الفرق الكورية أثارت حماس الجمهور السعودي في المهرجان الغنائي الثقافي "KCON"
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
تعيش العاصمة السعودية الرياض حالة من التوهج الفني على مدار العام من خلال إقامة العديد من الأنشطة الفنية الترفيهية التي ذاع صيتها بين أرجاء العالم من خلال استقطاب نجوم ومشاهير في مختلف مجالات الفن وفرق غنائية عالمية مشهورة.
واستمراراً لهذا التوهج أطلقت هيئة الموسيقى في وزارة الثقافة يومي الجمعة والسبت الماضيين النسخة الثانية من المهرجان الغنائي الثقافي الكوري الشهير KCON على مسرح محمد عبده بتنظيم من شركة روتانا للإنتاج الفني وبمشاركة 14 فرقة كورية اشتهرت بتقديم موسيقى الـ «كي بوب»، مقسمة على مدار يومين بمعدل 7 فرق في اليوم الواحد.
وشهد المهرجان حضور جماهيري كبير منذ الساعات الأولى من الشباب السعوديين المحب للموسيقى والغناء الكوري وكان واضحا عليه الانسجام والاستمتاع مع العروض الغنائية والحركات الاستعراضية الراقصة التي كانت كفيلة في اثارة حماسهم وتفاعلهم بشكل لافت في كل أرجاء المسرح الذي تميز بالتكنولوجيا وباستخدام تقنيات حديثة عالية الجودة والإضاءة بالشاشات الضخمة وأشعة الليزر الملونة مما ساهم في إضافة عنصر الإثارة وصورة متكاملة أضلاع الجمال
ولم يقف المهرجان عن حدود رسم البهجة والسعادة وسحر أنغام موسيقى المعروفة بالـ«كى بوب» والأصوات التي تشبه برقتها نسمات ليل الرياض الباردة بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث صاحب الحفلتين معرضا شاملاً للالعاب والمنتجات المعنية بجمال البشرة والاهتمام بالصحة والمقتنيات التراثية الكورية مما أعطى الجمهور السعودي فرصة الإطلاع على طبيعة حياة الشعب الكوري ومعرفة ثقافتهم وعمق تاريخها.
وأعرب مقدم الحفل المذيع الكوري يون دو جون عن بالغ سعادته في إقامة المهرجان السنة الثانية في الرياض، متمنيا أن ينال رضا وإعجاب الجمهور وأن يحقق نجاحا كبيرا أسوة بالعام الماضي.
بعدها أعلن عن بداية انطلاقة الحفل وصعود الفنان السعودي طارق الحربي الذي قدم فقرته الغنائية الاستعراضية، وثم بدأت الفرق الكورية بتقديم فقراتها الاستعراضية الغنائية بشكل متفاوت.
وبمجرد وقوفهم على خشبة المسرح قوبل الكوريون بحفاوة وترحيب يدل على الحب الكبير لنجوم الفرق الكورية التي تعد واحدة من أشهر فرق العالم.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
تياترو الحكايات|الشيخ سلامة حجازي.. الرجل الذي جعل المسرح الغنائي جزءًا من تاريخ الفن العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعى، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.
علامات فارقة في مسيرة المسرحوفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالى شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.
وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.
يعتبر الشيخ سلامة حجازي أحد أبرز الأسماء التى أثرت فى المشهد الفنى والمسرحى المصرى خلال أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث تميز بموهبة فذة جمعت بين الغناء والتمثيل، مما جعله أحد الركائز الأساسية فى المسرح الغنائى، الذي مثّل نقلة نوعية فى تاريخ الفنون العربية، وأسهم فى تشكيل ملامحها الحديثة.
ولد «حجازى» فى الإسكندرية عام 1852، وبدأ رحلته الفنية فى سن مبكرة، ليصبح خلال سنوات أحد الأسماء البارزة فى المسرح المصرى، حيث قدم مسرحيات غنائية جمعت بين الأداء الدرامى والغناء، ما جعله رائدا في هذا المجال، لم تقتصر أعماله على الترفيه فقط، بل تناولت قضايا اجتماعية وثقافية، الأمر الذى عزز من مكانته كأحد المبدعين المؤثرين فى المشهد الفنى آنذاك.
انضم «حجازى» إلى فرقة يوسف الخياط عام 1885 كممثل ومنشد، ثم انضم لاحقا إلى فرقة القرداحي، حيث شارك في عروض بارزة مثل «زنوبيا ملكة تدمر»، «عائدة»، «عفة النفوس»، إلا أنه سرعان ما قرر الاستقلال، فأسس فرقته المسرحية الأولى عام 1888 بمدينة الإسكندرية، قبل أن ينضم إلى فرقة إسكندر فرح عام 1889، حيث تألق فى أعمال مثل «أنس الجليس»، «شهداء الغرام»، «تليماك»، «عظة الملوك» وغيرها.
فى عام 1905، انفصل «حجازى» عن فرقة إسكندر فرح ليؤسس فرقته الخاصة، التى قدم من خلالها عروضا مسرحية هامة، من بينها: «مطامع النساء»، «الجرم الخفي»، «تسبا»، «السلطان صلاح الدين الأيوبي» وغيرها، فاستمرت فرقته فى تحقيق النجاحات حتى أصيب عام 1909 بشلل جزئى أثر على مسيرته، لكنه لم يمنعه من مواصلة العطاء.
كان «حجازى» صاحب بصمة واضحة فى تطور المسرح الغنائي، حيث مزج بين الألحان الشرقية والتأثيرات الغربية، ليخلق نمطا فنيا فريدا حافظ على الهوية العربية، وفى الوقت ذاته أدخل أساليب موسيقية حديثة، كما كان أول من لحن المارشات والسلامات الخديوية، التى كان يؤديها فى افتتاحيات المسرحيات، محققا بذلك نقلة نوعية في شكل المسرح الموسيقى.
حظى أداء «حجازى» بإشادة واسعة، حيث أثارت موهبته إعجاب الممثلة العالمية سارة برنار بعد مشاهدتها له فى مسرحية «غادة الكاميليا»، كما كان له الفضل فى نقل الأغنية من جلسات التخت الشرقى إلى خشبة المسرح، ممهدا الطريق أمام تطور المسرح الغنائى المصرى، الذي ازدهر لاحقا على يد سيد درويش.
ومع استمرار نجاحه، دخل «حجازى» فى شراكة فنية مع الرائد المسرحى جورج أبيض، حيث تم دمج فرقتهما تحت اسم «جوق أبيض وحجازى»، وقدموا عروضا مسرحية متنوعة، منها: «لويس الحادى عشر»، «عايدة»، «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم» وغيرها، إلا أنه لاحقا انفصل ليشكل فرقته الخاصة مجددا، قبل أن يتوقف نشاطه الفنى نهائيا بسبب المرض.
وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على وفاته، إلا أن تأثير الشيخ سلامة حجازى لا يزال حاضرا فى تاريخ الفن العربى، حيث لعب دورا محوريا فى إرساء قواعد المسرح الغنائى، وأسهم فى تطوير الموسيقى المسرحية، ليظل اسمه واحدا من أعمدة النهضة الفنية، التى وضعت مصر على خريطة الفنون المسرحية فى العالم العربى.