قراءة تحليلية.. ما الذي يمنع الفصائل العراقية من الالتحاق بـطوفان الأقصى؟ - عاجل
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
منذ بدء عملية"طوفان الاقصى" انطلاقًا من غزة، والعالم العربي والاسلامي يتفاعل بشكل كبير ويتابع باللحظات تطورات العملية التي وصفت بـ"غير المسبوقة" منذ عام 1973، فيما تطرح تساؤلات في الداخل العراقي عما اذا كانت الفصائل المسلحة التي توصف بـ"المقاومة"، ستشارك او ان يكون لها أي دور في هذه المرحلة غير المسبوقة والتي تعد فرصة "ذهبية" لنزع انتصارات وحقوق فلسطينية فقدت منذ سنوات.
وبينما يؤكد قادة الفصائل والاحزاب والشخصيات السياسية في بياناتهم ومواقفهم المعلنة استعدادهم لمساندة ودعم المقاومة الفلسطينية، غير ان التساؤلات تطرح عن كيفية ترجمة هذه المواقف وما اذا كانت الفصائل المسلحة ستنغمس في الحرب في الداخل الفلسطيني او على حدوده، الا ان العديد من القراءات تستبعد حدوث ذلك، فيما اشترطت قراءات اخرى حدوث ذلك بتحقق عدة شروط أهمها ان يتدخل الامريكان أولًا.
المحلل السياسي محمد علي الحكيم يستبعد أن تنغمس الفصائل العراقية في هذه الحرب، لعدة اسباب، وهي عدم احراج الحكومة العراقية، وخوفًا من اشتعال الشرق الاوسط "غير المهيئ لذلك" بحسب وصفه، بالاضافة الى ان فلسطين ليست كسوريا التي تعد دولة تتشارك الحدود مع العراق وتضم مرقد السيدة زينب، بحسب تعبير الحكيم، بالرغم من ان فلسطين تضم ايضًا المسجد الاقصى كثاني اكبر المقدسات لدى المسلمين بعد الكعبة في مكة، فيما توقع ان يتحقق دخول الفصائل العراقية في هذه الحرب في حال دخلت المقاومة في سوريا ولبنان واليمن وايران ايضا.
وقال الحكيم، لـ"بغداد اليوم"، انه "لا اعتقد أن الفصائل العراقية ستتخذ موقفا بالضد من اسرائيل بصورة مباشرة، بل ستكون داعمة للفصائل المقاومة في فلسطين لا اكثر لأن القضية بين سوريا وفلسطين تختلف كثيرا فيما يخص الرقعة الجغرافية، وقد ستكون داعمة بالامدادات والتظاهرات والشجب والاستنكار والبيانات في هذه المرحلة على الأقل، لكن في المستقبل كل شيء جائز"، مستدركا: "لكن لا اعتقد الان الفصائل المقاومة في العراق تدخل مباشرة بحرب مع اسرائيل لأسباب عديدة أبرزها أن الوضع في الشرق الأوسط لا يسمح بذلك".
التدخل سيحرق الشرق الاوسط.. ويتوقف على 4 دول
وأضاف انه "اذا اصبح هناك تدخل مباشر من قبل حزب الله اللبناني وكذلك جميع محور المقاومة في منطقة الشرق الاوسط، هنا تختلف القضية والمعادلة قد تتغير وقد نشهد تغيير في المواقف، لكن على المنظور القريب لا اعتقد نشهد تدخل مباشر من قبل الفصائل المقاومة لأن أي تدخل من قبل محور المقاومة في لبنان والعراق وسوريا وإيران قد يتسبب بأحراق المنطقة برمتها ولم يبقى حجر على حجر في منطقة الشرق الأوسط وقد نشهد حربا طاحنة ستحرق الاخضر واليابس، لذلك تدخل المحور المقاومة بمعنى الدخول بحرب مباشرة وهذا ليس لصالحهم في الوقت الحاضر والأيام القادمة كفيلة بإعلان موقف محور المقاومة بالتدخل المباشر أم لا، لكن لا اعتقد سنشهد هناك تدخلا من الفصائل ومحور المقاومة على الأقل في القريب العاجل وسيكتفون بالبيانات والشجب والاستنكار والتظاهرات لحين اتخاذ موقف جماعي (العراق وسوريا ولبنان وإيران واليمن) من قبل محور المقاومة في أنحاء منطقة الشرق الأوسط".
الفصائل لن تحرج حكومة السوداني!
وبين انه "لا اعتقد الفصائل ستتخذ موقفا وقرارات دون الرجوع للحكومة العراقية، لأن أي موقف مغاير قد يحرج الحكومة ويجعلها في زاوية حرجة لا يحمد عقباها، لذلك سيناريو تدخل الفصائل في سوريا يختلف كثيرا عن التدخل المباشر في فلسطين وهناك حدود مشتركة بين العراق وسوريا، وهذا الأمر سهل مهمة تدخل الفصائل في السوريا وكذلك وجود ضريح السيدة زينب وتهديد الدواعش بتهديم المرقد مما اثار حفيظة الفصائل العراقية، لكن قضية فلسطين تختلف كثيراً عن قضية سوريا واي خطوة متهورة قد تحرق الاخضر واليابس كذلك اعتقد الفصائل ستتريث في الوقت الحاضر وستكتفي ببيانات الاستثمار والشجب لحين إصدار موقف موحد من قبل جميع محور المقاومة".
وختم المحلل السياسي قوله ان "اي تدخل مباشر من قبل الفصائل العراقية لن يخدم العراق وبالتحديد حكومة السوداني وقد ندخل بخلافات جذرية في المستقبل القريب يطفو على الماء بين بعض الفصائل وبين حكومة السوداني وقد تهدد مستقبل حكومة السوداني وتزلزل أركانها".
المصدر: بغداد اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الفصائل العراقیة حکومة السودانی محور المقاومة المقاومة فی لا اعتقد فی هذه من قبل
إقرأ أيضاً:
مصدر عسكري يستبعد استهداف العراق: ترسانة الفصائل ستحرق القواعد الأمريكية
بغداد اليوم- بغداد
استبعد مصدر عسكري مقرب من غرفة عمليات محور المقاومة، اليوم الجمعة (22 تشرين الثاني 2024)، أن يقوم الكيان الصهيوني باستهداف العراق أو فصائل المقاومة، مشيراً إلى أن هناك عدة أسباب وفي مقدمتها أن القواعد الأمريكية ستحترق.
وقال المصدر في الحرس الثوري مشترطاً عدم الكشف عن هويته وعلى صلة بملف الفصائل العراقية في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "تلويح وتهديد إسرائيل باستهداف العراق أمر مبالغ فيه وما نسمعه من إجراءات تقوم بها الحكومة العراقية قضية طبيعية ولكن يجب عدم تهويل الموضوع".
المصدر الذي أكد استبعاده استهداف العراق وفصائل المقاومة العراقية، بين أن "جميع القوات الأمريكية وقواعدها سواء في العراق أو المنطقة سوف تتفاجأ بحجم القوة والترسانة العسكرية التي تمتلكها الفصائل العراقية".
واعتبر الحديث عن تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن بشأن منع إسرائيل من استهداف العراق "هي من مخيلة بعض الإعلاميين والمراقبين"، منوهاً الى أن "أمريكا تدرك جيداً قوة الفصائل العراقية التي لم تستخدم بعد قوتها في المعركة ضد الكيان في إسناد غزة ولبنان".
وعند سؤاله فيما إذا كانت إسرائيل ستتخذ هذه الخطوة وتستهدف الفصائل العراقية، قال: "لن نتفرج، فنحن في جبهة واحدة وسوف نساند العراق والمقاومة فيها بكل قوة سواء بالمعدات العسكرية أو المستشارين والخبراء لأنها معركة الجميع".
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ذكر في تصريحات سابقة، أن المنطقة تحت النار والعراق جزء من المنطقة ونحن قلقون على الوضع، مضيفاً أن هناك تهديدات واضحة من قبل الكيان الصهيوني.
وكشف حسين أن الحكومة اتخذت خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات الكيان الصهيوني، ورئيس الوزراء وجه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.
وشدد على أن الحكومة العراقية لا تريد الحرب وسياستها إبعادها عن البلاد، لافتاً إلى أن اتصالاتنا مستمرة مع العديد من العواصم الغربية المؤثرة لوقف الهجوم على العراق، وللعراق دور مهم في التواصل بين العديد من الدول العربية وإيران.