خلال أسبوع المناخ بالرياض.. المهيري: الإمارات حريصة على التعاون مع دول المنطقة
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لرفع طموحها المناخي من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، وإعادة توظيف التمويل والاستثمارات المناخية في خدمة هذا الهدف بما يضمن دفع مسيرة التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركتها على رأس وفد من الوزارة في "أسبوع المناخ بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي يعقد في الرياض وتنظم المملكة العربية السعودية بالتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ويستمر حتى 12 أكتوبر الجاري.
شاركت معاليها، في مستهل فعاليات الأسبوع، في اجتماع وزاري رفيع المستوى لدول مجلس التعاون الخليجي، ضم كلا من: صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، ومعالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي المهندس سالم العوفي، وزير الطاقة والمعادن في سلطنة عمان، ومعالي سامح شكري، وزير خارجية جمهورية مصر العربية رئيس مؤتمر الأطراف COP27.
وأكدت المهيري، خلال كلمتها، أن "أسبوع المناخ بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا" يأتي في توقيت مهم قبل انطلاق مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات بـ 53 يوماً فقط، ويستهدف تبادل الرؤى والحلول تمهيداً للمزيد من المناقشات خلال المؤتمر الذي يرمي إلى تقييم التقدم المحرز في تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
وقالت معاليها "تتشارك دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العديد من آثار التغيرات المناخية، والتي تتطلب حلولاً أكثر فاعلية وبسرعة قصوى من أجل تعزيز قدرتها على مواجهة تلك المتغيرات والتكيف معها.. ونرى في دولة الإمارات أن علينا التحرك سريعا من أجل قيادة تحول عادل ومنصف للطاقة في دول المنطقة عن طريق استبدال نظم الطاقة التقليدية بأخرى نظيفة ومتجددة، بما يضمن في الوقت نفسه أمن الطاقة في المستقبل".
وأضافت "من خلال أجندة مؤتمر COP28 لنظم الغذاء والزراعة، نجد في تلك النظم الملاذ الآمن للعديد من دول منطقتنا والعالم لأنها من أهم حلول التكيف مع التغيرات المناخية في العالم والتخفيف من انبعاثات الكربون.. قمنا بخطوات متسارعة في هذا المجال من خلال إطلاق "إعلان الإمارات حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي" في يوليو الماضي.. وأرسلنا الشهر الماضي النسخة الأولية من الإعلان إلى وزراء الزراعة في مختلف دول العالم لإبداء ملاحظاتهم، على أن يتم إرسال النسخة النهائية إلى أصحاب السمو والجلالة والفخامة رؤساء الدول من أجل التوقيع عليها".
ودعت المهيري وزراء الزراعة في دول التعاون الخليجي إلى دعم إعلان الإمارات للنظم الغذائية والزراعة من خلال التوقيع عليه، بالإضافة إلى دعوتها لهم للانضمام إلى مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ" التي أطلقتها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك مبادرة "تحالف القرم من أجل المناخ" التي أطلقتها بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا، وذلك لوضع حلول لمواجهة التغيرات المناخية والتكيف معها.
كما شاركت معالي مريم المهيري في حلقة نقاشية رفيعة المستوى بشأن التكيف تحت شعار "نحو هدف عالمي بشأن تكيف العالم مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة" بحضور معالي الدكتورة رولا دشتي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، ومعالي عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية مبعوث شؤون المناخ في المملكة العربية السعودية، ومعالي ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة في جمهورية مصر العربية، ومعالي أمينات شونا وزيرة البيئة وتغير المناخ والتكنولوجيا في جزر المالديف، ومعالي ليلى الشيخاوي المهداوي، وزيرة البيئة في تونس.
خلال الحلقة النقاشية، أكدت معاليها أن عواقب تغير المناخ تؤثر بشكل غير متكافئ على بعض الدول أكثر من غيرها، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تعزيز الشمولية في الاستجابة العالمية لأزمة المناخ، مشيرة إلى أن دولة الإمارات حريصة على سماع كل الأصوات وعدم ترك أحد خلف الركب.
وقالت "نخطط، خلال COP28، لطرح المزيد من النقاش حول التعاون الدولي وبناء القدرات والخطوات الإضافية اللازمة لدعم البلدان النامية والبلدان الأكثر ضعفاً" واصفة المؤتمر بأنه فرصة مهمة لتعزيز مسار الدول النامية نحو بناء قدرتها على التكيف.
وأشارت إلى أن التكنولوجيا والتمويل يمثلان حجر الأساس لهذا التوجه من خلال تبادل التقنيات ونشرها على أوسع نطاق، بالإضافة إلى خلق نظم تمويل مرنة وميسورة ومتاحة للدول النامية.
وأكدت معاليها، في الوقت نفسه، أن دعم قدرة البلدان التي تتشارك التأثيرات المناخية نفسها أمر حيوي لتعزيز قدرتها مجتمعة على التكيف مع التغيرات المناخية بما يناسب طبيعة كل دولة، داعية الأطراف كافة التي تتشارك تلك التداعيات إلى النقاش والتعاون الحقيقي لتحقيق الأهداف المناخية والبيئية المشتركة.
وشهد أسبوع المناخ بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشاركة الدكتورة نوال الحوسني، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة في جلسة نقاشية حول "الجهود الإقليمية الرامية إلى إزالة الكربون من صناعة إدارة النفايات" والتي نظمتها شركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير).
تطرقت الحوسني، خلال كلمتها، إلى مبادرة "صفر نفايات" العالمية التي أطلقتها الوزارة مع "تدوير" بهدف حشد دول العالم من أجل تعزيز الجهود في مجال عزل الكربون المتولد من قطاع النفايات وإنشاء منصة للاقتصاد الدائري، مشيرة إلى أهمية العمل على استدامة القطاع الذي يتسبب بحوالي 3 إلى 5% من الانبعاثات العالمية إلى جانب أهميتها في الحد من التلوث البيئي كون نحو 50% من النفايات الصلبة في العالم يتم التخلص منها بشكل غير قانوني أو بأشكال تمنع استرداد قيمتها من خلال إعادة تدويرها.
وقالت إن هدف "صفر نفايات" "جمع الشركاء الاستراتيجيين، وشركات إدارة النفايات، ومنتجي النفايات، والمنظمات غير الحكومية، والأكاديميين، للتعاون وتفعيل حلول ملموسة قابلة للتطوير لإزالة الكربون من سلسلة قيمة إدارة النفايات.. وهو ما نهدف من خلاله إلى خفض انبعاثات القطاع بما يتماشى مع اتفاقية باريس ويدعم تحقيق أهداف الاقتصاد الدائري".
يشارك محمد سعيد النعيمي وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة بالوكالة غدا بفعاليات "أسبوع المناخ بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية ويستعرض أهم التحديات المناخية في المنطقة ودور مؤتمر الأطراف COP28 المقبل في الإمارات في محاولة إيجاد حلول عملية لها من خلال تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، بما يلبي حاجته إلى فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام الداعم للعمل المناخي وخفض الانبعاثات.
وسيتطرق إلى أهمية التوصول، خلال المؤتمر المقبل، إلى اتفاق على اعتماد إطار شامل وحاسم وعادل للهدف العالمي بشأن التكيف لتحسين قدرة المجتمعات على مواجهة تداعيات تغير المناخ والحد من تعرضها لهذه التداعيات.
يعد أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحداً من أربعة أسابيع مناخية إقليمية تنظمها أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي بالتعاون مع شركائها العالميين، ومع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومجموعة البنك الدولي. أخبار ذات صلة تغير المناخ العامل الأول لخطر انقراض أنواع من الحيوانات منصة "كهرباء ومياه دبي" في "COP28" تستعرض مشاريعها في مجال الاستدامة المصدر: وام
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مريم المهيري التغير المناخي تغير المناخ كوب 28 التغیرات المناخیة التغیر المناخی الأمم المتحدة مؤتمر الأطراف دولة الإمارات تغیر المناخ بالتعاون مع التعاون مع التکیف مع من خلال من أجل فی دول
إقرأ أيضاً:
جدل عالمي بعد قرار "كوب 29" بتمويل 1.3 تريليون دولار للتغير المناخي.. هل تنفذ الدول الصناعية التزاماتها تجاه الدول الفقيرة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 29"، قرارا بتقديم مساعدات مالية إضافية لـ الدول الفقيرة بإجمالي 1.3 تريليون دولار، والتي جرى الاتفاق على توفيرها سنويا حتى عام 2035، وستقدم الدول الصناعية بشكل أساسي نحو 300 مليار دولار، حيث اقترحت الدول الغنية، بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، زيادة التزاماتها المالية المخصصة للعمل المناخي التي ستقدمها للدول الفقيرة، بمقدار 100 مليار دولار سنوياً لتصل إلى 250 ملياراً بحلول عام 2035، إلا أن ممثلي الدول الأفريقية اعتبرت المبلغ "غير مقبول" نظراً إلى الكوارث التي تشهدها وحاجاتها الاستثمارية الهائلة في الطاقة المنخفضة الكربون.
جدل عالميوأثار القرار جدلا واسعا من قيادات دول العالم والمنظمات المجتمعية التي تدعوا إلى الحفاظ على المناخ، فمن جانبه أعرب المتحدث باسم المجموعة الإفريقية علي محمد، عن أسفه لأن التمويل الموعود في مؤتمر كوب 29 حتى عام 2035، يعد قليل جدا ومتأخر جدا بالنسبة للوعود التي يجب أن تفي بها الدول الصناعية، كما قال إيفانز نجيوا الممثل المناخي لأفقر 45 دولة في العالم، أن الاتفاق لا يفي بالاتزامات واصفا إياه بأنه "غير طموح".
كما أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، بيانا أشاد فيه بقرار الأمم المتحدة للمناخ، واعتبره "هدفًا طموحًا" في تمويل المناخ، مشيرا إلى الجهود التي أنجزتها إدارته في ضمان انتاج منتجات صديقة للبيئة والمناخ مثل السيارات الكهربائية.
وأشادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بقرار مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بتقديم مساعدات مالية إضافية للدول الفقيرة، وذلك في مواجهة الانتقادات الحادة لقرار "كوب 29" بزيادة دعم الدول الفقيرة إلى 1.3 تريليون دولار، مؤكدة أن ألمانيا ستفي بتعهداتها الدولية.
ومن جانبها أعربت سفينيا شولتسه وزيرة التنمية الألمانية، عن استيائها بسبب التقدم المحرز الضئيل في ملف المناخ؛ مشيرةً إلى أن التزام مجموعة صغيرة من الدول الصناعية التقليدية يجب أن يتحول إلى مهمة عالمية مشتركة تساهم فيها مزيد من الدول.
وأشارت إلى أن توجيه الاستثمارات الخاصة عالميًا بشكل واسع نحو قنوات صديقة للمناخ، ستحقق الهدف من تجميع 1.3 تريليون دولار لمساعدة الدول الفقيرة في مواجهة تبعات التغير المناخي، إضافة إلى توفير ظروف إطارية جيدة وحوافز حكومية وتعاون دولي عادل".
ودعى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى أهمية الوفاء بهذا القرار بالكامل وفي الوقت المحدد، كما يجب تحويل الالتزامات إلى أموال نقدية بسرعة، وأن تتحد جميع البلدان لضمان تحقيق الحد الأعلى من هذا الهدف الجديد.