زار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بلدة بسكنتا- المتنية، يرافقه نائب رئيس "التيار" للشؤون الادارية غسان خوري ونائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، استهلها بفطور صباحي مع منسقي الهيئات المحلية في المتن الشمالي، انتقل بعدها للمشاركة في قداس الهي في كنيسة مار يوسف- بسكنتا.

تلا القداس لقاء شعبي في صالون الكنيسة، حيث كانت لباسيل كلمة أكد خلالها أن "بسكنتا من البلدات المحرومة، والسبب يعود الى المركزية وارتباط البلدات بقرار تتخذه الحكومة بأبسط الأمور، وعوضًا عن أن تكون طريق بسكنتا قد نفذت منذ سنوات هي لا تزال قيد الحفر، وقد تستغرق سنوات لانجازها، في وقت يُمكن لبسكنتا والمتن أن يكون لهم صندوقهم وعائداتهم"، لافتًا الى أن "أهالي بسكنتا والمتن يدفعون الضرائب ويقومون بواجباتهم تجاه الدولة، وهي لم تبادلهم باعطائهم حقوقهم، وأقلها تنفيذ الطرقات ومحطات الصرف الصحي وكل ما يحافظ على جمال بلدة بسكنتا والبيئة الطبيعية المحيطة بها".



واضاف: "نقف اليوم أمام  أحداث كبرى، ولبنان يعيش منذ العام 1990 أزمة إفلاس تكشفت معالمها في 17 تشرين 2019، ولكن هذه الازمة عايشناها بالسياسات، ومن قاموا بها يدركون أنهم كانوا يستنزفون مقدرات البلد"، لافتا الى أن "ما يحصل هو عملية تأجيل و"الاوكسيجين" للاستمرار كان عبر المؤتمرات الخارجية كباريس 1 وباريس 2، خصوصا في ظل غياب السياسة الاقتصادية التي عبرها يتم تأمين الاموال"، مؤكدا أن "المعضلة كانت على الشكل التالي: الاموال نأخذها من الناس ونعطيها للدولة التي تقوم اما باهدارها أو الدفع للقطاع العام"، مشيرا الى أنه "عند حصول 17 تشرين الادارة السياسية للمنظومة اصرت على الاستمرار بنفس النهج عبر رفضها لأي عملية اصلاحية، ونحاول منذ سنوات اقرار القوانين الاصلاحية التي تسمح بالانتظام المالي وعودة العجلة الاقتصادية ولم ننجح، وبالتالي الحالة المأساوية نتيجة الوضع الاقتصادي السيىء تشكل ازمة وجودية تؤدي الى هجرة الشعب".

وشدد على أن "أزمة النزوح تلعب عنصرًا اساسيًّا في ازدياد الهجرة"، معتبرا أن "ما يحصل في فلسطين جنبنا "مؤامرة" بدأت تتكشف معالمها في المتن وتحديدًا في الدورة، الجديدة، انطلياس، حيث شهدنا في ساعات قليلة أحداثاً "مركّبة" من أشخاص معروفي الانتماء الحزبي يفتعلون المشاكل مع السوريين "بقبة باط" من بعض الاجهزة الامنية، وعندما تندلع المشكلة يتدخلون لتهدئة الامور، وفجأة نرى التحريض المتعمّد وهو للتغطية عن سكوت سابق استمر من 2011 وحتى 2023"، مشددا على أن "الصمت 12 عاما عن الموضوع لا يمكن محوه بـ12 ساعة تحريض ليس هكذا تحل الازمات ويتم التسبب باعمال العنف، ببساطة يجب اللجوء الى تطبيق القوانين".

وأكد باسيل "أننا كنا أول من تحدث عن ازمة النزوح في العام 2011 وكانوا يجابهوننا بضرورة "النأي بالنفس"، والحكومة التي كنا فيها نأت بنفسها الى أن أوصلتنا الى تعاظم الازمة وتفاقم هجرة اللبنانيين"، مشيرا الى "أننا قدمنا خطة لعودة النازحين، وما نحتاجه هو تطبيق القوانين، والتيار الوطني الحر لم يتحدث بهذه القضية الا من خلفية انسانية ومصلحة المواطن اللبناني"، مضيفا: "اليوم بمسلسل تفكيك المنطقة والتلاعب بالنسيج الاجتماعي نرى التحريض على السوريين"، مشددا على أن "القصة تعالج بروية وتعقل مع شعب نريد العيش معه".

وتطرق باسيل الى ما يحدث في فلسطين، معتبرا أنه "من أكبر الاحداث التي وقعت منذ 1948 وربما بداية نكبة معاكسة، وليس اليوم ظهر المسّ بهيبة القوة العسكرية الاسرائيلية بل في العام 2000 بحرب التحرير والعام 2006 بحرب تموز، وفي حينها قال الرئيس ميشال عون: "انتهى الزمن الذي تنتصر فيه اسرائيل عسكرياً"، مؤكدا "أننا لسنا بموقع تحليل بل بموقع قراءة الأحداث لمعرفة كيفية التعاطي معها، لأن أهمية ما حصل بالأمس أنه وقع داخل العمق الفلسطيني وأكد  قدرة اطراف المقاومة ضد اسرائيل على استعادة الارض المحتلة، وهي موجودة في أكثر من موقع وعلى أكثر من جبهة"، معتبرا أن "هذا يأخذنا الى التأكيد على أن منطق القوّة لا يوصلنا الى سلام، ومع لبنان لم تستعمل الا القوة واحتلت الارض واعتدت علينا، وهذا كله لم يتوقف الا حين فرضت المقاومة "معادلة قوّة" وهذا أمر واقع، فإما يستفيد منها لبنان لبناء دولة وتطوير مجتمع وازدهار الاقتصاد أو نبقى نستعملها بحروب لا تنتهي".

وأضاف: "ليس خافياً على أحد أن هناك ثلاثة أنواع من الناس في لبنان، من يؤمنون بوحدة الجبهات والساحات، وبالتالي نفتح كل الساحات ضد اسرائيل لتدميرها، كذلك هناك من هم مع حق الفلسطينيين باستعادة أرضهم ودولتهم ونحن منهم، ونؤيد ما يحصل ونفرح لفوز أي عربي ضد الاسرائيلي، أما القسم الاخير فهم من يفرحون لفوز اسرائيل ويحزنون لانتصار المقاومة"، لافتا الى أنه "في مقاربة الامور ما بين وحدة الساحات وحق الفلسطينيين باستعادة أرضهم، هناك هدف واحد، ولكن هناك مقاربة مختلفة وأولويات مختلفة، فهناك من يريد زوال الكيان الاسرائيلي، ولكن أولوياتنا قيام الدولة اللبنانية لأنه دونها لا وجود لنا ولا للوطن".

وشدد على أن "منطق القوة الذي استعملته اسرائيل استعمل ضدها، ولا ندري اذا من استخدمه بالأمس يرضى التوقف عن استعماله، خصوصا وأن عبره سيقوم بتحرير الاف الاسرى من السجون الاسرائيلية"، مضيفا: "منطق القوة الذي استعملته اسرائيل منذ 1948 علينا بدأ يستعمل ضدها، وهذا هو التحول الكبير الذي سنعيشه بالمنطقة، ويجب أن نرى كيف يمكن التعاطي معه في لبنان بموقف موحد يحمي بلدنا ويحفظه ليبقى نصيرا لقضايا الحق"، لافتا الى أن "التيار تحدث بالامس عن كيفية اتباع سياسة تحفظ الوطن دون التنازل عن عناصر القوّة فيه وتحصيلنا حقوقنا كما حصل في استخراج النفط والغاز، بحيث أننا استطعنا أن نفرض معادلة قوة على الحدود من الجهتين، وكنا أول من قلنا إننا اذا لم نستطع الاستخراج من قانا فلن يستطيع الاسرائيلي الاستخراج من كاريش"، مشيرا الى أن "هذا حصل عبر القوانين التي اعددناها والعمل في وزارة الطاقة طيلة سنوات وأتت قوة المقاومة لتوضع بالميزان مع قوة العلم لتخلق هذه المعادلة وتفرض على اسرائيل أنه إذا ارادت الاستخراج فنحن أيضا يجب أن نستخرج من قانا"، مؤكدا أنه "هكذا يجب ان نصنع السياسات التي تضع لبنان بالأولوية".

وختم باسيل جولته بزيارة موقع مهرجان التفاح ببسكنتا.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ا الى أن على أن

إقرأ أيضاً:

هل تنجح المقاومة السورية في قلب المعادلات الصهيو-أميركية؟

جمال واكيم

تمر الحالة المناهضة للمشروع الصهيوني في المنطقة بوضع حرج، نتيجة انهيار ركن رئيسي في محور المقاومة والمتمثل بالنظام البعثي في سورية قبل نحو شهرين، ما أدى إلى كشف ظهر المقاومة الإسلامية وحلفائها في لبنان، والتي كانت تعتمد على دمشق كشريان لوجستي رئيسي لتدعيم وضعها في مواجهة العدو الصهيوني.

وإذا كان العدو الصهيوني قد عجز عن التقدم ولو لبضعة كيلومترات في جنوب لبنان بعد 66 يومًا من القتال الضاري، بالمقارنة مع وصوله إلى بيروت في العام 1982 خلال بضعة أيام، إلا أن الإنجاز الذي حققه بالتعاون مع تركيا والولايات المتحدة جعله يقترب إلى بعد بضعة كيلومترات من العاصمة السورية دمشق، عقب الإطاحة بالنظام السابق وتنصيب أبي محمد الجولاني لنفسه رئيسًا لسورية بمباركة تركية قطرية أميركية وغربية.

هذا، وضع حزب الله وحلفاءه في لبنان في وضع غير مريح، في ظل الضغوطات الأميركية التي تمارس على أركان السلطة الجديدة وعدد كبير من القوى اللبنانية لعزله، وقد وصل الحد بالأميركيين إلى الإعلان صراحة أنهم يعارضون مشاركة حزب الله ولو بشكل غير مباشر في الحكومة العتيدة التي يحاول نواف سلام تشكيلها.

ما يدفع الأميركيين و”الإسرائيليين” وحلفاءهم الإقليميين واللبنانيين إلى التعنت في مطالبهم ينبع من الشعور بأنهم حققوا إنجازاً إستراتيجياً في دمشق، عبر إيصال الجولاني إلى السلطة، قلب المعادلات الإقليمية وعوض عن الإخفاقات “الإسرائيلية” في مواجهة حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية في غزة، بما يشبه حالة النشوة التي شعروا بها في العام 1982 حين تمكنت القوات الصهيونية من احتلال بيروت وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وانتخاب حليف “تل أبيب” بشير الجميل رئيسًا للجمهورية. كل هذا يجعلنا نفهم ما سبق وأعلنه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من أنه عبر حربه على غزة ولبنان فإنه يقوم بتصحيح المسار الذي انحرف عما كان مرسومًا له “إسرائيليًا” في العام 1982.

لكن استذكار الأميركيين و”الإسرائيليين” لما حدث في العام 1982 لا يتضمن تذكرهم للمقاومة التي انطلقت في ذلك العام من بيروت والتي ساهمت بقلب المعادلات التي كان الأميركيون و”الإسرائيليون” يحاولون فرضها في لبنان والمنطقة. فلقد نجحت هذه المقاومة في إخراج العدو من بيروت ومن بعدها من مناطق أخرى من جنوب لبنان، كما أن حليف “إسرائيل” بشير الجميل اغتيل بعد ثلاثة أسابيع على انتخابه، تبعه صراع بين أطراف محلية وإقليمية في لبنان أدت في شباط فبراير 1984 إلى إسقاط اتفاق 17 أيار الذي وقعته حكومة الرئيس أمين الجميل مع “إسرائيل”، لتجهض بذلك كل مفاعيل اجتياح العام 1982.

واليوم، وبعد شهرين على تقدم قوات الاحتلال “الإسرائيلي” للسيطرة على أراضٍ سورية جنوب العاصمة دمشق ووصولها إلى مسافة 12 كيلومترًا من طريق دمشق – بيروت الدولي، اعترف جيش العدو بوقوع عملية فدائية ضده في مدينة القنيطرة المحتلة. ولقد أطلقت المجموعة التي نفذت العملية بيانًا تبنت فيه العملية مطلقة على نفسها اسم “المقاومة السورية.” هذا الإعلان بحد ذاته بادرة تحول في مسار الصراع سيؤدي إلى تفعيل جبهة جديدة ضد العدو هذه المرة انطلاقاً من جنوب سورية. فهل تسلك المقاومة السورية السبيل الذي سلكته من قبلها المقاومة اللبنانية؟ وهل تنجح في قلب المعادلات كما فعلت من قبلها نظيرتها اللبنانية؟.

 

مقالات مشابهة

  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • صفقة القرن بعد خمس سنوات.. فشل أمريكي وخذلان عربي وانتصار للمقاومة
  • ســـرقــة الأوطــان.. حين تكشف أمريكا عن وجهها الاستعماري وتستبدل "مبادئ القانون" بـ"منطق القوة"
  • اتصالات ولقاءات ساخنة في واشنطن والإقليم.. مراجعات وإعادة تدوير الزوايا
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
  • القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
  • آخر خبر عن تشييع نصرالله... ماذا كشف مسؤول في حزب الله؟
  • أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي
  • هل تنجح المقاومة السورية في قلب المعادلات الصهيو-أميركية؟