جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@17:11:38 GMT

طوفان الأقصى يُزلزل إسرائيل

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى يُزلزل إسرائيل

 

حمد الحضرمي **

 

إنَّ يوم السابع من أكتوبر يومٌ ليس كسائر الأيام، إنه يومٌ عظيم وتاريخ مجيد، سطّرته المقاومة الفلسطينية الباسلة بكل جرأة وقوة وشجاعة، إن "طوفان الأقصى" أغرق الأرض وغمر اليابسة على الإسرائليين من كل حدب وصوب، إنه غليان وهيجان وبركان الأبطال الثوار رجال المقاومة، الذين لا يرضون أن تسلب أراضيهم وتدنس مقدساتهم وهم أحياء على أرض المسجد الأقصى الشريف، والذين ثاروا في وجوه الطغاة الصهاينة الغاصبين، إنها انتفاضة لن تتوقف إلا بتحقيق النصر المؤزر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).

لقد نفّذت المقاومة الفلسطينية الشُجاعة طوفان الأقصى الذي زلزل الأرض على إسرائيل وجيشها القوي- الذي لا يهزم كما يدعون- عمليات هجومية قتالية نوعية، وسيطرة على مواقع عسكرية للجيش الإسرائيلي في عقر دارهم، وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات؛ فإسرائيل دولة بلا هوية تُريد أن يكون لها كيان على أنقاض الشعب الفلسطيني، ويروادهم الأمل والحلم بالعودة إلى أرض الميعاد. وتسعى إسرائيل اليوم بعد سبع عقود من تأسيسها لنزع اعتراف دولي وإقليمي بيهوديتها، وهي عبارة عن دولة من المهاجرين؛ احتلت أرض فلسطين وجمعت مهاجرين من مختلف أنحاء العالم من أجناس وأعراق وهويات مختلفة من أجل أن يكون لهم شعب ودولة، وهذا لن يتحقق لهم كحلم إبليس بالجنة.

إسرائيل تهدم مدن وقرى وحضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني من أجل أن يكون لها هوية في هذه الأرض لإقامة دولتها، بدعم دولي لها من "وعد بلفور" وانتهاءً بوعد جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي، من أجل تثبيت أركان دولة إسرائيل في فلسطين. لكننا نؤكد أن هوية فلسطين باقية للأبد لما لها من صفات وسمات ثقافية تتميز بها عن باقي أفراد الأمم الأخرى، ولن تجد شعبًا متمسكًا بوطنه ومقدساته مثل الشعب الفلسطيني.

إنَّ استمرار المقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، سيظل يمثل كابوسًا حقيقيًا للإسرائيليين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التراجع عن هذا الحق الأصيل للفلسطينيين، لأنهم هم أصحاب الحق وهذه أرضهم وهذه مقدساتهم. أن إسرائيل لن ترجع الحق طواعية للفلسطينيين، ولكن باستمرار المقاومة والضغط الفلسطيني سيجبر الإسرائليون في نهاية المطاف على الإذعان والاعتراف بالحقوق الوطنية والسياسية للفلسطينيين. إن المفهوم الإسرائيلي لسلام الهيمنة والردع يلخص وجهًا آخر في ضوء إصرار إسرائيل على تطبيع العلاقات بينها وبين الدول العربية قبل إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وسوف يستمر القلق الإسرائيلي باستمرار عملية مقاطعة إسرائيل ورفض وجودها ومحاولة البحث عن الشرعية التي تفتقدها في المنطقة.

يا أبطال فلسطين: لقد وعدنا الله بالنصر المبين إذا نحن نصرناه واتبعنا دينه وأهتدينا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقمنا شريعته مصداقا لقوله تعالى "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40)، لقد وعد الله- عزوجل- البشرية كلها بالفلاح والفوز إن هم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعوا النور الذي أنزل معه، وسيتحقق خروج العالم مرة أخرى من الظلمات إلى النور، ومن ظلمات الكفر وطغاة الصهاينة ومن الباطل والجهل والانحلال، إلى نور الحق والعلم والتمسك بقيم الخُلق العظيم.

يا إخواننا وأهلنا في فلسطين.. اصدقوا الله تعالى في عقائدكم وفي نياتكم وفي أقوالكم وفي أفعالكم، عاملوا الله تعالى كما أمركم، واعبدوه مخلصين له الدين، والتزموا شريعته غير مُغالين ولا مفرطين، وانصروا الله تعالى بالانتصار على أنفسكم الأمارة بالسوء، وانصروا الله تعالى بالغيرة لدينه وحمايته والذود عنه وعن مقدساته الشريفة، فبيت الله المقدس الأقصى الشريف يستحق منَّا ومنكم لتحريره من أيدي الصهاينة المغتصبين التضحية بأموالنا وأنفسنا، فقد صدق الله وعده وانجز نصره وهزم الأحزاب وحده، عندما كانت الأمة الإسلامية قائمة بالشرط المشروط عليها للنصر، أن تؤمن بالله ورسوله وتعبده ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بأن النصر من عند الله.

يا أبطال المقاومة.. لا ترهبكم الأعداء، ولا تخافون قواهم المادية والبشرية "إِنْ يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (آل عمران: 160). واعلموا أيها الأبطال أن اليهود هم اليهود لا أمان لهم، لم يلتزموا بالمعاهدات التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، ولم يوفوا بالتزاماتهم، ووقفوا مواقف عدائية ضد المسلمين وواجهوا المسلمين بالتحدي والتهديد، وسيظل اليهود كما كانوا منذ عقود ماضية، يرفضون التعايش مع المسلمين في سلام، لأن صدور اليهود تمتلئ بالحسد تجاه المؤمنين، وهم متلبسون بالحسد بسبب قلوبهم المريضة وحبها لما هو قبيح وكرهها للحق.

اليهود كانوا وما زالوا شديدي الحرص على إرجاع المسلمين إلى عوالم الجاهلية والكفر، يقول تعالى "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ" (البقرة: 109)؛ فاليهود لا يريدون للآخرين أن يتمتعوا بنعمة الإيمان، بل يتمنون زوال هذه النعمة، وهذه الخصلة الذميمة مرجعها إلى كراهية الإنسان كإنسان، ففي عقلية اليهود مشكلة أساسية، إذ يعتبرون أنفسهم الأحق بالنبوة من العرب، وأنهم أرقى من العرب، وأعلى منهم شأنًا، وتفكير اليهود يتشابه إلى حد بعيد مع تفكير إبليس، لأن إبليس اعتبر نفسه أفضل من آدم عليه الصلاة والسلام، واليهود اعتبروا أنفسهم أفضل من العرب.

أيها الأبطال.. كان الصحابة بالأمس البعيد يمتلكون قوة جبارة وعزيمة وإصرارا والتضحية بالغالي والنفيس وبأنفسهم وأموالهم في سبيل الله في تضحيات سجلها التاريخ بأحرف من ذهب ولم يعرف لها مثيل، وها أنتم اليوم يا شباب وشيوخ المقاومة المجاهدين في فلسطين تمثلون هذه القوة الجبارة، التي تدافع بكل قوة وشجاعة عن أرضها ومقدساتها وكرامتها وعرضها. يا أبطال طوفان الأقصى: إنه نفير عام من صغيركم وكبيركم فنفذوه بكل  شجاعة وثبات والتزموا به حتى يتحقق النصر المبين وهذا على الله ليس بعزيز.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الوحدة 8200.. فرقة استخبارات إسرائيلية فشلت في طوفان الأقصى فهاجمت لبنان

الوحدة 8200 الإسرائيلية هي المسئولة عن الذراع السيبراني لدولة الاحتلال، وتتولى الحروب الالكترونية والتجسس، وبحسب تقرير نشرته قناة القاهرة الإخبارية فقد كانت المسئولة عن الهجوم التقني على آلاف أجهزة الاتصالات من نوعية البيجر وآي كوم التي انفجرت في وقت متزامن في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وأسفرت عن وقوع آلاف من الإصابات وعشرات القتلى.

الوحدة 8200 الإسرائيلية

وبحسب تقرير رويترز والذي نقلته القاهرة الإخبارية، فإن تلك الوحدة هي المسئولة عن الحرب الإلكترونية والاستخبارات الرقمية ومعروفة بالأرقام العبرية «شموني ماتايم» وتتبع المخابرات العسكرية للاحتلال.

وتعمل تلك الوحدة في الأساس على فك الرموز والشفرات، ووحدات المخابرات التي تشكلت عند قيام دولة الاحتلال في 1948.

وتخضع أنشطة تلك الوحدة للسرية الشديدة، وتتنوع ما بين اعتراض الإشارات والهجمات التكنولوجية، وتصنيف البيانات وتفسير معانيها.

يجري اختيار أفراد تلك الوحدة من المراهقين وبداية العشرينات، ويدرب بعضهم ضمن برامج الثانوية، وأغلبهم يحظى بسمعة كبيرة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة والأمن الالكتروني.

خسرت سمعتها بسبب طوفان الأقصى

وعلى مدار عقود بنت الوحدة الإسرائيلية سمعتها على أساس العمليات الاستخباراتية التي نفذتها، والتي تضمنت التجسس على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة، فضلا عن شن هجمات متتالية على حركة حماس.

وتعمل تلك الوحدة في كل مكان بما في ذلك المناطق التي يتواجد فيها صراع، وفي عام 2014، أرسلت رسالة وقع عليها 43 من أفراد الاحتياط، رافضين عمليات المراقبة التي وصفوها بغير الأخلاقية على الفلسطينيين الذين لم ينخرطوا في أعمال عنف.

إلا أن تلك السمعة خسرتها بسبب الفشل الاستخباراتي بعد تنفيذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تراجع نفوذها، وهو ما يفسر الهجوم الذي نفذته مؤخرًا ضد لبنان لاستعادة سمعتها، وفق ما نشرت قناة القاهرة الإخبارية.

يشار أن الأسبوع الماضي، أعلن قائد الوحدة 8200 الإسرائيلية الجنرال يوسي ساريئيل استقالته من منصبه بسبب الفشل الذريع الذي حدث في السابع من أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • الوحدة 8200.. فرقة استخبارات إسرائيلية فشلت في طوفان الأقصى فهاجمت لبنان
  • تطورات اليوم الـ349 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الإسلاميون والقوميون والسابع من أكتوبر: مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق
  • تطورات اليوم الـ348 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • صاروخ يمني واحد يُرعب الصهاينة ويُوقظ العالم
  • النص الكامل لرسالة القائد المجاهد يحيى السنوار للسيد القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • تطورات اليوم الـ347 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الحوثيون يكشفون عن إغراءات أمريكية لوقف هجماتهم المساندة لغزة
  • السنوار يبعث رسالة لزعيم الحوثيين بعد اختراق صاروخهم قلب تل أبيب.. ماذا قال؟
  • السنوار: المقاومة صامدة وطوفان الأقصى ضربة قوية للمشروع الصهيوني