الخليج الجديد:
2024-12-24@12:42:22 GMT

مرحلة مختلفة بين الأردن والسعودية

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

مرحلة مختلفة بين الأردن والسعودية

مرحلة مختلفة بين الأردن والسعودية

يفرض الجيوبوليتيك نفسه على المصالح المشتركة والتعاون والتكامل بين الدولتين وأن يكون لكل دولة منظور لمصادر التهديد الأمني والأولويات الاستراتيجية الإقليمية.

سؤال العلاقات الأردنية السعودية سبق التطبيع بكثير، منذ بدء الربيع العربي ومع توقّف المساعدات السعودية المالية المباشرة للأردن وبدء فكرة "المنحة الخليجية".

تستدعي الهواجس الأردنية قضايا على أكثر من صعيد: يتعلّق المستوى الأول بمستقبل قضية فلسطين بعد التطبيع السعودي، الذي يمثل الجائزة الكبرى لحكام إسرائيل.

تبدّت الرؤية السعودية إلى الأولويات الاستراتيجية ومصادر التهديد متباينة عن منظور الأردن وبرزت فجوة في القراءات ملموسة بين الطرفين، ثم جاءت قضية "الفتنة".

معادلة مهمّة يفترض أن تضع كل ملفٍ بموقعه من خريطة العلاقات بين الدولتين والاعتراف المتبادل بضرورة إعادة تعريف العلاقات المتبادلة في ضوء المتغيّرات الدولية والإقليمية.

تتحدث أوساط أردنية وفلسطينية عن أوسلو 2 في ظل وضع السلطة الفلسطينية الكارثي وغياب الدعم الدولي والإقليمي والتراجع الاستراتيجي لمركزية قضية فلسطين على الأجندة العربية الرسمية.

* * *

تثير المفاوضات السعودية الإسرائيلية والأميركية تساؤلات جدّية وعميقة في عمّان، في أوساط النخبة السياسية الأردنية، وقد بدأت أوساط أردنية وفلسطينية تتحدّث عمّا يسمى أوسلو 2، في ظل الوضع السلطة الفلسطينية الكارثي وغياب الدعم الدولي والإقليمي، والتراجع الاستراتيجي في مركزية قضية فلسطين على الأجندة السياسية العربية.

وتستدعي النقاشات، بل الهواجس، الأردنية، قضايا عديدة على أكثر من صعيد:

المستوى الأول يتعلّق بمستقبل قضية فلسطين بعد التطبيع السعودي، الذي يمثل الجائزة الكبرى بالنسبة لحكام إسرائيل، إذ من المتوقّع أن تتلوها مباشرهً في التوقيع دول إسلامية كبيرة ومهمة، وبالتالي يمثّل ذلك مرحلة متقدّمة جداً في القضاء على حلم إقامة دولة فلسطينية، ووضع الفلسطينيين في مأزق أكبر.

المستوى الثاني يتمثل بالهواجس الأردنية التقليدية مع نهاية حلم الدولة الفلسطينية وصعود اليمين الإسرائيلي الصهيوني واستقراره، ما أعاد الحديث عن "الوطن البديل"، أو "النظام البديل" في أوساط يمينية إسرائيلية وأميركية. ووصلت هواجس بسياسيين أردنيين إلى عدم استبعاد الترانسفير لفلسطينيين على المدى المتوسط أو البعيد إلى الأردن.

ويتعلق المستوى الثالث بالدور الإقليمي الأردني الذي قام دوماً على حضور فاعل للقضية الفلسطينية في السياسات الدولية من جهة، وعلاقة خاصة مع الولايات المتحدة من جهةٍ أخرى.

لكن سؤال العلاقات الأردنية السعودية لم يبدأ من موضوع التطبيع الحالي، وما قد يؤدّي إليه من تحوّلات إقليمية كبيرة، بل سبق ذلك بكثير، بخاصة منذ بدايات الربيع العربي، ومع توقّف المساعدات السعودية المالية المباشرة للأردن، والبدء بفكرة "المنحة الخليجية".

ثم تعزّزت التحوّلات مع حكم الملك سلمان والعهد الجديد ومهندسه وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، إذ من الواضح أنّ إدارة الحكم السعودي العلاقات الخارجية ورؤيته لدور السعودية العالمي والإقليمي، وقضايا المنطقة قد تغيرت بالكلية عن المرحلة السابقة، وهو الأمر الذي أخذ منحىً أكبر أيضاً خلال مرحلة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وإعلانه نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ولاحقاً صفقة القرن، والتعامل مع ملفّات اليمن وغيرها.

وتبدّت الرؤية السعودية إلى الأولويات ومصادر التهديد متباينة عن المنظور الأردني، وبرزت فجوة في القراءات ملموسة بين الطرفين، ثم جاءت ما سمّيت قضية "الفتنة" (موضوع الأمير حمزة)، وكان أحد المحكومين فيها (رئيس الديوان الملكي الأردني السابق، باسم عوض الله) مقرّباً من دوائر القرار في السعودية.

هذه التطورات والتحولات واقعية ومنطقية في ظلّ انهيار النظام الإقليمي السابق، وإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في المنطقة وتدويرها، والتوجّهات السعودية الجديدة داخلياً وخارجياً، لكنها تتطلب نقاشاً ذا طابع مؤسّسي واستراتيجي بين الدولتين، لترسيم المصالح الأمنية والاستراتيجية والاقتصادية المشتركة وتعريفها، وهي كبيرة وعديدة، وتحجيم القضايا التي تدخل في منطقة تباين الرؤية بين الطرفين.

لم تعد الطريقة التقليدية في إدارة الأمور التي تقوم عادةً على تغطيةٍ على الخلافات من دون تظهيرها ومواجهتها، قادرة اليوم على التعامل مع هذا الواقع الجديد، فمن الضروري اليوم بناء أجندة مشتركة لكيفيّة تعزيز المصالح المشتركة ومفاهيم الأمن الإقليمي المتبادلة.

ما يتطلب أيضاً البحث عن أسباب عدم فعالية الصندوق السعودي - الأردني للاستثمار الذي تمّ تأسيسه وقوننته بين البلدين قبل ستة أعوام، فهو مجال واسع لتبادل المصالح وتعزيز الدور الاستثماري السعودي في الأردن، وهنالك مساحة واسعة لبناء تفاهمات مهمة في ما يتعلق بتعزيز دور الطاقات الأردنية الإنسانية في المشروعات الاقتصادية السعودية الكبيرة الجديدة، ما يستدعي تعزيز مساهمة رجال الأعمال والصناعيين والتجّار الأردنيين في النقاشات التي تجري بين البلدين.

يفرض الجيوبوليتيك نفسه على المصالح المشتركة وعلى التعاون والتكامل بين الدولتين. ومن الطبيعي أن يكون هنالك منظور لكل دولة لمصادر التهديد الأمني والأولويات الاستراتيجية الإقليمية.

وهي المعادلة المهمّة المفترض أن تضع كل ملفٍ من هذه الملفات في موقعه المناسب من خريطة العلاقات بين الدولتين، والاعتراف المتبادل بأنّ هنالك ضرورة اليوم لإعادة تعريف العلاقات المتبادلة في ضوء المتغيّرات الدولية والإقليمية.

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية الأردن الأولويات الاستراتيجية بن سلمان الربيع العربي قضية فلسطين اليمين الإسرائيلي بین الدولتین قضیة فلسطین

إقرأ أيضاً:

السعودية ومصر خطوات نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.. خبراء: الاستثمارات بين البلدين شراكة استراتيجية وتنمية مستدامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمثل العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، نموذجًا للتعاون العربي المشترك، حيث ترتبط الدولتان بروابط تاريخية واستراتيجية عميقة تشمل مختلف المجالات ومع التحديات الاقتصادية التي تواجه المنطقة، برزت الحاجة إلى تعزيز الشراكة بينهما لتكون ركيزة للتنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي وفي هذا السياق، تسعى القيادتان في البلدين إلى توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والصناعي، بما يعزز من التكامل المشترك ويدعم المصالح الوطنية لكل منهما.

وأكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، على عمق العلاقات المتميزة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين وأوضح في لقاء خاص مع قناة "القاهرة الإخبارية" أن السعودية تعمل على خلق المزيد من الفرص الوظيفية بالتعاون مع مصر، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات مؤخرًا تهدف إلى حماية وتشجيع الاستثمار المشترك.

وأشار الخريف إلى أن الاستراتيجية الصناعية للمملكة تسعى إلى تعزيز مكانتها كشريك عالمي في مختلف القطاعات، لافتًا إلى أن التعاون مع مصر يتضمن بحث سبل التكامل الصناعي بهدف توفير خدمات متميزة تعود بالنفع على الطرفين كما أكد أن المملكة تركز على تطوير رأس المال البشري بالتعاون مع مصر، لما تمتلكه الأخيرة من كفاءات بشرية وخبرات واسعة في المجال الصناعي.

وأوضح الوزير أن هناك اهتمامًا كبيرًا من القيادتين المصرية والسعودية بتعزيز التعاون المشترك، حيث تم إجراء تحليل شامل للمنتجات التي يمكن أن تستوردها المملكة من مصر والعكس كما تعمل الجهات المعنية في البلدين على تشجيع المستوردين لإعطاء الأولوية للمنتجات المحلية، بما يساهم في دعم الصناعات الوطنية.

وفيما يتعلق بمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه المنطقة، أكد الخريف أن الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي المستدام هما الركيزتان الأساسيتان لضمان الأمن والاستقرار وأضاف أن البلدين يشهدان نموًا متواصلاً في الناتج المحلي الإجمالي، مما يعزز من فرص التعاون لمواجهة التداعيات الاقتصادية وتحقيق التنمية الشاملة.

أهمية التعاون الاقتصادي

وفي هذا السياق يقول الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، تمثل العلاقات الاقتصادية بين مصر والمملكة العربية السعودية أحد النماذج البارزة للتعاون المثمر بين الدول العربية، حيث تمتاز هذه العلاقات بالتنوع والشمولية، ما يعكس متانة الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين، موضحًا يعد التعاون الاقتصادي بين مصر والسعودية ركيزة أساسية في تعزيز التنمية المستدامة في البلدين حيث تستند هذه العلاقة إلى اتفاقيات ثنائية تهدف إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة وتطوير البنية التحتية والمشاريع الكبرى وتسعى الدولتان من خلال هذا التعاون إلى تحقيق تكامل اقتصادي يعزز من قدراتهما التنافسية إقليمياً ودولياً.

وأضاف الشافعي، يشهد التبادل التجاري بين مصر والسعودية نمواً ملحوظاً، حيث تعد السعودية واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لمصر حيث تتنوع الصادرات المصرية إلى السعودية بين المنتجات الزراعية، المواد الغذائية، الأدوية، والمنتجات الصناعية في المقابل، تستورد مصر من السعودية منتجات البتروكيماويات، النفط الخام، والمعدات الصناعية.

الاستثمارات المشتركة

وفي نفس السياق يقول الدكتور علي الإدريسي، تلعب الاستثمارات السعودية في مصر دوراً محورياً في تطوير الاقتصاد المصري، خاصةً في قطاعات مثل السياحة، العقارات، الطاقة، والصناعة من جهة أخرى، تسهم الشركات المصرية في السوق السعودي عبر تقديم خبرات في مجالات البناء والهندسة والزراعة وتعتبر هذه الاستثمارات جسراً لتعزيز التبادل الثقافي والتجاري بين البلدين.

وأضاف الإدريسي، تتضمن العلاقات الاقتصادية العديد من المشاريع المشتركة، مثل المشروعات الزراعية في سيناء، والاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة كما يعمل البلدان على تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة والاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لكل منهما لتعزيز حركة التجارة الإقليمية والدولية.

وتابع الإدريسي، على الرغم من التقدم الكبير في العلاقات الاقتصادية، هناك تحديات تواجه البلدين، مثل التغيرات الاقتصادية العالمية والضغوطات الناتجة عن التقلبات في أسعار النفط إلا أن التعاون المتزايد يعكس إرادة سياسية قوية لتعزيز الشراكة الاقتصادية، خاصة مع إطلاق مشاريع كبرى مثل رؤية السعودية 2030 ومبادرات التنمية المستدامة في مصر.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: الأردن يسعى للحفاظ على العلاقات مع سوريا
  • محلل: الأردن يواجه تحديات كبيرة بسبب اللاجئين ويعول على استقرار سوريا
  • السعودية ومصر خطوات نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.. خبراء: الاستثمارات بين البلدين شراكة استراتيجية وتنمية مستدامة
  • مولوي من السعودية: مصمّمون على أن نخرج إلى لبنان الذي نريده وتريدونه
  • “زيارة الصفدي إلى دمشق”.. تعزيز التعاون الإقليمي مع الإدارة السورية الجديدة
  • العراق والسعودية يبحثان سبل دعم العلاقات الثنائية
  • حدث وأنت نائم| تطورات في قضية الاعتداء على البلوجر سوزي الأردنية.. ضبط شخصين استخرجا عظاما آدمية من المقابر بقنا
  • نشرة الحوادث| محاكمة هدير عبد الرازق .. صفع سوزي الأردنية .. قضية اجدة وزوجة عبد الله رشدي
  • المصالح الأردنية فوق كل إعتبار
  • رئيس وزراء الهند: نواصل دعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة