الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو "تراجع عنيف"
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
يقول الاقتصادي الإنجليزي الشهير الراحل جون ماينارد كينز: "عندما تتغير الحقائق، فأنا أغير رأيي".
لا يمكن لأي دولة أن تتصرف وكأنها جزيرة معزولة
والآن بعدما تغيرت الحقائق الاقتصادية بسرعة نحو الأسوأ، فمن الأفضل أن يُطبق الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مقولة كينز، وأن يتراجع سريعاً عن شعاره الحالي المتمثل في ضرورة بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من أجل خفض مستوى التضخم، وفق أفاد ديزموند لاكمان، المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي.
وقال لاكمان في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية: "إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي، على الرغم من هذه الحقائق الجديدة، في موقفه المتشدد بشأن السياسة النقدية، فسيتعين علينا أن نستعد لركود اقتصادي عنيف، حسبما أفاد ديزموند لاكمان، المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي".
المستثمرون يفقدون شهيتهموأضاف الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية: من بين تلك الحقائق الجديدة المثيرة للقلق، فقدان المستثمرين المفاجئ لشهيتهم تجاه سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل، سواء في الداخل أو الخارج.
"The Fed risks setting us up for a harder economic landing than would be needed to contain inflation," writes Desmond Lachman. https://t.co/5thTmrkoMR
— National Interest (@TheNatlInterest) October 7, 2023ويشعر المستثمرون بقلق متزايد من اقتراب العجز في الموازنة من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، في وقت تقترب فيه البلاد من حالة التوظيف الكامل.. كما أنهم يشعرون بالقلق من عدم القدرة على تخفيض هذا العجز في القريب العاجل.
والسؤال الذي يطرحه المستثمرون هو: من سيمول احتياجات الحكومة من الاقتراض الطويل الأجل وماذا سيكون المقابل؟ وتزداد أهمية هذا السؤال في وقت يواصل الاحتياطي الفيدرالي خفض أرصدته بمقدار 95 مليار دولار شهرياً، من خلال عدم تجديد سندات الخزانة المستحقة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري.. ويزداد تأثير هذا التقليص أيضاً نظراً لأن كلاً من الصين واليابان تعملان على تقليص حجم ما تمتلكان من سندات الخزانة.
تراجع معنويات المستثمرينوكان لهذا التغيير أثر كبير في معنويات المستثمرين، حيث أدى إلى ارتفاع العائد على سندات الخزانة، والذي يتم على أساسه قياس العديد من أسعار الفائدة الأخرى في الداخل والخارج، من أقل من 4 في المائة إلى 4 في المائة، وهو أعلى معدل منذ ستة عشر عاماً، وذلك في غضون شهرين فقط.
The printer is about to go into overdrive. ???? ???? ???? ???? https://t.co/ZVtjyd5FUY
— Captain #BTC (@BachelorKing77) October 7, 2023وأدى هذا الارتفاع بالفعل إلى ارتفاع أسعار الفائدة على الرهن العقاري لثلاثين عاماً إلى ما يقرب من 8 في المائة، ما يجعل الحصول على منزل أمراً بعيد المنال بالنسبة للأسرة الأمريكية المتوسطة.. ويبقى أن نرى ما إذا كان سوق الإسكان وسوق السيارات في الولايات المتحدة قادران على تحمل أسعار الفائدة المرتفعة هذه.
وأضاف الكاتب "من التغييرات الرئيسية الأخرى التي يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن ينتبه إليها هو التصدعات التي بدأت في الظهور في الوقت الحالي في النظام المصرفي"، مشيراً إلى أن "بداية العام الحالي شهدت ثاني وثالث أكبر إفلاس مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة عندما أفلس بنك سيليكون فالي وبنك فيرست ريبابليك".
ويعود انهيار هذين البنكين في الأساس إلى الضرر الذي ألحقته أسعار الفائدة المرتفعة بمحافظهما من السندات والائتمان طويل الأجل، ومع ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل في الوقت الحالي إلى مستويات أعلى، فمن المحتم أن يتلقى النظام المصرفي ضربة قوية أخرى نتيجة لانخفاض أسعار السندات.
العجز عن سداد القروض العقاريةوتابع الكاتب: ستزيد الطين بلة موجة من حالات العجز عن سداد القروض العقارية التجارية في العام المقبل، ويتزامن ذلك مع موعد تجديد مطوري العقارات ما يزيد عن 500 مليار دولار من القروض، بأسعار فائدة أعلى بكثير في وقت يعانون فيه من معدلات شغور مرتفعة بصورة استثنائية نتيجة لتبعات فيروس كورونا.. وقد يشكل ذلك ضربة كبيرة للبنوك الإقليمية، التي يقترب معدل تعرضها للمخاطر نتيجة الإقراض العقاري التجاري من 20 في المائة.
نوّه ألان غرينسبان إبان رئاسته للاحتياطي الفيدرالي، إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تتصرف وكأنها جزيرة معزولة عن بقية الاقتصاد العالمي الذي يتسم بدرجة عالية من التكامل في الوقت الحالي.
ولهذا السبب، يرى الكاتب، أنه يتعين على البنك الاحتياطي الفيدرالي أن ينتبه إلى التدهور السريع في توقعات الاقتصاد العالمي، حيث تشهد الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الآن أبطأ نمو اقتصادي منذ عقود في أعقاب انفجار فقاعة الإسكان الضخمة وسوق الائتمان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الاحتیاطی الفیدرالی أسعار الفائدة سندات الخزانة فی المائة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل خفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بربع نقطة
أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار ربُع نقطة مئوية اليوم الخميس، مما حدد أحدث مسار لتكاليف الاقتراض بعد يومين فقط من فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
تقديم الإغاثة للمقترضين المثقلين بالتكاليف المرتفعةوبحسب موقع «إيه بي سي نيوز» الأمريكي فإن هذه الخطوة تأتي بعد شهرين من خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية، مما أدى إلى تقليص حربه المستمرة منذ سنوات ضد التضخم، وتقديم الإغاثة للمقترضين المٌثقلين بالتكاليف المرتفعة.
وتوقعت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، وهي هيئة صنع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي، المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.
بحلول نهاية العام سيخفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بربع نقطة أخرىوبحلول نهاية عام 2024، سوف تنخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى عن مستواها الحالي الذي يتراوح بين 4.5% و4.75%، وفقًا لتوقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وسط توقعات خفض أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية أخرى على مدار عام 2025.
في الأشهر الأخيرة، اقتربت الولايات المتحدة تدريجياً من الهبوط الناعم، حيث يعود التضخم إلى طبيعته ويتجنب الاقتصاد الركود.
أظهرت البيانات الحكومية التي صدرت الأسبوع الماضي نمواً اقتصادياً قوياً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى جانب استمرار تباطؤ التضخم.