الأسبوع:
2024-09-19@13:44:00 GMT

أكتوبر أسود في تاريخ إسرائيل

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

أكتوبر أسود في تاريخ إسرائيل

يبدو أن شهر أكتوبر العظيم سيكون أسود دائمًا في تاريخ دولة الكيان الصهيوني، فهو الشهر الذي سجل فيه المصريون أعظم نصر في تاريخ المنطقة على الغرور والصلف الصهيوني، والذي تغيَّرت فيه معادلات عسكرية واستراتيچية وكل الفكر العسكري الذي كان سائدًا حينها- فالجندي المصري كان هو البطل في مواجهة الدبابة والطائرة الحديثة التي كان يملكها جيش العصابة في دولة فلسطين المحتلة، ولكن الإرادة والإصرار على النصر والعقل الجبار اتحدت جميعها كي ينتصر المصريون على كل تلك الحداثة والدعم الذي كانت تحظى به وما زالت دولة الكيان.

ولأن روح أكتوبر كانت عظيمة في 73 فقد استلهمها أبطال المقاومة الفلسطينية وصنعوا بها معجزة سوف يسجلها التاريخ أيضًا كيوم عظيم لفلسطين، وأسود على كل دولة الكيان.

خرج نتنياهو ليعترف بأن السبت السابع من أكتوبر هو يوم أسود على إسرائيل، وخرجت صحفهم ومراكزهم الاستراتيچية والعسكرية تعترف بأن أبطال القسام هزموا إسرائيل، وقضوا على أسطورة أجهزتها الاستخبارية والأمنية والعسكرية عندما دخلوا إلى قلب مواقع الجيش الإسرائيلي وقتلوا وأسروا قادته، وعادوا بهم إلى داخل غزة. المشهد كان أسطوريًّا، وكان مذهلًا لكل مراقب عسكري واستراتيچي، لأن المقارنة بين الطرفين تدعو إلى الجنون.

وهناك أسئلة كثيرة تطرحها تلك العملية البطولية التي نجح من خلالها أبطال القسام في قتل وأسر كل هذا العدد من الجنود والصهاينة في يوم واحد، وأول تلك الأسئلة: كيف تجاوز الأبطال هذا السور الإلكتروني الممتد المزوَّد بأحدث كاميرات المراقبة التي تنقل حتى دبيب النمل على الحدود؟ وأيضًا، كيف استطاع شباب المقاومة أن يواجه بأسلحة رشاشة هذه الأعداد المذهلة من الدبابات والمدرعات والصواريخ، ويقتحم، ويغتنم عددًا من تلك الأسلحة ويعود بها إلى داخل غزة؟ وكذلك، كيف صمد عدد قليل من أبطال القسام أكثر من 16 ساعة في مواجهة جيش الكيان الصهيوني الذي يُصنَّف كواحد من أقوى جيوش العالم، ويتفوق على كل الجيوش العربية مجتمعة؟

المفاجأة وخطة الخداع، التي نجح بها الجيش المصري في إذلال إسرائيل في أكتوبر 1973، هي نفسها التي استلهمها الأبطال في السابع من أكتوبر 2023، فكل خبراء إسرائيل اتفقوا على أن عنصر المفاجأة وخداع حماس طوال السنوات الماضية هو السبب الرئيسي في انتصار المقاومة.

وكتائب القسام وحماس التي تصنَّعتِ الهدوء والمرونة في مواجهة إسرائيل عندما قتلتِ العشرات من قيادات حركة الجهاد الإسلامي كانت تُعِد وتجهز وتخطط لمعركة «طوفان الأقصى»، وكما قال القائد محمد ضيف: «إن ما قامت به إسرائيل من تدنيس لمقدساتنا في المسجد الأقصى، وانتهاك لحرمات الفلسطينيين، وإذلال للأسرى في السجون كان أحد أسباب ̕طوفان الأقصى̔، ولكن حركات المقاومة تبقى دائمًا تبحث عن تحرير شعوبها وأوطانها، حتى ولو كان العدو ساكنًا وهادئًا».

وكما انشغلتِ الكليات العسكرية ومراكز الأبحاث بنتائج حرب أكتوبر 73، فإن تلك المراكز أيضًا سوف تبحث عن مصير إسرائيل واستقرارها وسمعتها كدولة مهيمنة بعد أكتوبر 2023.

إسرائيل التي صنعت لنفسها صورة أسطورية حول دولة الأمن والتقنيات الحديثة، والاستخبارات التي تعلم حركة الحشرات في قلب الحجر، والجيش صاحب اليد الطولى التي تصل إلى كل شيء.. لقد انهارت تلك الصورة، وداسها الأبطال بأقدامهم، ولم يَعُد هناك مَن يبحث عن الاحتماء بإسرائيل المنهارة بعد اليوم، فأولئك الخائفون والمرتعدون الذين كانوا يزحفون تحت أقدام قادة إسرائيل يبحثون عن الأمن والحماية سيقفون اليوم منتفضين يبحثون عن كفيل آخر لحمايتهم، لأن أبواب إسرائيل أصبحت خربة اليوم، والطَّرق عليها مضيعة للوقت، والبحث عن نتنياهو يحتاج إلى التدريب على الدخول في مغارات الاختباء وغابات الخوف.

ويستمر التاريخ في تسجيل أن أكتوبر هو شهر العزة والكرامة العربية، وشهر الذل والإهانة الصهيونية.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

"تلغيم البيجر".. كيف نجحت إسرائيل في تنفيذ أكبر اختراق أمني في تاريخ "حزب الله"؟

عواصم - الوكالات

قال مسؤولون أمريكيون إنه تم زرع كميات صغيرة من المتفجرات في أجهزة البيجر التي طلبها "حزب الله" من الشركة التايوانية "غولد أبولو" قبل وصولها إليه.

وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل نفذت عمليتها ضد "حزب الله" بعد إخفاء المواد المتفجرة داخل دفعة جديدة من الأجهزة التي طلب الحزب استيرادها إلى لبنان.

وأضاف مسؤول: "تم العبث بالأجهزة قبل وصولها إلى لبنان، ومعظمها من طراز AR924 من الشركة على الرغم من تضمين 3 طرازات أخرى من طراز غولد أبولو في الشحنة.

وقال اثنان من المسؤولين إن المواد المتفجرة، التي لا يتجاوز وزنها 1 إلى 2 أونصة، تم زرعها بجوار البطارية في كل جهاز نداء. كما تم تضمين مفتاح يمكن تشغيله عن بعد لتفجير المتفجرات.

في الساعة 15:30 في لبنان، تلقت أجهزة النداء رسالة بدت وكأنها صادرة عن قيادة "حزب الله"، بحسب مسؤولين اثنين. وبدلا من ذلك، قامت الرسالة بتنشيط المتفجرات.

تم برمجة الأجهزة لإصدار صوت تنبيه لعدة ثوان قبل الانفجار، وفقا لثلاثة من المسؤولين.

واتهم "حزب الله" إسرائيل بتدبير الهجوم لكنه وصف تفاصيل محدودة لفهمه للعملية. ولم تعلق إسرائيل على الهجوم، ولم تقل إنها تقف وراءه.

بدورهم، قال خبراء الأمن السيبراني المستقلون الذين درسوا لقطات الهجمات إنه من الواضح أن قوة وسرعة الانفجارات ناجمة عن نوع محدد من المواد المتفجرة.

وقال ميكو هيبونين، المتخصص في الأبحاث في شركة البرمجيات WithSecure ومستشار الجرائم الإلكترونية في البوليس الأوروبي "من المرجح أن تكون هذه الأجهزة معدلة بطريقة ما للتسبب في هذه الأنواع من الانفجارات، ويشير حجم وقوة الانفجار إلى أنه لم يكن البطارية فقط".

وقالت كيرين إيلازاري، محللة الأمن السيبراني الإسرائيلية والباحثة في جامعة تل أبيب، إن الهجمات استهدفت "حزب الله" حيث كان عناصره الأكثر عرضة للخطر.

وقالت إيلازاري: "لقد ضربهم هذا الهجوم في كعب أخيل لأنهم أخرجوا وسيلة مركزية للاتصال".

هذا ولم يتضح حتى يوم الثلاثاء متى تم طلب أجهزة النداء ومتى وصلت إلى لبنان.

مقالات مشابهة

  • الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة للقرار الذي تقدمت به فلسطين
  • تأجيل قضية شريف ملال الى تاريخ 2 أكتوبر
  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • "تلغيم البيجر".. كيف نجحت إسرائيل في تنفيذ أكبر اختراق أمني في تاريخ "حزب الله"؟
  • بعد أكبر اختراق أمني في تاريخ الجماعة.. حزب الله يتوعد إسرائيل
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • المولد النبوي يوم أسود في تاريخ اليهود وأذناب اليهود
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • «حزب الله» يشيد بالهجوم الصاروخي النوعي لأنصار الله الذي كشف «وهن الكيان وضعفه»