جريدة الوطن:
2024-12-27@15:34:40 GMT

من المقاهي إلى الفضائيات

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

من المقاهي إلى الفضائيات

لا يراودني الشك قط في انكماش ظاهرة «المقهى» عَبْرَ الحواضر العربيَّة بعد أن كانت من المشتملات الأولى لكُلِّ حيٍّ جديد: فكان المقهى ملاذ رجال الحي، كما كان المكان المفضَّل لقضاء شبيبة الحيِّ أوقات فراغهم في الألعاب البريئة كالشطرنج و»الدومينو» والطاولة. بل إنَّ بعض مقاهي شارع السعدون ببغداد أضافت ألعابًا أوروبيَّة لَمْ تكُنْ معروفة في عالَمنا العربي من ذي قبل، مِثل لعب «البليارد».


وقَدْ لعبَ المقهى دَوْرًا سياسيًّا عَبْرَ عقود القرن الماضي، إذ شهد السجالات والمناقشات السِّياسيَّة السَّاخنة، حيث يتمُّ اعتماد قبضات اليد والسواعد السمراء أدواتٍ لحلِّ النقاشات والخلافات، ناهيك عن لوذ البعض بكراسي المقهى وطاولاته كأسلحة بيضاء لفضِّ النزاعات السِّياسيَّة أحيانًا، لسوء الطالع.
ومن الطبيعي أن تستجيبَ الحواضر العربيَّة لحركة التغيير الاجتماعي والذَّوق الذي طرأ خلال العقود الأخيرة فأصبح المقهى مكانًا لــ»للشَّباب» الذين يستسيغون اجترار الذكريات مع أقداح الشَّاي أو فناجين القهوة أو الشَّاي الحامض Lemon Tea. وبَيْنَما استقرَّ أمْرُ المقهى في المدينة العربيَّة لصالح «الختياريَّة» المُغرَمين بالاستذكارات، راح الشبَّان يفضلون التجوال في «المولات» أو تبادل الزيارات أو التردُّد على الملاعب الرياضيَّة لمشاهدة مباريات «الدَّوْري» بهذه اللعبة أو تلك! أمَّا الطعنة النجلاء القاتلة التي تلقَّاها المقهى كَيْ يلفظَ أنفاسه الأخيرة لِيغدوَ «أثَرًا بعد عَيْن»، فقَدْ كان «غزو» الفضائيَّات فضاء المُدُن والقُرى العربيَّة: فبعدما كان الشبَّان يرتادون المقهى لاحتساء الشَّاي ولعبِ الدومينو أو الطاولة، راح أقرانهم في الجيل التَّالي يفضِّلون مشاهدة المسلسلات والأفلام التركيَّة والمصريَّة، من بَيْنِ سواها على سبيل قضاء أوقات فراغهم، من أجْل «قتل الوقت»، كما يفضِّل البعض القول خطأً وظلمًا لأنفُسِهم وللنشء الجديد ممَّن يُسمون بـ»الفقع الجديد»!
وتأسيسًا على متابعتي لانكماش «ظاهرة المقهى» في الحواضر العربيَّة ولسرعة انحسارها، أتوقع أن تختفيَ المقاهي عَبْرَ جيلٍ أو جيلَيْنِ، كما ويُمكِن أن تحلَّ محلَّها أماكن لهوِ وقضاء وقتٍ من نَوْع جديد كالنوادي ومراكز التمارين الرياضيَّة، ناهيك عن فضاءات التسوُّق الكبرى التي تمتصُّ فوائد الطَّاقة والوقت لدى الشبيبة بكُلِّ كفاءة.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الأرصاد: الخطوط المرئية في السماء تمثل ظاهرة طبيعية متكررة

أكد المركز الوطني للأرصاد أن الخطوط الظاهرة في السماء، تمثل ظاهرة طبيعية متكررة.
وقال المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد عبر حسابه على منصة إكس: "الصور المتداولة حول الخطوط الظاهرة في السماء، تمثل ظاهرة طبيعية، تنتج عن تكثف بخار الماء الناتج من حرارة محركات الطائرات مع ارتفاع نسبة الرطوبة وانخفاض درجات الحرارة في طبقات الجو العليا، وهي ظاهرة متكررة الحدوث".

الصور المتداولة حول الخطوط الظاهرة في السماء، تمثل ظاهرة طبيعية، تنتج عن تكثف بخار الماء الناتج من حرارة محركات الطائرات مع ارتفاع نسبة الرطوبة وانخفاض درجات الحرارة في طبقات الجو العليا، وهي ظاهرة متكررة الحدوث.#نحيطكم_بأجوائكم pic.twitter.com/WDkdLD2bKr— المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد (@spokespncm) December 25, 2024
أخبار متعلقة 30 فريقًا من 15 جامعة سعودية يتأهلون إلى نهائي مسابقة "أذكى U"القيادة تعزي الرئيس الأذربيجاني في ضحايا حادث تحطم طائرة الركابالسجان يشيد بالموافقة على استراتيجيته "معهد الإدارة العامة" التحولية

مقالات مشابهة

  • مقهى لمحبي القطط في قلب بغداد
  • قصة مقهى يهطل عليه المطر كل 15 دقيقة.. هل هي ظاهرة طبيعية؟
  • مقهى كوري.. تهطل فيه الأمطار كل 15 دقيقة
  • النائب عطية يسأل الحكومة عن هرب 13 ألف عاملة منزل
  • رصد ظاهرة غريبة في السحب بإحدى الولايات الامريكية
  • الطقس الآن.. ظاهرة تحجب الشمس وفرص أمطار على هذه المناطق
  • سعد الدين حسن .. الكاتب الذي حادثه الوزير على تليفون المقهى
  • رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
  • الأرصاد: الخطوط المرئية في السماء تمثل ظاهرة طبيعية متكررة
  • فوائد صحية أم ظاهرة كونية.. كتل سوداء غامضة تثير حيرة سكان تايلاند