شدّد عدد من الأطباء، اليوم الأحد، على أنّ الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية والمكملات الغذائية يسبب مضاعفات خطيرة جدا على صحة الإنسان، وذلك خلال اليوم الثاني من انعقاد المؤتمر السابع للجمعية التونسية للطب العائلي.

ولفت الأطباء إلى أنّ أزمة انتشار فيروس كورونا في العالم خلّفت لدى أغلبية الأشخاص "هوس الحفاظ" على مناعتهم ومحاربة الفيروسات التي تدخل جسدهم مما جعلهم يقبلون على استعمال المضادات الحيوية والمكملات الغذائية بشكل عشوائي ودون استشارة الطبيب اعتقادا منهم أنهم بذلك يحصنون أجسادهم ويرفعون مناعاتهم الجسدية.

وبينت يسر قمرطي، الكاتبة العامة للجمعية والمختصة في الطب العائلي، أنّ العديد من المضادات الحيوية أصبحت غير فعالة في محاربة الأمراض بسبب كثرة استعمالها وذلك جراء التطبب الذاتي الذي غالبا ما يلجأ اليه المرضى ربحا للمال وتفاديا لإضاعة الوقت، في حين أن تداعيات هذا السلوك خطيرة جدا ومن الممكن أن تتسبب في تفاقم الوضع الصحي للمريض وتعاظم كلفة علاجه.

وبيّنت أنّ أنواع المضادات الحيوية عديدة ومتنوعة ووحده الطبيب قادر على اختيار الأنسب منها لمريضه، وأن يحدد الجرعات اللازمة منها حالة بحالة كما أن الطبيب قادر على وصف أدوية أخرى تجنبه استعمال المضادات الحيوية أصلا.

ودعت الدكتورة قمرطي إلى عدم استعمال المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب لأنّ هذا النوع من المنتوجات لا يخضع للرقابة الدقيقة وهناك العديد من الأنواع التي لا تتوفر فيها المواصفات اللازمة حتى ولو كانت تباع في الصيدليات، كما أنّ استعمالها العشوائي من الممكن أن يتسبب في أخذ جرعات مفرطة التي قد تؤدي مضاعفات صحية خطيرة تصل حد الموت.

ومن جانبها حذرت الدكتورة ريم عبد الملك أستاذة في الأمراض الجرثومية من الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية خاصة وأن ذلك يحد من فاعلية الجراثيم النافعة المتواجدة في بطن الانسان ورئتيه والتي تلعب دورا جوهريا في المحافظة على مناعة جسمه وعلى توازنه النفسي وعلى قدراته الجسدية .

ودعت الدكتورة الى المحاولة قدر المستطاع تجنب استعمال المضادات الحيوية لدى الأطفال الذي يقل سنهم عن سنتين على الأقل لأن الجراثيم النافعة تكون بصدد التواجد والتكاثر خلال هذه المرحلة العمرية ومن الممكن أن تقضي المضادات الحيوية عليها مما ينعكس سلبا على مناعة الأطفال الجسدية.

وأوضحت أنّ ضمان دخول الجراثيم النافعة في جسم الطفل تكون عبر الحرص على السماح له عند اللعب بالاحتكاك بمحيطه عموما وبالأرض والتربة بالخصوص، مشيرة إلى أنّ الإقبال على تناول البقوليات بأنواعها والخضر بمختلف ألوانها يضمن تكاثر وتواجد الجراثيم النافعة في الجسم الانسان بالكمية والنوعية اللازمة.

يذكر أنّ الجمعية التونسية للطب العائلي نظمت مؤتمرها السابع الذي على مدى يومين (7 و8 أكتوبر الجاري )، حيث تمّ تناول عدّة محاور تتعلق بالخصوص بـ"مقاومة المضادات الحيوية والمكملات الغذائية".

وات

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: المضادات الحیویة

إقرأ أيضاً:

كروفورد لونغ.. الطبيب الذي أدخل التخدير إلى عالم الجراحة لأول مرة| كيف حدث ذلك؟

في 30 مارس 1842، شهد العالم الطبي لحظة فارقة عندما استخدم الطبيب الأمريكي كروفورد ويليام لونغ التخدير لأول مرة في عملية جراحية، ليضع بذلك حجر الأساس لثورة في عالم الطب والجراحة. 

كانت هذه التجربة نقطة تحول أنهت عصورًا من الألم والمعاناة التي كان يتكبدها المرضى أثناء العمليات الجراحية.

بداية الاكتشاف.. من ملاحظات بسيطة إلى إنجاز طبي

ولد كروفورد لونغ عام 1815 في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة، ودرس الطب في جامعة بنسلفانيا. 

وخلال دراسته، لاحظ لونغ أن استنشاق غاز الإيثر يؤدي إلى فقدان الإحساس بالألم، وذلك خلال حفلات الاستنشاق الترفيهية التي كانت منتشرة في ذلك العصر، حيث كان الشباب يستنشقون الغاز للمتعة دون إدراك فوائده الطبية المحتملة.

بدأ لونغ يربط بين تأثير الإيثر وفكرة استخدامه في العمليات الجراحية، فقرر اختبار ذلك على مرضاه.

أول عملية جراحية بدون ألم

في 30 مارس 1842، أجرى لونغ عملية إزالة ورم من رقبة مريض يدعى جيمس فين، بعد أن جعله يستنشق غاز الإيثر، لدهشته، لم يشعر المريض بأي ألم أثناء الجراحة، وكانت النتيجة ناجحة تمامًا. 

رغم ذلك، لم ينشر لونغ اكتشافه على الفور، ما جعله متأخرًا في الحصول على الاعتراف العلمي مقارنة بأطباء آخرين مثل ويليام مورتون، الذي قدم تجربة مماثلة في 1846 وأعلنها بشكل رسمي أمام الأوساط الطبية.

أثر اكتشاف لونغ على الطب

كان استخدام التخدير بمثابة ثورة طبية غيرت مسار الجراحة تمامًا، إذ سمح للأطباء بإجراء عمليات أكثر تعقيدًا دون تعريض المرضى لصدمات الألم المروعة. 

ومع مرور الوقت، تم تطوير أنواع مختلفة من المخدرات والتقنيات، ما جعل العمليات الجراحية أكثر أمانًا وفعالية.

تكريم وتأريخ الإنجاز

رغم تأخر الاعتراف بإنجازه، إلا أن اسم كروفورد لونغ أصبح لاحقًا محفورًا في التاريخ الطبي كأحد رواد التخدير.

 واليوم، يتم الاحتفال بـ 30 مارس من كل عام في الولايات المتحدة باسم “يوم الطبيب الوطني” تكريمًا لمساهمته العظيمة في عالم الطب.

مقالات مشابهة

  • قشر موز وماء مثلج.. خبراء يحذرون من روتين "الترند" الصباحي
  • تأثير المضادات الحيوية على القدرات المعرفية
  • الدهون والإفراط في تناولها.. أطباء يحذرون: مخاطر صحية قد تصل إلى الوفاة المفاجئة
  • خبراء يحذرون من تداعيات التفاؤل التقني المفرط بتحلية المياه في المغرب
  • قرار يمنع الصيد العشوائي للأخطبوط في سواحل المملكة
  • كروفورد لونغ.. الطبيب الذي أدخل التخدير إلى عالم الجراحة لأول مرة| كيف حدث ذلك؟
  • نائب محافظ الجيزة يتابع جاهزية القطاعات الحيوية بمركز أوسيم لعيد الفطر
  • نائب محافظ الجيزة يتابع جاهزية القطاعات الحيوية بأوسيم لعيد الفطر
  • لـ 26 أبريل.. تأجيل محاكمة الطبيب المتسبب في وفاة زوجة عبد الله رشدي
  • أوكراني من دونيتسك..هولندا تكشف جنسية المتورط في الطعن العشوائي في أمستردام