جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-22@16:49:38 GMT

طوفان الأقصى يُزلزل إسرائيل

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى يُزلزل إسرائيل

 

حمد الحضرمي **

 

إنَّ يوم السابع من أكتوبر يومٌ ليس كسائر الأيام، إنه يومٌ عظيم وتاريخ مجيد، سطّرته المقاومة الفلسطينية الباسلة بكل جرأة وقوة وشجاعة، إن "طوفان الأقصى" أغرق الأرض وغمر اليابسة على الإسرائليين من كل حدب وصوب، إنه غليان وهيجان وبركان الأبطال الثوار رجال المقاومة، الذين لا يرضون أن تسلب أراضيهم وتدنس مقدساتهم وهم أحياء على أرض المسجد الأقصى الشريف، والذين ثاروا في وجوه الطغاة الصهاينة الغاصبين، إنها انتفاضة لن تتوقف إلا بتحقيق النصر المؤزر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).

لقد نفّذت المقاومة الفلسطينية الشُجاعة طوفان الأقصى الذي زلزل الأرض على إسرائيل وجيشها القوي- الذي لا يهزم كما يدعون- عمليات هجومية قتالية نوعية، وسيطرة على مواقع عسكرية للجيش الإسرائيلي في عقر دارهم، وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات؛ فإسرائيل دولة بلا هوية تُريد أن يكون لها كيان على أنقاض الشعب الفلسطيني، ويروادهم الأمل والحلم بالعودة إلى أرض الميعاد. وتسعى إسرائيل اليوم بعد سبع عقود من تأسيسها لنزع اعتراف دولي وإقليمي بيهوديتها، وهي عبارة عن دولة من المهاجرين؛ احتلت أرض فلسطين وجمعت مهاجرين من مختلف أنحاء العالم من أجناس وأعراق وهويات مختلفة من أجل أن يكون لهم شعب ودولة، وهذا لن يتحقق لهم كحلم إبليس بالجنة.

إسرائيل تهدم مدن وقرى وحضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني من أجل أن يكون لها هوية في هذه الأرض لإقامة دولتها، بدعم دولي لها من "وعد بلفور" وانتهاءً بوعد جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي، من أجل تثبيت أركان دولة إسرائيل في فلسطين. لكننا نؤكد أن هوية فلسطين باقية للأبد لما لها من صفات وسمات ثقافية تتميز بها عن باقي أفراد الأمم الأخرى، ولن تجد شعبًا متمسكًا بوطنه ومقدساته مثل الشعب الفلسطيني.

إنَّ استمرار المقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، سيظل يمثل كابوسًا حقيقيًا للإسرائيليين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التراجع عن هذا الحق الأصيل للفلسطينيين، لأنهم هم أصحاب الحق وهذه أرضهم وهذه مقدساتهم. أن إسرائيل لن ترجع الحق طواعية للفلسطينيين، ولكن باستمرار المقاومة والضغط الفلسطيني سيجبر الإسرائليون في نهاية المطاف على الإذعان والاعتراف بالحقوق الوطنية والسياسية للفلسطينيين. إن المفهوم الإسرائيلي لسلام الهيمنة والردع يلخص وجهًا آخر في ضوء إصرار إسرائيل على تطبيع العلاقات بينها وبين الدول العربية قبل إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وسوف يستمر القلق الإسرائيلي باستمرار عملية مقاطعة إسرائيل ورفض وجودها ومحاولة البحث عن الشرعية التي تفتقدها في المنطقة.

يا أبطال فلسطين: لقد وعدنا الله بالنصر المبين إذا نحن نصرناه واتبعنا دينه وأهتدينا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقمنا شريعته مصداقا لقوله تعالى "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40)، لقد وعد الله- عزوجل- البشرية كلها بالفلاح والفوز إن هم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعوا النور الذي أنزل معه، وسيتحقق خروج العالم مرة أخرى من الظلمات إلى النور، ومن ظلمات الكفر وطغاة الصهاينة ومن الباطل والجهل والانحلال، إلى نور الحق والعلم والتمسك بقيم الخُلق العظيم.

يا إخواننا وأهلنا في فلسطين.. اصدقوا الله تعالى في عقائدكم وفي نياتكم وفي أقوالكم وفي أفعالكم، عاملوا الله تعالى كما أمركم، واعبدوه مخلصين له الدين، والتزموا شريعته غير مُغالين ولا مفرطين، وانصروا الله تعالى بالانتصار على أنفسكم الأمارة بالسوء، وانصروا الله تعالى بالغيرة لدينه وحمايته والذود عنه وعن مقدساته الشريفة، فبيت الله المقدس الأقصى الشريف يستحق منَّا ومنكم لتحريره من أيدي الصهاينة المغتصبين التضحية بأموالنا وأنفسنا، فقد صدق الله وعده وانجز نصره وهزم الأحزاب وحده، عندما كانت الأمة الإسلامية قائمة بالشرط المشروط عليها للنصر، أن تؤمن بالله ورسوله وتعبده ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بأن النصر من عند الله.

يا أبطال المقاومة.. لا ترهبكم الأعداء، ولا تخافون قواهم المادية والبشرية "إِنْ يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (آل عمران: 160). واعلموا أيها الأبطال أن اليهود هم اليهود لا أمان لهم، لم يلتزموا بالمعاهدات التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، ولم يوفوا بالتزاماتهم، ووقفوا مواقف عدائية ضد المسلمين وواجهوا المسلمين بالتحدي والتهديد، وسيظل اليهود كما كانوا منذ عقود ماضية، يرفضون التعايش مع المسلمين في سلام، لأن صدور اليهود تمتلئ بالحسد تجاه المؤمنين، وهم متلبسون بالحسد بسبب قلوبهم المريضة وحبها لما هو قبيح وكرهها للحق.

اليهود كانوا وما زالوا شديدي الحرص على إرجاع المسلمين إلى عوالم الجاهلية والكفر، يقول تعالى "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ" (البقرة: 109)؛ فاليهود لا يريدون للآخرين أن يتمتعوا بنعمة الإيمان، بل يتمنون زوال هذه النعمة، وهذه الخصلة الذميمة مرجعها إلى كراهية الإنسان كإنسان، ففي عقلية اليهود مشكلة أساسية، إذ يعتبرون أنفسهم الأحق بالنبوة من العرب، وأنهم أرقى من العرب، وأعلى منهم شأنًا، وتفكير اليهود يتشابه إلى حد بعيد مع تفكير إبليس، لأن إبليس اعتبر نفسه أفضل من آدم عليه الصلاة والسلام، واليهود اعتبروا أنفسهم أفضل من العرب.

أيها الأبطال.. كان الصحابة بالأمس البعيد يمتلكون قوة جبارة وعزيمة وإصرارا والتضحية بالغالي والنفيس وبأنفسهم وأموالهم في سبيل الله في تضحيات سجلها التاريخ بأحرف من ذهب ولم يعرف لها مثيل، وها أنتم اليوم يا شباب وشيوخ المقاومة المجاهدين في فلسطين تمثلون هذه القوة الجبارة، التي تدافع بكل قوة وشجاعة عن أرضها ومقدساتها وكرامتها وعرضها. يا أبطال طوفان الأقصى: إنه نفير عام من صغيركم وكبيركم فنفذوه بكل  شجاعة وثبات والتزموا به حتى يتحقق النصر المبين وهذا على الله ليس بعزيز.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسطينية تعرض فيديو يجمع يحيى السنوار وهنية والعاروري

عرضت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مساء اليوم السبت مقطع فيديو تحت عنوان «يقتلونا بل ونحيا لا يموت الشهداء، نحن طوفان لأقصى فيه طاف الأنبياء» يظهر خلاله قاداتها إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري للمرة الأولى خلال تفقدهم لعملية التصنيع العسكري للأسلحة

قادة الفصائل يتابعون التصنيع العسكري

وبحسب مقطع الفيديو الذي تداوله رواد السوشيال ميديا بشكل كبير، يظهر هنية والسنوار والعاروري، وهما يتابعان تصنيع الأسلحة والصواريخ المحلية، ويتحدثون مع رجال المقاومة الفلسطينية، مما يعكس التزامهم بتطوير قدرات الحركة القتالية.

وظهر هنية برفقة يحيى السنوار متحدثًا عن «أبو خالد»، وهو كنية القيادي بالفصائل محمد الضيف، المطلوب الأول لإسرائيل.

كما ظهر صالح العاروري في حديثه مع رجال المقاومة الفلسطينية، بحضور السنوار.

كتائب القسام تنشر مشاهد للسنوار وهنية تحت عنوان:

"يقتلونا بل ونحيا لا يموت الشهداء، نحن طوفانٌ لأقصى فيه طاف الأنبياء" #طوفان_الأقصى #طوفان_نحو_التحرير pic.twitter.com/EVkzCzeUMN

— احمد ابن حسين ???? (@ahmadru_303) December 21, 2024 استشهاد قادة الفصائل الفلسطينية

كانت قوات الاحتلال قد اغتالت القيادي صالح العاروري في يناير الماضي في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.

فيما استشهد رئيس الفصائل إسماعيل هنية في يوليو الماضي إثر اغتيال استهدفه بصاروخ موجه خلال وجوده في طهران في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

أما القائد يحيى السنوار فقد استشهد مشتبكًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل السلطان وهي منطقة خالية من المدنيين في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

يعكس هذا المقطع دور القيادات الثلاث في دعم وتسليح المقاومة الفلسطينية، وهو توثيق لتضحياتهم، حيث يبدو من الفيديو أنه «قديم» وتم تصويره منذ عدة سنوات.

مقالات مشابهة

  • الفصائل الفلسطينية تعرض فيديو يجمع يحيى السنوار وهنية والعاروري
  • مسير لخريجي دفعة من الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزيدية بالحديدة
  • فعالية ثقافية توعوية بذمار انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني
  • ذمار.. فعالية ثقافية توعوية انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وإسناداً لمقاومته
  • فعالية ثقافية توعوية بمحافظة ذمار انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني
  • إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
  • في ختام الدورة الثالثة لموظفي وزارة الشباب والجهات التابعة: المولد يؤكد أهمية دورات طوفان الأقصى لتعزيز الوعي والصمود
  • شاهد بالفيديو والصور| طوفان غاضب وحشود مليونية تملأ العاصمة صنعاء تحدياً للعدو الصهيوني وإعلاناً للجهوزية لردع أي عدوان (تفاصيل)
  • إحداها بالاشتراك مع المقاومة العراقية.. القوات المسلحة تنفذ عمليتين ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في يافا وجنوب فلسطين المحتلة
  • حشود مليونية بالعاصمة صنعاء تعلن التحدي للعدو الصهيوني وتؤكد ثباتها في نصرة فلسطين