البوابة نيوز:
2024-11-06@01:37:12 GMT

شاهد من أهلها

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

 

 

ألقى الدكتور إياد علاوى، رئيس الحكومة العراقية المؤقتة التى استمرت أقل من عام فى السلطة، عقب الغزو الأمريكى للعراق وإسقاط نظام صدام حسين مزيدًا من الضوء على الدور الذى لعبته ولاتزال الإدارة الأمريكية، لرهن حاضر العراق ومستقبله فى يد سلطة الولى الفقيه فى إيران. وقال "علاوى" فى حوار نشرته جريدة "الشرق الأوسط" على أربع حلقات فى الأسبوع الماضى، وأداره ببراعة، كما هى عادته، رئيس تحريرها "غسان شربل" أن عددًا من القادة فى المنطقة والعالم بينهم بوتين وبشار الأسد وصباح الأحمد وجو بايدن، مارسوا عليه ضغطًا لكى يقوم بزيارة إيران، لكنه رفض، ولم يقم بزيارتها أبدًا، انطلاقًا من موقفه العروبى العلمانى، الذى تشكل منذ انضوائه فى صباه إلى حزب البعث، قبل أن يتركه فى شبابه اعتراضًا على الانحرافات فى سياساته، والفردية فى قيادته، ويده الملطخة بالدماء من صراعه الدامى مع الشيوعيين العراقيين، وحتى مع مناضلى حزب البعث ومؤسسيه.

. لأجل هذا لم يقبل التسليم بأى حق لإيران فى تشكيل المشهد السياسى العراقى. وكان من النتائج التى ترتبت على ذلك، أن قائمته التى فازت بأعلى الاصوات فى انتخابات تشريعية لاحقة، كانت تمنحه الحق فى إعادة تشكيل الحكومة، لكن تحالف طهران - وشنطن، عرقل تشكيلها لنحو تسعة أشهر، لكى تؤول الحكومة فى نهاية المطاف إلى حليفهما "نورى المالكى" بعد تلاعب شكلى بنصوص القانون، حسمه حكم قضائى لصالح القائمة التى يترأسها.

شهادة إياد علاوى تجدد الكشف عن مفارقات السياسة الأمريكية وأكاذيبها، التى تبدى فى العلن عداءً لإيران، وتقوم فى الواقع العملى بدعم أدوارها داخل العراق، وتتعاون معها سرًا فى معظم قضايا المنطقة بما فى ذلك المساعدة فى غزو أفغانستان والعراق والتخلص من نظام صدام حسين، وحل الجيش العراقى والقوى الأمنية، وتشريد أكثر من خمسة ملايين عراقى وفصلهم من عملهم، فيما سمى بحملات اجتثاث البعث. وكان من الطبيعى أن ينتهى كل ذلك بانتشار السلاح فى كل مدن العراق، وافتقاده للأمن والاستقرار، وتعزيز نفوذ المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، الأمر الذى هيأ لإيران نفوذًا طاغيًا انتقل من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، وحتى إلى حماس، على حساب مصالح شعوب المنطقة وقضاياها. وبذلك تحول العراق إلى دولة فاشلة مقطعة الأوصال، تُنهب ثرواته النفطية والتراثية ويجرى تهريبها للخارج، بينما يتضور شعبه جوعًا وبطالة، ويفتقد لأبسط مقومات الحياة الأساسية، بفعل تنازع أحزاب طائفية فاسدة، معدومة الخبرة السياسية، ولا أقول الضمير، مسلوبة الإرادة، نهمة للسلطة والثروة والنفوذ، ارتضت وضع مصائرها ومصائر بلد ثرى تتداول حكمه، فى يد الولى الفقيه القابع فى طهران، الذى يدعى زورًا معاداة "الشيطان الأمريكى الأكبر" فى خطاب شعبوى" تافه، وهو لا يكف عن الإنصات الجيد لرغبات البيت الأبيض، لكى يقتنص الفرص المواتية منها، لتعزيز مايخدم مصالح الطرفين، التى باتت المنطقة مسرحًا لإدارتها وجنى ثمارها !

معنى كلام "علاوى" أن المشروع الأمريكى القاضى بدعم تيارات الإسلام السياسى وتنظيماتها العسكرية المسلحة لحكم دول المنطقة لايزال قائمًا، فى سياق تعاون وثيق مع الدولة الإسلامية فى إيران.. وفى السنوات الأخيرة تصاعدت صيحات التذمر من مواصلة المساعدت التى تمنح لإسرائيل، وتبلغ أكثر من 3 مليارات دورلار سنويًا، وفقًا لاتفاق معها وقعه باراك أوباما، يقضى بمنحها مساعدات بقيمة 38 ملياردولار حتى عام 2028، ويتم تحصيلها من دافعي الضرائب، بما يحملهم بأعباء مالية، فى ظل أوضاع اقتصادية غير مستقرة داخل المجتمع الأمريكى.

هذا ما فعله الاحتلال والإسلام السياسى بالعراق، فما مسئولية حزب البعث عن هذا المصير المأسوى الذى آل إليه؟.. ترسم شهادة "علاوى" صورة موجعة لتلك المسئولية، تكشف أن التصفية الجسدية كانت منهجًا لازمه من نشأته لإنهاء الخلافات السياسية. فقد دبر محاولة فاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم عام 1959 شارك فيها شابان من أعضائه هما صدام حسين وسمير النجم السفير العراقى الأسبق فى القاهرة، بالرغم من تحالف البعث معه بجانب الجبهة الوطنية التى تشكلت لإسقاط النظام الملكى. وقاد فيما بعد ثلاث محاولات للإطاحة به، حتى نجح مخططه فى إسقاطه فى فبرايرعام 1963 وإعدامه، بعد رفض طلبه لنفيه خارج العراق ليبدأ استيلاء البعث على السطة عبر سلسلة من الانقلابات، والتصفية الجسدية لقيادته المدنية والعسكرية، كان بينها محاولة فاشله لإغتيال "علاوى " نفسه.

 وإذا كانت شهادته قد وصفت صدام حسين بالنزاهة فى التعامل مع المال العام، فإن جموحه المغامر وهوسه بالسلطة والنفوذ والإنفراد بالقيادة والقرار، قد حرم دولة ذات تراث حضارى عريق، ومصدرًا لثروات طبيعية كبيرة، وثروات بشرية هائلة فى مجالات العلوم الثقافية والعلمية والإنتاجية والاجتماعية، من تصدر موقعها المتقدم الذى تستحقه بين دول العالم شرقه وغربه!.

*كاتبة صحفية – رئيس مجلس إدارة جريدة "الأهالى"

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إياد علاوي نظام صدام

إقرأ أيضاً:

عمرو درويش يطالب البرلمان بالوقوف ضد محاولات أهل الش للتشكيك في قانون الإجراءات الجنائية

وجه عمرو درويش أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب الشكر لإدارة الحوار الوطني واللجنة الفرعية واللجنة المشتركة من لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، ومكتب لجنة حقوق الإنسان، التى صاغت وأعدت مشروع قانون الإجراءات الجنائية، مضيفا في كلمته أمام الجلسة العامة اليوم الاثنين  ,أننا استطعنا الوصول إلى حاله من التوافق ما بين كل الجهات المختصة والمنظمات المهتمة والقوى الوطنية والسياسية  وحزب الأغلبية والمستقلين والأحزاب التى تمثل هذا البرلمان .

شباب النواب توصي بتشكيل لجنة ثلاثية لحل مشكلات الأندية الرياضية المطلة على النيل نص كلمة وزير الخارجية في مجلس النواب لمناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد

وأشاد "درويش" برئيس المجلس المستشار دكتور حنفى جبالى مؤكدا أنه قامه قانونيه نفتخر بها ,ويستمع لكافة الأراءا بصدر رحب ,ويعمل فى ظل إطار يحكمه الدستور والقانون ,مشيرا إلى أن حديثى يتعلق  بالهجمه الشرسه التى نشهدها منذ إعلان البرلمان بدء مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائيه , لانه فى حقيقة الأمر يستدعى أن نكون صف واحد كما حدث أثناء مناقشات اللجنة الفرعيه والمشتركه .

 

كما وجه "درويش"  التحيه للقائد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أخذ على عاتقه الدفاع عن هذا الوطن ,ويجب على البرلمان احد خطوط الدفاع الأولى الوقوف  أمام  ما نسمعه ليس فقط من أهل الشر ولكن من منظمات دوليه تدعى البحث عن حقوق الإنسان ويجب أن تستحى تلك المنظمات حيث أن المواثيق الدوليه والمعاهدات الإنسانيه تحطمت أمام قوة وطغيان الشر الذى نراه منذ سنوات عديده .

 

 وتابع "نائب التنسيقية ": مايهمنا أن نوجه للمواطن المصرى الذى مثل الصخرة التى تحطمت عليها مخططات تقسيم هذا الوطن أن هذا المشروع تاريخى يمثل ويتفق مع المعاهدات الدولية والمواثيق الإنسانية ,والإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وعلينا أن نفتخر جميعا ونكون رأس الحربه أمام تلك المنظمات التى تعمل منذ أسبوع على تحطيم ,معنويات الشعب المصرى على مشروع القانون , معلنا موافقته على القانون  من حيث المبدأ

 

ودعا "درويش"  مجلس النواب إلى  الموافقة على مشروع القانون  كما أدعوا الشعب المصرى للإطلاع على هذا المشروع للوقوف على الجهد الذى بذل لإصداره ومايحتويه من مواد تحافظ على احترم حقوق الإنسان والمواثيق الدولية.

مقالات مشابهة

  • «هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق
  • الرئيسة هاريس!!
  • ضريبة النجاح القاسية
  • "هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق
  • حيرة العرب بين «الفيل» و«الحمار»
  • عمرو درويش يطالب البرلمان بالوقوف ضد محاولات أهل الش للتشكيك في قانون الإجراءات الجنائية
  • بعد حضورهما عزاء شقيقه مصطفى.. هل انتهى خلاف حسين فهمى وفنانين مشهورين
  • ذكرى رحيل احمد الچلبي التاسعة
  • أشرف غريب يكتب: أطفالنا والعملية التعليمية
  •  خالد ميري يكتب: من يصدق الشائعات؟!