الأسبوع:
2024-12-28@06:53:44 GMT

«طوفان الأقصى» وسيناريوهات المستقبل

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

«طوفان الأقصى» وسيناريوهات المستقبل

في وقت مبكر صباح أول أمس (السبت) فوجئ الرأي العام بعملية «طوفان الأقصى»، كانت الأنباء تأتي متتابعة، شباب المقاومة المنتمون إلى حركة حماس يتدفقون برًا وبحرًا وجوًا إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لمنطقة غلاف «غزة»، حيث سيطروا خلال فترة وجيزة على العديد من المستوطنات والمراكز العسكرية المتاخمة للحدود.

لم يتبيّن أحد حتى هذا الوقت أعداد المهاجمين، ولا خطتهم حتى إسرائيل أصيبت بحالة من الصدمة والارتباك، ولكن بعد فترة وجيزة بدأت المعلومات تتدفق والفيديوهات التي ترصد تتابع الأحداث من الداخل بدأت هي الأخرى تُبَث من الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لم يكن رئيس الحكومة الإسرائيلية «نتنياهو» مصدقًا لهذه التطورات الدراماتيكية الصادمة، بدأ يجري الاتصالات متابعًا مع وزير الدفاع ورئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية وكانت الإجابة المشتركة: الموقف سيئ للغاية، لقد سيطرت عناصر المقاومة الفلسطينية (حماس والجهاد) على كافة المرتكزات الأمنية والعسكرية وأصبح آلاف المستوطنين تحت سيطرتهم في الوقت الراهن..

لقد صحا المجتمع الإسرائيلي على «صدمة» بالضبط كالصدمة التي واجهتهم في حرب أكتوبر 73، اتهامات تتردد عن مسئولية القيادات العسكرية والاستخباراتية، عن عدم القدرة على التنبؤ بالحدث، عن الأوهام الكاذبة حول قدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الكل كان يقول: لقد خدعتمونا!!

الفيديوهات التي تسربت تعكس سيطرة عناصر المقاومة على كافة المناطق المحاذية بلا استثناء، العشرات من سكان هذه المستوطنات يهربون إلى الصحراء، لا يعرفون إلى أين يتجهون، لكنهم يريدون النجاة بأنفسهم، بعد أن فوجئوا بالأحداث، وهم يرون جنود وضباط جيشهم الذي «لا يقهر» منبطحين أرضًا، وصرخاتهم تصل إلى عنان السماء.

التقديرات تقول: إن هناك أكثر من 300 قتيل إسرائيلي و1600 جريح منهم 318 جراحهم خطيرة وأن هناك أكثر من 750 مفقودًا وأكثر من 35 أسيرًا هذه هي التقديرات الأولية، ناهيك عن عدد ليس بالقليل من المعدات العسكرية الإسرائيلية التي تمت السيطرة عليها وإدخالها إلى غزة..

الخسائر فادحة، ومهينة للجيش الإسرائيلي، لذلك وصف نتنياهو هذا اليوم بأنه «قاسي وحزين وصادم».

ومنذ بداية الأحداث كانت مصر تتابعها عن كثب وأصدرت الخارجية المصرية بيانًا حمَّلت فيه إسرائيل مسئولية التصعيد معتبرة أن السبب المباشر في هذا التصعيد هو الاستفزاز وسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على المدن الفلسطينية، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لاستئناف عملية السلام والتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي.

لقد كان موقف مصر واضحًا ومحددًا، ذلك أن المحتل الإسرائيلي لم يتوقف قيد أنملة عن الاعتداءات والتشريد والقتل والإرهاب وتدنيس المسجد الأقصى وطرد المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم.

وقد أكدت القيادة المصرية أكثر من مرة على أهمية تحقيق تسوية سياسية عادلة تقضي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إلا أن المحتل الصهيوني صم الآذان، واستمر في عملياته الإرهابية، كما أن بيانات عربية عديدة صدرت حمّلت إسرائيل المسئولية وأكدت على ضرورة الحل السياسي.

ولم تمض سوى ساعات قليلة إلا وبدأت إسرائيل عدوانها السافر على غزة ليسقط المئات من الشهداء والمصابين، كما جرى تدمير العديد من المباني والمؤسسات. وفي صباح أمس أطلق حزب الله قذائف على ثلاثة مواقع عسكرية في مزارع شبعا المحتلة في شمال الكيان الصهيوني، لتتسع بذلك جغرافية المقاومة، وهو أمر من شأنه أن يهدد بتوسيع نطاق الحرب، مما يؤكد أن الحرب لن تنتهي سريعًا كما يظن البعض.

إن مسار الصراع الراهن يؤكد على عدد من النقاط أهمها:

أولًا: أن عمليات المقاومة والمواجهة التي تقوم بها حركتا حماس والجهاد منذ صباح السبت الماضي أكدت على قوة هذه المقاومة وقدراتها النوعية التي أصابت المحتل الإسرائيلي بحالة من الصدمة، وأثارت حالة من الخوف والفزع لدى الإسرائيليين جميعًا.

ثانيًا: أن هجوم المقاومة أثبت عجز حكومة نتنياهو وكشف أكاذيبها عن الأمن الإسرائيلي والقوة القاهرة، وهو أمر من شأنه أن يدفع إلى انهيار التحالف وسقوط هذه الحكومة.

ثالثًا: أن هذه الهجمات التي جاءت ردًا على جرائم إسرائيل ورفضها لكافة المبادرات الساعية إلى إيجاد تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية أعادت القضية الفلسطينية إلى الشارع العربي والإسلامي والدولي مجددًا بأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم للأمر الواقع، ولن يرتضي بغير الحل السياسي العادل بديلًا.

رابعًا: أن الفرصة باتت مواتية لعودة اللُحمة إلى الفصائل الفلسطينية كافة، وإنهاء الخلافات المصطنعة والتوافق على رؤية موحدة، بعد أن أدرك الجميع أن المحتل الإسرائيلي لن يقبل بعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولن يسمح بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.

إن السيناريوهات المتوقعة للفترة المقبلة قد تدفع إلى توسيع جغرافية الحرب، وهو أمر من شأنه إشعال الأوضاع في المنطقة، وقد يترتب عليه الضغط من أجل تهجير قطاعات كبرى من الفلسطينيين إلى داخل سيناء، وهو أمر لن تسمح به مصر حماية لأمنها القومي، وقد تكون هناك مساعٍ للدعوة إلى الجلوس على مائدة التفاوض أو إجراء اتصالات بكلا الطرفين تمهيدًا للوصول إلى حل سياسي، إلا أن إسرائيل لن تقبل بسهولة الإقرار بأية حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني.

إن التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية لن تغلق صفحاتها سريعًا، كما يظن البعض وإنما قد تمتد الحرب الراهنة بين المحتل والمقاومة لفترة من الوقت تجري خلالها متغيرات هامة وخطيرة قد تؤدي إلى نتائج أكثر خطورة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين مصطفى بكري اسرائيل فلسطين اليوم أخبار فلسطين فلسطين وإسرائيل إسرائيل وفلسطين طوفان الأقصى طوفان الاقصى فلسطين الآن فلسطين الان اخر اخبار فلسطين فلسطين واسرائيل اخر اخبار فلسطين اليوم اسرائيل وفلسطين أحداث فلسطين الآن أحداث فلسطين اليوم أکثر من وهو أمر

إقرأ أيضاً:

اختتام دورة “طوفان الأقصى” لقيادات ومنتسبي السلطة المحلية في صعدة

الثورة نت/..
اختتمت السلطة المحلية في محافظة صعدة، اليوم، اليوم دورة “طوفان الأقصى”، بمشاركة المحافظ محمد جابر عوض وأمين عام محلي المحافظة، محمد العماد، ووكلاء ومستشاري المحافظة، ومدراء المكتب التنفيذي، وأعضاء السلطة المحلية.

وفي الاختتام، نفذ المشاركون تطبيقا ميدانيا ومناورة عسكرية تحاكي اقتحام مواقع العدو، وعكس المتدربون من خلالها المهارات الميدانية العسكرية من التعامل مع السلاح بمختلف أنواعه، وكذا دراسة الجغرافيا، وتنفيذ المهام التي تواجهها قوات التعبئة العامة في ساحة المواجهة مع الأعداء.

وأشاد محافظ صعدة بالجهود التي بذلها جانب التأهيل والتدريب في الشرطة العسكرية، لإكساب قيادة المحافظة وأعضاء المكتب التنفيذي، المهارات العسكرية اللازمة لمواجهة التحديات، وكذا جهود مكتب الثقافة في المحافظة.

وأشار إلى أن الجانب الرسمي مع الشعبي في سباق مستمر للالتحاق بدورات “طوفان الأقصى”؛ استجابة لله في الإعداد للجهاد في سبيله ضد اليهود وعملائهم، وتلبية لدعوة قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في اكتساب الخبرات العسكرية اللازمة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

فيما ثمن أمين عام محلي المحافظة، العماد، جهود كل القائمين على الدورة، وفي المقدمة قيادة وأفراد الشرطة العسكرية، وكذلك المشاركين من المكتب التنفيذي الذين أظهروا استجابة حقيقية؛ وحرصا على تفهم المعلومات المطلوبة وتطبيقها في الميدان.

بدورهم أبدى المشاركون من أعضاء السلطة المحلية في صعدة ارتياحهم للالتحاق بالدورة التي تبني المجتمع إيمانياً وثقافياً وعسكرياً وأمنياً، وفي مختلف المجالات.

وأكدوا جاهزيتهم للمشاركة الفاعلة مع قوات التعبئة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ إسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواجهة العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني.

مقالات مشابهة

  • العقلة يحرز كأس دوري “طوفان الأقصى” لكرة القدم في البيضاء
  • المصري الديمقراطي يدين اقتحام وزير الأمن لدولة الاحتلال للمسجد الأقصى
  • مناورة عسكرية ومسير راجل لخريجي دورة “طوفان الأقصى” في عمران
  • المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • مناورة ومسير عسكري لخريجي دورة “طوفان الأقصى” من منتسبي أمن عمران
  • المقاومة تقصف مقر القيادة الإسرائيلي في نتساريم وتوجه رسالة للسلطة الفلسطينية
  • اختتام دورة طوفان الأقصى لقيادات السلطة المحلية في صعدة
  • إخفاقات مدوية لسلاح الجو الصهيوني في التصدي لهجوم “طوفان الأقصى”
  • اختتام دورة “طوفان الأقصى” لقيادات ومنتسبي السلطة المحلية في صعدة
  • وقفة ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الصلو بتعز تضامناً مع غزة