الأسبوع:
2024-09-19@23:42:08 GMT

"فرحة" أكتوبر

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

'فرحة' أكتوبر

بالبيجامة الكاستور.. فيديو تداوله المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، المشهد الذى لاتتعدى مدته دقائق، كان يصور رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وهى تنظر بعين الحزن والأسي لجنودها وضباطها بينما ينزلون من الحافلة التى كانت تقلهم بعد أن تم فك أسرهم لدي الجيش المصري خلال حرب أكتوبر، وكانوا جميعا يرتدون البيجامة الكاستور المقلم التى تشتهر بها مصانعنا فى المحلة الكبرى.

العبقرية المصرية التى تفتقت عن هذه الفكرة لتدمغ العدو بالذل والانكسار وتثبت واقعة الأسر عبر التاريخ، فها هي الذكري الخمسون لنصر أكتوبر المجيد والشريط يتم تداوله، تلك العقلية التى صنعت النصر ولم يخف عليها أن تبدع فى التفكير لتلك اللحظة حتى لا تمر عبر شريط الزمن مر الكرام.

لم يكن نصر أكتوبر الذى نحتفل اليوم بمرور خمسين عاما عليه وليد يوم المعركة فقط ولا نتيجة تلك الساعات الست التى بدأت فى تمام الساعة الثانية ظهرا من يوم العاشر من رمضان، ولكنها كانت وليدة تكاتف الشعب مع الجيش خلال تلك السنوات التى أعقبت نكسة يونيو عام1967 والتى بدأت عندما خرج الشعب المصري فى الميادين يطالبون الرئيس جمال عبد الناصر بالعدول عن قرار التنحي مؤمنين بصدق نواياه وحبه لهذا الوطن، مطالبين بتجاوز روح الهزيمة، وهو ما منح قائدهم وزعيمهم القوة على البدء من نقطة الصفر متسلحا بروح العزيمة والقدرة على قهر الهزيمة، فتم البدء فى بناء حائط الصواريخ وإعادة ترتيب البيت من الداخل، تلك الخطوات التى استكملها الرئيس أنور السادات والتى توجت بالنصر العظيم.

شجاعة وبسالة الجندى المصري تحكي عنها كتب التاريخ ومراجع العلوم السياسية، فهذا الجندى الذى استطاع بفضل عقول محبة للوطن من التخطيط لتجاوز خط بارليف ذلك الساتر الرملي الذى صنعه العدو الاسرائيلي ليمنع الجيش المصري من عبوره، هذا الجندى تسلح بقوة وإرادة منقطعة النظير خاض الحرب وهو صائم فى نهار رمضان مخالفا لأوامر قادته، مرددا: "الله أكبر" بدون سابق ترتيب بينهم، فكانت صيحتهم تهز الأرض وتزيدهم إصرارا على النصر.

لم تكن المرأة المصرية أقل شجاعة من زوجها وابنها وأخيها على جبهة القتال، ولكنها أثبتت شجاعة وجسارة وقدرة على الصمود تحدت بها كل الصعوبات التى كانت تواجهها، فكانت تدبر أمور بيتها بالمتاح من المواد التموينية والسلع الغذائية، وكانت معظم البيوت تقوم بتربية الطيور فى المنازل بالإضافة إلى صنع الخبز ومنتجات الألبان، وكانت هناك حالة من التكافل غير المسبوقة، فكان الجيران يتقاسمون الطعام مع من تواجد، زوجها على الجبهة وتركها مع أطفالها، خاصة إذا كانت تسكن فى مكان بعيد عن بيت العائلة.

نصر أكتوبر حالة من الفرحة صنعتها روح تحاكي بها الجميع لشعب يعشق تراب وطنه، وهي حالة سطرتها كتب التاريخ ولايتسع المقام لسرد تفاصيلها المذهلة.. كل عيد نصر وبلدنا الغالي وأهلنا الطيبون في عزة وشموخ.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب

هواية الملوك التى تمنح صاحبها عزة النفس، تلحق قلوبهم مع «الصقور»، بينهم صولات وجولات تدريبية، فلا يصيبهم «جرحها» ولا يستغنون عنها، ليكشفوا فى حديثهم لـ«الوطن» أسرار عالم الصقور وتربيتهم والأنواع الأشهر فى مصر.

يقف شامخاً بين الصقور التى اعتادت التحليق فى أعالى السماء، وبشكل مألوف على غير المعتاد تقف مطمئنة على يديه قبل عملية الإحماء المعتادة للصقر، محمد سراج، الذى يشتهر بـ«صقار حلوان»، يعيش لأكثر من 25 عاماً بين الطيور الجارحة، ليمتهن تربية هذه الطيور بقلب لا يعرف الخوف من مخالبها الحادة.

تربية الصقور من الطفولة

دخلت هذه الهواية إلى قلب «سراج» وهو فى التاسعة من عمره، منذ أن رأى طيراً صغيراً من أنواع الصقور فى شركة والده، تعلق بالطيور وحاول تدريبهم مع نفسه لكنه لم ينجح فى البداية، ثم استعان بذوى الخبرة ممن يصيدون الطيور، ويروى أنه منذ هذا الوقت تعلم رويداً رويداً إلى أن أصبح «صقَّار شهير» فى حلوان، وأحب هذه المهنة لأنها، بحسب روايته، المفضلة لدى الملوك، والصقَّار الذى يربى هذه الطيور ويدربها يكتسب صفاتها من عزة النفس.

وفى عالم الطيور يختلف معنى الصقَّار عن الرماك، فالصقار، بحسب «سراج»، هو مدرب ومربى الصقور والطيور الجارحة: «الصقَّار بيدرب الطير على الصيد وبنطلع مسابقات، الصقر بيكون جاى من البرية وحش بيضرب وبيعض فى الناس، باتعامل معاه، بيكون مربوط وعنيه متغمية، باحطله مرهم للعين، لازم يكون عندك دس أو جاونتى وقناع ولازم يكون فيه وكر، ودلوقتى أى طير جارح بادربه؛ صقور وعقبان وغيرها»، ويختلف عن الرماك، الذى يعتبر هو الصياد لهذه الطيور بأدواته التى لا يستغنى عنها ويستعين بصقر صغير لجذب فريسته.

صفات الصقور

حياة الطيور لها قواعد خاصة على أساسها يتعامل «سراج» الذى يقول إنهم يشبهون الإنسان فى طباعه، هناك الصقور العصبية والهادئة، والذكر يختلف عن الأنثى، ويفهمهم عن خبرة، يستقرون فوق ذراعه فى أمان مثل «الصقر المصرى الوكرى» الذى ينصح به للمبتدئين، وهناك الصقر شاهين والصقر الجبلى، والذكر أشد من الأنثى لكنه أصغر منها حجماً، وأشهر الصقور: «الجبلى، البحرى، شاهين، الوكرى فى الصعيد، الشاهين الجبلى، السودانى والجزائرى».

فى مصر يعيش الصقر الوكرى وله شهرة واسعة فى الخارج، بحسب «سراج»: «هذا النوع مقيم فى بلده لا يغادر على عكس الشاهين»، وهذه الصقور أهلَّت «سراج» لدخول المسابقات ثم الحصول على 5 جوائز من سباق العقبان، ويستكمل حكيه عن الصقور قائلاً إنه يمكن أن يصل عمره إلى 30 عاماً: «أهم حاجة الرعاية والاهتمام بالنظافة، بكل اللى يخصه والطعام، وده بيخلى عمره يطول وده بتاع ربنا».

«حسن» يربي الصقور والعقاب

صقّار آخر يدعى حسن صقر، يربى العقاب والصقور، تواصلت «الوطن» معه ليروى قصته مع الطيور الجارحة التى بدأت فى طفولته مع تربية الحمام ثم الاتجاه إلى الصقور ثم اتجه إلى الأسواق ليشترى الصقور، وهو ما وصفه بالبداية الخاطئة، ثم اتجه لهواية صيد الصقور والعقاب، ويصنف أعمارهم كالتالى: «مابنقلش سنة وسنتين بنقول فرخ طير ابن سنة، بكر طير مر عليه موسم، برناص بعد 3 سنين، يتكاثر فى الطبيعة مش فى الأسر»، واتجه «حسن» للحديث عن تكاثر الطيور التى يصطادها قائلاً: «مش كل الطيور تقدر تتكاثر فى الأسر، لازم يكون حر، برة مصر بيكون ده مهيأ له ويقدر عادى، شكل الطير وحجمه بيكون حسب البيئة اللى هو فيها».

يقف «حسن» يمهد للصقر فرصة للحرية ليفرد جناحيه فى مشهد بديع، وعلى الأرض يركض العقاب فى هدوء، بينما يستكمل حديثه عن مقر أصدقائه من الطيور الجارحة، قائلاً: «مكانهم الصحرا، خطر تكون فى البيئة العادية وصعب تشوفهم فى المدينة»، وينصح بأنه قبل أن يكون لديك طير جارح لا بد أن تملك أدواته مثل القناع أو البرقع والجوانتى ومكان فارغ يلائم حياتهم، ولا يميز طير عن الآخر، فالصقر يمهد له الطريق لصيد وترويض أى طير جارح.

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية» تكشف كواليس ليلة اغتيال الدبلوماسي المصري علاء الدين نظمي في سويسرا
  • مجتمع النفايات الفكرية «٣»
  • السفاح الذى تفنن فى قبحه
  • ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻏﺘﻴﺎﻻت الموﺳﺎد ﻣﻦ ﺣﺼﺎن ﻃﺮوادة إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺠﺮ
  • فض اشتباك
  • هل يتراجع الوزير؟
  • ترامب.. والقادم الأسوأ للفلسطينيين!
  • عادل حمودة يكتب: 101 سنة هيكل.. الاختلاف لا ينفي الإعجاب
  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • 25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب