رمية اولى :

المؤمن صديق !!
إستحمينا وإتريحنا بأخر باقي ما في ( فتايل ) عطورنا التي لحقت ( أمات طه ) زيها وزي لقمة ( دريشنا ) التي تيبست بفعل العدم من ( برام ) أهل الأقاليم التي منحونا اليها تيمناً بما كان عليه اهل المدينة حينما جاء اليها المهاجرين صحبة سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم !!
فقدنا ( طينا وعجينا ) من (١٥) أبريل، في يوم مشؤوم سمعنا فيه بان المدينة الرياضية التي يتوسد مساحتها معسكر الابن الشرعي للجيش المسمى ( عبطاً ) بالدعم السريع ( انضربت )
( الشكية لي الله ) !!
كيف ( تنضرب ) المدنية الرياضية وهي في الاساس تم انشائها لتكون زمراً للسلام والمحبة ، ومنصة لاطلاق بيض الحمائم عند بداية كل منشط من مناشط العاب المحبة والسلام !!
تخيلوا مدينتنا الرياضية صارت معسكر انطلقت منه الحرب العبثية !!
ونحن ما زلنا الشعب ( المعلم ) !!
المهم ( ما علينا ) الجيش جيش الوطن ، والدعم السريع ابن الجيش الشرعي !!
هم قالوا لنا ذلك ونحن صدقنا !!
والمؤمن صديق !!
طيب الحرب العبثية ( فوق ام كم ) ومن مصلحة ( منو ولشنو ) !!
المهم في الامر من يوم بداية الحرب ( العبثية ) نحن ما صرفنا مرتبات ، ولا شوفنا بيوتنا ولا فضلت لينا ممتلكات !!
طيب كيف ما نجوع ، ونحن ( مرقنا بجاز المصافي ) وعدم الايدام الكافي !!
بارك الله في الاقاليم واهلها فقد كانوا لنا اهل مدينة الرسول في غياب ( الرسول ) ، وقد منحونا كل شي ولم يتركوا شيئا، اكلنا وشربنا !!
وقبل ذلك منحونا الامان الذي فقدته ديارنا رغم امتلاكنا لجيش عمره ( ١٠٠ ) سنة !!
ولديه كلية حربية ،
وقادة واركان ،
وعربات ومرتبات ،
وميزانية مقدارها (٨٦٪؜ ) من ميزانية البلد وعلى حساب الصحة والتعليم !!!
تخيل (٦) شهور ونحن ساكنين ( سمبلا ) وعايشين ( سمبلا ) اكلنا فيها سمح الطعام وفي نفس الوقت اكلنا ( نيم ) !!
وكيف ما ناكل ( نيم ) !!
وعفنة الضيف كان ( قيل وبيت ) وقال اربطوا ( لي حماري )!!
يا جماعة اهل الاقاليم ديل ما قصروا ونحن ( قيلنا وبيتنا ) فوق لل (٦) شهور وليل الحرب ( ياداب بدأ ) !!
هم ذنبهم شنو ، والجماعة قالوا لينا الحرب دي ما بتاخذ (٣) ساعات ونحن صدقنا !!
نسوي شنو ما المؤمن صديق !!!

رمية ثانية :

ما سالتوني لشنو ( استحميتوا واتريحنوا )
ايوا !!
نحن استحمينا واتريحنا عشان العودة للديار
مش رئيسنا ( الحارس مالنا ودمنا ) قال لما سالناه في عطبرة ( متين بنرجع للخرطوم ) قال بعد (٧) يوم ، انتوا يا جماعة بتنسوا ( ولا شنو )
تخيل اولانا لما سمعوا التصريح ده كبرت ( كرعينهم ) على النعال من شدة الفرح والغريبة ( سعاد ) ، وناس نحن ، اي والله
ياخي كلنا في اللحظة ديك هتفنا بروح القائدة ، اي والله بلا شعور قلنا عاش القائد !!!
تخيل هتفنا بروح القائد في بلد ( مليانة قواد وقوادين )
هتفنا ونحن ما عارفين القائد ( الحقيقي فيهم منو )
المهم سمعنا العودة بعد (٧) يوم وهتفنا طوالي !!

رمية تالتة :

(٧) يوم حسبناها بصدق المشاعر ، وروح البحث عن دفء المكان، وبكل الحنان الكان زمان في وسط الحيطان المكتوب على شهادة بحثها انها دارنا !!
( ومن ترك داره قل مقداره )!!!
حسبناها بعدد ايام مدارس اولادنا وعدد الشهور ( الوقفت ) فيها مرتباتنا، وعدد الحسرات والآهات التي خرجت عقب كل حريق لمؤسساتنا!!!
عليكم الله شوفتوا الحرب دي عبثية قدر شنو !!!
وكمان بتسالوني ليه (استحميتوا واتريحتوا)!!

رمية رابعة :

( استحمينا واتريحينا ) !!
رتبنا الحقائب وستفنا باقي الملابس التي استطعنا ان نخرج بها وقت الهلع ، وايضاً التي جاد بها اهل الاقاليم على اطفالنا بعد ان ( تهردت ) ملابسهم من كثرت استخدامها !!
ما قلت ليكم ناس الاقاليم ما قصروا بس الفاجعة كانت اكبر من مقدرتهم وفوق طاقتنا !!
تخيل نرتب ونستف والدموع تتساقط على حواف الحقائب !!
والله يا جماعة ( ما طالبني حليفة ) الدموع ( ذاتا ) تشابهت علينا و ما عرفناها ( دي ياتو دموع ) !!
تخيل حتى الدموع جارت علينا لما خانتنا ظروفنا !!!
المهم ان (٧) ايام القائد شارفت على النهايات ونحن كلنا أمل في العودة لدارنا عشان نلاقي جيرانا ونفتح بيوتنا، وعشان نحس بالاستقرار ،ما هي الغربة دي ما الا تشيل حقيبتك وتمشى المطار !!!
يا جماعة الحرب العبثية دي حدثتنا عن نوع قاسي جدا جدا من الغربة !!!
غربة وسط اهلك وناسك رغم عدم تقصيرهم وحلمهم لنا على كفوف الراحة ، ما اقسى الغربة داخل وطنك وما اقسى صوت النار !!

رمية خامسة :

بعد جهزنا كل شي !!
وبعد استجمعنا كل مشاعرنا !!
وبعد ان شكرنا اهلنا في الاقاليم !!
وبعد ان كبرت ( كرعين ) اولانا على النعال من الفرح وبعد ان فرحت سعاد وناس نحن !!
وبعد ان انتهت (٧) ايام القائد !!
واعلام ( البلابسه ) بشرنا بنهاية ( الابن الشرعي ) للجيش !!
وان الخرطوم خالية وصالحة للسكن !!
سالنا عن سعر التذاكر من مدني للخرطوم وعن طريق الشرق !!
وفي صباح اليوم الاخير لوعد القائد شاهدنا ماساة العيلفون !!
وكان الدعم السريع على مشارف ( العيدج ) ومسيطر على ذات الطريق الذي كان سيحمل فرحة عودتنا الى الخرطوم !!
شفتوا حجم المأساة !!
شفتوا موات الوطن !!!!

جمال الصديق الامام
المحامي ،،،،،،،،،،

elseddig49@gmail.

com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وبعد ان بعد ان

إقرأ أيضاً:

الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه

حين يقرأ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) القرآن الكريم، فإنه يغوص في أعماق المعاني، ويتعامل مع النص القرآني بوصفه حيًّا ناطقًا، يخاطب الإنسان في وجدانه وسلوكه وواقعه اليومي، ومن بين الآيات التي توقف عندها بتأمل واسع وقراءة ذات طابع روحي وفكري، هي الآيات الأولى من سورة النحل، التي تبدأ بقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2)

يمانيون / خاص

 

في هذا التناول القرآني، يعرض الشهيد القائد الآيات كنافذة يدخل منها القارئ إلى فضاءٍ واسع من النعم الإلهية، والهداية الربانية، وقوانين الطغيان الإنساني، وتفاصيل الرحمة المتجلّية في الخلق والتسخير والجمال، إنه يُمهّد لقراءة تربط بين الهداية كأعظم نعمة، والكون كمنظومة تسخيرٍ رحيمٍ للإنسان، والإنسان ذاته ككائن متمرّد حين يرى نفسه مستغنيًا.

هذا التمهيد الذي يبدأ بذكر “أمر الله” لا يُفهم عند الشهيد القائد على أنه مجرد تهديد بالعقوبة، بل كمفتاح لفهم الجدّية في مشروع الهداية الإلهي، وكمال الرعاية الربانية التي تشمل أدق تفاصيل حياة الإنسان، من إرساله الأنبياء وإنزال الكتب، إلى تسخيره الأنعام وتهيئة الأرض بجمالها ومنافعها.

من هنا تبدأ رحلته مع الآيات، رحلة لا تكشف عن معناها الظاهري فقط، بل تكشف عن علاقتها بالواقع، وعن مسؤولية الإنسان في التفاعل مع نعم الله، خشيةً وشكرًا وعبادة.

 

الهداية .. قمة النعم الإلهية

يبدأ الشهيد القائد بتسليط الضوء على النعمة الأساسية، والمركزية في حياة الإنسان، نعمة الهداية، عبر إرسال الأنبياء وإنزال الكتب، حيث يؤكد أن هذه النعمة هي الأولى والأعظم، وتُقدَّم على ما سواها من النعم، حتى نعمة الخلق والرزق،  قوله: ’’هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة…’’ ،، يبرز هذا الترتيب الدلالي لمفهوم النعمة أن الشهيد القائد لا ينظر إلى الدين كمجرد ثقافة، بل كضرورة وجودية مرتبطة ببقاء الإنسان في مساره الصحيح.

 

الخلق بالحق .. لا عبث في خلق الله

في معرض المعنى الدلالي في قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} ، يؤكد الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أن هذا الخلق لم يكن عبثًا، بل لحكمة وغاية، وهذا يلفت النظر إلى مركزية الغاية في العقيدة الإيمانية، حيث كل ما حول الإنسان له وظيفة، وكل نظام كوني يحمل رسالة.

 

الطغيان الإنساني عند الغنى .. جحود النعمة

من أهم المحاور الدلالية في الخطاب تحذير الشهيد القائد من انقلاب الإنسان على خالقه حين يرى نفسه مستغنيًا، يستشهد بآيات كثيرة منها:  {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} ، وهنا يستنبط القائد درسًا عميقًا،  أن الطغيان لا ينبع فقط من الجهل أو الحاجة، بل غالبًا ما ينبثق من حالة الاستغناء والغفلة، وبالتالي يدعو إلى الحياء من الله في لحظات الرخاء، لا فقط في لحظات الشدة.

 

نعمة الجمال في الخلق الإلهي

يتناول الشهيد القائد جانبًا مميزًا في النعمة،  البعد الجمالي، ويعتبره نعمة مستقلة، ومن الأمثلة التي أوردها ، جمال الأنعام عند السرح والرواح ، ومناظر الزرع والثمار، وألوان الفواكه وروائحها،  ’’حتى جانب الجمال، هو أيضاً مما هو ملحوظ داخل هذه النعم الإلهية…’’ ، الرسالة هنا أن الله لا يُعطي فقط ما تحتاجه أجسادنا، بل ما تطرب له أرواحنا وأبصارنا، وفي هذا تكامل للنعمة يجعلها شاملة لحياة الإنسان الحسية والوجدانية.

 

الرحمة الإلهية في التسخير والتنوع

من خلال استعراضه لخلق الأنعام والخيل والبغال والحمير، يبيّن الشهيد القائد أن هذا التسخير نابع من رأفة ورحمة إلهية،  يقول : وأنتم لا تملكون أن تسخروها لأنفسكم فسخرها لكم؛ لأنه رؤوف بكم، رحيم بكم ، يشير إلى أن الإنسان ليس هو المتحكم الحقيقي في سنن الكون، بل هو مُكرَّم بتسخيرٍ من الله، وأن من واجبه الاعتراف بهذا الفضل والتواضع أمامه.

 

الهداية .. مسؤولية الله وحقه المطلق

يعود القائد ليؤكد مركزية الهداية كخط رسالي، فيقول: ’’وكأنه يقول لنا، أنا الذي أهدي، وأنا الذي يهمني أمركم…’’ ، في هذا الموضع يؤكد على حق الله في أن يهدي، وأن ذلك ليس خاضعًا لميول البشر أو رؤاهم، بل هو نابع من إرادته ورحمته، فكما تكفّل الله بالرزق والخلق، تكفل أيضًا بالهداية.

 

أخيراً

المعاني الدلالية في قراءة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي للآيات، ليس تفسيرًا تقليديًا قائمًا على البيان اللغوي فقط، بل هو تأملٌ روحي واجتماعي وتحليل نفسي لطبيعة الإنسان في تعامله مع النعم. يبرز فيه عمق البصيرة الإيمانية، والربط بين الآيات والواقع الاجتماعي والاقتصادي، والتنبيه على خطر الغفلة في الرخاء، والدعوة إلى التأمل في الجمال كدليل على رحمة الله، وإثبات أن الهداية من الله وحده، وهي أعظم نعمة على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • أحمد أباظة بمؤتمر الجبهة الوطنية لـ أبو العينين: أجمل حاجة في الدنيا إن الناس تحبك.. ونحن نرى محبة أهل الجيزة لك
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • ترامب: بوتين أمامه مهلة 10 أيام لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • أهالي أسرى الحرب في بيان: نناشد رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، بالتدخل العاجل للكشف عن مصير أبنائنا الذين انقطع الاتصال بهم
  • عدل 3.. هذه أسباب رفض الملفات وكيفية إرسال الطعون
  • في شوارع بورتسودان.. البرهان يقف على مبادرة إنسانية عظيمة
  • توتر أمني بين فصائل التحالف في أبين
  • الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه
  • الجلفة: توقيف شابين وحجز قرابة 9 آلاف قرص مهلوس