في عالم يمجد ثقافة التنافسية والإنتاجية قد يبدو مفهوم «عدم العمل» غير بديهي، ومع ذلك، فإن فن عدم العمل -الذي يتضمن الراحة والاسترخاء والتأمل- هو مطلب أساسي لحياة متوازنة، ورغم ذلك نتعرض باستمرار لسيل من الرسائل التي تحثنا على وضع قوائم أعمال لا نهاية لها.
عدم العمل، على عكس ما قد يوحي به المسمى، لا يعني الكسل -على العكس تماما- فهو يشمل العديد من الأنشطة التي تعزز الرفاهية والإبداع والنمو الشخصي، فالراحة ضرورية للصحة البدنية والعقلية، فأنشطة مثل: النوم والمشي البطيء والقيلولة تعمل على إعادة شحن طاقتنا وزيادة التحصيل العلمي وخفض التوتر، كما أنها تعزز الإبداع والإلهام، ذلك أن العديد من الاختراعات والأعمال الإبداعية تحدث خلال لحظات الاسترخاء هذه، عندما نبتعد عن العمل ونسترخي، فإن عقولنا يصبح لديها مساحة للتجول، واستجلاب الأفكار ووجهات النظر الجديدة، أضف إلى ذلك فإن التأمل والاكتشاف الذاتي الذي يتيحه عدم العمل من خلال التأمل في حياتنا وقيمنا وأهدافنا، يمكننا من اتخاذ قرارات أفضل، وإحساس أعمق بالهدف، كما يتيح لنا وقتًا أكبر مع الأسرة والأصدقاء الأمر الذي يؤدي إلى تقوية الروابط، وإثراء الحياة بالتجارب الحقيقية التي تدوم.
لذا من الضرورة بمكان إعطاء أولوية للراحة، أخذ قيلولة متى ما سمح وقتك، وجعل النوم أولوية من خلال وضع جدول نوم منتظم وإيجاد بيئة نوم مريحة، وتقليل الجلوس على الأجهزة الإلكترونية، وتخصيص وقت للهوايات والأنشطة التي تجلب الفرح والاسترخاء، كما أن التأمل والتنفس العميق يساعدك على البقاء حاضرا، كما يساعد على خفض التوتر، وهذا لا يتم إلا من خلال وضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية، وعند مواجهة جدول أعمال مزدحم، خذ فترة راحة قصيرة وستفاجأ من قدرة ذلك على مساعدتك على الإنتاجية والإبداع.
فن عدم العمل هو تذكير بأن الإنتاجية لا ينبغي أن تأتي على حساب رفاهيتك الحقيقية من خلال إعطاء الأولوية للراحة والاسترخاء والتأمل كما سبق وأسلفنا، الذي لا يعزز الإنتاجية فحسب، بل يعزز أيضًا السعادة والرضا والشعور بالإنجاز.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عدم العمل من خلال
إقرأ أيضاً:
خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي
شركة العاصمة الإدارية، تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أبهر القصر الرئاسي بالعاصمة العالم كله وذلك أثناء قمة الثامنة.
شركة العاصمة الإداريةوتعد شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية واحدة من أبرز الشركات القابضة الحكومية المصرية التي تقود مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والذي يُعد من أهم المشروعات التنموية في البلاد.
تأسست الشركة عام 2016 برأس مال مدفوع قدره 6 مليارات جنيه مصري، وتعمل تحت مظلة قانون الاستثمار رقم 8 لسنة 1997.
أهداف الشركة ودورهاتُعنى الشركة بتخطيط وإدارة وتنفيذ وتشغيل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتملك محفظة أراضٍ شاسعة بلغت 174 ألف فدان حتى يناير 2022.
يقع مقرها الرئيسي في الحي الحكومي داخل العاصمة الإدارية الجديدة، وتعمل في مجال الاستثمار العقاري وتطوير البنية التحتية الحديثة.
الأداء الاقتصادي للشركةحققت الشركة أداءً اقتصاديًا قويًا، حيث بلغت عائداتها في عام 2022 نحو 19.8 مليار جنيه مصري، بينما وصل صافي أرباحها إلى 16.1 مليار جنيه. وقدرت أصول الشركة بنحو 4 تريليونات جنيه في عام 2016، مع رأس مال بلغ 80 مليار جنيه.
أما حجم استثمارات شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية يعكس دورها المحوري في تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات تنموية أخرى، وجاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لأكاديمية الشرطة أن الشركة تتمتع بقدرات مالية واستثمارية ضخمة كالآتي:
تمتلك الشركة حسابًا بنكيًا بقيمة 80 مليار جنيه.
لديها أموال مستحقة لدى المطورين العقاريين تُقدر بـ 150 مليار جنيه.
أنشأت العديد من المشروعات الضخمة مثل:
المباني الحكومية.
مدينة الثقافة والعلوم.
مسجد مصر والكاتدرائية.
حي المال والأعمال.
مقر الرئاسة.
آلية التمويل والإيرادات للمشروعات
جميع المنشآت الحكومية بالعاصمة تم تمويلها بالكامل من قبل الشركة.
تقوم الشركة بتأجير المباني الحكومية للحكومة، ما يحقق لها إيرادات سنوية تتراوح بين سبعة إلى عشرة مليارات جنيه.
وأشار الرئيس إلى أن الشركة تنتهج النهج ذاته في تطوير مشروعات المدن الجديدة مثل:
المنيا الجديدة.
العلمين الجديدة.
بني سويف الجديدة.
المنصورة الجديدة.
مجلس إدارة الشركة
يتكون مجلس إدارة الشركة من 13 عضوًا، يشملون ممثلين عن:
هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بنسبة 49%.
جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة بنسبة 21.6%.
جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة بنسبة 29.4%.
قيادات الشركة
ترأس الشركة مجموعة من الكفاءات البارزة، منهم:
خالد عباس (الرئيس الحالي).
أحمد زكي عابدين.
أيمن إسماعيل (أول رئيس لمجلس الإدارة).