نقص المعرفة بأمراض العيون تحد طبي
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
تتزايد حالات الإصابة بضعف البصر وهو شكل من أشكال فقدان البصر الذي يتداخل مع الأنشطة الحياتية اليومية للفرد و 80% من هذه الحالات يمكن الوقاية منها وتجنبها في حالة توفر العلاج المناسب. والسببان الرئيسيان للإصابة هما الأخطاء الانكسارية وإعتام عدسة العين، ويشكل نقص الوعي والمعرفة بأمراض العيون الشائعة -وخاصة تلك التي تسبب ضعف البصر- تحديا طبيا على المستوى الوطني.
ونشرت "مجلة عمان الطبية" التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية مقالا علميا للدكتور عبدالله بن سعيد المجيني استشاري أول طب وجراحة العيون، بعنوان: "المعرفة والمواقف والممارسات المتعلقة بأمراض العيون الشائعة بين السكان العمانيين: إلى أي مدى وصلنا؟"
وأوضح المقال أن ضعف البصر يمكن تصنيفه بشكل أساسي إلى قسمين بناء على حدة البصر لدى المريض ومجاله البصري: ضعف البصر المعتدل،، والعمى القانوني، وعلى الرغم من أن هناك مسببات مختلفة قد تسهم في ضعف البصر، إلا أن الأسباب الرئيسية هي الأخطاء الانكسارية غير المصححة التي تمثل نسبة 43٪، يليها إعتام عدسة العين بنسبة 33٪، والزرق بنسبة 2٪، ومع ذلك، فإنه من بين قرابة 1.3 مليار شخص يعيشون مع شكل من أشكال ضعف البصر، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، ويمكن الوقاية من 80٪ من الحالات أو حتى تجنبها نتيجة لتوفر العلاج المناسب.
وأشار المقال إلى أن العديد من الدراسات بحثت العوامل المرتبطة بالوعي بأمراض العيون، مبينا على سبيل المثال: هناك ثلاثة عوامل يمكن أن تعزى إلى انخفاض الوعي بشأن أمراض العيون الشائعة، وهي زيادة العمر، ونقص التعليم، وانخفاض الوضع الاجتماعي والاقتصادي،في حين تعد العوامل الأخرى من صغر العمر، والجنس الأنثوي، ومستوى التعليم الأعلى من التعليم الرسمي، وزيارات المتابعة لأخصائي العيون، وطلاقة اللغة الإنجليزية منبئات مهمة لمعرفة الحالات الشائعة المتعلقة بالعين.
وبين الدكتور المجيني في مقاله العلمي: في العديد من البلدان النامية، هناك مستويات منخفضة من المعرفة لدى عامة السكان بمشاكل العين الشائعة التي تؤدي إلى ضعف البصر، وقد يعزى ذلك إلى قلة المعلومات المتوفرة حول الموضوع، خاصة في ظل قلة الدراسات المنشورة التي تسلط الضوء على هذه المشكلة في هذه الدول، وفي سلطنة عمان، تم نشر ثلاث دراسات حول الانتشار المجتمعي في السنوات الأخيرة؛ وخلص تحليل هذه الدراسات، التي أجريت في الأعوام 1996 و2005 و2010 على التوالي، إلى أن العدد المتوقع للعمانيين المصابين بالعمى سيزداد بمرور الوقت، ومن المحتمل أن يصل إلى 165000 بحلول عام 2050.
وفي عام 2005، تم إجراء دراسة تجريبية لتحديد مستويات المعرفة والمواقف فيما يتعلق بأمراض العيون الشائعة والرضا عن خدمات طب العيون في سلطنة عمان، حيث تم توزيع استبيان مغلق على 156 مواطنا تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكثر، و وجدت الدراسة أن 70% من المشاركين لديهم مستوى جيد من المعرفة حول إعتام عدسة العين واعتلال الشبكية السكري و35% يفضلون استخدام العلاجات المنزلية لعلاج أمراض العيون البسيطة،كما سجلت الدراسة ارتفاعا في معدلات عدم الامتثال للعلاج الطبي بين مرضى الجلوكوما في سلطنة عمان بسبب ضعف المعرفة والمواقف والممارسات فيما يتعلق بالمرض، وفي السياق ذاته، أجريت دراسة مقطعية على 750 شخصًا مصابًا بالسكري من سبع ولايات في سلطنة عمان أظهرت أن المعرفة بمضاعفات العين والرعاية كانت مرضية بين هذه المجموعة، ومع ذلك، كانت مواقف المرضى وممارساتهم دون المستوى وتتطلب التحسين.
كما ذكر المقال العلمي، أنه في الآونة الأخيرة، أظهرت دراسة تجريبية غير منشورة أجريت في عيادة طب الأسرة والمجتمع في مستشفى جامعة السلطان قابوس في مسقط مستويات معتدلة من الوعي بأمراض العيون الشائعة بين 200 مشارك، بما في ذلك إعتام عدسة العين، والزرق، واعتلال الشبكية السكري، والضمور البقعي المرتبط بالعمر. والمثير للدهشة أن 96% من المشاركين أبدوا مواقف إيجابية تجاه مفهوم إجراء فحوصات منتظمة للعين.
وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية، فإن نقص المعرفة بين عامة الناس في سلطنة عمان فيما يتعلق بأمراض العيون الشائعة لا يزال يمثل تحديا أمام المتخصصين في الصحة العامة وصناع القرار في مجال السياسة الصحية على حد سواء، وينبغي تصميم خطط الإدارة المناسبة لمعالجة المشكلة الوطنية بشكل كلي، ولن يتمكن من فهم كيفية استئصال أو تقليل العواقب المترتبة على مثل هذه الأمراض إلا من خلال اكتساب المزيد من الفهم والمعرفة، وبالتالي تقليل عبء حالات ضعف البصر التي يمكن الوقاية منها في نظام الرعاية الصحية الوطني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی سلطنة عمان عدسة العین ضعف البصر
إقرأ أيضاً:
مؤسسة دبي للمستقبل تتعاون مع مركز هامبورغ للذكاء الاصطناعي
وقعت «مؤسسة دبي للمستقبل» اتفاقية شراكة مع «مركز هامبورغ للذكاء الاصطناعي» في ألمانيا، بهدف تشجيع أبرز الشركات والمبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا، لاختبار تقنياتهم الجديدة ضمن البيئة التنظيمية والاختبارية الحيوية، التي يوفرها «ساندبوكس دبي»، بما يعزّز موقع دبي كمركز عالمي لتطوير استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات الأثر الإيجابي على التنمية والتقدم الإنساني.
وتعتبر هذه الشراكة أولى الشراكات العالمية لـ«ساندبوكس دبي» والتي تعتبر منصة مركزية مبتكرة لدراسة التشريعات واللوائح التنظيمية في دبي وتحسين جاهزيتها للمستقبل، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، وبما يسهم بدعم ومواكبة المتغيرات المتسارعة في أنظمة العمل وتبني الابتكارات التكنولوجية الحديثة.
وقد اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، مؤخراً إطلاق «ساندبوكس دبي» ضمن مشاريع أجندة دبي الاقتصادية (D33).
تطوير المنظومة التشريعية والابتكارية
وقال عبد العزيز الجزيري نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: «تهدف ساندبوكس دبي إلى تطوير المنظومة التشريعية والابتكارية في دبي، من خلال تحديد الفرص الواعدة ومجالات الابتكار والتطوير المتاحة والتعاون مع الجهات الحكومية والشركات الخاصة لتطوير التشريعات والقوانين التنظيمية المتعلقة بأعمالها ومشاريعها المستقبلية».
أخبار ذات صلةوأضاف: «نهدف من خلال هذه الشراكة مع مركز هامبورغ للذكاء الاصطناعي إلى تعريف الأسواق العالمية بمبادرة «ساندبوكس دبي»، وتفعيل التعاون الدولي في مجال تطوير الجوانب التشريعية ودعم المواهب وأصحاب الأفكار الإبداعية، وتشجيع الشركات على تطوير منتجات وخدمات جديدة في دبي، بما يرسّخ مكانتها كمنصة عالمية ووجهة مفضلة للشركات والمواهب لتطوير التقنيات التي تصمم المستقبل».
نقل المعرفة والتكنولوجيا.
من جهته، قال ألويس كرتيل الرئيس التنفيذي لمركز الذكاء الاصطناعي في هامبورغ: «هذه الشراكة ستسهم بفتح آفاق جديدة للشراكات العالمية بين الشركات والمؤسسات وتسريع تطوير التقنيات المتقدمة في الأسواق. وستوفر هذه الشراكة منصة للمبتكرين ورواد الأعمال وصناع القرار في كلا البلدين لتبادل المعرفة والخبرات، حول تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن بيئات تجريبية منظمة. كما ستعزّز التعاون ضمن منظومة الابتكار، ومشاريع نقل المعرفة والتكنولوجيا، وتبادل أفضل الممارسات من خلال مبادرات تعلّم مشتركة.وهذا بدوره سيقوي الروابط بين اثنين من أهم مراكز الابتكار في العالم، وسيدعم النمو المشترك لكلا الطرفين».
مركز للابتكار
ويعد مركز الذكاء الاصطناعي في هامبورغ (ARIC) أحد أبرز مراكز الذكاء الاصطناعي في أوروبا، حيث يجمع الخبراء من قطاعات الأعمال والعلوم ومتخصصي الذكاء الاصطناعي، لتبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال الحيوي. وبموجب مذكرة التفاهم، ستعمل مؤسسة دبي للمستقبل ومركز الذكاء الاصطناعي في هامبورغ على تعزيز فرص التعاون في مجالات التبادل المعرفي وربط المبتكرين والشركات العاملة في التقنيات الذكية العميقة في كل من دولة الإمارات وألمانيا.
وستوفر مؤسسة دبي للمستقبل إمكانية الوصول إلى منصة «ساندبوكس دبي» النوعية التي تساعد الشركات على اختبار منتجاتها وخدماتها ضمن بيئة منظمة وآمنة ومجهزة، لتسريع تطوير وتبنّي التقنيات الجديدة.
المصدر: وام