جريدة الوطن:
2024-12-23@14:13:12 GMT

أصداف : بياناتك لمن تذهب؟

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

أصداف : بياناتك لمن تذهب؟

تطمئن الغالبيَّة العظمى من مستخدمي الإنترنت عِندما يعلن الموقع أو التطبيق الذي يستخدمون عن حرصهم الشديد على عدم مشاركة معلوماتهم «الشخصيَّة» مع جهات أخرى. ويمكن القول إنَّ جُلَّ هؤلاء صادقون بهذا الأمْرِ، لكن ما هي المعلومات التي يتمُّ بيعها لدوَل وأجهزة أمنيَّة دوليَّة وشركات ومراكز دراسات وأبحاث؟
خلال مناقشة مشاركة المعلومات الشخصيَّة يبادر الكثيرون في القول، إنَّ معلوماتهم لا تحمل أيَّة أسرار، بل إنَّها معلومات معروفة.

وهنا، تتأكد قناعة الغالبيَّة العظمى من المستخدمين للمواقع والتطبيقات في الإنترنت، أنَّ المقصود بالمعلومات تنحصر في الاسم واللقب ورقم الهاتف، وبهذا يحصل أمران: الأوَّل يتمثل في طمأنينة شِبْه مطلقة بأنَّ المسألة في غاية السهولة والبساطة. والثاني أنَّهم ليسوا بحاجة إلى أيِّ نَوْع من الحذر في هذا الجانب تحديدًا، لكنَّ الحقيقة الغائبة عن الكثيرين إنْ لَمْ نَقُلْ عن الغالبيَّة العظمى من المستخدمين، أنَّ المقصود بالمعلومات ومشاركتها لا تنحصر في الاسم ورقم الهاتف والموقع الجغرافي، بل يتعدَّى ذلك ويتشعَّب كثيرًا.
عَلَيْنا أن نعرفَ أنَّ خوارزميَّات المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي تتتبع جميع نشاطات المستخدم في الإنترنت وتُحلِّلها وتصبح جاهزة للاستخدام لأغراض كثيرة وحسب الجهة التي تحتاج لذلك. فتوقُّف المستخدم عِند منشور أو فيديو أو صورة يتمُّ تأشيرها، بناء على مدَّة التوقُّف وهل تتناسب والموضوع المنشور؟ وفي حال كان التوقُّف أطول يدخل ذلك حسب الخوارزميَّات ضِمْن اهتمامات الزائر. وفي مكان آخر لا يكتفي نَفْسُ الزائر بالتوقُّف وإطالة النظر أو المرور سريعًا متجاهلًا المنشور، بل يكُونُ له دَوْر في التعليق وفي الإعجاب أو عدم الإعجاب ويتطوَّر الأمْرُ إلى مشاركة المنشور مع الآخرين. وبالنسبة للمشاركة يختلف التقييم حسب عدد المشاركات وتوجُّهات وجغرافيَّة الذين شاركه معهم، ليس ذلك فقط، بل تتسع دائرة الرصد والتحليل حيث تمتدُّ لردود فعل كُلِّ مستخدم لهذا المنشور والوقت الذي أمضاه في القراءة أو المشاهدة، ثمَّ الإعجاب من عدمه والتعليقات ونَوْعها ومشاركته مع الآخرين. قَدْ يستغرب الكثيرون وجود مِثل هذه السلسلة المعقَّدة والواسعة، لكن في الواقع هذا الذي يحصل، ليس هذا فقط، ولا يتوقف الأمْرُ عِند هذا الحدِّ، ولو توقَّف عِنده فلا حاجة لتلك المتابعة والرصد ولا حاجة لها مطلقًا، بل تخرج النتيجة بتقارير وإحصائيَّات في غاية الدقَّة، وتكشف عن توجُّهات ورغبات ومواقف فئات من المُجتمع ومن المُجتمعات، وطبيعة اهتماماتهم الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة والغذائيَّة والنَّفْسيَّة وغيرها، ويقترح معالجات للجهات التي يُمكِنها الاستفادة من تلك الإحصاءات والمعلومات.
عَلَيْه، فإنَّ المعلومات لا تقف عِند الاسم ورقم الهاتف ومكان إقامتك. بل أبعد وأوسع بكثير.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

نداهة الأطفال والبنات.. كيف واجهت «الداخلية» شائعات خطف الفتيات؟

حقيقة خطف الفتيات والأطفال

.. أثار منشورين خلال 72 ساعة مضت، على منصات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حالة من الجدل، كان مضمون إحداها تحذير المواطنين من وجود عصابات خطف الأطفال و الفتيات والسيدات في محافظتي القاهرة والإسكندرية، بينما تعلق المنشور الآخر بملايين الجنيهات تم العثور عليها يأحد الأجولة في مطروح.

المنشوران اللذان تم تداولهما كان لوزارة الداخلية رأي آخر فيهما، إذ كشفت حقيقة هذه المنشورات ومن وراء نشرها والغرض من ذلك.

ملايين مطروح.. كذب و خداع

بين ليلة وضحاها، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لسائق «أطلق عليه» الناصح الأمين كونه عثر على جوال على طريق الساحل الدولي بمطروح بداخله 8 ملايين جنيه، الأمر الذي رصدته أجهزة الأمن المختصة بوزارة الداخلية للتحقيق في الواقعة.

الوزارة استدعت «السائق» للتحقيق معه حسب ما زعم أنه رفض الحصول على أي أموال عقب استرجاع الملايين لصاحبها نظير أمانته، وباستجوابه وتضييق الخناق عليه أقر بأنه اختلق الواقعة برفقة آخرين من أجل أن يصبح حديثًا على صفحات الميديا وأن يحصل على تبرعات ماليه مقابل ذلك.

خطف فتيات

جهات التحقيق بنيابة مطروح أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، موجهة له تهمتي نشر أخبار كاذبة و إثارة البلبلة و الرأي العام.

سيدة البساتين.. وهوس الشهرة

لم تمضي سوى ساعات على القبض على سائق مطروح الذي زعم أنه عثر على جوال به 8 ملايين جنيه على الطريق الساحلي بمطروح، حتى ذاع قصة جديدة في البساتين، بطلها سيدة تعمل مصففة شعر «كوافيرة» زاعمة وجود عصابات تخطف الفتيات والشباب من أجل بيع أعضائهم البشرية، محذرة المواطنين من تلك العصابات، المنشور الذي أثار الجدل بتفاعله رصدته قوات الأمن بمديرية أمن القاهرة، وتمكنت من تحديد هوية الناشر وألقت القبض عليها.

وبمواجهتها أقر بنشرها أخبار كاذبة من أجل زيادة المتابعة والترويج لعملها لتحقيق أرباح مادية.

القصة المثيرة التي افتعلتها الكوافيرة كانت ترغب السيدة أن تزود متابعين على صفحتها الشخصية من أجل ترويج لنشاطها التجاري، لكنها لم تمض مرور الكرام، إذ قدمتها النيابة العامة للمحكمة الجنايات العاجلة، موجهة لها تهمة نشر أخبارًا كاذبة حول قتل السيدات والاتجار في أعضائهن.

حقيقة وجود ريا وسكينة في الإسكندرية

كالنار في الهشيم شارك المئات منشورًا على جروبات عروس البحر المتوسط، زاعما أن شركات وهمية تستهدف الفتيات عبر الإنترنت وأثناء المقابلة يقوموا بخطفهن، بعض الذين شاركوا تلك المنشور ظنوا أن أيام ريا وسكينا عادت من جديد دون التأكد من صحة تلك المزاعم، ما تسبب في خلق حالة من المخاوف للأهالي.

المنشور الذي زعم خطف 25 فتاة وسيدة، رصدته وحدة المتابعة بمديرية أمن الإسكندرية، وسرعان ما تم تحديد هوية ناشر تلك الادعاءات بعد التأكد من عدم وجود واقعة، قوات الامن بعد ساعات ألقت القبض على مالكة مكتب دعاية وإعلان بعد ملاحقتها في مكان اختبائها.

أمام رجال المباحث أقرت «سيدة الإسكندرية» بصحة الواقعة، و انها نشرت تلك المنشورات من أجل زيادة عدد المتابعين على صفحتها لتحقيق ربح مادى وشهرة.

لم يختلفا قصة «الكوافيرة البساتين» عن «سيدة الإسكندرية» شيئًا، فكلاهن خدعن الرأي العام بحجج واهية كان غرضها هو إثارة البلبلة وهوس التريند، من أجل مكاسب شخصية سواء أرباح أو شهرة، لكن حنكة قوات الأمن كانتا لهمن بالمرصاد.

اقرأ أيضاًبعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق مصنع الفوم بالعاشر من رمضان

7 ساعات و النيران لم تهدأ.. 25 سيارة إطفاء تجابه لهب مصنع العاشر | فيديو

مقالات مشابهة

  • أكثر من 92% من مبيعات البنك المركزي تذهب لحوالات خارجية
  • الداخلية تكشف حقيقة اختطاف ٢٥ فتاة.. تفاصيل
  • نداهة الأطفال والبنات.. كيف واجهت «الداخلية» شائعات خطف الفتيات؟
  • الحوثيون: مستعدون لأي اتجاه تذهب اليه المعركة مع الصهاينة
  • جمال سليمان: عبد الناصر سبب تسميتي بهذا الاسم
  • الشرطة الألمانية توقف سوريين بعد الإبلاغ عن "تهديد"
  • الشرطة الألمانية توقف سوريين بعد الإبلاغ عن "تهديد"
  • الحكومة السورية الجديدة تعلن رسميًا تعيين وزير للخارجية.. الاسم
  • أبرز إطلالات أحمد سعد المُثيرة للجدل في 2024
  • صلاح عبد الله يكشف لـ صدي البلد حقيقة المنشور المتداول عن وصيته