تفضل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، فشمل برعايته حفل افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، حيث تفضّل بإلقاء الكلمة السامية إيذانًا بافتتاح الدور الجديد، وفيما يلي نصّ الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أيها الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فعلى بركة الله وبعون ٍمنه، يسعدنا أن نفتتح دور الانعقاد الثاني للمجلس الوطني في فصله الحالي، متطلعين معكم إلى دورة عمل مثمرة على درب الارتقاء والرخاء لمسيرتنا الوطنية المباركة، والمتجهة، بكل ثقة وثبات، نحو المزيد من التحسين والتطوير والازدهار، بإذنه تعالى.


وفي هذا الوطن المنفتح على كل فكر نيّر ورأي مخلص، فقد سجلنا – معاً - أهم اللحظات والمواقف التاريخية، واستطعنا، وفق ما أقرته مصالح البحرين العليا، أن نرفع راية الإصلاح والتحديث عالياً، دون وصاية من أحد، لنلبي طموحاتنا وتطلعاتنا المشتركة، وبحسب ما أجمعت عليه وتوافقت حوله الإرادة الوطنية.
ومن الأهمية بمكان، أن يواصل مجتمعنا البحريني، المعروف بوعيه المدني المتحضر وقراره المستقل، في الحفاظ على مكتسباته، وبالوقوف - صفاً واحداً - في وجه كل ما يخل بوحدته واستقراره، بالإيمان الصادق، وبقيم التعايش الإنساني.
وبفضل من الله، وفضل هذه الصحوة الوطنية، تبقى بلادنا مرفوعة الرأس عالية القامة، مهما بلغت شدة التحديات، التي تذللها في كل الأوقات عزيمة أهلها وصلابة إرادتهم، وثبات واستقرار مؤسساتها الدستورية، ومن بينها المؤسسة القضائية، المستقلة في قراراتها، والحريصة على أن تتواصل إصلاحاتها وإنجازاتها على الصعيدين القضائي والحقوقي.
وإننا لماضون، يداً بيد، بذات القوة والعزم، وبروح وطنية لا تعرف إلا النصر والرفعة لوطن الجميع، الذي ورثنا أمانته من بناة نهضته الحديثة، الذين صدقوا فيما عاهدوا الله عليه، وتولوا مسئولياتهم الوطنية على الوجه الأفضل. والتزاماً منا بواجب العرفان لهم، سنظل نحتفي بذكراهم تكريماً
لعطائهم، رحمهم الله جميعاً وأحسن مثواهم.
الحضور الكريم، إنها لمناسبة طيبة لتجديد الاعتزاز بما أنجزته المؤسسة التشريعية التي حرصنا، منذ البداية، على أن يكون تطورها نابعاً من صميم الإرادة الشعبية، وسيبقى هذا النموذج، الفخور بخصوصيته، مستقلاً بإرادتكم وغنياً بإسهاماتكم وأمامنا الكثير لإنجازه معكم، بعون الله وتوفيقه. ولا يفوتنا، ونحن نُشيد بأداء مجلسنا الوطني، أن نثني على جهود السلطة التنفيذية وحرصها اللافت للحفاظ على أعلى مستويات التعاون مع السلطة التشريعية، وهو تعاون مثمر وبنّاء يضع نصب العين مصلحة الوطن والمواطنين.
كما نخص بالذكر المساعي الحكومية المخلصة، بقيادة وتوجيه ولي عهدنا الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، لترجمة التطلعات الوطنية بنهج تشاركي، للحفاظ على ريادة البحرين التنموية، وعلى مكانتها الرفيعة كمنبر للتقارب الفكري والحضاري بين الأديان والثقافات، وكوجهة تمتاز بتراثها وطابعها العمراني العريق لمدنها وضواحيها.
ونوجه هنا، بوضع خطة عمل تختص بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وسنعمل، في سياق ذلك، على إحياء قصر عيسى الكبير الذي سنعتمده كأحد المقار الرئيسية لعملنا، ومعه الأحياء المعروفة بمدينة المحرق التي نتطلع إلى عودة أهلها لها، تكريماً لذلك المجد الوطني المشهود في وطن الطيبة والكرامة.
ومن واقع بأن عالمنا لا يستمع إلا لصوت التحالفات القوية والمؤثرة في مسيرة التقدم الحضاري، تتواصل مساعينا في توثيق علاقات التقارب والتكامل وتنسيق المواقف على قاعدة راسخة من الانسجام والتشاور والتعاون الأخوي، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضمن رابطة الجامعة العربية، وهو أمر لم ولن نتوقف يوماً عن دعمه، وخدمة مصالحه، تحقيقاً لتطلعاته من أجل خير ورفعة دول وشعوب المنطقة.
وستبقى قضية العرب الأولى أولويتنا الكبرى، وموقف مملكة البحرين في دعم وتأييد جهود السلام الشاملة لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية،لهو موقف ثابت لا حياد عنه، وصولاً لحل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تكون المساعي السلمية والتهدئة هي الخيار الأوحد في وجه التصعيد القائم لنصل إلى الحل المنشود.
وختاماً، نتوجه بكثير من الامتنان لكل جهد وطني مخلص في ساحات العمل وميادين الإنتاج، ونخص بالتحية والتقدير قواتنا المسلحة الباسلة بكافة أجهزتها وجميع كوادرها، وهي تؤدي الواجب بكل جدارة وشجاعة لحفظ سيادة مملكتنا الغالية وعلو شأنها.
وستبقى التضحيات الجليلة لشهدائنا الأبرار في ميادين الشرف دفاعاً عن الحق ونصرة الأمة، خالدة على الدوام في الضمائر والوجدان، داعين المولى عز وجل، أن يتغمد أرواحهم الطاهرة بواسع رحمته وأن يدخلهم فسيح جنانه، إنه سميع مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

البحرين تستضيف «الألعاب العربية 2031»

عمان (أ ف ب)

أخبار ذات صلة منتخب السلة يواجه لبنان في تصفيات كأس آسيا رئيس الدولة وملك الأردن: تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة ولبنان

تستضيف البحرين دورة الألعاب العربية 2031 بنسختها السابعة عشرة، للمرة الأولى في تاريخها، فيما تحتضن الأردن، للمرة الثانية في تاريخها، بعد عام 1999، النسخة التي تليها عام 2035، وفقاً لقرار الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية العربية الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان برئاسة الأمير السعودي عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس الاتحاد.
واعتمدت الجمعية العمومية التقرير الختامي للنسخة الأخيرة من الدورة التي أقيمت في الجزائر صيف العام الماضي.
قال الفيصل في خلال الجمعية العمومية إن «اتحاد اللجان الأولمبية العربية تقدم خطوات كبيرة نحو صناعة المستقبل الرياضي العربي، حيث كانت آخر هذه الإنجازات التي تحققت فوز الدول العربية بـ17 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024».
وكانت قطر استضافت آخر نسخة من الدورة العربية أواخر العام 2011، قبل أن يغيب التجمع الرياضي العربي الذي انطلق من مدينة الإسكندرية في مصر عام 1953.
واعتذر لبنان عن استضافة النسخة الثالثة عشرة عام 2015 بناء على طلبه لأسباب أمنية قبل أن تنقل إلى المملكة المغربية التي اعتذرت بدورها.
كما كان مقرراً أن تقام نسخة العام 2019، التي احتضنتها الجزائر، في العراق، لكنها تأجلت عدة مرات قبل أن يستقر الاتحاد على إقامتها في الجزائر صيف 2023.
وتتفوق مصر بعدد الاستضافات للتجمع الرياضي العربي بثلاث مرات كان آخرها عام 2007، كما دانت السيطرة للرياضيين المصريين في تبوء صدارة ترتيب الميداليات في معظم الدورات.

 

مقالات مشابهة

  • الطالبي : كفالة حقوق النساء والرفع من تواجدهن في مراكز القرار أحد معالم ربع قرن من حكم جلالة الملك
  • وزير الخارجية الإيراني: لدينا علاقات جيدة مع البحرين
  • البحرين تستضيف «الألعاب العربية 2031»
  • اختتام المؤتمر العلمي حول دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية بالقنيطرة ‏
  • جلالة الملك يأذن بانعقاد المجلس العلمي الأعلى
  • فيديو. أخنوش : جلالة الملك قاد إستراتيجيات ناجحة في قطاع الصناعة
  • د. عبدالعزيز بن عياف: «السلمانية» استعادة الهوية العمرانية الوطنية
  • الشيخـة جواهـر: يجــب عــدم التفريط في الهوية العربية الإسلامية
  • انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي “اللغة العربية وأثرها في تعزيز الهوية الوطنية الجامعة” بالقنيطرة
  • ندوة بنها تناقش تحديات تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء