الخليج الجديد:
2024-11-24@03:40:02 GMT

طوفان الأقصى: الحاجة للردع

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى: الحاجة للردع

"طوفان الأقصى": الحاجة للردع

التهديدات التي كانت تطلقها الفصائل ضد إسرائيل ليست من عدم، وأنها مستندةٌ لإمكاناتٍ تم تطويرها داخلياً كاستخدام الجو في الهجوم على قوات الاحتلال.

نجحت المباغتة بشكل كبير. نجاح كانت الحالة الفلسطينية بحاجة إليه في المرحلة الراهنة، بعد تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

حالة استرخاء تعيشه دولة الاحتلال نتيجة التسابق العربي على التطبيع والتنسيق معها، بغضّ النظر عن انتهاكاتها، دفعتها للاعتقاد بأنها مطلقة اليد في فلسطين وخارجها.

عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية شكّلت صدمة لإسرائيل وأيضاً للفلسطينيين والعرب الذين لم يكن أحد منهم يتخيّل أن المقاومة الفلسطينية تملك هذه القدراتٍ.

سنشهد تصعيداً إسرائيلياً كبيراً ضد الفلسطينيين فحجم الخسائر البشرية والمعنوية جرّاء "طوفان الأقصى" غير مسبوق، وما بعدها لن يكون كما قبلها بعد خلق "قوة ردع" حقيقية للاحتلال.

إسرائيل مرتبكة فيما يتعلق بحجم العدوان الذي تشنه على قطاع غزة، خاصة مع العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية بغزّة، وتجاوزوا 100 أسيراً، بينهم قادة عسكريون.

* * *

ما استيقظنا عليه صباح أمس حدثٌ غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فعملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية شكّلت صدمة، ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضاً للفلسطينيين والعرب الذين لم يكن أحد منهم يتخيّل أن المقاومة الفلسطينية تملك قدراتٍ كهذه، وأن التهديدات التي كانت تطلقها الفصائل ضد إسرائيل ليست من عدم، وأنها مستندةٌ إلى إمكاناتٍ تم تطويرها داخلياً.

خاصة استخدام الجو في الهجوم على القوات الإسرائيلية، وهو أمر جديد كلياً على عمل المقاومة الفلسطينية، السابقة الوحيدة التي استخدمت فيها الأجواء كانت في عام 1987 في عملية "القبية" التي نفذها مقاتلان من الجبهة الشعبية - القيادة العامة.

وفي مقابل الصدمة العربية التي تحمل مشاعر الغبطة والفخر، فإن الصدمة الإسرائيلية هي الكبرى على المستويات كافة، وفي مقدمها المستوى الاستخباري. كثير من التحليلات شبهت ما حدث أمس لجهة المباغتة بما حدث في حرب أكتوبر 1973.

وليس من باب المصادفة أن المقاومة الفلسطينية اختارت أن تنفذ العملية في الذكرى الخمسين لاندلاع هذه الحرب، واستنساخ عنصر المباغتة، وهو ما نجحت به بشكل كبير. نجاح كانت الحالة الفلسطينية بحاجة إليه في المرحلة الراهنة، بعد تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

كانت إسرائيل تعلم أن هذه الانتهاكات لن تمرّ من دون رد، لكن المفاجأة جاءت في حجم هذا الرد. التسابق اليميني على اقتحام الأقصى، من الوزراء والمسؤولين والمستوطنين، إضافة إلى الاعتداءات اليومية على الضفة الغربية.

وأخيراً اقتحام السجون من إيتمار بن غفير والاعتداء على الأسرى في زنازينهم، كل هذه الاستفزازات والاستباحة للشعب والأرض الفلسطينيين كانت بحاجة إلى عمليةٍ يظهر فيها أن هناك قدرة ردع مقابلة، وأن الممارسات الإسرائيلية لن تمرّ مرور الكرام.

لكن ربما حالة الاسترخاء الذي تعيشه دولة الاحتلال نتيجة التسابق العربي على التطبيع والتنسيق معها، بغضّ النظر عن انتهاكاتها، دفعتها إلى الاعتقاد بأنها مطلقة اليد في فلسطين وخارجها.

يعلم الكل أن عملية المقاومة الفلسطينية ستستدرج ردّاً إسرائيلياً، وهو ما بدأ فعلاً، رغم أن دولة الاحتلال ليست بحاجةٍ إلى ذريعة لتنفيذ اعتداءاتها.

لكن من المؤكد اليوم أن إسرائيل مرتبكة في ما يتعلق بحجم العدوان الذي ستشنه على قطاع غزة، خصوصاً مع العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين الذين اقتادهم عناصر المقاومة الفلسطينية إلى قطاع غزّة، وتجاوزت أعدادهم 100 أسيراً، بينهم قادة عسكريون.

هذا العدد سيكون في حساب المسؤولين الإسرائيليين عند وضع خطط الرد على العملية، إذ يعلم أنه سيكون مضطراً في نهاية المطاف إلى الجلوس والتفاوض للإفراج عن أسراه في مقابل وقف العدوان والاعتداءات المتكرّرة، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وهناك حساب آخر يضعه الاحتلال في اعتباره في أثناء التخطيط للصدام المرتقب، وهو احتمال فتح أكثر من جبهةٍ في وقت واحد، وهو ما تلمح له حركة حماس منذ فترة، وهو ما تحدّث عنه القائد العام لكتائب عز الدين القسّام، محمد ضيف، خلال إعلانه عن عملية طوفان الأقصى، إذ توّج بالدعوة بشكل مباشر إلى "المقاومة في لبنان وسورية والعراق وإيران" لالتحام الجبهات.

هذه الدعوة إن لم تكن بتنسيقٍ مسبق مع هذه الفصائل، وتحديداً حزب الله في لبنان، فإنها ستشكل إحراجاً لهذا الحزب في حال تصاعد العدوان المرتقب على قطاع غزّة، ما قد يدفعه إلى تدخل ما، وهو ما يعلمه المسؤولون الإسرائيليون.

من المؤكّد أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد تصعيداً إسرائيلياً كبيراً ضد الفلسطينيين بشكل عام، فحجم الخسائر البشرية والمعنوية الذي سبّبته "طوفان الأقصى" غير مسبوق، وما بعدها لن يكون كما قبلها لجهة خلق "قوة ردع" حقيقية في وجه الاحتلال.

*حسام كنفاني كاتب صحفي لبناني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة انتهاكات طوفان الأقصى قوة ردع كتائب القسام المقاومة الفلسطينية الأسرى الإسرائيليين محمد ضيف حرب أكتوبر 1973 المقاومة الفلسطینیة طوفان الأقصى وهو ما

إقرأ أيضاً:

عمليات كتائب القسام في اليوم الـ414 من "طوفان الأقصى"

غزة - صفا

تواصل كتائب الشهيد عزّ الدين القسام الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى" ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 414 يوما.

وفيما يلي أبرز عمليات كتائب القسام يوم السبت 23 نوفمبر/ تشرين ثاني 2024:

- كتائب القسام: قصفنا قاعدة "رعيم" العسكرية بعدد من صواريخ "رجوم" قصيرة المدى

- كتائب القسام: في عملية مركبة قرب مفترق برج عوض بمدينة رفح جنوب القطاع.. تمكن مجاهدونا من استهداف قوة مشاة هندسية صهيونية مكونة من 5 جنود بقذيفة مضادة للأفراد وإصابتهم بشكل مباشر واستهداف ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105" ورصد المجاهدون هبوط الطيران المروحي للإجلاء

- كتائب القسام: استهدفنا ناقلة جند صهيونية من نوع "نمر" بعبوة "شواظ" في شارع الشهيد أحمد ياسين بمنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة

 

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ415 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ414 من "طوفان الأقصى"
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 21 عملا مقاوما خلال 24 ساعة
  • مدحت العدل: مساندة المقاومة الفلسطينية واجب أخلاقي وديني.. ولهذا السبب مصر مستهدفة
  • تطورات اليوم الـ414 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • مقتل وإصابة 425 مريضاً وعاملاً صحياً في لبنان منذ طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ413 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الصحة اللبنانية: استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على أراضينا
  • كيف يمكن تقييم عملية طوفان الأقصى بعد مرور عام عليها؟
  • اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم العين غرب مدينة نابلس