جريدة الوطن:
2024-10-08@09:51:46 GMT

«طوفان الأقصى» .. المقاومة تكسب أرضا

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

«طوفان الأقصى» .. المقاومة تكسب أرضا

أيًّا كان ما ستؤول إليه الأمور، سواء بإطالة أمَدِ المواجهات بَيْنَ الجانبين الفلسطيني أو الإسرائيلي، أو التوصل إلى تهدئة مثلما هو الحال في المواجهات السابقة.. فإنَّ عمليَّة «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينيَّة تُشكِّل سابقة تاريخيَّة ونقلة نوعيَّة اكتسبت بها المقاومة ما يُمكِن تسميته أرضًا جديدة تستخدمها كساحة لعمليَّاتها.


والنقلة النَّوعيَّة في هذه العمليَّة التي بدأت ضربتها الأولى بأكثر من (5) آلاف صاروخ استهدفت «إسرائيل» تتمثل في نجاح عناصر من حركة حماس في التسلل إلى مستوطنات والسيطرة لبعض الوقت على مواقع إسرائيليَّة واتِّخاذ أسرى، في ضربة موجعة للقدرات الاستخباريَّة والعسكريَّة الإسرائيليَّة التي لَمْ تتوقع مِثل هذا السيناريو، ولَمْ تستطع التعامل معه مع اهتزاز الصورة لدى الإسرائيليِّين الذين يروون شهادات عن العديد من الجثث والمَركبات التي تحمل آثار الرصاص في بلدة سديروت القريبة من شمال قِطاع غزَّة في اتِّساق مع الأنباء التي تُفيد بسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليِّين. ومع استمرار عمليَّات الإغارة من قِبل المقاومة الفلسطينيَّة على مناطق ما يُعرف بـ(غلاف غزَّة) فإنَّ ذلك يعني أنَّ المقاومة لَمْ تستهلك كُلَّ ما في جعبتها لِيضافَ إلى ذلك التشتيت الذي سيُعاني مِنْه الجانب الإسرائيلي مع دخول الجبهة اللبنانيَّة على الخطِّ من خلال قذائف من جنوب لبنان أعلن حزب الله مسؤوليَّته عن إطلاقها.
واستمرار عمليَّات الإغارة التي تقوم بها المقاومة سيؤخِّر من استعادة الاحتلال زمام المبادرة، بالإضافة إلى وجود الأسرى وما يُشكِّله ذلك من حالة ضغط على الحكومة الحاليَّة تضاف إلى حالة عدم الثقة في الجيش التي بالتأكيد تولَّدت لدى الإسرائيليِّين، حيث من المحتمل أن يَقُودَ ذلك إلى مزيدٍ من التخبُّط في القرار الإسرائيلي.
كذلك فإنَّ هذه العمليَّة ستجعل من الإغارة جزءًا أساسيًّا من عمليَّات المقاومة، ما يعني صفحة جديدة في الصراع بَيْنَ الجانبين من المُهمِّ أن يكُونَ لها هدف سياسي واستراتيجي تعمل على تحقيقه.

هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
Aydi007@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

القسام تعيد نشر كلمة الضيف التي أعلنت بدء الطوفان.. والفصائل الفلسطينية تعلق

أعادت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاثنين، كلمة قائد هيئة أركانها محمد الضيف، التي أعلن بها بدء عملية طوفان الأقصى قبل عام، وذلك بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى على هذه المعركة.

وفي صباح السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، أعلنت حماس عن بدء معركتها الكبرى ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي تحت اسم "طوفان الأقصى" ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومقدساته، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك.

وبدأ خطاب القائد المجاهد/ #محمد_الضيف قبل عام في مثل هذا الوقت، لرسم معالم الطريق لمعركة الطوفان..#طوفان_نحو_التحرير pic.twitter.com/TqXbrqi13v — أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) October 7, 2024
وقال الضيف في كلمته حينها، "قررنا أن نضع حدا للانتهاكات الإسرائيلية للاعتداءات على المسجد الأقصى"، وشدد على أنه "آن الأوان لأن تتحد كل القوى العربية والإسلامية لكنس الاحتلال"، داعيا إلى "مشاركة كل الجبهات في الانخراط والالتحام في المعركة ضد الاحتلال".


وأضاف أن "الاحتلال ارتكب مئات المجازر بحق المدنيين، واليوم يتفجر غضب الأقصى، وغضب أمتنا، ومجاهدينا الأبرار، وهذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه"، مؤكدا أن قيادة "القسام" قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، "وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب".

وأشار إلى أن "العدو دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول محمد، واعتدوا على المرابطات، وسبق وأن حذرناه من قبل"، مضيفا أن "من لديه بندقية فعليه أن يشارك الآن، ومن لم يستطع المشاركة في طوفان الأقصى بشكل مباشر فليشارك بالتضامن".

ومنذ عام كامل، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.


وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 42 ألف شهيد، وأكثر من 96 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وفي سياق متصل، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان منذ 23 أيلول /سبتمبر الماضي، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.

وبحسب وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، فإن حصيلة الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى ألفين و11 شهيدا، و9 آلاف و535 جريحا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.

الفصائل الفلسطينية تشيد بجبهات الإسناد
في السياق، نشرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بيانا بمناسبة مرور عام على معركة "طوفان الأقصى"، أشادت فيه "بوحدة المقاتلين في الميدان، ومشاركة المقاومين في لبنان واليمن والعراق" في القتال إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وقالت الفصائل الفلسطينية "عامٌ على بدء معركة طوفان الأقصى، التي انطلقت شرارتها من غزة في السابع من أكتوبر وامتدت مفاعيلها لتصل إلى كل أرجاء الأرض، فهبت شعوب العالم الحر كلٌ يقاوم بما يستطيع، فمنهم من ساند مقاومة شعبنا بالسلاح والقتال وآخرون بالاحتجاج والتظاهر الشعبي والدعم السياسي وذلك أضعف الإيمان".

وأضاف أن "عبور السابع من أكتوبر وما تبعه، كان حدثاً فارقاً في نضال شعبنا وأمتنا وسيسجل في التاريخ كنقطة تحول كبرى أساءت وجه الكيان الغاصب وأسقطت مرة وإلى الأبد نظرية الردع التي حاول فرضها منذ تأسيسه، وفتحت الباب أمام مقاومي الأمة الأحرار للالتحام بمقاومي فلسطين ومناضليها كخطوة على طريق تحرير فلسطين بسواعد الأحرار".


وأشارت إلى أن "وحدة المقاتلين في الميدان، شكلت على مدار عام كامل من القتال والاستبسال في صد العدوان والالتحام بآليات الاحتلال مشهداً عظيماً، ومثلت عامل قوة إضافية لكل قوى المقاومة التي تساندت وتكاملت بالمعلومات والعتاد والرجال والقتال كتفاً لكتف وكبدت العدو خسائر فادحة في الجنود والآليات"

وتابعت الفصائل الفلسطينية قائلة، إنه "لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن نرى المقاومين من لبنان واليمن والعراق يلتحمون مع مقاومي شعبنا ويساندونه بالانخراط المباشر في المعركة واستهداف قواته وقواعده العسكرية وتكبيده الخسائر، وكذلك الهجمات القوية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية في إيران على الكيان الصهيوني معلنة وقوفها إلى جانب شعبنا وإسناد مقاوميه".

وشددت على أن "قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية ممثلة بالغرفة المشتركة هي موحدة في قرارها ورؤيتها، وقد خاضت كل مراحل هذه المعركة صفاً واحداً، وخاضت جولات المفاوضات غير المباشرة لشهور وفق رؤية موحدة وتوافقية، وستبقى كذلك وفاءً لدماء الشهداء وعذابات المكلومين والنازحين والأسرى والمعذبين".

مقالات مشابهة

  • ابو عبيدة : لا يشد الكيان إلا الحبال الأمريكية التي ستنقطع
  • المستشار الألماني: عام من الحرب في غزة خلف معاناة للشعب الفلسطيني لا يمكن تصورها
  • عام على طوفان الأقصى.. كيف حطمت المقاومة أسطورة الاحتلال الإسرائيلي
  • القسام تعيد نشر كلمة الضيف التي أعلنت بدء الطوفان.. والفصائل الفلسطينية تعلق
  • “حماس” في ذكرى “طوفان الأقصى” .. لا مساومة على الحق الفلسطيني بالمقاومة حتى التحرير
  • القسام تعيد نشر كلمة الضيف التي أعلن بها عن بدء الطوفان قبل عام (شاهد)
  • "طوفان الأقصى".. محطة فاصلة في تاريخ النضال الفلسطيني
  • حجة.. لقاءان في مديرية بني العوام نصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني
  • يوم أسود في تاريخ الاحتلال.. "طوفان الأقصى" ملحمة الشجاعة والتحدي الفلسطيني| شاهد
  • أبرز الأدوار التي لعبتها دول الطوق منذ طوفان الأقصى.. هل طوقت الاحتلال أم المقاومة؟