جريدة الوطن:
2025-02-22@09:17:58 GMT

استمرار سقوط الخرافة

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

استمرار سقوط الخرافة

الجيش الذي لا يقهر تمَّ قهره ودحره كالعادة، الجيش الأسطورة ليس سوى خرافة، هكذا أثبتت الأحداث على أرض الطُّهر والرسالات؛ فلسطين في مواجهة المستعمرة الإسرائيليَّة الكبرى طوال عقود. ولعلَّ الأحداث الأخيرة أو ما أُطلق عَلَيْه بطوفان الأقصى التي شهدتها الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة تثبت ذلك من جديد.
على العموم الأحداث في فلسطين المحتلَّة قديمًا وحديثًا توضِّح بجلاء كيف هي نتائج الظلم والإرهاب والتعدِّي على حقوق الشعوب؟ ولا غرابة في أيِّ حدَثٍ يؤكِّد استمرار الشَّعب الفلسطيني في الدِّفاع عن أرضه وعِرضه، ولا استغراب في ردِّ العدوان بأيِّ شكلٍ من الأشكال، ولا مبالغة في ردة الفعل حين تكُونُ في مواجهة الآلة الصهيونيَّة التي تدعمها قوى الاستعمار العالَمي.


إذًا ما زال الشَّعب الفلسطيني يؤكِّد استمرار سقوط الخرافة بالأدلَّة والبراهين، واستمرار التأكيد على أنَّ الخوف يقتلع أوَّلًا من النَّفْس والفِكر، ثمَّ من الواقع، بل إنَّ اقتلاعه من الواقع أسهل بكثير حين تملك الإرادة والعزيمة، وقَبلها الحُريَّة والكرامة، وهو ما يؤكِّد عَلَيْه هذا الشَّعب الذي يرفض القَبول بخرافات المستعمرة الإسرائيليَّة الكبرى، ومن ضِمْنها الجيش الذي لا يقهر.
حقيقة النصر والهزيمة هنا، لا تكمن في قدرة المحتلِّ على البقاء في الأرض المحتلَّة لأمدٍ طويل، بل يتضح إعجاز النصر بقدر قدرة أصحاب الأرض المحتلَّة على المقاومة والصمود، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرُّون بها، وخصوصًا في ظلِّ الفارق الشاسع بَيْنَ الطرفَيْنِ في العدَّة والعتاد والدَّعم المادِّيِّ واللوجستي المعنوي، منذ نشوء وقيام هذا المسخ على الأرض العربيَّة، كذلك في القدرة على مقاومة الهزيمة نَفْسِها أو الاعتراف بها.
وهنا نقول: هل سمعتم يومًا فلسطينيًّا حُرًّا شريفًا يعترف بهزيمة شَعبه ووطنه في مواجهة هذا السرطان الصهيوني؟ والجواب بكُلِّ سهولة هو: لا، بَيْنَما اعترف المحتلُّ الإرهابي منذ اليوم الأوَّل الذي وطئت أقدامه القذرة أرض الطُّهر والرسالات فلسطين بهزيمته وانهزامه، بل وأنَّه محتلٌّ مُجرِم لأرض ووطن غيره، وهل هناك أكثر من ذلك هزيمة وامتهانًا للمستوطن الصهيوني؟
نعم ما زال الشَّعب العربي الفلسطيني يُسقط كُلَّ يوم خرافة إسرائيليَّة، يكسر تلك التابوهات السِّياسيَّة، وها نحن اليوم وبالأمس وبكُلِّ تأكيد في الغد القريب والبعيد سنشهد حقيقة سقوط تلك الأسطورة أو الخرافة ـ إنْ صحَّ التعبير ـ يقول الله عزَّ وجلَّ وهو العليم بهم (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم.

محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
azzammohd@hotmail.com
MSHD999 @

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟

نشر موقع "n12" الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عن وحدة إسرائيلية سريّة تعتبر مسؤولة عن تقييم عمليات القصف التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف يستهدفها، مشيراً إلى أن هذه الوحدة وهي "خدمة تكنولوجيا الإستخبارات"، تعمل على رسم خرائط للأهداف وفهم مدى الضرر الذي تسببه الذخائر بعد كل هجوم يتم بالقنابل والصواريخ.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ الوحدة تعمل على رصد أمرين أساسيين، الأول وهو معرفة ما إذا كان الهدف الموجود في دائرة القصف قد طالته الضربة فعلاً، فيما الأمر الثاني يتصل بمعرفة ما إذا كانت النقطة المحددة التي أرادت القوات الجوية ضربها قد تم استهدافها حقاً، وذلك وفق ما يقول أحد الضباط المرتبطة بتلك الوحدة ويُدعى المقدم "م."، وهو يشغل قسم رسم الخرائط والتكنولوجيا في الوحدة.   وفي سياق حديثه، يقدم الضابط مثالاً على اغتيال القيادي البارز في حركة "حماس" صالح العاروري في بيروت مطلع شهر كانون الثاني 2024، إذ قال: "لقد كانت حادثة بسيطة، ولم يكن علينا التأكد من اغتيال العاروري بشكل عميق، لأن حزب الله أبلغ عن ذلك. ولكن هناك حالات أكثر تعقيداً وتشابكاً، فلنقل على سبيل المثال إذا هاجمت نظاماً للأسلحة، فإن العدو ليس لديه مصلحة في الاعتراف بذلك. لن يقول أحد هذا الأمر، لذا فإن مهمتنا هي معرفة ذلك والإعلان عنه".   ويشير التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية لعبت دوراً مهما في أبرز عمليات الاغتيال منذ بداية الحرب، وقال: "لقد لعبت قوات الإسرائيلية دوراً هاماً في أبرز عمليات الاغتيال منذ بداية الحرب". هنا، يتحدث قائد وحدة "خدمة تكنولوجيا الاستخبارات" المقدم "ل." قائلاً: "هناك أماكن تتطلب التخطيط الدقيق. لقد كنا شركاء في كل عمليات اغتيال كبار قادة حزب الله في الضاحية. أما مكان إقامة الشخص المسؤول ومتى كان هناك، فهذه معلومات يوفرها لنا فرع الاستخبارات، ولكن مسؤولية التنفيذ والتخطيط الفردي تقع على عاتقنا. لقد تعلمنا من كل عملية إقصاء، ونوجه الطيارين بحيث يتم ضرب ما نريده، ولا يتم ضرب ما لا نريده. نحن نعرف كيف نرفع العلم ونقول إذا فشلنا في الضرب، ونقوم بالتحقيق للمرة المقبلة".     المسؤول ذاته كشفَ أن وحدته لعبت دوراً كبيراً في عملية اغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وقال: "لقد خطط سلاح الجو للهجوم خصوصاً أنه كان في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت".   وتابع: "كانت هناك حاجة إلى الدقة والاحترافية.. في النهاية هناك نقطة يجب ضربها. لم نكن نعرف أننا نعمل على القضاء على نصرالله، لكننا فهمنا أن الأمر كان حساساً للغاية. فقط بعد النظر إلى الوراء، أدركنا أننا كنا شركاء في القضاء على أمين عام حزب الله". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أبرز الأحداث التاريخية ليوم التأسيس
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • كريم فهمي يكشف تفاصيل شخصيته بمسلسل «وتقابل حبيب» في رمضان 2025
  • سموتريتش: الحل لمنع الأحداث مثل عملية بات يام هو العودة للقتال في غزة
  • حمدان بن مبارك: الإمارات قادرة على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى بأحسن صورة
  • إصابة إسرائيلية بحادث طعن في القدس المحتل.. ما هو مصير منفذ العملية؟
  • ما الذي يدور في عقل ترامب؟
  • اللجنة العليا للدعوة: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة
  • أمين الدعوة بالبحوث الإسلامية: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة
  • تزايد الهجمات العسكرية في شمال بوركينا فاسو