جريدة الوطن:
2024-09-10@16:56:22 GMT

من المقاهي إلى الفضائيات

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

من المقاهي إلى الفضائيات

لا يراودني الشك قط في انكماش ظاهرة «المقهى» عَبْرَ الحواضر العربيَّة بعد أن كانت من المشتملات الأولى لكُلِّ حيٍّ جديد: فكان المقهى ملاذ رجال الحي، كما كان المكان المفضَّل لقضاء شبيبة الحيِّ أوقات فراغهم في الألعاب البريئة كالشطرنج و»الدومينو» والطاولة. بل إنَّ بعض مقاهي شارع السعدون ببغداد أضافت ألعابًا أوروبيَّة لَمْ تكُنْ معروفة في عالَمنا العربي من ذي قبل، مِثل لعب «البليارد».


وقَدْ لعبَ المقهى دَوْرًا سياسيًّا عَبْرَ عقود القرن الماضي، إذ شهد السجالات والمناقشات السِّياسيَّة السَّاخنة، حيث يتمُّ اعتماد قبضات اليد والسواعد السمراء أدواتٍ لحلِّ النقاشات والخلافات، ناهيك عن لوذ البعض بكراسي المقهى وطاولاته كأسلحة بيضاء لفضِّ النزاعات السِّياسيَّة أحيانًا، لسوء الطالع.
ومن الطبيعي أن تستجيبَ الحواضر العربيَّة لحركة التغيير الاجتماعي والذَّوق الذي طرأ خلال العقود الأخيرة فأصبح المقهى مكانًا لــ»للشَّباب» الذين يستسيغون اجترار الذكريات مع أقداح الشَّاي أو فناجين القهوة أو الشَّاي الحامض Lemon Tea. وبَيْنَما استقرَّ أمْرُ المقهى في المدينة العربيَّة لصالح «الختياريَّة» المُغرَمين بالاستذكارات، راح الشبَّان يفضلون التجوال في «المولات» أو تبادل الزيارات أو التردُّد على الملاعب الرياضيَّة لمشاهدة مباريات «الدَّوْري» بهذه اللعبة أو تلك! أمَّا الطعنة النجلاء القاتلة التي تلقَّاها المقهى كَيْ يلفظَ أنفاسه الأخيرة لِيغدوَ «أثَرًا بعد عَيْن»، فقَدْ كان «غزو» الفضائيَّات فضاء المُدُن والقُرى العربيَّة: فبعدما كان الشبَّان يرتادون المقهى لاحتساء الشَّاي ولعبِ الدومينو أو الطاولة، راح أقرانهم في الجيل التَّالي يفضِّلون مشاهدة المسلسلات والأفلام التركيَّة والمصريَّة، من بَيْنِ سواها على سبيل قضاء أوقات فراغهم، من أجْل «قتل الوقت»، كما يفضِّل البعض القول خطأً وظلمًا لأنفُسِهم وللنشء الجديد ممَّن يُسمون بـ»الفقع الجديد»!
وتأسيسًا على متابعتي لانكماش «ظاهرة المقهى» في الحواضر العربيَّة ولسرعة انحسارها، أتوقع أن تختفيَ المقاهي عَبْرَ جيلٍ أو جيلَيْنِ، كما ويُمكِن أن تحلَّ محلَّها أماكن لهوِ وقضاء وقتٍ من نَوْع جديد كالنوادي ومراكز التمارين الرياضيَّة، ناهيك عن فضاءات التسوُّق الكبرى التي تمتصُّ فوائد الطَّاقة والوقت لدى الشبيبة بكُلِّ كفاءة.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

نقابة العلاج الطبيعي تُحذر من تنامي ظاهرة فتح مراكز خاصة غير مُرخصة

حذرت النقابة العامة للعلاج الطبيعى، برئاسة الدكتور سامى سعد النقيب العام، من تنامى ظاهرة جديدة وبشكل ملحوظ، وهى افتتاح وإدارة منشآت طبية خاصة (مراكز علاج طبيعي) أصحابها من طلاب كليات العلاج الطبيعي أو من ممارسي العلاج الطبيعى، الأمر الذي يستدعى إزكاء الضمير وإعلاء القانون لتنفيذه الذي يحظر عليهم فتح مراكز خاصة أو عيادات أو العمل من الباطن بعيادات تخصصية طبية أخرى.

تنسيق الجامعات| تعرف على تفاصيل العلاج الطبيعي في جامعة حلوان الأهلية 75% لكليات العلاج الطبيعي في تنسيق الجامعات الخاصة 2024

وأكدت النقابة العامة للعلاج الطبيعى، أن من يخالف هذه التعليمات سيُقابل بالإجراءات القانونية بشكل ناجز وحاسم، لحماية المرضي وحفاظاً على المهنة وسمعتها، مضيفه: أما الحاصلين علي مسمي ممارس علاج طبيعى، فمن حقه أن يعمل مع الحالات الخاصة بالمنازل أو العيادات أو أي جهة خاصة تحت إشراف المدير الفني للعلاج الطبيعي مرخص له. 

وكان قد أصدر الدكتور سامى سعد، النقيب العام للعلاج الطبيعى، تنويها إلى النقابات الفرعية بالمحافظات، بضرورة الاستنفار الشديد بالتعاون والتواصل مع الجهات السيادية والتنفيذية والنيابة العامة كل داخل محافظته لضبط المخالفين من الأدعياء والدخلاء على مهنة العلاج الطبيعي من غير المرخص لهم أياً كانت صفاتهم وذلك حماية للمرضى من جهلهم حيث بضاعتهم النصب والاحتيال وكذلك حفظ حقوق أطباء العلاج الطبيعى وكرامة المهنة ، مطالبا بأخذ هذا التنبيه بشكل جدى جداً للقضاء على هذه الشراذم القبيحة المجرمة فى حق المريض والمجتمع ولا تأخذكم بهم رحمة أو شفقة ولن أسمح أن حالة الاستنفار يكون فيها خوار.

 

مقالات مشابهة

  • ظاهرة استثنائية.. صحراء مرزوكة تتحول إلى بحيرات و أنهار
  • عطلت الأقمار الصناعية.. اكتشاف ظاهرة غريبة فوق أهرامات الجيزة
  • سماء الوطن العربي على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة .. انتظروا الغروب
  • بالقانون والتوعية.. الإمارات تحمي الطلبة من التنمر المدرسي
  • «الأرصاد»: ظاهرة جوية تؤثر على طقس السواحل والقاهرة لمدة 3 أيام
  • موعد خسوف القمر الأخير في 2024.. مشهد مذهل يستمر 4 ساعات
  • هطول أمطار تعادل عاما كاملا في يومين.. ظاهرة استثنائية تضرب المغرب
  • نقابة العلاج الطبيعي تُحذر من تنامي ظاهرة فتح مراكز خاصة غير مُرخصة
  • «نجيب محفوظ».. حياً
  • انتشار ظاهرة جديدة تهدد عدن ..كابلات الكهرباء تتحول إلى صيد ثمين للصوص!