الأسبوع:
2025-05-02@15:39:52 GMT

فى ذكرى النصر

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

فى ذكرى النصر

حلت يوم الجمعة الماضى الذكرى الخمسين لحرب السادس من أكتوبر 73 وتجلياتها العبقة، وهى الحرب التى تردد صداها فى العالم كله، حيث أحرزت فيها مصر نصرًا مؤزرًا حلت معه الهزيمة بإسرائيل. ذكرى الحرب المجيدة أستدعى معها وجودى أثناءها فى لندن، وما قاله لى ساسة بريطانيون وقتئذٍ عن هذه الحرب، ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء "هارولد ويلسون"، والمستر "كالاغان" وزير الخارجية، والكثير من أعضاء مجلس العموم البريطاني، ومجلس اللوردات، فلقد أعربوا عن تقديرهم لحكمة الرئيس السادات، وحرصه الشديد على إظهار الحقائق للرأى العام بصراحة نادرة.

كما أن ذكرى نصر أكتوبر 73 تستدعى ما قاله الرئيس السادات لي عندما التقيته بعد الحرب بخمسة أشهر فى لقاء أجريته معه يومها لهيئة الإذاعة البريطانية. حيث تحدث عن الحرب بفخر، واعتزاز، فهى الحرب التى منحت مصر والعرب وضعية خاصة تحقق معها التضامن العربى، وكانت الخطوة الأولى نحو الوحدة، كما خرجت بعدها الأمة العربية بصورة مشرفة. كان الرئيس السادات يومها مسكونًا بفرحة النصر الذى تحقق، وهو يقول لى: (إنها الحرب التى رفعت الروح المعنوية لدى العرب، والتى حققت كل مراميها بإسقاط كل أهداف إسرائيل، فهى الحرب التى تحدت فيها مصر نظرية الأمن الإسرائيلي، وأمكنها قهرها، وإثبات فشلها. وتحقق ذلك عندما حاربت سوريا جنبًا إلى جنب مع مصر، وعندما تم استخدام النفط على نطاق واسع، وبمستوى أذهل العالم).

كان الرئيس السادات، رحمه الله، على حق فيما قال، فحرب أكتوبر سجلت نصرًا لم يتوقعه أحد، مما دفع معهد الدراسات الإستراتيجية فى لندن إلى القول: بأن استخدام العرب للقوة العسكرية، وسلاح الطاقة صنفهم كقوة سادسة فى العالم. واستدعى هنا ما قاله لى المؤرخ والمفكر البريطانى العالمى "أرنولد توينبي" عن هذه الحرب، والتى رأى أنها كانت ضرورة حتمية قائلاً: (يكفى أنها على الأقل قد مهدت لظهور نظرة عادلة إلى العرب). ثم أردف قائلاً: (أنا أكره الحرب عامة، ولكن بعض الحروب تكون ضرورية، فحرب البلقان كانت ضرورية، وكذلك الحرب ضد هتلر. كما أن الطبيعة الإنسانية ما زالت تحبذ الحروب أحيانًا، فلا يمكن أن نسير فى الحياة بلا حرب. وبالنسبة للشرق الأوسط فإن القوة العسكرية ضرورة لفرض السلام، والتسوية الدائمة).

لقد بدا وكأن العرب اكتشفوا أنفسهم فجأة. اكتشفوا المقاتل والسلاح والنفط. ورأوا أن إسرائيل لا يمكن أن تتحرك خارج نطاق الحرب، وأنها لن تنسحب إلا بالقوة. كما رأوا أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن محميتها إسرائيل، لتصبح صديقة، أو حليفة للعرب، أو حتى طرفًا محايدًا. وبدا أن هناك ثمة مستحيلاً بالنسبة للمراهنة على قبول إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة، والمراهنة على تطور التناقض الأمريكى الإسرائيلى إلى الحد الذى يضع الولايات المتحدة فى صف المصلحة العربية.

بانتصار أكتوبر سجل الرئيس السادات نماذج بطولية فى الإباء والشمم والاستقلالية. كان رحمه الله الأكثر جرأة، وواقعية فى التعامل مع قضايا المنطقة. ويكفيه فخرًا أنه قاد مصر إلى أول انتصار عسكرى ضد الكيان الصهيوني الغاصب. إنه محمد أنور السادات العملة النادرة فى الحياة السياسية بما أضفاه على مصر من نسائم الاستقلال والحرية، وتحرير سيناء من ربقة الاحتلال الإسرائيلي. كان رحمه الله ومضة ضوء، وينبوع إرادة فولاذية، ومعين حياة لا ينضب. رحم الله الرئيس السادات بطل الحرب والسلام.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئیس السادات الحرب التى

إقرأ أيضاً:

16 لاعباً يمثلون الإمارات في كأس العرب لليد بالكويت

 
دبي (وام)

أخبار ذات صلة فوز 72 متسابقاً في ختام الدورة الـ 16 من المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات 2025 «ديربي كنتاكي» يدشن «النسخة 151» في أميركا


يشارك المنتخب الوطني لكرة اليد في بطولة كأس العرب، التي تقام في مجمع الشيخ سعد العبد الله الرياضي بالكويت من 5 إلى 11 مايو الجاري، بمشاركة تسعة منتخبات، وذلك بعد توقف دام 21 عاماً.
وتضم قائمة المنتخب 16 لاعباً هم عبد الرحمن خميس، وسالم النعيمي، وعبد الله عوض، وسعود الحمادي، ومرزوق البلوشي، ومبارك عبد الله، ومروان البلوشي، ومحمد الفلاسي، ومحمد البلوشي، وماجد ما لله، وسيف الأنصاري، وأحمد عيسى، وصالح الهاجري، وأحمد عبد الله، وهلال جهاد، وعمر الشحي، إلى جانب الجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب خالد أحمد البلوشي.
وأسفرت قرعة البطولة عن وقوع المنتخب في المجموعة الثالثة إلى جانب الكويت والمغرب، بينما ضمت المجموعتان الأولى والثانية كلاً من البحرين، مصر، العراق، وقطر، السعودية، تونس على التوالي، ويفتتح المنتخب مشاركته بمواجهة المغرب يوم الثلاثاء المقبل، ثم يلاقي الكويت يوم الأربعاء المقبل.
وأكد ناصر الحمادي، الأمين العام لاتحاد اليد، جاهزية المنتخب، مشيداً بالروح المعنوية المرتفعة للاعبين، بعد حصد برونزية دورة الألعاب الشاطئية الأخيرة في عُمان.

مقالات مشابهة

  • 16 لاعباً يمثلون الإمارات في كأس العرب لليد بالكويت
  • هآرتس: في ذكرى تأسيسها إسرائيل تتمزق من الداخل
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيره البولندي بمناسبة ذكرى يوم الدستور
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس سيراليون بمناسبة ذكرى الاستقلال
  • الرئيس السيسي يبعث ببرقية تهنئة إلى نظيره البولندي في ذكرى يوم الدستور
  • الرئيس السيسي يهنئ جمهورية سيراليون بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال
  • هرتسوغ: (إسرائيل) على شفا انفجار داخلي بسبب الانقسام .. والشاباك فشل في 7 أكتوبر
  • إسرائيل تحصي خسائرها منذ 7 أكتوبر وأكبرها بصفوف النخبة والضباط
  • من لبنان.. رسالة من وزيرة إلى السياح العرب
  • أخطر من جبهة الحرب.. لماذا تخاف إسرائيل من بيت صغير في الجنوب؟