السديس: تحقيق الريادة في إثراء التجربة الدينية هدف استراتيجي
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أطلق رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ مشروع صياغة ملامح الرؤية المستقبلية، لرئاسة الشوون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم، بقاعة الشيخ محمد السبيل -رحمه الله-، بمقر رئاسة الشؤون الدينية بمكة المكرمة.
ويتمحور المشروع في تعظيم المكان، وإيصال رسالة الحرمين الشريفين الدينية الوسطية إلى العالم، وتبني قيم التسامح والاعتدال، وتحقيق الريادة في إثراء التجربة الدينية للقاصدين، في جميع المبادرات المستهدفة للشؤون الدينية.
وأكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، في كلمة وجهها في بداية اللقاء الإثرائي بحضور القيادات الدينية؛ أن رسالة الشؤون الدينية تتركز في الإبداع والتميز، في تمكين القاصدين من أداء العبادات على بصيرة، في بيئة تعبدية دينية مثرية، فيما تتمثل خِدماتها الدينية في تعزيز القيم المثلى، وتعظيم الحرمين الشريفين، ورعاية الآداب فيها، وتبني الإبداع والإتقان في العمل الديني.
وأردف رئيس الشؤون الدينية قائلًا: "إن استشعار عظمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومركز انتمائهم، فضلًا عن إجلال المسجد النبوي وتقدير مكانته الدينية؛ يُعد من المرتكزات الرئيسية للاستراتيجية المستقبلية، ويُعتبر خارطة طريق دينية للمسارات التوجيهية والدعوية والإرشادية.
رئيس الشؤون الدينية يطلق مشروع صياغة ملامح الرؤية المستقبلية- اليوم
العمل الجماعي التكامليوأوضح رئيس الشؤون الدينية؛ أن من ضمن مرتكزات الرؤية المستقبلية الاستراتيجية: توليد الأفكار الإبداعية الدينية، وتبني فكر العمل الجماعي التكاملي، وترسيخ تعظيم البيت الحرام، وتثقيف منسوبيها، وتعزيز روح المبادرة وحس المسؤولية لديهم، بما ينعكس على أدائهم وعملهم في خدمة زائري ومرتادي الحرمين الشريفين دينيًا.
وقال: "إن رئاسة الشؤون الدينية، جهاز مستقل، يرتبط تنظيميًا بالملك - حفظه الله-؛ يعمل على تنفيذ قرار مجلس الوزراء؛ لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين دينيًا، باستثمار التطبيقات الدينية، والتقانة، والذكاء الاصطناعي، وكل ما من شأنه خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين للحرمين؛ توجيهًا وإرشادًا.
كما يعمل على تهيئة للبيئة الدينية التعبدية الملائمة، فضلًا عن إظهار رسالة المملكة العربية السعودية، وما تتميز بها؛ من التسامح والمحبة والإنسانية، والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، وإظهار جهود وريادة الدولة -رعاها الله- في العناية بالحرمين الشريفين دينيًا".
البرامج الدينية الوسطيةوكشف عن جاهزية المبادرات النوعية، والبرامج الدينية الوسطية، والتوعية الميدانية، والتوجيه والإرشاد، والأمن الفكري، وشؤون الأئمة والمؤذنين، والوكالات الدينية بصفة عامة؛ لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
وقال: "رؤية رئاسة الشؤون الدينية؛ تتمحور في تحقيق الريادة والتميز، في إثراء التجربة الدينية للقاصدين، وتحقيق الهدايات ونشرها للعالمين، وتقديم الدين بوسطيته واعتداله، وإشاعة حُسن التعامل، والعناية بالجودة، وتوليد الأفكار الإبداعية، ونشر سماحة الدين الإسلامي وإنسانيته وتعايشه، ومعالجة الانحرافات الفكرية، والتخلي عن الشخصنة واعتماد الروح الواحد، وإيجاد البيئة التعبدية المثرية، واستثمار التقانة والروبوتات الذكية، وتعزيز الشراكات الفاعلة؛ لإعزاز الشأن الديني، وإيصال رسالة الحرمين الشريفين عالميًا، بتسخير الإعلام بجميعه، وأدوات التقانة".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عبدالعزيز العمري مكة المكرمة عبدالرحمن السديس السديس السعودية رئیس الشؤون الدینیة الحرمین الشریفین الدینیة ا
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
المناطق_واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- وطاعته فإنه معهم بعلمه في كل زمان ومكان، والتمسك بأركان الدين وشعب الإيمان.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “إن من أعظم نعم الله عز وجل على عباده المؤمنين أن من عليهم قبل أيام قلائل ببلوغ موسم من مواسم الخيرات، هو شهر رمضان ذو الرحمات والبركات، شهر يفرح فيه الصائمون، ويربح فيه عند الله العاملون، شهر فرائضه مضاعفة على فرائض غيره من الأجور ونوافله كفرائض غيره من الشهور، شهر الجود والصدقات، شهر تقال فيه العثرات، وتكفر فيه السيئات، فرض الله علينا صيامه، وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قيامه، وكان رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبشر أصحابه ويقول لهم: أتاكم شهر رمضان شهر بركة، ينزل الله فيه الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ويباهي الله بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله”.
أخبار قد تهمك مركز الخدمة الشاملة يعمل على مدار الساعة بالمسجد النبوي 7 مارس 2025 - 3:10 صباحًا هيئة العناية بالحرمين تدعو إلى الالتزام بالإرشادات حول ماء زمزم في المسجد الحرام 6 مارس 2025 - 7:54 مساءًوأضاف: “وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان وهو أكمل الهدي، الإكثار من أنواع العبادات، فقد كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وحث عليه الصلاة والسلام على العمرة إلى البيت الحرام في رمضان، وكان عليه الصلاة والسلام يخص شهر رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور “.
ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام النظر إلى أنه مضى من شهرنا المبارك شهر الفضائل والخيرات، وموسم العمل والحسنات ما مضى من أيام، وأخذت أيامه في التتابع وسينتهي عن قريب، فالسعيد من تدبر أمره وأخذ حذره وانتهز الفرصة قبل فواتها، واغتنم فضل ربه ذي الجود والكرم والإحسان.
ودعا فضيلته المسلمين بالإكثار من قراءة القرآن وإطعام الطعام والتصدق على الفقراء والأيتام، وصون الجوارح عن المعاصي والذنوب والآثام، والإكثار من الصلاة والسلام على سيد الأنام وبدر التمام.
كما أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن علي الحذيفي، المسلمين بتقوى الله فهو أجمل ما يتحلى به العبد، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).
وبيَّن إمام وخطيب المسجد النبوي أن بلوغ شهر رمضان نعمة تستوجب شكر منعمها قال جل من قائل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).
وتابع فضيلته أن شهر رمضان شهر الإقبال على الله والأنس بطاعته والنعيم بقربه ولذة مناجاته وانطلاق الجوارح في مرضاته في شهر رمضان ما أشرع الله فيه من أبواب الخيرات، وأمد من أسباب الرحمات، وأفاض من سحائب البركات، فعن أبي هريرة الله قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر).
وقال فضيلته كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود ما يكون في رمضان عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام، وكان يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي ﷺ القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام، كان أجود بالخير من الريح المرسلة).
وأضاف الحذيفي أن شهر رمضان فيه تُكسر قيود النفوس وسَوْراتُها، وتُلْجَمُ فيه شهواتها ونَزَواتُها، حتى تنعتق من عوائقها وعلائقها، فتنطلق في ميادين الطاعات إلى خالقها، فهنيئًا لمن أدرك ساعاته، ووفق لاغتنام لحظاته، والسعي في طاعة مولاه ومرضاته
وأوضح الحذيفي أن شهر رمضان من مقاصد التشريع العظمي ومراميه الكبرى مما يستوقف المؤمن إجلالًا لذلك التشريع الرباني الحكيم، فهو مدرسة تهذب فيها النفوس وتزكى فيها الأخلاق، وتُلجم الشهوات والغرائز، وتلبس النفوس فيه لبوس التجمل والتحمل، وذلك أبعد مقصودًا وأعمق أثرًا في النفوس والأخلاق على الفرد والجماعة من مجرد الإمساك عن شهوات مباحات في غير زمن الصيام المشروع، عن أبي هريرة الله قال: قال رسول الله ﷺ: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس الله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
وبيّن فضيلته أن الصوم عبادة خفاء وسر بين العبد وربه ففيها يتجلى الإخلاص لذا اختص الله تعالى بها وأضافها لنفسه فعن أبي هريرة الله قال: قال رسول الله ﷺ: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي )، فالمؤمن يدع طعامه وشرابه وشهوته عبودية لربه، ومراقبة لمولاه، فلا يساور شهواته ولو غابت عنه عيون الخلائق عبودية لربه سبحانه.