الخليج الجديد:
2024-07-09@17:08:57 GMT

طوفان الأقصى: الحاجة للردع

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى: الحاجة للردع

"طوفان الأقصى": الحاجة للردع

التهديدات التي كانت تطلقها الفصائل ضد إسرائيل ليست من عدم، وأنها مستندةٌ لإمكاناتٍ تم تطويرها داخلياً كاستخدام الجو في الهجوم على قوات الاحتلال.

نجحت المباغتة بشكل كبير. نجاح كانت الحالة الفلسطينية بحاجة إليه في المرحلة الراهنة، بعد تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

حالة استرخاء تعيشه دولة الاحتلال نتيجة التسابق العربي على التطبيع والتنسيق معها، بغضّ النظر عن انتهاكاتها، دفعتها للاعتقاد بأنها مطلقة اليد في فلسطين وخارجها.

عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية شكّلت صدمة لإسرائيل وأيضاً للفلسطينيين والعرب الذين لم يكن أحد منهم يتخيّل أن المقاومة الفلسطينية تملك هذه القدراتٍ.

سنشهد تصعيداً إسرائيلياً كبيراً ضد الفلسطينيين فحجم الخسائر البشرية والمعنوية جرّاء "طوفان الأقصى" غير مسبوق، وما بعدها لن يكون كما قبلها بعد خلق "قوة ردع" حقيقية للاحتلال.

إسرائيل مرتبكة فيما يتعلق بحجم العدوان الذي تشنه على قطاع غزة، خاصة مع العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية بغزّة، وتجاوزوا 100 أسيراً، بينهم قادة عسكريون.

* * *

ما استيقظنا عليه صباح أمس حدثٌ غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فعملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية شكّلت صدمة، ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضاً للفلسطينيين والعرب الذين لم يكن أحد منهم يتخيّل أن المقاومة الفلسطينية تملك قدراتٍ كهذه، وأن التهديدات التي كانت تطلقها الفصائل ضد إسرائيل ليست من عدم، وأنها مستندةٌ إلى إمكاناتٍ تم تطويرها داخلياً.

خاصة استخدام الجو في الهجوم على القوات الإسرائيلية، وهو أمر جديد كلياً على عمل المقاومة الفلسطينية، السابقة الوحيدة التي استخدمت فيها الأجواء كانت في عام 1987 في عملية "القبية" التي نفذها مقاتلان من الجبهة الشعبية - القيادة العامة.

وفي مقابل الصدمة العربية التي تحمل مشاعر الغبطة والفخر، فإن الصدمة الإسرائيلية هي الكبرى على المستويات كافة، وفي مقدمها المستوى الاستخباري. كثير من التحليلات شبهت ما حدث أمس لجهة المباغتة بما حدث في حرب أكتوبر 1973.

وليس من باب المصادفة أن المقاومة الفلسطينية اختارت أن تنفذ العملية في الذكرى الخمسين لاندلاع هذه الحرب، واستنساخ عنصر المباغتة، وهو ما نجحت به بشكل كبير. نجاح كانت الحالة الفلسطينية بحاجة إليه في المرحلة الراهنة، بعد تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

كانت إسرائيل تعلم أن هذه الانتهاكات لن تمرّ من دون رد، لكن المفاجأة جاءت في حجم هذا الرد. التسابق اليميني على اقتحام الأقصى، من الوزراء والمسؤولين والمستوطنين، إضافة إلى الاعتداءات اليومية على الضفة الغربية.

وأخيراً اقتحام السجون من إيتمار بن غفير والاعتداء على الأسرى في زنازينهم، كل هذه الاستفزازات والاستباحة للشعب والأرض الفلسطينيين كانت بحاجة إلى عمليةٍ يظهر فيها أن هناك قدرة ردع مقابلة، وأن الممارسات الإسرائيلية لن تمرّ مرور الكرام.

لكن ربما حالة الاسترخاء الذي تعيشه دولة الاحتلال نتيجة التسابق العربي على التطبيع والتنسيق معها، بغضّ النظر عن انتهاكاتها، دفعتها إلى الاعتقاد بأنها مطلقة اليد في فلسطين وخارجها.

يعلم الكل أن عملية المقاومة الفلسطينية ستستدرج ردّاً إسرائيلياً، وهو ما بدأ فعلاً، رغم أن دولة الاحتلال ليست بحاجةٍ إلى ذريعة لتنفيذ اعتداءاتها.

لكن من المؤكد اليوم أن إسرائيل مرتبكة في ما يتعلق بحجم العدوان الذي ستشنه على قطاع غزة، خصوصاً مع العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين الذين اقتادهم عناصر المقاومة الفلسطينية إلى قطاع غزّة، وتجاوزت أعدادهم 100 أسيراً، بينهم قادة عسكريون.

هذا العدد سيكون في حساب المسؤولين الإسرائيليين عند وضع خطط الرد على العملية، إذ يعلم أنه سيكون مضطراً في نهاية المطاف إلى الجلوس والتفاوض للإفراج عن أسراه في مقابل وقف العدوان والاعتداءات المتكرّرة، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وهناك حساب آخر يضعه الاحتلال في اعتباره في أثناء التخطيط للصدام المرتقب، وهو احتمال فتح أكثر من جبهةٍ في وقت واحد، وهو ما تلمح له حركة حماس منذ فترة، وهو ما تحدّث عنه القائد العام لكتائب عز الدين القسّام، محمد ضيف، خلال إعلانه عن عملية طوفان الأقصى، إذ توّج بالدعوة بشكل مباشر إلى "المقاومة في لبنان وسورية والعراق وإيران" لالتحام الجبهات.

هذه الدعوة إن لم تكن بتنسيقٍ مسبق مع هذه الفصائل، وتحديداً حزب الله في لبنان، فإنها ستشكل إحراجاً لهذا الحزب في حال تصاعد العدوان المرتقب على قطاع غزّة، ما قد يدفعه إلى تدخل ما، وهو ما يعلمه المسؤولون الإسرائيليون.

من المؤكّد أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد تصعيداً إسرائيلياً كبيراً ضد الفلسطينيين بشكل عام، فحجم الخسائر البشرية والمعنوية الذي سبّبته "طوفان الأقصى" غير مسبوق، وما بعدها لن يكون كما قبلها لجهة خلق "قوة ردع" حقيقية في وجه الاحتلال.

*حسام كنفاني كاتب صحفي لبناني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة انتهاكات طوفان الأقصى قوة ردع كتائب القسام المقاومة الفلسطينية الأسرى الإسرائيليين محمد ضيف حرب أكتوبر 1973 المقاومة الفلسطینیة طوفان الأقصى وهو ما

إقرأ أيضاً:

مقاتلو إسرائيل الآليون يسقطون في أنفاق غزة

#سواليف

في مايو/ أيار الماضي أعلنت شركة ” #روبوتيم ” (Roboteam) الإسرائيلية، المتخصصة في تصنيع الأنظمة الأرضية المُسيّرة و #الروبوتات_القتالية، عن تلقيها أمر شراء من #سلاح #مشاة_البحرية الأميركية ( #المارينز ) لتوريد 200 قطعة من أنظمة الروبوتات الأرضية التكتيكية الدقيقة (إم تي جي آر)، في صفقة تبلغ قيمتها نحو 30 مليون دولار.

وقالت الشركة إن مشاة البحرية اختاروا نظام “إم تي جي آر 15” (MTGR15) الذي يعدّ واحدًا من 5 أنواع من المُسيرات الأرضية التي تصنعُها، وهو من فئة الروبوتات التكتيكية الصغيرة الحجم، إذ يزن نحو 8 كيلوغرامات ولا يتجاوز طوله نصف متر، مما يسمح بإمكانية حمله داخل حقيبة ظهر في ساحة المعركة.

ويمكن تشبيه هذا النظام بدبابة مصغرة، فهو عبارة عن منصة روبوتية عالية المناورة مرتكزة على عجلات، يتم التحكم به عن بُعد من خلال وحدة تحكم مدمجة وشاشة قياس 7 بوصات. وبإمكانه القيام بمهام عدة في ساحة المعركة، من ضمنها: التخلص من الذخائر المتفجرة، والمناورات التكتيكية، ومهام الاستطلاع، مما يقلل من تعرض الجنود للمخاطر والكمائن الميدانية.

مقالات ذات صلة ضابط إسرائيلي: 7 أكتوبر هي الحرب الأكثر دموية في تاريخ الصهيونية 2024/07/07

تقنيات تتحطم على صخرة #غزة

انتهزت “روبوتيم” فرصة الصفقة للترويج لجدارة أنظمتها، إذ أشارت إلى أن القوات الجوية الأميركية سبق لها شراء المئات منها بقيمة تزيد عن 25 مليون دولار، فضلا عن كون تلك الأنظمة مُجرّبة من قبل #جيش_الاحتلال الإسرائيلي وأثبتت كفاءتها خلال حرب غزة، مما يدل على فعاليتها وأنها باتت أفضل خيار لـ “عملاء المستوى الأول في العالم”، وفق مزاعم الشركة.

لطالما استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة كصالة عرض حية للصناعة العسكرية الإسرائيلية. هذا وتشير التقارير إلى أن أنظمة “روبوتيم” تُستخدم في غزة منذ عام 2014 بغرض استكشاف شبكة الأنفاق الواسعة التي بنتها المقاومة ورسم خريطة لها، وكذلك في محاولة التعرف على نشطاء فصائل المقاومة، إذ زوِّدت تلك الأنظمة بعدسة تكبير 10 أضعاف، كما أنها استُخدمت مؤخرًا بكثافة خلال العدوان الحالي على غزة، وفي العمليات التي استهدفت تحديد أماكن المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة.

لكن هل حققت أنظمة “روبوتيم” ذلك النجاح الذي تروج له الشركة حقا؟ والجواب أنه بالنظر إلى مرور 9 أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وفشل جيش الاحتلال في حل أحجية الأنفاق في غزة، ناهيك عن إخفاقه في تحديد أماكن أسراه طوال هذه المدة رغم المساعدات الاستخباراتية التي تلقاها من الولايات المتحدة وغيرها، فإن مزاعم الشركة الإسرائيلية بخصوص كفاءة أنظمتها هي موضع شك في أدنى الأحوال، وبالنظر إلى كون أنظمة الشركة تُستخدم بالفعل في الصراع منذ 10 سنوات، فإن الإخفاق سيكون هو الإجابة الأكثر منطقية، وليس النجاح.

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن يُعزى إليها فشل الروبوتات الأرضية في غزة، ولعل أبرزها أن إدارة هذه الأنظمة تحتاج في الأخير إلى كفاءة العنصر البشري الذي يوجّه النظام، في حين أثبتت حرب غزة أن كفاءة الجندي الإسرائيلي باتت محل شك وفق تصريحات العديد من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين السابقين، رغم ما يتمتع به من تقنيات وأسلحة حديثة.

وتوضح الخبيرة الإسرائيلية في القانون والتكنولوجيا تهيلا ألتشولر الأمر بقولها إن الجيش الإسرائيلي “خضع للتكنولوجيا وأسلم لها زمام أمره على مدى سنوات، مما أدى إلى إضعاف قدرات العامل البشري وانفصال الجنود عن ساحة المعركة”.

وعند تطبيق رؤية ألتشولر على تقنية مثل الروبوتات الأرضية والمُسيرات التي يتم التحكم بها عن بُعد، نجد أنها تحوّل ساحة المعركة إلى مشهد أقرب لألعاب الفيديو، الأمر الذي يُفقد الجنود حساسية الميدان والقدرة على استنباط المخاطر المحيطة واتخاذ القرار الملائم.

وفي سياق مشابه، يرى مدير كلية القيادة والأركان السابق في سلاح مشاة البحرية الأميركية العقيد توماس جرينوود أن حسم المعركة يتحدد من خلال العامل البشري في نهاية المطاف، وأن التفوق التقني في الحرب لن يعوّض الإستراتيجية المعيبة أو التصميم العملياتي الرديء، مؤكدا أن التكنولوجيا ليست علاجا سحريا لكل داء، فلا بد أن تكون مصممة وفقا لخطط ومفاهيم و”بيئة تشغيل محددة”. علاوة على ذلك، فإن الهيمنة التكنولوجية على العدو لا تضمن النجاح الإستراتيجي في تحقيق الأهداف السياسية التي تقاتل الدول من أجل تحقيقها.

جرينوود يتخذ دولة الاحتلال الإسرائيلي مثالا لإثبات صحة رؤيته، إذ يشير إلى أن تفوق الاحتلال التقني وكونه أحد كبار المنتجين والمصدرين للتكنولوجيا العسكرية، لم يمنع المقاومة من مباغتته وإحداث صدمة في صفوفه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يعني أن الخلل يكمن في كفاءة العنصر البشري واستعداده في المقام الأول.

الشيطان في متاهة

يمكن أيضا لمصطلح “بيئة التشغيل المحددة”، الذي أورده جرينوود، أن يفسر القصور الذي أظهرته تقنية الروبوتات الأرضية في سبر أنفاق غزة، نظرا لأن البيانات تشير إلى أن أقصى مدى تشغيل لأنظمة “روبوتيم” لا يتجاوز ربع الميل (نحو 400 متر)، في حين يُقدّر الطول الإجمالي لشبكة أنفاق غزة بنحو 500 كيلومتر، كما يُعتقد أن عمقها يصل في أحيان لأكثر من 80 مترا، إضافة إلى أنها مليئة بالعقبات التي يمكن أن تحتجز الروبوت أثناء طريقه، نظرا لأنه مؤهل لصعود درج أو تخطي عقبة يبلغ ارتفاعها 20 سنتيمترا فقط ويعجز عن عبور ما هو أكثر من ذلك، مما يعني أن الأنفاق المستهدفة أكثر تعقيدا بكثير من “بيئة التشغيل” التي يمكن لهذه الأنظمة العمل خلالها.

أحد التحديات الأخرى المتعلقة بالبيئة التشغيلية هو محدودية استقبال الإشارة داخل الأنفاق، وفي هذا الصدد يشير المسؤول السابق في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إيال بينكو إلى أن التقنيات المتطورة فشلت أمام أنفاق غزة، نظرا لتشعب الأخيرة وتعدد طبقاتها وعمقها الكبير. ويضيف بليك رينسيك، المدير التنفيذي لشركة “برينك” الأميركية المتخصصة في صناعة المُسيّرات، أن المشكلة الكبرى في نشر تلك التقنيات تحت الأرض في الوقت الحالي هي أنها قد تصل إلى مسافة 100 قدم داخل النفق قبل أن ينعطف الأخير يمينا أو يسارا وتُفقد الإشارة تماما.

إضافة إلى ذلك، فإن طبيعة الحروب الحضرية تقلل من فعالية أجهزة الاستطلاع والمراقبة، كما تحرم القوات المهاجمة من مزاياها التقنية التي تؤهلها للاشتباك عن بُعد، بالنظر إلى أن الهجوم على مدينة ليس مجرد مهمة ضد مبنى واحد، إنما عملية تشمل آلاف الأبنية خلال مدى زمني طويل، وتحتاج إلى تنقّل القوات المهاجمة بين تضاريس مجهولة بالنسبة إليها. وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن غطاء المهاجم يكون محدودا في الحروب الحضرية مقارنة بالقوات المدافعة، فإن تعدد التقنيات المحمولة يمثل عبئا إضافيا على حركة القوات المهاجمة وعلى قدرتها على المناورة ويسهّل عملية رصدها.

كل ذلك ولم نستعرض بعد تكتيكات المقاومة الفعالة أمام تقنيات الاحتلال، حيث يرجح الخبراء العسكريون أن المقاومة تستخدم أجهزة تشويش تجارية محمولة متاحة في الأسواق العالمية مقابل مبلغ زهيد (أقل من 800 دولار)، وهي أجهزة يمكنها التشويش على الإشارات وتعطيلها. في هذا الصدد، تقول مؤسسة “بروكينغز” الأميركية إن إخراج اتصالات العدو من الخدمة إحدى القواعد الأولى للحرب، وهو ما يبدو أن حماس تعرفه جيدا.

التكتيك الآخر الذي استخدمته المقاومة بنجاح هو ما يمكن تسميته بـ”النفق الخداعي”، وهو عبارة عن نفق مصمم لإيهام العدو بأنه جزء من شبكة الأنفاق، بيد أنه مجرد نفق يمتد لمسافة قصيرة وله وظيفة محددة هي الانفجار في وجه جنود الاحتلال بعد تفخيخه من جانب أفراد المقاومة، التي بثت في أبريل/نيسان الماضي مشاهد لتفخيخ أحد هذه الأنفاق، بعد استدراج قوة من جنود الاحتلال إليه، بواسطة عبوات ناسفة مضادة للأفراد، تنشر شظاياها دائريا لتحقيق أعلى معدلات إصابة ممكنة.

لكن، ما الذي يدفع البحرية الأميركية لدفع ملايين الدولارات مقابل أنظمة قتالية مشكوك في كفاءتها في أفضل الأحوال؟ الجواب الأقرب هو أن الجيش الأميركي سوف يستخدم هذه الأسلحة في مهام أكثر مباشرة وأقل تعقيدا من أنفاق غزة. السبب الأكثر وضوحا هو أن الولايات المتحدة لديها مصلحة واضحة في دعم الشركة الإسرائيلية، التي يشكل قدامى المحاربين في الجيش الأميركي نسبة 75% من موظفيها، كما أن 95% من إيراداتها السنوية يتم توليدها في الولايات المتحدة، مما يجعل من استمرار نشاط الشركة مسألة ضرورية بالنسبة للحكومة الأميركية.

نباح بلا عض

تدرك دولة الاحتلال الإسرائيلي إذن، بالتجربة الصعبة، أن تقنيات “روبوتيم” ليست بالفعالية التي يروَّج لها، ويشير الكاتب ساجي كوهين في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أن الأحداث الأخيرة أظهرت بشكل صارخ أن الكثير من مشاريع الروبوتات القتالية غير ناجحة، وأنه لا يمكن الاعتماد على هذه التكنولوجيا وحدها.

على رأس هذه المشاريع الفاشلة يأتي الروبوت القتالي “جاكوار” من تطوير شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية “آي إيه آي” (IAI). وقد زُوِّدت به “فرقة غزة” المعنية بأمن الحدود بين الأراضي المحتلة وقطاع غزة، وكان من المفترض أن يحل الروبوت محل الجنود على طول السياج الفاصل، حيث يمكنه القيام بدوريات الحراسة وإطلاق النار، كما زُوِّد بخاصية التدمير الذاتي في حال وقوعه في الأسر.

وكما أثبتت الوقائع على الأرض، فإن الروبوت لم يعمل بشكل مناسب أثناء عملية “طوفان الأقصى”، كما أن ضباطا من جيش الاحتلال اعترفوا بأن المشروع لا يسير وفق ما خُطط له، وأنه يواجه صعوبات عدة تعوق استخدام الإصدار الحالي. وقد دفع ذلك جيش الاحتلال إلى تجربة بدائل أخرى وهي الكلاب الآلية من طراز “فيجن 60” (Vision 60) من تطوير شركة “جوست روبوتيك”، ومقرها فيلادلفيا في الولايات المتحدة. يتميز هذا الروبوت بقدرات أكثر تطورا على مستوي أنظمة استشعار، ويمكنه النهوض بعد السقوط أو الانزلاق. إضافة لذلك، بإمكان الروبوت العمل 3 ساعات متواصلة متحركا بسرعة 3 أمتار في الثانية، مما يعني أنه يتفوق على نظام “روبوتيم” في هذا الصدد.

الكلب الآلي من تطوير جوست روبوتيك

ومع ذلك، لا يخلو النظام من عيوب تشغيلية واضحة، فرغم مداه الذي يبلغ 10 كيلومترات، فإن وزنه ثقيل جدا يتخطى 50 كيلوغراما ما يُصعّب مهمة التنقل به داخل الميدان، إضافة إلى ارتفاع سعره البالغ 165 ألف دولار للوحدة، والأهم سهولة استهدافه، حيث تشير تقارير بأن جيش الاحتلال عثر على البعض من كلابه الآلية مدمرة بعد أن أجهز عليها أفراد المقاومة.

في النهاية، يبدو جيش الاحتلال الإسرائيلي غارقًا في وحل سببه الرئيسي الاعتماد المبالغ فيه على التكنولوجيا، فلا هو استطاع تطوير أدواته القتالية وتقنياته لتكون بالكفاءة اللازمة للحرب التي أعدت لها فصائل المقاومة في غزة، ولا هو تمكّن من إعداد جنوده لخوض معركة شرسة ومعقدة في مواجهة خصم أقل كفاءة تقنيا، لكنه أقوى عزيمة وأطول نفسا.

مقالات مشابهة

  • كيف انهارت أفضل الوحدات السرية لاستخبارات الاحتلال في طوفان الأقصى؟
  • تطورات اليوم الـ277 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • رسائل أبو عبيدة للاحتلال الإسرائيلي بعد 9 أشهر من طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ276 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • العوامل الحاكمة للموقفين الإسرائيلي والأمريكي في "طوفان الأقصى"
  • 9 أشهر من الشهادة واللهب.. مخاض دموي لعالم ما بعد طوفان الأقصى
  • مقاتلو إسرائيل الآليون يسقطون في أنفاق غزة
  • هيئة شؤون الأسرى: الاحتلال اعتقل 15 فلسطيني بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ274 من "طوفان الأقصى"
  • تطورات اليوم الـ275 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة