جلالة الملك المعظم: نوجّه بوضع خطة عمل للمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
تفضل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، فشمل برعايته حفل افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، حيث تفضّل بإلقاء الكلمة السامية إيذانًا بافتتاح الدور الجديد، وفيما يلي نصّ الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أيها الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فعلى بركة الله وبعون ٍمنه، يسعدنا أن نفتتح دور الانعقاد الثاني للمجلس الوطني في فصله الحالي، متطلعين معكم إلى دورة عمل مثمرة على درب الارتقاء والرخاء لمسيرتنا الوطنية المباركة، والمتجهة، بكل ثقة وثبات، نحو المزيد من التحسين والتطوير والازدهار، بإذنه تعالى.
وفي هذا الوطن المنفتح على كل فكر نيّر ورأي مخلص، فقد سجلنا – معاً - أهم اللحظات والمواقف التاريخية، واستطعنا، وفق ما أقرته مصالح البحرين العليا، أن نرفع راية الإصلاح والتحديث عالياً، دون وصاية من أحد، لنلبي طموحاتنا وتطلعاتنا المشتركة، وبحسب ما أجمعت عليه وتوافقت حوله الإرادة الوطنية.
ومن الأهمية بمكان، أن يواصل مجتمعنا البحريني، المعروف بوعيه المدني المتحضر وقراره المستقل، في الحفاظ على مكتسباته، وبالوقوف - صفاً واحداً - في وجه كل ما يخل بوحدته واستقراره، بالإيمان الصادق، وبقيم التعايش الإنساني.
وبفضل من الله، وفضل هذه الصحوة الوطنية، تبقى بلادنا مرفوعة الرأس عالية القامة، مهما بلغت شدة التحديات، التي تذللها في كل الأوقات عزيمة أهلها وصلابة إرادتهم، وثبات واستقرار مؤسساتها الدستورية، ومن بينها المؤسسة القضائية، المستقلة في قراراتها، والحريصة على أن تتواصل إصلاحاتها وإنجازاتها على الصعيدين القضائي والحقوقي.
وإننا لماضون، يداً بيد، بذات القوة والعزم، وبروح وطنية لا تعرف إلا النصر والرفعة لوطن الجميع، الذي ورثنا أمانته من بناة نهضته الحديثة، الذين صدقوا فيما عاهدوا الله عليه، وتولوا مسئولياتهم الوطنية على الوجه الأفضل. والتزاماً منا بواجب العرفان لهم، سنظل نحتفي بذكراهم تكريماً
لعطائهم، رحمهم الله جميعاً وأحسن مثواهم.
الحضور الكريم، إنها لمناسبة طيبة لتجديد الاعتزاز بما أنجزته المؤسسة التشريعية التي حرصنا، منذ البداية، على أن يكون تطورها نابعاً من صميم الإرادة الشعبية، وسيبقى هذا النموذج، الفخور بخصوصيته، مستقلاً بإرادتكم وغنياً بإسهاماتكم وأمامنا الكثير لإنجازه معكم، بعون الله وتوفيقه. ولا يفوتنا، ونحن نُشيد بأداء مجلسنا الوطني، أن نثني على جهود السلطة التنفيذية وحرصها اللافت للحفاظ على أعلى مستويات التعاون مع السلطة التشريعية، وهو تعاون مثمر وبنّاء يضع نصب العين مصلحة الوطن والمواطنين.
كما نخص بالذكر المساعي الحكومية المخلصة، بقيادة وتوجيه ولي عهدنا الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، لترجمة التطلعات الوطنية بنهج تشاركي، للحفاظ على ريادة البحرين التنموية، وعلى مكانتها الرفيعة كمنبر للتقارب الفكري والحضاري بين الأديان والثقافات، وكوجهة تمتاز بتراثها وطابعها العمراني العريق لمدنها وضواحيها.
ونوجه هنا، بوضع خطة عمل تختص بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وسنعمل، في سياق ذلك، على إحياء قصر عيسى الكبير الذي سنعتمده كأحد المقار الرئيسية لعملنا، ومعه الأحياء المعروفة بمدينة المحرق التي نتطلع إلى عودة أهلها لها، تكريماً لذلك المجد الوطني المشهود في وطن الطيبة والكرامة.
ومن واقع بأن عالمنا لا يستمع إلا لصوت التحالفات القوية والمؤثرة في مسيرة التقدم الحضاري، تتواصل مساعينا في توثيق علاقات التقارب والتكامل وتنسيق المواقف على قاعدة راسخة من الانسجام والتشاور والتعاون الأخوي، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضمن رابطة الجامعة العربية، وهو أمر لم ولن نتوقف يوماً عن دعمه، وخدمة مصالحه، تحقيقاً لتطلعاته من أجل خير ورفعة دول وشعوب المنطقة.
وستبقى قضية العرب الأولى أولويتنا الكبرى، وموقف مملكة البحرين في دعم وتأييد جهود السلام الشاملة لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية،لهو موقف ثابت لا حياد عنه، وصولاً لحل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تكون المساعي السلمية والتهدئة هي الخيار الأوحد في وجه التصعيد القائم لنصل إلى الحل المنشود.
وختاماً، نتوجه بكثير من الامتنان لكل جهد وطني مخلص في ساحات العمل وميادين الإنتاج، ونخص بالتحية والتقدير قواتنا المسلحة الباسلة بكافة أجهزتها وجميع كوادرها، وهي تؤدي الواجب بكل جدارة وشجاعة لحفظ سيادة مملكتنا الغالية وعلو شأنها.
وستبقى التضحيات الجليلة لشهدائنا الأبرار في ميادين الشرف دفاعاً عن الحق ونصرة الأمة، خالدة على الدوام في الضمائر والوجدان، داعين المولى عز وجل، أن يتغمد أرواحهم الطاهرة بواسع رحمته وأن يدخلهم فسيح جنانه، إنه سميع مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
تنمية المجتمع بأبوظبي تنظم جلسات مجتمعية لتعزيز الروابط الأسرية وترسيخ الهوية الوطنية
نظَّمت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي سلسلة من الجلسات الحوارية المجتمعية، التي تسلِّط خلالها الضوء على مجموعة من الموضوعات المتعلقة بتنمية المجتمع وتعزيز الروابط الأُسرية، وترسيخ الهُوية الوطنية والقيم المجتمعية، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز التواصل المجتمعي وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة، تزامناً مع عام المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعُقِدَت الجلسات خلال شهر رمضان المبارك للعام الثاني على التوالي في إطار التزام الدائرة بدورها كحلقة وصل بين أفراد المجتمع والمختصين، وشكَّلت الجلسات منصة تفاعلية جمعت الخبراء والمختصين وصنّاع المحتوى، وأفراد المجتمع لمناقشة الموضوعات المهمة، والوصول إلى مخرجات تُسهم في دعم استقرار الأُسرة وتعزيز النسيج الاجتماعي.
وشهدت الجلسات حضور معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وحمد الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وعدد من المديرين التنفيذين وموظفي الدائرة وأفراد المجتمع.
وقالت شيخة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي: تعكس هذه الجلسات حِرص الدائرة على توفير بيئة حوارية بنّاءة تُعزِّز التماسك المجتمعي، وتُسهم في نشر الوعي بأهمية تكوين أُسر مستقرة ومتوازنة، إضافة إلى إبراز دور القيم والموروث الثقافي في بناء الهُوية الوطنية وترسيخها لدى الأجيال المقبلة».
وعُقِدَت الجلسة الأولى في مركز نبض الفلاح، بعنوان «عام المجتمع والأسرة – نحو استقرار يعزِّز التماسك المجتمعي والمستدام» وناقشت أهمية بناء أُسر مستقرة، ودور المؤسسات المجتمعية في تعزيز مفهوم الاستقرار الأُسري.
أخبار ذات صلةوتناولت الجلسة أهمية دور المؤسسات الاجتماعية في دعم الاستقرار الأُسري، وتعزيز الوعي بأهمية التوجيه والإصلاح الأُسري كأداة لحل التحديات الأُسرية، إضافة إلى أهمية التخطيط والثقافة المالية في تحقيق التماسك الأُسري، ودور صنّاع المحتوى في تقديم محتوى يرسِّخ القيم الأُسرية ويعزِّز مفهوم الأُسرة المتماسكة.
وعُقِدَت الجلسة الثانية في بيت محمد بن خليفة، في منطقة العين، تحت عنوان «القيم والموروث – إرث الأجداد وحصن الأجيال»، وركَّزت على أهمية القيم الإماراتية والموروث الثقافي في بناء وتشكيل الهُوية الوطنية، والدور الذي تؤدِّيه هذه القيم في تحقيق التماسك المجتمعي، لا سيما في ظل التحوُّلات الاجتماعية والثقافية المتسارعة.
وجمعت الجلسة نخبة من المختصين والمهتمين بالموروث الثقافي والقيم والهُوية الوطنية؛ ناقشوا سُبُل الحفاظ على الموروث الإماراتي وتعزيزه لدى الأجيال الجديدة، وكيفية توظيف المحتوى الرقمي ووسائل الإعلام الحديثة في نشر وتعزيز هذه القيم بأسلوب يتماشى مع تطلُّعات الشباب، مع تأكيد أهمية غرس الهُوية الوطنية في المجتمع لمواجهة التحديات الثقافية العالمية.
وتعكس هذه الجلسات الحوارية التزام الدائرة بدورها الريادي في تعزيز الوعي المجتمعي، وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة، من خلال تطوير منصات تفاعلية تُتيح تبادل المعرفة والخبرات بين المختصين والمجتمع. وتؤكِّد الدائرة أهمية استمرار هذه النقاشات لتفعيل الشراكة المجتمعية، وتعزيز الهُوية الوطنية، ما يُسهم في بناء مجتمع متماسك ومتوازن، قادر على مواكبة التحديات مع الحفاظ على إرثه الثقافي العريق.