هل يشكل هجوم حماس فشلا تاريخيا للاستخبارات الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
إعداد: لارا بولنز | عمر التيس تابِع | باربرة غابيل إعلان اقرأ المزيد
عملية "طوفان الأقصى". هذا الاسم الذي اختارته حماس لهجومها الواسع الذي أطلقته على إسرائيل فجر السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر انطلاقا من قطاع غزة، منهية بذلك هدنة تم احترامها بشكل عام منذ حرب الأيام الخمسة بين إسرائيل والفلسطينيين في أيار/ مايو الفائت.
وأعلنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح المسلح للحركة الإسلامية التي تسيطر على غزة منذ 2007 إطلاق أكثر من 5000 صاروخ وداهم مقاتلوها البلدات الإسرائيلية القريبة من القطاع.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس بـ"دفع ثمن باهظ غير مسبوق" مضيفا "نحن في حالة حرب وسنحقق فيها النصر".
وفي حوار مع فرانس24، قال دافيد خلفة أحد مديري مرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط في منظمة جان جوراس إن هذا الهجوم كشف عدم استعداد المخابرات الإسرائيلية لعمليات بهذا الحجم.
فرانس24: إلى أي مدى يعتبر هذا الهجوم على إسرائيل غير مسبوق؟إنه هجوم غير مسبوق لسببين، حجمه وتنظيمه. منذ حرب كيبور (أو حرب تشرين، وهي حرب 6 أكتوبر 1973 التي خاضتها إسرائيل ضد مصر وسوريا)، لم تعرف إسرائيل هجوما مماثلا مع غزو حقيقي لأراضيها. قوات كوماندوس من حماس دخلت إلى عمق الأراضي الإسرائيلية مع تخطيط عسكري أشبه بما تنفذه الجيوش. إنها قوات خاصة قتالية ومدربة وتمتلك وسائل تكتيكية حديثية ودخلت في معارك في عدة بلدات في وقت واحد.
تم استخدام سبع أو ثماني عربات رباعية الدفع على متن كل واحدة منها ثمانية مقاتلين من حماس داهموا شوارع مدن وبلدات في جنوب إسرائيل وقتلوا مدنيين وأخذوا عائلات بأكملها كرهائن. نحن أمام وضع ميداني غير مسبوق.
اقرأ أيضاوُصف بأنه الأكبر في تاريخ الحركة.. كيف نفذت حماس هجومها المباغت على إسرائيل؟
إنه هجوم مباغت وواسع ومنسق. ويدل على مستوى التنظيم الاستخباراتي داخل حماس ومن المرجح أنها تلقت دعما لوجيستيا أيضا من حركة الجهاد الإسلامي وحزب الله وإيران وهو ما يوضح بشكل كبير ما يحدث الآن.
كيف عجزت الاستخبارات الإسرائيلية عن استباق ما حدث؟إنه فشل كبير للاستخبارات الإسرائيلية يمكن وصفه بالتاريخي ويمكن مقارنته دون مبالغة مع ما حدث في سنة 1973. إسرائيل هي دولة في حالة تأهب دائم وهي دائما على حافة حرب وجودية. ولكن اليوم، نلاحظ قدرا من عدم الاستعداد والذي من المرجح أنه يرجع إلى خطأ في التحليل والتقديرات من المخابرات العامة في إسرائيل. ومن المرجح أيضا أنه خطأ في استعداد القوات الخاصة الإسرائيلية.
نشعر أن الجيش الإسرائيلي نفسه كان في حالة دهشة بسبب ضبابية الحرب المباغتة. نجاح عملية حماس يعود إلى عامل المفاجأة ولكن أيضا إلى تنسيق عسكري مشترك، إذ إن العملية شملت الأرض والبحر والجو وما من شك أن ذلك مثل مفاجأة للإسرائيليين.
إسرائيل أيضا هي دولة تعتمد على تكنولوجياتها المتطورة لاستباق التهديدات وتحييدها في آن. إلا أن أحداث اليوم تثبت وجود مشكلة استباق وفشل محتمل في تحليل المخاطر. السيناريو الذي توقعته المخابرات الإسرائيلية يتمثل في غزو من الشمال أي من تنفيذ حزب الله انطلاقا من جنوب لبنان. ولكنها اليوم منيت بانتكاسة.
لماذا جاءت عملية حماس في هذه الفترة؟هذه العملية تأتي في مرحلة دقيقة في تاريخ إسرائيل التي تواجه أزمة مؤسساتية وسياسية وأيضا هوياتية غير مسبوقة مع استقطاب حاد وانقسام اجتماعي كبير. هذه الأزمة تهز البلاد منذ عدة أشهر مع مظاهرات أسبوعية. حماس لم تخف رغبتها في استغلال الهشاشة الواضحة للداخل الإسرائيلي لتنفيذ هجوم مماثل.
إلى ذلك، فإن الهجوم جاء بعد يوم واحد من مرور خمسين عاما على حرب أكتوبر 1973 والتي مثلت حرب غزو حقيقي لإسرائيل شمل عامل المفاجأة من جيوش عربية متحالفة. وبالتالي، كان لدى حماس رغبة واضحة في استغلال هذا العامل على المستوى الرمزي والاتصالي مع إرادة في الضرب بقوة وبسرعة. الإسرائيليون تحت وقع الصدمة والدهشة.
حوار: لارا بوللنس وباربرة غابيل اقتباس: عمر التيس
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: هجوم حماس على إسرائيل جوائز نوبل ناغورني قره باغ ريبورتاج حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل عملية عسكرية غزة الغارات على غزة هجوم حماس للمزيد غیر مسبوق
إقرأ أيضاً:
ترامب: تحدثت إلى ملك الأردن بشأن نقل الناس من غزة إلى الدول المجاورة وسأتحدث مع السيسي بذلك أيضا
غزة – أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تحدث إلى ملك الأردن عبدالله الثاني بشأن نقل الناس من قطاع غزة المدمر إلى الدول المجاورة، مشيرا إلى أنه سيتحدث مع الرئيس المصري بشأن ذلك أيضا.
وقال ترامب “تحدثت إلى الملك عبدالله ملك الأردن اليوم بشأن نقل الناس من غزة المدمرة إلى الدول المجاورة. حيث سيتضمن ذلك بناء مساكن في موقع مختلف ليتمكنوا من العيش في سلام للتغيير، يمكن أن يكون مؤقتا أو طويل الأمد. كما سأتحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غدا بشأن ذلك”.
وعن مكالمته مع ملك الأردن قال ترامب لقد “كانت مكالمة جيدة للغاية. إنه صديقي. نحن نتفق جيدا. لقد تعاملت معه على مر السنين بشكل جيد للغاية. لقد قام بعمل رائع. إنه يأوي ملايين الفلسطينيين ويفعل ذلك بطريقة إنسانية للغاية. لقد أثنيت عليه على ذلك. لقد قام الأردن بعمل مذهل في إسكان الفلسطينيين إلى حد كبير. وقد فعل ذلك بطريقة ناجحة للغاية.”
وأضاف ترامب قائلا: “سأتحدث مع الجنرال السيسي غدا (الأحد) في وقت ما. أود أن تأخذ مصر الناس. وأود أن تأخذ الأردن الناس. أنت تتحدث عن مليون ونصف المليون شخص، ونحن فقط نقوم بتنظيف هذا الشيء بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون كان هناك العديد والعديد من الصراعات. ولا أدري، يجب أن يحدث شيء ما. إنه موقع مهدم حرفيا، تم هدم كل شيء تقريبا والناس يموتون هناك، لذلك أفضل أن أشارك مع بعض الدول العربية وبناء مساكن في موقع مختلف حيث يمكنهم ربما العيش في سلام للتغيير. قد يكون أيا منهما. قد يكون مؤقتًا أو قد يكون طويل الأمد”.
المصدر: RT