جريدة الوطن:
2025-01-18@08:59:42 GMT

استمرار سقوط الخرافة

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

استمرار سقوط الخرافة

الجيش الذي لا يقهر تمَّ قهره ودحره كالعادة، الجيش الأسطورة ليس سوى خرافة، هكذا أثبتت الأحداث على أرض الطُّهر والرسالات؛ فلسطين في مواجهة المستعمرة الإسرائيليَّة الكبرى طوال عقود. ولعلَّ الأحداث الأخيرة أو ما أُطلق عَلَيْه بطوفان الأقصى التي شهدتها الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة تثبت ذلك من جديد.
على العموم الأحداث في فلسطين المحتلَّة قديمًا وحديثًا توضِّح بجلاء كيف هي نتائج الظلم والإرهاب والتعدِّي على حقوق الشعوب؟ ولا غرابة في أيِّ حدَثٍ يؤكِّد استمرار الشَّعب الفلسطيني في الدِّفاع عن أرضه وعِرضه، ولا استغراب في ردِّ العدوان بأيِّ شكلٍ من الأشكال، ولا مبالغة في ردة الفعل حين تكُونُ في مواجهة الآلة الصهيونيَّة التي تدعمها قوى الاستعمار العالَمي.


إذًا ما زال الشَّعب الفلسطيني يؤكِّد استمرار سقوط الخرافة بالأدلَّة والبراهين، واستمرار التأكيد على أنَّ الخوف يقتلع أوَّلًا من النَّفْس والفِكر، ثمَّ من الواقع، بل إنَّ اقتلاعه من الواقع أسهل بكثير حين تملك الإرادة والعزيمة، وقَبلها الحُريَّة والكرامة، وهو ما يؤكِّد عَلَيْه هذا الشَّعب الذي يرفض القَبول بخرافات المستعمرة الإسرائيليَّة الكبرى، ومن ضِمْنها الجيش الذي لا يقهر.
حقيقة النصر والهزيمة هنا، لا تكمن في قدرة المحتلِّ على البقاء في الأرض المحتلَّة لأمدٍ طويل، بل يتضح إعجاز النصر بقدر قدرة أصحاب الأرض المحتلَّة على المقاومة والصمود، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرُّون بها، وخصوصًا في ظلِّ الفارق الشاسع بَيْنَ الطرفَيْنِ في العدَّة والعتاد والدَّعم المادِّيِّ واللوجستي المعنوي، منذ نشوء وقيام هذا المسخ على الأرض العربيَّة، كذلك في القدرة على مقاومة الهزيمة نَفْسِها أو الاعتراف بها.
وهنا نقول: هل سمعتم يومًا فلسطينيًّا حُرًّا شريفًا يعترف بهزيمة شَعبه ووطنه في مواجهة هذا السرطان الصهيوني؟ والجواب بكُلِّ سهولة هو: لا، بَيْنَما اعترف المحتلُّ الإرهابي منذ اليوم الأوَّل الذي وطئت أقدامه القذرة أرض الطُّهر والرسالات فلسطين بهزيمته وانهزامه، بل وأنَّه محتلٌّ مُجرِم لأرض ووطن غيره، وهل هناك أكثر من ذلك هزيمة وامتهانًا للمستوطن الصهيوني؟
نعم ما زال الشَّعب العربي الفلسطيني يُسقط كُلَّ يوم خرافة إسرائيليَّة، يكسر تلك التابوهات السِّياسيَّة، وها نحن اليوم وبالأمس وبكُلِّ تأكيد في الغد القريب والبعيد سنشهد حقيقة سقوط تلك الأسطورة أو الخرافة ـ إنْ صحَّ التعبير ـ يقول الله عزَّ وجلَّ وهو العليم بهم (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم.

محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
azzammohd@hotmail.com
MSHD999 @

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رسالةٌ إلى وسائل الإعلام

إسماعيل سرحان

أيها السادة والرفاق في عالم الإعلام، لو كانت قنواتكم ووسائلكم الإلكترونية قد وُجدت في عصر الأمم الخالية، لكانت الأحداث التاريخية تُروى بحبكةٍ درامية، تشبه إلى حَــدّ بعيد المسلسلات المثيرة.

تصوروا، طوفان نوح العظيم، لو كان لدينا إعلام في ذلك الزمان، لتم تغطيته كحدثٍ طبيعيٍّ خارق، وبعثت تقارير تقول: “ضرب الطوفان قوم نوح، جامعةً بين تقنيات التصوير الحديثة وأحاديث المساء”. وكأن الله لم يكن له يدٌ في ذلك، بل كانت مُجَـرّد حالة جوية استثنائية. لا داعي لذكر أن أحدًا لم يفكر في العلاقة بين تلك الأمطار الغزيرة وخروج شعوبٍ عن طاعة الحق سبحانه.

ثم تحكي وسائل الإعلام عن ريحٍ عاتيةٍ تحمل معها طوفان العذاب لقوم عاد: “عدد كبير من الضحايا، نأسف لعدم توفر التفاصيل، نستمر بالتغطية!”، وكأن الطيور قد أكلمتها بجائحة، لا جريمة عصيان، ولم يكن هناك عذابٌ يأتي من السماء.

وماذا عن الزلزال الذي دكّ ديار قوم ثمود؟ “نستوضح العوامل الجيولوجية المرافقة، ونلقى اللوم على الزلازل الطبيعية، أيها السادة، لا علاقة لأحد وكأن الأمر طبيعي جدًا!”، وكأن الأرض ليست لله وتسير وفق أمر الله وتدبير الله.

أما مشهدُ هروب موسى وقومه من فرعون، فلا ينتهي الحديثُ عند “موت أحدهم غرقًا!” بل يتطلَّبُ الأمرُ ملحقًا خاصًّا بعنوان “أسباب الفشل في السباحة. ” لقد أضاعت وسائل الإعلام، إن كانت موجودة آنذاك، الفرصة لتوضح لجمهورها أهميّة الطاعة والخضوع. للجبابرة والطغاة.

إن مثل هذه النظرة المبتورة، والتي تفصل ما بين الأحداث وأسبابها، تنذر بخطرٍ عظيم؛ إذ تفقد الجميع حقائق الأمور، وتجعلهم يتعاملون معها كنوع من الكوارث الطقسية غير المبرّرة.

الخطورة الحقيقية تكمن هنا، فهي لا تسمح للناس بالتفكير في التوبة والرجوع، بل تزرع فيهم شعورًا زائفًا بالأمان في المعاصي. تتكرّر الكوارث وكأنها تحولٌ من الطقس، فيما تبقى الأيدي منصوبة نحو السماء، تتساءل: لماذا يحدث ذلك لنا؟

الآن، بعد أن كشفنا نقطة الخلل، دعونا نذكر كلمات العزيز الجبار: {إِنَّ أخذهُ أَلِيمٞ شَدِيدٌ}، ودعونا نتذكر أن الأحداث لا تأتي عبثًا، بل هي رسائل علينا فهمها بعمق.

فلنجعل كُـلّ شاردة وواردة نملكها، علاقة بالله سبحانه، ولنتذكر أن الأحداث ليست مُجَـرّد تقارير تلفزيونية، بل هي دعوات للتوبة، والعودة إلى الطريق المستقيم، ولنا في الآيات المعجزات التي تبين لنا دائمًا “لعلّكم تتفكرون”. والحمد لله على نعمة الفهم وقوة الإيمان.

مقالات مشابهة

  • استمرار التسجيل بـ«تحدّي القراءة العربي».. 1903 مُشترك حتى الآن
  • مجلس الأمن يناقش الوضع في لبنان والجولان المحتل
  • مسيرات حاشدة بالجوف تبارك للشعب الفلسطيني النصر على العدو الصهيوني
  • الرشق: شروطنا التي طرحناها في بداية الحرب انتزعناها كلها وجثى المحتل على الركب
  • تسلسل زمني لأبرز الأحداث خلال الحرب على غزة (إنفوغراف)
  • البرلمان العربي يرحب بإعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ويعتبرها خطوة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • رسالةٌ إلى وسائل الإعلام
  • رئيس البرلمان العربي يرحب بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • استشهاد الإعلاميِّ الفلسطيني “أبو الرُّوس” في قصف العدو الصهيوني على مخيَّم النُّصيرات
  • وزير الثقافة الفلسطيني يشارك في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي |صور