رغم مشروعيَّة ما قامت به المقاومة الفلسطينيَّة، وفق الأعراف والمواثيق والقوانين الدوليَّة، إلَّا أنَّ ازدواج المعايير أدَّى بذهاب بعض الدوَل الدَّاعمة للكيان الصهيونيِّ، لتحميلِ الجانب الفلسطينيِّ نتائجَ ما يَحدُث على أرض الواقع، متحدِّثين بوقاحة منقطعة النظير عن حقِّ كيان الاحتلال الإسرائيليِّ في الدِّفاع عن نَفْسِه، رغم أنَّ بواسل المقاومة كانوا أكثر شرَفًا من قوَّات الكيان الغاصب، حيث استهدفوا قوَّات الاحتلال بشكلٍ رئيسٍ واستطاعوا أسْرَ العديد من جنوده، على النقيض من هذا الكيان الإرهابيِّ، الذي وجَّه آلتَه الحربيَّة الجهنميَّة مستهدِفًا المَدنيِّين العُزَّل في قِطاع غزَّة، وأسقط ما يفوق الـ200 شهيد وآلاف المُصابِين، ولَمْ تسْلَم من عدوانه الغاشم المدارس والمستشفيات، كما أطلق قطعان مستوطنيه المُدجَّجين بالسِّلاح نَحْوَ القُرى والمُدُن الفلسطينيَّة في الضفَّة لترويعِهم.


إنَّ الاستهداف الواضح للمَدنيِّين يؤكِّد أنَّ كيان الاحتلال كيان إرهابيٌّ، يعتمد على ترويع الآمنين، وهي سياسة صهيونيَّة نشأت منذُ إعلان قيام هذا الكيان الغاصب، وتشهد عشرات المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونيَّة على تاريخهم الأسود المُلطَّخ بالدِّماء البريئة. لكن مع غياب الحساب، يتمادى الكيان الصهيونيُّ فيما يرتكبه من جرائم، ويصرُّ على تغييب أيِّ حلٍّ للقضيَّة الفلسطينيَّة، ويواصل عدوانه الممتدَّ لأكثر من خمسة وسبعين عامًا ضدَّ أبناء فلسطين، الذين ذاقوا من المعاناة والتشرُّد، مع استمرار سياسة ازدواجيَّة المعايير، وصَمْتِ المُجتمع الدوليِّ على الممارسات الإجراميَّة والعنصريَّة لقوَّات الاحتلال الإسرائيليِّ، وسيظلُّ هذا العدوان الإسرائيليُّ المستمرُّ بشكلٍ يوميٍّ وصْمةَ عارٍ في جبين الإنسانيَّة العاجزة عن اتِّخاذ موقف حازم، يُنهي هذا العدوان والإرهاب والقمع.
فعلى العالَم أجمع، خصوصًا الدوَل الدَّاعمة لكيان الاحتلال الإسرائيليِّ، أنْ يدركوا أنَّ استمرار الظلم والقهر اللذَيْنِ يتعرض لهما الشَّعب الفلسطينيُّ، هما السَّبب الأوحد وراء تفجُّر الأوضاع بالشكل الذي نراه الآن، وأنَّ استمرار هذا الصَّمْت سيؤدِّي لمزيدٍ من غياب السَّلام والأمن في المنطقة والعالَم أجمع، خصوصًا وأنَّ قادة الكيان الصهيونيِّ الحاليِّين يذهبون بالصراع نَحْوَ حربٍ دينيَّة شاملة. فتجاهُل حكومة نتنياهو لتحذيرات العقلاء في المنطقة والعالَم من عواقب انسداد الأُفق السِّياسيِّ، وعدم تمكين الشَّعب الفلسطينيِّ من حقِّه المشروع في تقرير مصيره ودَولته المستقلَّة، ومن عواقب الاستفزازات والاعتداءات اليوميَّة، واستمرار إرهاب المستوطنين وقوَّات الاحتلال، والاقتحامات للمسجد الأقصى، والأماكن المقدَّسة المسيحية والإسلامية، هو البوَّابة التي أوصلتنا لِمَا نحن فيه، وكذلك ترْكُ الكيان الصهيونيِّ يرتع ويتحلَّل من الاتفاقيَّات الموَقَّعة، وعدم الالتزام بقرارات الشرعيَّة الدوليَّة، الأمْرُ الذي أدَّى إلى تدمير عمليَّة السَّلام. لذا فإنَّ أيَّ جهود لإعادة الأمن والاستقرار والسَّلام في منطقتنا يبدأ أوَّلًا بإنهاء الاحتلال الإسرائيليِّ عن أرض دَولة فلسطين بعاصمتها القدس، والاعتراف بحقِّ الشَّعب في الاستقلال والسِّيادة، والاعتراف بالحقِّ الفلسطينيِّ في الدِّفاع عن النَّفْس والأرض والمقدَّسات، فالمقاومة حقٌّ مشروع لجميع الشعوب التي تخضع للاحتلال والاضطهاد، وعلى المُجتمع الدوليِّ التدخل السريع لحماية الشَّعب الفلسطينيِّ، وإلزام الكيان المحتلِّ باحترام القرارات والمواثيق الدوليَّة التي تحمي المَدنيِّين وقت الحروب والنزاعات.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

فصائل المقاومة تدين العدوان الصهيوني الغادر على لبنان وتؤكد ثقتها بقدرة حزب الله على الثأر والرد

الثورة نت/..

أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، العدوان الصهيوني الغادر على لبنان، الذي تمثل بتفجير أجهزة اتصال لاسلكية، في عددٍ من المناطق اللبنانية.. مركدة ثقتها بقدرة المقاومة اللبنانية على الثأر والرد القوي على الاحتلال بما يتناسب مع العدوان.

وفي هذا السياق.. أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيان لها، بشدّة، العدوان الصهيوني الإرهابي الذي استهدف مواطنين لبنانيين بتفجير أجهزة اتصالات في مناطق مختلفة من الأراضي اللبنانية، وأدى لإصابة الآلاف بين المواطنين، دون تفريقٍ بين المقاومين والمدنيين، واستشهاد عدد منهم.

ورأت حماس في العدوان “جريمةً تتحدّى كافة القوانين والأعراف”.. محمّلةً حكومة العدو الصهيوني “المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الجريمة الخطيرة”.

وأشارت الحركة في بيانها إلى أنّ هذه الجريمة “تأتي في إطار العدوان الصهيوني الشامل على المنطقة، وسياسة العربدة والغطرسة التي تتبنّاها حكومة الاحتلال، متسلّحة بدعم أمريكي يوفّر غطاءً لجرائمها”.. مؤكدةً أنّ “هذا التصعيد الإجرامي لن يقود كيان الاحتلال الإرهابي إلا لمزيد من الفشل والهزيمة”.

وثمّنت حركة “حماس جهاد وتضحيات إخواننا في حزب الله، وإصرارهم على مواصلة دعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في غزة”.. مؤكدةً تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني والإخوة في حزب الله.. ومشددةً على أنّ “جرائم الاحتلال الفاشي لن توهن من عزيمة شعوبنا الحرة ولن تكسر إرادة المقاومة لديها”.

بدورها.. رأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في “العملية الغادرة التي نفذتها أجهزة الكيان الصهيوني بتفجير أجهزة اتصال، جريمة حرب موصوفة، ألحقت أضراراً بالغة بعدد كبير من المدنيين الآمنين داخل بيوتهم عن نية غدر مبيتة”.

واعتبرت الحركة في بيانٍ لها، أنّ لجوء العدو إلى هذا الخيار، يدل على مستوى الإحباط وضيق الخيارات التي بات يمتلكها بعد الضربات التي تلقاها من أكثر من جبهة من جبهات إسناد الشعب الفلسطيني.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي ثقتها التامة بأن المقاومة الإسلامية قادرة على امتصاص هذه الضربة الغادرة واحتواء نتائجها سريعاً، وأنها ستردّ بما يتناسب مع حجم الجريمة واستهداف المدنيين داخل بيوتهم، ولا سيما منهم عوائل المقاومين.

من جهتها.. أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية في بيان لها، “الجريمة القذرة وغير الأخلاقية التي استهدفت أجهزة اتصالات لبنانية وأدت إلى استشهاد العديد واصابة الآلاف من أشقائنا في لبنان والتي يقف وراءها العدو الصهيوني الجبان”.

ورأت الحركة في الجريمة “جزءاً من الحرب الإجرامية التي تقودها حكومة نتنياهو ضد أمتنا بدعم من الإدارة الأميركية المجرمة”.. محمّلةً الإدارة الأمريكية “المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة النكراء وكل الجرائم الصهيونية”.

وأكدت حركة المجاهدين أنّ العدو لن يفلح في سعيه من خلال جرائمه الجبانة والغادرة لكسر إرادة المقاومة في أمتنا، أو ثني المجاهدين في حزب الله ولبنان عن مواصلة إسنادهم لقطاع غزة الذي يتعرّض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية.

وشدّدت الحركة على “تدفيع العدو الصهيوني المجرم ثمن جرائمه البشعة بحق شعبنا وأمتنا”.. مؤكدةً أنّ “عليه أن يدرك أنه في معركة مفتوحة مع كل القوى الحية في الأمة”.

ودعت حركة المجاهدين في بيانها الأمة وقواها الحية إلى “التوحد والاصطفاف في مواجهة عدو الأمة المركزي الكيان الصهيوني المجرم وراعيته الإدارة الأميركية المجرمة”.

من جانبها.. دانت ألوية الناصر صلاح الدين الجريمة الهمجية بحق أبناء الشعب اللبناني الشقيق والتي أدت الى إرتقاء عدد من الشهداء، وأوقعت مئات الجرحى والمصابين.

واعتبرت في بيانٍ لها أنّ الجريمة الصهيونية المروعة جاءت نتيجة الفشل الصهيوني العسكري الكبير في إيقاف جبهة الاسناد اللبنانية خلال معركة طوفان الأقصى المستمرة، ورأت فيها محاولة يائسة لإيقاف جبهة الإسناد اللبنانية المشتعلة والتي يمثل حزب الله والمقاومة الإسلامية رأس حربتها.

وشدّد بيان ألوية الناصر صلاح الدين على الثقة بـ”قدرة الأشقاء في المقاومة الاسلامية وحزب الله على الثأر والرد على هذه الجريمة النكراء والاستمرار في إسناد ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته مهما كانت التضحيات”.

كما أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها العمل الإجرامي بحق لبنان واللبنانيين، مؤكدةً أنه مجزرة وجريمة حرب جديدة تتطلب الإدانة الدولية والمحاسبة.

ورأت الجبهة في الجريمة دليلاً واضحاً على فاشية كيان الاحتلال.. مؤكدةً أنه ما كان ليجرؤ على ارتكابها لولا الصمت الدولي والدعم الأمريكي والأطلسي الفاضح لسياسته ومجازره المستمرة في فلسطين ولبنان والمنطقة، وسعيه لإشعال الحرب في الإقليم بعدما عجز عن تحقيق أهدافه في العدوان على غزة.

واعتبرت الجبهة الديمقراطية أن هذا العدوان لن يزيد المقاومة في لبنان إلا ثباتاً وإصراراً على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني بمختلف الأشكال الممكنة.

وشددت على ثقتها بقدرة المقاومة على التعامل مع هذا العدوان الذي يدل على فشل الاحتلال وهزيمته في ضرب المقاومة، التي لن تثنيها هذه المجازر عن مواصلة مقاومتها ومواجهتها للاحتلال الصهيوني.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فرأت في الهجمات الغادرة “تصعيداً صهيونياً خطيراً، يأتي في سياق محاولة جديدة لإرباك الوضع الأمني في لبنان وزعزعة استقراره”.

واعتبرت الجبهة في بيانٍ لها، أنّ “هذا التصعيد الصهيوني الواسع يُشنّ بتنسيقٍ مؤكدٍ مع الولايات المتحدة وقوىً غربية، ويهدف إلى ضرب العمق اللبناني ومحاولة إضعاف المقاومة التي أثبتت مراراً قدرتها على مواجهة هذه الأحداث الخطيرة”.

وأكدت الجبهة وقوفها وتضامنها الكاملين مع لبنان والمقاومة فيه، متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين.

وشدّدت الجبهة الشعبية على تيقنها من “قدرة المقاومة على امتصاص هذا الهجوم الغادر، والرد بشكلٍ قوي يعكس تماسكها وصلابتها”، جازمةً بأنّ هذه العمليات “لن تثني المقاومة في لبنان عن مواصلة دعمها للمقاومة في غزة في معركتها المستمرة ضد الاحتلال”.

وختمت الجبهة بيانها بالتأكيد أنّ التهديدات الصهيونية المتكررة بشنّ عدوان واسع على لبنان، لن تواجَه إلا بمزيدٍ من الصمود والمقاومة.. مشيرةً إلى أنّ الشعب اللبناني وقواه المقاومة أثبتوا مراراً أنهم قادرون على إفشال أي مخطط يستهدفهم، والرد على التصعيد بتصعيدٍ أكبر.

وأعرب حزب الشعب الفلسطيني، أيضاً، عن إدانته الشديدة لـ”الهجوم الإجرامي الذي استهدف آلاف المواطنين من أبناء الشعب اللبناني الشقيق”.. مؤكداً “وقوف أجهزة استخبارات الاحتلال الصهيوني وراء هذا العمل الإرهابي”.

أمين عام “المبادرة الوطنية الفلسطينية”، مصطفى البرغوثي، رأى أنّ الهجوم الإجرامي عمل إرهابي ومسّ بالمدنيين الأبرياء، ويمثل تنفيذاً لمؤامرة نتنياهو وحكومته الفاشية لتفجير حربٍ شاملةٍ على لبنان، وجرّ المنطقة إلى حربٍ إقليمية، ولمنع الوصول إلى اتفاق لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة.

وشدّد البرغوثي على أنّ نتنياهو لم يكن ليتجرأ على ارتكاب كل هذه الجرائم لولا الدعم الأمريكي المطلق والصمت الغربي.. مؤكداً أنه سيفشل أمام صمود شعوب المنطقة ومقاومتها وخاصة الشعبين اللبناني والفلسطيني، وستُكسر مخططاته كما تحطمت مؤامرات من سبقه من المعتدين.

مقالات مشابهة

  • حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة تنهي حلم «باتو الفلسطيني» في كرة القدم.. ما القصة؟
  • وزير لبناني: جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين في بلدنا
  • وزير الخارجية: يجب على الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح
  • في رسالة الى السيد نصر الله.. اللواء سلامي: الكيان الصهيوني سيتلقى قريبا ردا ساحقا من جبهة المقاومة
  • سلامي: سنشهد قريبا زوال الكيان الصهيوني من خلال الرد الساحق لجبهة المقاومة
  • أكاديميون وباحثون يدعون لتعزيز دور الاعلام في فضح جرائم الكيان الصهيوني بغزة
  • "لجان المقاومة" تدين العدوان الإسرائيلي واستهداف المدنيين في لبنان
  • "لجنة المقاومة" تدين العدوان الإسرائيلي واستهداف المدنيين في لبنان
  • دلالات الضربة اليمنية على الكيان الصهيوني وتداعياتها
  • فصائل المقاومة تدين العدوان الصهيوني الغادر على لبنان وتؤكد ثقتها بقدرة حزب الله على الثأر والرد