذا الجندى الذى استطاع بفضل عقول محبة للوطن من التخطيط لتجاوز خط بارليف ذلك الساتر الرملي الذى صنعه العدو الاسرائيلي ليمنع الجيش المصري من عبوره، هذا الجندى تسلح بقوة وإرادة منقطعة النظير خاض الحرب وهو صائم فى نهار رمضان مخالفا لأوامر قادته، مرددا: "الله أكبر" بدون سابق ترتيب بينهم، فكانت صيحتهم تهز الأرض وتزيدهم إصرارا على النصر.

لم تكن المرأة المصرية أقل شجاعة من زوجها وابنها وأخيها على جبهة القتال، ولكنها أثبتت شجاعة وجسارة وقدرة على الصمود تحدت بها كل الصعوبات التى كانت تواجهها، فكانت تدبر أمور بيتها بالمتاح من المواد التموينية والسلع الغذائية، وكانت معظم البيوت تقوم بتربية الطيور فى المنازل بالإضافة إلى صنع الخبز ومنتجات الألبان، وكانت هناك حالة من التكافل غير المسبوقة، فكان الجيران يتقاسمون الطعام مع من تواجد، زوجها على الجبهة وتركها مع أطفالها، خاصة إذا كانت تسكن فى مكان بعيد عن بيت العائلة.

نصر أكتوبر حالة من الفرحة صنعتها روح تحاكي بها الجميع لشعب يعشق تراب وطنه، وهي حالة سطرتها كتب التاريخ ولايتسع المقام لسرد تفاصيلها المذهلة.. كل عيد نصر وبلدنا الغالي وأهلنا الطيبون في عزة وشموخ.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

وجعتنا البيك تبقا لنا نفير

د. ليلى الضو أبوشمال

حين نكتب عن فرحة الانتصارات لا نكتب عن الآن ،، ولحظة نشوة الفوز،،، وقد فعلها من قبلنا ومن قال (تسقط بس) وفرحوا فكانت حقا فرحة السقوط وبس وظللنا في هذا السقوط ننحدر بقوة إلى أن بلغ بنا الأمر للتهجير والعدوان، وكانت البدايات فرحة اعقبتها دموع الألم والخوف والجوع والقهر والاذلال، ولم نشهد بعدها فرحا ولكن كما يقول المثل السوداني (الفال تحت اللسان) ،هم نادوا بتسقط بس ويا ليتهم لو طلبوا سقوطا دون بس وعندما نادوا ب ( لا لحكومة العسكر) وأهانوا شرف من يرتدي البوت ، لم يجدوا الآن من يحميهم سواهم ، الآن نفرح بانتصارات يسطرها لنا هؤلاء الرجال الذين يعملون على حماية الأرض ويدافعون عن وطن تسلب إرادته بجموع من بني جنسه، وأصبح ( عدوك منك وفيك )، فما أقسى وأمر على الإنسان من غدر إخوانه وبني جلدته.
يجب علينا أن نتعلم من أخطائنا ونجعل من فرح الإنتصار شرفة نطل من خلالها على مستقبل واعد بالتنمية والعمران ، وهو شعب قادر هذه قناعتي التي لا تتزحزح أنه شعب لديه الملكات والقدرات أن يصنع المعجزات ، نعم تنقصه الإدارة الحكيمة، وهذه سيتم تجاوزها حيث تكون قد علمتنا إياها مرارت الماضي بكل أشكاله وألوانه وأحزابه وحكوماته، تعلمنا الدرس ووعيناه، ولابد الآن من دخول قاعة الامتحان الحقيقي الذي نحقق فيه أهداف ما تعلمناه ونطبق فيه كل معادلات الوطنية حيث أن (ج) و(ش) و (غ) لا يمكن تجزئتهم ولابد أن يكونوا كتلة واحدة وأن تفكيك الجزيئات يضعف البنية ويعضد التفكك ويمنع حدوث الصلابة وأن تكوين المجموعات والجزيئات يزيد من عدد الخلايا وبالتالي يضعف بؤرة الارتكاز، ويقلل التوازن ويسبب السقوط.
علينا إدراك أن قوتنا في التفافنا حول جيشنا إذ أنه يمثل رمزية القوة والسلطة والهيبة التي أضاعوها حين سمحوا لمليشيات بالانضمام إليها والاعتراف بها كقوة توازي قوة الجيش، فكان لابد لمن يربي في بيته حية أن يأتي يوم وتلدغه ، ولتكن أولى خطوات التعمير بعد اكتمال الفرح أن نعيد للجيش سطوته وقوته وهيبته وجبروته، وأن يكون واجب علينا احترام تلك المؤسسة والالتفاف حولها ومساندتها وهذا أمر آخر سنفرد له مقالا كاملا، كيف يكون الشعب كله سواعد بناء وجدر حماية وأمن لربوع الوطن ، سيكون ذلك من ضمن أولويات التخطيط للمرحلة القادمة ولا نفرح بالنصر كأنه حصيلة آخر المعارك ، فالمعارك لن تنتهي والحروبات لن تقف هذا ما أكده التاريخ لنا والعداوة لن تموت بالقضاء على الميليشيات الآن ، ولكن علينا أن نلتفت الآن لندير معركة جديدة أدواتها العزيمة والإرادة والقوة النفسية والعلمية والإنسانية، وأن يكون كل صوت ينادي لغير الوطن هو صوت نشاز لا يلتفت اليه .
إن المعركة الحقيقية مراحل تبدأ بالانتصار على العدو وتنتهي بالانضمام صوتا واحدا لحظيرة الوطن ، والاتفاق عهدا ووعدا على أننا جميعا ( سودانيون) ، وبين الإنتصار والانضمام مراحل قوامها معادلات أخلاقية مستمدة من قيم دين يحكم الغالبية العظمى لهذا الشعب الأبي وموروث يحمل في طياته كثير من جمال المعاملة وطبائع الإنسانية السودانية الفاضلة
صبرك لو طال ما باقي كتير يابلادي
من ذاتك نأخد الوفاء ونزيد
والشمس هدفنا وما ها بعيد
روح التاريخ هبت نسمات
*مودتي وحبي وطني السودان/ شهر النصر*

leila.eldoow@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • محللون فلسطينيون: اتفاق غزة خطوة مهمة تنهي المجازر بحق الأبرياء.. ويجب وقف الحرب
  • المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية
  • نور محمود: حنان مطاوع لها فضل كبير عليَّ .. وهذا سبب حبي لـ أحمد زكي | حوار
  • وزير الدفاع يشهد حفل تخرج دورة التمثيل الدبلوماسي العسكري المصري بالخارج
  • فرحة رغم الآلام
  • فرحة الفلسطينيين بوقف إطلاق النار في غزة (صور)
  • بريئة ومدانة!
  • وقف النار المرتقب!
  • فرحة الأمير بندر بن خالد والأمير خالد بن عبدالعزيز بهدف الشباب الثاني .. فيديو
  • وجعتنا البيك تبقا لنا نفير