جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@04:39:58 GMT

طوفان الأقصى يُزلزل إسرائيل

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى يُزلزل إسرائيل

 

حمد الحضرمي **

 

إنَّ يوم السابع من أكتوبر يومٌ ليس كسائر الأيام، إنه يومٌ عظيم وتاريخ مجيد، سطّرته المقاومة الفلسطينية الباسلة بكل جرأة وقوة وشجاعة، إن "طوفان الأقصى" أغرق الأرض وغمر اليابسة على الإسرائليين من كل حدب وصوب، إنه غليان وهيجان وبركان الأبطال الثوار رجال المقاومة، الذين لا يرضون أن تسلب أراضيهم وتدنس مقدساتهم وهم أحياء على أرض المسجد الأقصى الشريف، والذين ثاروا في وجوه الطغاة الصهاينة الغاصبين، إنها انتفاضة لن تتوقف إلا بتحقيق النصر المؤزر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).

لقد نفّذت المقاومة الفلسطينية الشُجاعة طوفان الأقصى الذي زلزل الأرض على إسرائيل وجيشها القوي- الذي لا يهزم كما يدعون- عمليات هجومية قتالية نوعية، وسيطرة على مواقع عسكرية للجيش الإسرائيلي في عقر دارهم، وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات؛ فإسرائيل دولة بلا هوية تُريد أن يكون لها كيان على أنقاض الشعب الفلسطيني، ويروادهم الأمل والحلم بالعودة إلى أرض الميعاد. وتسعى إسرائيل اليوم بعد سبع عقود من تأسيسها لنزع اعتراف دولي وإقليمي بيهوديتها، وهي عبارة عن دولة من المهاجرين؛ احتلت أرض فلسطين وجمعت مهاجرين من مختلف أنحاء العالم من أجناس وأعراق وهويات مختلفة من أجل أن يكون لهم شعب ودولة، وهذا لن يتحقق لهم كحلم إبليس بالجنة.

إسرائيل تهدم مدن وقرى وحضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني من أجل أن يكون لها هوية في هذه الأرض لإقامة دولتها، بدعم دولي لها من "وعد بلفور" وانتهاءً بوعد جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي، من أجل تثبيت أركان دولة إسرائيل في فلسطين. لكننا نؤكد أن هوية فلسطين باقية للأبد لما لها من صفات وسمات ثقافية تتميز بها عن باقي أفراد الأمم الأخرى، ولن تجد شعبًا متمسكًا بوطنه ومقدساته مثل الشعب الفلسطيني.

إنَّ استمرار المقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، سيظل يمثل كابوسًا حقيقيًا للإسرائيليين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التراجع عن هذا الحق الأصيل للفلسطينيين، لأنهم هم أصحاب الحق وهذه أرضهم وهذه مقدساتهم. أن إسرائيل لن ترجع الحق طواعية للفلسطينيين، ولكن باستمرار المقاومة والضغط الفلسطيني سيجبر الإسرائليون في نهاية المطاف على الإذعان والاعتراف بالحقوق الوطنية والسياسية للفلسطينيين. إن المفهوم الإسرائيلي لسلام الهيمنة والردع يلخص وجهًا آخر في ضوء إصرار إسرائيل على تطبيع العلاقات بينها وبين الدول العربية قبل إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وسوف يستمر القلق الإسرائيلي باستمرار عملية مقاطعة إسرائيل ورفض وجودها ومحاولة البحث عن الشرعية التي تفتقدها في المنطقة.

يا أبطال فلسطين: لقد وعدنا الله بالنصر المبين إذا نحن نصرناه واتبعنا دينه وأهتدينا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقمنا شريعته مصداقا لقوله تعالى "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40)، لقد وعد الله- عزوجل- البشرية كلها بالفلاح والفوز إن هم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعوا النور الذي أنزل معه، وسيتحقق خروج العالم مرة أخرى من الظلمات إلى النور، ومن ظلمات الكفر وطغاة الصهاينة ومن الباطل والجهل والانحلال، إلى نور الحق والعلم والتمسك بقيم الخُلق العظيم.

يا إخواننا وأهلنا في فلسطين.. اصدقوا الله تعالى في عقائدكم وفي نياتكم وفي أقوالكم وفي أفعالكم، عاملوا الله تعالى كما أمركم، واعبدوه مخلصين له الدين، والتزموا شريعته غير مُغالين ولا مفرطين، وانصروا الله تعالى بالانتصار على أنفسكم الأمارة بالسوء، وانصروا الله تعالى بالغيرة لدينه وحمايته والذود عنه وعن مقدساته الشريفة، فبيت الله المقدس الأقصى الشريف يستحق منَّا ومنكم لتحريره من أيدي الصهاينة المغتصبين التضحية بأموالنا وأنفسنا، فقد صدق الله وعده وانجز نصره وهزم الأحزاب وحده، عندما كانت الأمة الإسلامية قائمة بالشرط المشروط عليها للنصر، أن تؤمن بالله ورسوله وتعبده ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بأن النصر من عند الله.

يا أبطال المقاومة.. لا ترهبكم الأعداء، ولا تخافون قواهم المادية والبشرية "إِنْ يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (آل عمران: 160). واعلموا أيها الأبطال أن اليهود هم اليهود لا أمان لهم، لم يلتزموا بالمعاهدات التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، ولم يوفوا بالتزاماتهم، ووقفوا مواقف عدائية ضد المسلمين وواجهوا المسلمين بالتحدي والتهديد، وسيظل اليهود كما كانوا منذ عقود ماضية، يرفضون التعايش مع المسلمين في سلام، لأن صدور اليهود تمتلئ بالحسد تجاه المؤمنين، وهم متلبسون بالحسد بسبب قلوبهم المريضة وحبها لما هو قبيح وكرهها للحق.

اليهود كانوا وما زالوا شديدي الحرص على إرجاع المسلمين إلى عوالم الجاهلية والكفر، يقول تعالى "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ" (البقرة: 109)؛ فاليهود لا يريدون للآخرين أن يتمتعوا بنعمة الإيمان، بل يتمنون زوال هذه النعمة، وهذه الخصلة الذميمة مرجعها إلى كراهية الإنسان كإنسان، ففي عقلية اليهود مشكلة أساسية، إذ يعتبرون أنفسهم الأحق بالنبوة من العرب، وأنهم أرقى من العرب، وأعلى منهم شأنًا، وتفكير اليهود يتشابه إلى حد بعيد مع تفكير إبليس، لأن إبليس اعتبر نفسه أفضل من آدم عليه الصلاة والسلام، واليهود اعتبروا أنفسهم أفضل من العرب.

أيها الأبطال.. كان الصحابة بالأمس البعيد يمتلكون قوة جبارة وعزيمة وإصرارا والتضحية بالغالي والنفيس وبأنفسهم وأموالهم في سبيل الله في تضحيات سجلها التاريخ بأحرف من ذهب ولم يعرف لها مثيل، وها أنتم اليوم يا شباب وشيوخ المقاومة المجاهدين في فلسطين تمثلون هذه القوة الجبارة، التي تدافع بكل قوة وشجاعة عن أرضها ومقدساتها وكرامتها وعرضها. يا أبطال طوفان الأقصى: إنه نفير عام من صغيركم وكبيركم فنفذوه بكل  شجاعة وثبات والتزموا به حتى يتحقق النصر المبين وهذا على الله ليس بعزيز.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائلها ويغفر له؟

تكثر الاستفهامات والأسئلة عن حقيقة هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائلها ويغفر له؟، والتي يزيد معها الحرص والانتباه بقدر العظمة والمنزلة، وحيث إننا في شهر شوال المبارك وآية الكرسي أعظم آيات القرآن، والصلاة هي ثاني أركان الإسلام الخمس من هنا ينبع السؤال عن هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائلها ويغفر له؟ ، باعتباره أحد أسرار آية الكرسي الخفية ، وهي إحدى آيات سورة البقرة، ولعل حث رسول الله لنا على قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة يشير إلى فضلها العظيم، الذي لا ينبغي تضييعه أو الاستهانة به وتفويته، فقد تحمل معها مفتاحًا لبوابات الخير والرزق والبركة، وهذا ما يطرح السؤال عن هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائها ويغفر له؟.

فضل آية الكرسي.. هل قراءتها 50 مرة في الصباح تجلب الرزق؟هل يجوز قراءة سورة الكهف بعد العشاء يوم الجمعة؟.. لديك فرصة بــ10 آياتدعاء سورة قل هو الله أحد.. ردده ولن يعرف الفقر والنكد عنوانكهل قراءة أواخر سورة البقرة تغني عن قيام الليل؟.. اعرف 5 حقائقهل قراءة سورة يس يوميا بدعة محرمة؟.. اغتنمها لـ5 أسبابلماذا يجب قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم؟.. 7 عجائبهل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قراءة آية الكرسي بعد صلاة الفرض أو السنة لها فضل عظيم ونقرأها بعد الصلاة مباشرة.

واستشهد " عويضة" في إجابته عن هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائها ويغفر له؟، بما  روي عن جابر بن عبدالله وأنس بن مالك ، وحدثه الشوكاني في الفوائد المجموعة، الصفحة أو الرقم : 299، حديث : ( مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ في دبرِ كلِّ صلاةٍ ، خرقَت سبعَ سمواتٍ ، فلَم يلتَئم خرقُها حتَّى ينظرَ اللَّهُ إلى قائلِها فيغفرُ لَهُ ، ثمَّ يبعَثُ اللَّهُ ملَكًا فيَكْتبُ حسَناتِهِ ويمحو سيِّئاتِهِ إلى الغدِ من تلكِ السَّاعةِ) ، وهو حديث إسناده باطل وله سند آخر فيه مجاهيل.

وجاء أن لقراءتها بعد كل صلاة مكتوبة أجر عظيم، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاةٍ؛ حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: «مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ»، ‏أنها تحفظ القارئ لها من العين، والسحر، والمس؛ إذ إن الله- تعالى- جعلها حرزًا من الشيطان، والجن والسحرة، والمشعوذين، فمن قرأها في الصباح حفظه الله تعالى حتى المساء، ومن قرأها في المساء حفظه الله تعالى حتى الصباح، كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأها عند النوم؛ ليدفع بها الشياطين.

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير آية الكرسي من سورة البقرة: هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها أفضل آية في كتاب الله .. عن أُبي هو ابن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال: الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال: آية الكرسي».

ودلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ، فروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ». أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.

ويوضح الحديث أن المداومة على قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ويستمر على قراءتها يستحق الجنة والفاصل بينه وبينها هو الموت لأنه بالموت قد انقطع العمل واستحق الجزاء -الجنة-، وآية الكرسي هي قوله تعالى: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ» سورة البقرة الآية 255، وسميت بهذا الاسم لذكر الكرسي فيها، ومن يقرأها في الليل أو النهار بأي عدد (أقلها ثلاث مرات) تشرح الصدور وتكشف الهموم والغم والكربات وتحفظ النفس والأولاد والمال.‏

فضل قراءة آية الكرسي بعد الصلاة

قال الإمام ابن كثير رحمه الله عن فضل قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ، مفسرًا آية الكرسي من سورة البقرة: هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها أفضل آية في كتاب الله .. عن أُبي هو ابن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال: الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال: آية الكرسي».

دلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ، فروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ». أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.

ويوضح الحديث أن المداومة على قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ويستمر على قراءتها يستحق الجنة والفاصل بينه وبينها هو الموت لأنه بالموت قد انقطع العمل واستحق الجزاء -الجنة-، وآية الكرسي هي قوله تعالى: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ» سورة البقرة الآية 255.

وسميت بهذا الاسم لذكر الكرسي فيها، ومن يقرأها في الليل أو النهار بأي عدد (أقلها ثلاث مرات) تشرح الصدور وتكشف الهموم والغم والكربات وتحفظ النفس والأولاد والمال.‏

فضل آية الكرسي

ورد أنَّ آية الكرسي من الآيات العظيمة جداً، وَقد رَدَ فضلها في العديد من الأحاديث النبويّة ومنها :

أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة:255]. قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ)، فهي أعظم آية في كتاب الله بِدليل ما أخرجه مسلم في صحيحه، ومن الجدير بالذكر أنَّ أبي بن كعب -رضي الله عنه- هو سيّدُ القرّاء.

وقد بيّن فضله النبي في الحديث حين لقّبه بأبي المُنذر تكريماً له -رضي الله عنه- وإشارة إلى منزلته العالية، وعندما أجاب عن سؤاله -عليه السلام- دعا له بالبركة في العلم الذي فتح الله به عليه. إنَّ آية الكرسي حرزٌ للإنسان وحِصنٌ له من دخول النّار، بدليل الحديث الذي ورد عن أبي أمامة الباهلي السابق الذكر. إنَّ آية الكرسي حِصنٌ للبيوتِ من دخول الشياطين والجنِّ.

وقد ثبت عن أُبيّ بن كعب أنه رأى جنّياً يريد أن يسرق من طعامه، فسأله أُبيّ بعد أن علِم أنه جنّي: (فما يُنَجِّينَا مِنكُم، قال: هذه الآيةُ التِي في سورةِ البقرةِ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ مَنْ قالَها حِينَ يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ، ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي، فلَمَّا أصبحَ أتَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليِه وسلَّمَ فذكر ذلكَ له فقال : صَدَقَ الخبيثُ).

وورد أنّ آية الكرسي خيرُ حافظ ٍللإنسان في يومه، فعند الالتزام بقراءتها قبل النوم تحفظه حتى يصبح، وعند قراءتها حين يُصبح تحفظه حتى يُمسي، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ).

تفسير آية الكرسي

بدأت الآية الكريمة بإعلان وحدانية الله تعالى؛ فهو الإله الحقّ الذي يستحق العبادة والتأليه، وهو الحيّ القائم بشؤون الكون، لا يغفل عنه بالنوم، ولا يشاركه في ملك السماوات والأرض أحدٌ، ولا يشفع عنده أحد من العالمين دون إذنه، وهو المحيط العليم بتفاصيل الأمور ودقائقها، ويعجز ما دونه عن الإحاطة به -سبحانه وتعالى- إلا بما يريد، وسلطانه واسع، لا يثقله التدبير، وهو العليّ بقدره وكمال صفاته، العظيم بجبروته.

ومَدَحَ الله -سبحانه وتعالى- نفسَه بالآية الكريمة بقوله -تعالى-: (الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، والحيُّ القيوم صفتان جليلتان تحمل كُلُّ معاني أسماء الله الحسنى، فالحيّ هو الذي لا يموت، وهو الذي لا يَسبقه عدمٌ ولا يلْحقُه زوال، فكل شيءٍ هالكٌ إلا وجهَهُ -سبحانه وتعالى-، ومعنى القيوم؛ أنَّ الله قائمٌ بذاته لا يحتاج إلى أحدٍ من خلقه، وكُلُّ الخلق تَفتقر إليه، فهو الغنيُّ عن جميع خلقه، ومن تمام حياته وقيّوميّته جاء الوصف الإلهي بقول -تعالى-: (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ)، وكُلُّ ما في الوجود له -سبحانه وتعالى- ومِلكٌ وعبدٌ له، كما أنَّ الله -عز وجل- لا ينام ولا يُصيبه النعاس، وهذا من كمال قيّوميّته.

كما أنَّ الله -تعالى- عليمٌ بكلّ شيء، فهو الذي يَعلم ما في الماضي والحاضر وما سيقع في المستقبل، وهو الذي يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، وكُلُّ مَن يعلمُ بعلمٍ على الأرض لم يكن لِيعلمه لولا أنَّ الله أذِنَ له بذلك، و لا تحدث شفاعة عند الله إلا برضاه وبعد إذنِه، وحتى الرسول -عليه السلام- إذا أراد الشفاعة من الله يأتي تحت العرش ويخرُّ ساجداً ويدعو الله ويَحمده ويُثني عليه، فلا يرفع رأسه إلا بعد أن يأذن الله -تعالى- له ويقبل طلبه بالشفاعة.

وسُمّيت آية الكرسيّ بهذا الاسم لورود الكرسيِّ العظيم فيها، قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)، والمقصود بالكرسيّ هو كناية عن عِظَم العلم وشموله، وهو القول المشهور عن ابن عباس، وفي هذا إظهار لِسعة ملكه -سبحانه وتعالى-.

وقد استوى الله -عز وجل- على العرش استواءً يليق بجلاله، والله لا يعجزه حِفظُ جميعِ مخلوقاتِه في وقتٍ واحدٍ، وهذا شيءٌ يَسير على الله -سبحانه وتعالى-، ولا يُعجزه ولا يُثقله شيء، فهو الذي جلَّ وعلا بذاته، وعليٌّ بقهره وسلطانه، وعليٌّ بمكانه، وفي الآية إشارة إلى كمال قدرة الله بعظم مخلوقاته، وكمال قدرته وحفظه ورحمته، فلا يُثقله ولا يعجزه شيء.

آية الكرسي

تُعتبر آية الكرسي من أعظم آيات القرآن الكريم، وهي الآية رقم "255" من سورة البقرة، وتضمّنت أسماء الله -عزّ وجلّ- وصفاته وأفعاله، وورد فيها اسم الله الأعظم، وهو اسم: الحيّ القيوم، وذكر النوويّ اتفاق العلماء على أنّ ما يُميّز آية الكرسي أنّها جمعت من أصول الأسماء والصفات: الألوهيّة، والوحدانيّة، والحياة، والعلم، والملك، والقدرة والإرادة، وهذه السبعة هي أصول الأسماء والصفات، وسُمّيت الآية باسم آية الكرسيّ؛ لاحتوائها على مفردة الكرسي في قوله تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)، ولم يرد ذكر هذه المفردة في غير هذا الموضوع من القرآن كلّه.

وقد نزلت آية الكرسي في المدينة المنورة ليلاً، فأمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زيداً بكتابتها، وذكر محمد بن الحنفية أنّه لما نزلت آية الكرسي: سقطت الأصنام، وخرّ الملوك وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهربت الشياطين يضرب بعضها بعضاً حتى أخبروا إبليس بالأمر، فأمرهم بالتحقّق، فجاءوا إلى المدينة المنورة، فوجدوها قد نزلت، ومن الجدير بالذكر أنّ آية الكرسي تضمّنت توحيد الله تعالى وصفاته العلا، وذكر ابن عباسٍ؛ أنّ أشرف آيةٍ في القرآن الكريم، هي آية الكرسي.

  طباعة شارك هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة هل قراءة آية الكرسي قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة آية الكرسي بعد كل صلاة فضل قراءة آية الكرسي بعد الصلاة قراءة آية الكرسي بعد الصلاة فضل آية الكرسي آية الكرسي تفسير آية الكرسي

مقالات مشابهة

  • هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائلها ويغفر له؟
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • الآلاف يتظاهرون في تعز تنديدا بجرائم إسرائيل وللمطالبة بكسر الحصار
  • طوفان بشري ومسيرة مليونية في العاصمة صنعاء تأكيداً على الثبات مع غزة رغم أنف العدو الأمريكي (تفاصيل + صور)
  • جيش الاحتلال يقر بفشله في حماية مستوطنة نير إسحاق يوم 7 أكتوبر
  • الرئيس الفلسطيني لرجال المقاومة: يا أولاد الكلب سلموا الرهائن اللي عندكم وخلصونا
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جحانة بصنعاء
  • مسير شعبي في الشعر بإب لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جحانة بصنعاء
  • بينهم سيدتان.. إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا فلسطينيا من غزة