الأسبوع:
2025-02-08@12:02:07 GMT

من باب الإنصاف في نصر أكتوبر ١٩٧٣!!

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

من باب الإنصاف في نصر أكتوبر ١٩٧٣!!

منذ أيام قلائل احتفلت مصر جيشًا وشعبًا بذكرى عزيزة على قلوب المصريين جميعًا، هي الذكرى الخمسون لانتصار أكتوبر ١٩٧٣ في أشرف معارك جيشها لاسترداد «سيناء». فبعد نكسة ١٩٦٧ بدأ الإعداد الفعلي لحرب الكرامة منذ اللحظة التى قرر فيها الزعيم الراحل «جمال عبد الناصر» عقب عدوله عن قرار التنحِّي وإقالة وزير الحربية وبعض كبار قادة الجيش وإعادة تسليح وتأهيل المقاتل المصري وتدريبه على أعلى مستوى.

وكانت أولى معارك الثأر معركة «رأس العش» بعد ثلاثة أسابيع من النكسة، فأعادت للجيش ثقته في قدراته وفي قيادته، تلتها عملية إغراق المدمرة «إيلات»، وعمليات أخرى متتابعة أذاقتِ العدو مرارةً وكبَّدته خسائر هائلة في الأرواح والمعدات، فأبطال الحرب من ضباط وجنود مقاتلين ومعاونين هم صناع الانتصار. ويعلم مَن خدم بالقوات المسلحة آنذاك أن خطة العبور وضع خطوطها العريضة «عبد الناصر» ومعه القادة العسكريون وحددوا لتنفيذها الفترة من أبريل حتى يونية ١٩٧١، وطرأ عليها بعض التعديلات الطفيفة التي تتعلق بالتوقيت الذي تمت فيه بالتنسيق مع الرئيس الراحل «حافظ الأسد»، واتباع خطط الخداع الاستراتيچي المعروفة عالميًّا والتي تتركز على إيهام العدو أنك لست مستعدًّا للحرب في المدى القريب مستخدمًا كل ما يوحي بذلك. ولكن مات «ناصر» ولم يشهدِ الانتصار الذي بدأ مشواره. ومن باب الإنصاف أن نذكر كيف واصل الرئيس الراحل «أنور السادات» بقدرة عالية محافظًا على تماسك الجيش رغم محاولات الإحباط من الخارج والداخل (ممَّن أطلق عليهم مراكز القوى) والسيطرة على محاولات زعزعة النظام، فتمكن من الاستمرار في تنفيذ خطة تدريب الجيش بأحدث ما أمكنه الحصول عليه من سلاح لا يتناسب مع كفاءة سلاح العدو، إلا أن كفاءة المقاتل المصري وإصراره كانا العاملين الرئيسين في النصر وكلمة السر «الله أكبر»، فاستطاع «السادات» أن يخدع العدو ويضلله عن موعد العبور الذي كان من الممكن أن تكون نتائجه أفضل مما حصلت عليه مصر بسبب «الثغرة» المعروفة، وهي ليست موضوعنا الآن. ومن باب الإنصاف أيضًا وإعطاء كل ذي حق حقه أن نذكر دور الرئيس الأسبق «حسني مبارك» كمدير للكلية الجوية، حيث استطاع تخريج دفعتين من الطيارين الأكفاء في السنة بدلًا من دفعة واحدة، ثم قائدًا للقوات الجوية وأثر الضربة الجوية الناجحة التي دمَّرت أهم مواقع العدو وأصابت قواته بالشلل، مما يسَّر لقواتنا بتشكيلاتها المختلفة عبور القناة وتدمير «خط بارليف»، وهو ما يجعل «مبارك» في صدارة قادة العالم من المحاربين البواسل المميزين، بغضِّ النظر عن فترة حكمه وما اتسمت به من إنجازات وإخفاقات. هذا إيجاز لأدوار مَن كانوا سببًا فيما نفخر ونحتفل به في أكتوبر من كل عام.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الشهيد الصماد.. الرئيس الذي بقيت مسيرته نبراساً للأمة

سبع سنوات مرت على استشهاد الرئيس المجاهد صالح علي الصماد، سبع سنوات وذكراه لا تتلاشى، بل تتجدد، تزداد رسوخاً، تنبض في قلوب اليمنيين كأنها لم تغادر يوماً. ليس غريباً أن تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالثناء والتقدير، فالشعب اليمني ليس شعباً ينسى، وليس أمة تجحد، إنه الشعب الذي يكتب الوفاء بمداد دمائه، والذي يرى في التضحية أعلى درجات المجد، لذلك يظل اسم الصماد محفورًا في ذاكرة الأجيال، رمزاً للعزة والكرامة، ورجلاً لم يكن رئيساً لجغرافيا، بل رئيساً للقلوب.

تولى الشهيد صالح الصماد قيادة اليمن في واحدة من أحلك مراحل التاريخ، حين كانت السماء تمطر ناراً، والأرض ترتجف تحت وطأة العدوان، لكنه لم يكن رجل إدارة في وقت الرخاء، بل كان قائدًا في زمن الأزمات، فارسًا في معركة البقاء. لم يتنصل من المسؤولية، لم يهرب، لم يبحث عن المنافع، بل وضع روحه درعاً للوطن، وقالها بوضوح: “يد تحمي ويد تبني”، كان يعلم أن بناء الدولة لا يتم تحت القصف، لكنه كان يؤمن أن اليمنيين إذا حملوا السلاح في يد، وحملوا معاول البناء في الأخرى، فلن يكون هناك مستحيل.

لم يكن الصماد داعية حرب، ولم يكن رجل صفقات، بل كان رجل مبدأ، طالب بالسلام، لكنه السلام الذي يحفظ الكرامة، لا السلام الذي يبيع الأرض والشرف. في 2017م، قالها صراحة أمام حكماء وعقلاء اليمن:”نحن مع السلام، لكن السلام المشرف، لا الاستسلام”.

لم يكن يخشى المواجهة، ولم يكن يخدع شعبه بوعود زائفة، بل وضع الحقيقة أمام الجميع، وقال بوضوح: “إن أرادوا السلام فنحن مع السلام، لكن إن استمر العدوان، فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة”.

هذه الكلمات ليست مجرد خطابات، بل كانت منهجاً لقائد لم ينحنِ، لم يتراجع، لم يساوم، لذلك كان استشهاده اغتيالاً للكرامة اليمنية، لكنه كان أيضاً ميلاداً لعهد جديد من العزة والصمود.

لم يكن اغتيال الشهيد الصماد جريمة عابرة، بل كان عنواناً للوحشية التي تمارسها قوى الطغيان وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، ظنوا أنهم باغتياله سيطفئون نور المقاومة، لكنهم لم يدركوا أن القادة العظماء لا يموتون، بل يتحولون إلى رموز تتجذر في القلوب والعقول، إلى رايات لا تسقط، وإلى صوت لا يخفت.

كان احتشاد اليمنيين في ذكراه رسالة واضحة” أن: دماء الشهيد الصماد لن تسقط بالتقادم، والعدو سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً”، هذه ليست كلمات انتقام، بل حقائق التاريخ، فكل من تجرأ على كرامة هذا الشعب، وجد نفسه في النهاية مهزوماً، مدحوراً، مذلولاً أمام صمود لا يُكسر.

لم يكن الشهيد الصماد رجل سلطة، لم يكن يسعى لمجد شخصي، كان رجلاً من الناس، وبين الناس، عاش بسيطاً، ومات عظيمًا. لم يكن ثرياً بالمال، لكنه كان ثرياً بقيم المدرسة القرآنية، لم يكن يبحث عن كنوز الدنيا، لكنه ترك إرثاً أغلى من الذهب، إرثاً من العزة والوفاء.

حين أطلق مشروعه الوطني “يد تحمي ويد تبني”، لم يكن مجرد شعار سياسي، بل كان خارطة طريق، رؤية لبناء اليمن المستقل، اليمن الذي لا يكون تابعاً لأحد، لا شرقاً ولا غرباً، اليمن الذي يعتمد على نفسه، اليمن الذي يرفض أن يكون مجرد ورقة في يد المستعمرين.

ثلاثة مبادئ أساسية بنى عليها مشروعه:

الاستقلال الكامل – لا وصاية، لا تبعية، لا خضوع. المصالحة الوطنية – توحيد الصف، وإنهاء الخلافات الداخلية. الاعتماد على الذات – بناء اقتصاد قوي، وتقوية مؤسسات الدولة.

هذه الرؤية لم تمت باستشهاده، بل أصبحت الأساس الذي تسير عليه اليمن اليوم، فالعدو لم ينجح في إسقاط اليمن، بل زاده قوة وصلابة، والصماد لم يكن فردًا، بل كان فكرة، والأفكار العظيمة لا تُقتل.

في الذكرى السابعة لاستشهاده، لا نقف عند الحزن، بل نقف عند الفخر، عند العهد المتجدد بأن اليمن لن يركع، لن يستسلم، لن يكون ولاية لأحد، ولن يكون ورقة تفاوض بيد الطغاة.

“الصماد لم يمت، بل عاد في كل مقاتل، في كل فلاح، في كل طالب، في كل أمٍّ تودّع ابنها إلى الجبهات، عاد في كل رجل يقول: لا للذل، نعم للكرامة”، رضوان الله وسلامه عليك يا صالح الصماد، كنت رئيساً لليمن، فصرت رئيساً للقلوب، وذكراك ستبقى خالدة، ما دام في اليمن رجالٌ يعرفون معنى العزة والكرامة

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الشهيد الصماد.. الرئيس الذي بقيت مسيرته نبراساً للأمة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي عثر عليه مصابا بأحد المعسكرات
  • الإعلامي الحكومي: لم يدخل من احتياجات غزة سوى 10% من المتفق عليه
  • الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لحزب الله في لبنان
  • العدو الصهيوني يُقرّ بمصرع 114 ضابطاً وجندياً من “غولاني” منذ السابع من أكتوبر
  • رغم الظروف الجوية القاسية.. عناصر شرطة المرور يواصلون تنفيذ مهامهم لتخفيف الازدحام المروري الذي تشهده محافظة إدلب
  • الغافري يستقبل قائد القوات الجوية الأمريكية المركزية
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • العدو الاسرائيلي يعترف بتنفيذ اليمن اكثر من 770 هجوما عليه
  • رفع كفاءة عناصر الجيش.. «الحداد» يبحث تعزيز التعاون مع أمريكا