QNB: النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة من المتوقع أن يواجه رياحاً معاكسة
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
كانت الأسواق الناشئة نموذجا للديناميكية الاقتصادية في العقود الأخيرة، فقد أظهرت العديد من الاقتصادات المزدهرة حول العالم قدرتها على الحفاظ على وتيرة سريعة للنمو، وذلك حال توافر مجموعة مناسبة من السياسات والإصلاحات.
وارتفع النمو في الأسواق الناشئة بشكل حاد في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، من متوسط معدلات نمو لخمس سنوات قريبة من 4% إلى ذروة بلغت 7.
أما عن التأثيرات غير المباشرة، فهي تتجسد في التأثيرات المترتبة على الاقتصادات الأخرى من خلال روابط سلاسل الإمداد، وارتفاع الطلب على السلع المستوردة، والتأثير المتزايد على تدفقات الاستثمار الدولي، بحسب تقرير إدارة البحوث في مجموعة QNB.
وتري المجموعة أن وتيرة النمو هذه لافتة بالمقارنة مع الاقتصادات الأكثر تقدمًا، فخلال الفترة من 2010 إلى 2019، كان متوسط معدل النمو في الأسواق الناشئة أعلى بواقع 3.1 نقطة مئوية مما هو عليه في الاقتصادات المتقدمة، وتعتبر الجائحة بمثابة استثناء، ولذلك لم يتم تضمينها في هذا التحليل.
ويشهد الاقتصاد الصيني تباطؤًا كبيرًا مقارنة بأدائه التاريخي قبل الجائحة، وقد بدأ دوره كمحرك للنمو العالمي يتلاشي، وبعد 40 عاما من معدلات النمو المرتفعة التي بلغ متوسطها 9.5% خلال الفترة 2019-1980، وتابع التقرير، من المرجح أن تنخفض وتيرة النمو هذه في عام 2023 والسنوات المقبلة إلى أقل من 5% في المتوسط، وهذا التباطؤ واسع النطاق، وهو مدفوع بالعديد من العوامل الهيكلية، حيث تشمل هذه العوامل البنية الديموغرافية غير المواتية، وتراجع نمو الإنتاجية، وارتفاع مستويات الديون، وتباطؤ وتيرة الإصلاحات الهيكلية، والتهديد المتزايد المتمثل في التفتت الجغرافي- الاقتصادي.
وعلاوة على ذلك، لم تفكر الحكومة الصينية حتى الآن في تنفيذ حزمة تحفيز قوية عبر السياسات المالية، مما يشير إلى نهج أكثر حذرًا تجاه النمو طويل الأجل في اقتصاد يعتمد
بشدة على الاستدانة، ونظرًا لأهمية الاقتصاد الصيني لنمو الأسواق الناشئة من خلال القنوات المباشرة وغير المباشرة، فإن التباطؤ في الصين يعني ضمنًا تحديا مهما في السنوات المقبلة.
وأدى ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وتشديد الأوضاع المالية إلى خلق بيئة أكثر صعوبة للنمو، حيث قام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بزيادة أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ أكثر من أربعة عقود، حيث تراكمت زيادات قدرها 525 نقطة أساس في أسعار الفائدة منذ منتصف عام 2022، في حين دفعت دورة البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى الارتفاع بمقدار 400 نقطة أساس.
وعلى الرغم من أن البنكين المركزيين الرئيسيين في الاقتصادات المتقدمة يقتربان من نهاية دورات التشديد الخاصة هما، فإن فرع البحوث بمجموعة qnb يتوقع أن تظل أسعار الفائدة العالمية مرتفعة، وأن تستمر قيود الائتمان الأكثر صرامة لفترة أطول من الوقت، مما يحد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية في الأسواق الناشئة.
ويشير تراجع الطلب الخارجي في الفترة 2023- 2024 إلى ضعف العوامل المحفزة للنمو الناتجة عن التجارة الدولية، وهو أمر مهم بشكل خاص بالنسبة للاقتصادات التي تعتمد على التجارة في جنوب شرق آسيا، والتي تمثل مساهمة كبيرة في نمو الأسواق الناشئة كمجموعة. وتتوقع إدارة البحوث أن يبلغ نمو أحجام التجارة الدولية في عام 2023 حوالي 1.7% وهي نسبة ضعيفة مقارنة بمتوسط%2.5 خلال فترة الخمس سنوات التي سبقت جائحة كوفيد.
وأنهي التقرير، بشكل عام، من الآن فصاعدًا، سيقترب النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة من وتيرة أكثر اعتدال مما كان عليه في العقود لتباطؤ الاقتصاد الصيني، وارتفاع أسعار الفائدة، وضعف الطلب الخارجي. وهو ما يزيد من التحدي الذي يواجه الأسواق الناشئة لمضاعفة الإصلاحات من أجل تحسين أدائها الاقتصادي، في ظل تشديد الأوضاع المالية،
اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يعلن حالة الحرب
الشيكل الاسرائيلي يهبط فاقدا قوته أمام قطاع عريض من العملات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأسواق الناشئة الاقتصاد الاقتصاد الصيني البنك الفيدرالي الأمريكي المركزي الاوروبي سعر الفائدة مجموعة QNB فی الأسواق الناشئة الاقتصاد الصینی أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
الخريف: التنوع الاقتصادي القاسم المشترك والعنوان الرئيسي للرؤية المصرية - السعودية
أكد بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، إمكانية عمل مشاريع مشتركة في قطاع صناعة النسيج لتطوير منتجات ومصانع تستفيد من المواد الخام الأولية الموجودة في المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن الاستقرار السياسي له أثر إيجابي على استمرار النمو والتنمية إضافة إلى الاستقرار الاقتصادي في أي بلد.
وقال الخريف، خلال لقاء خاص مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن الصناعة والتعدين من القطاعات التي تخلق مشاريع عملاقة قادرة على توظيف عدد كبير من العاملين والمساهمة في البنية التحتية، متابعا: «نعمل بالتعاون مع وزارة الصناعة المصرية على تحديد عدد من المشروعات».
واسترسل: «تعودت مصر والمملكة العربية السعودية على الحياة في منطقة مليئة بالأحداث، ولكن الاستقرار السياسي هو الضمان لاستقرار البلدين واستمرار النمو بهما، فالناتج المحلي الإجمالي مستمر في النمو بالبلدين، وهناك خلق للفرص الاستثمارية وهذا السبيل الوحيد للعزل عن الأزمات التي تمر بها المنطقة».
وأشار وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، إلى أن التنوع الاقتصادي هو القاسم المشترك والعنوان الرئيسي للرؤية المصرية والسعودية وهذا يفتح مجال كبير للنظر في ماذا سيكون البلدين أقوى مع بعضهم البعض وأن لا يكون هناك تنافس.
وأكد أنه يجب الانتباه إلى أن بعض القدرات الصناعية يمكن أن تكون متكررة بين البلدين وينتج عنها عدم كفاءة هذه الاستثمارات، مضيفا أن مصر والسعودية حريصتين على التنسيق بينهم البعض لضمان وجود التناغم.
وتابع: «في بعض الأوقات نحتاج لتجربة بعض الأفكار التي من شأنها أن تدعم التكامل الصناعي والاقتصادي بين البلدين والسوق المصري والسعودي كلاهما يستهدف تصدير المنتجات الوطنية كهدف أساسي»، لافتًا إلى أن مصر بحاجة إلى مزيد من الصادرات لتخفيف الاعتماد على الاستيراد.
اقرأ أيضاًوزير الصناعة السعودي: مجال التعدين في مصر يحظى باهتمام من جانب المملكة
وزير الصناعة السعودي: نجحنا في جذب استثمارات للقطاع الصناعي بأكثر من 160 مليار دولار
كامل الوزير يبحث مع وزير الاستثمار السعودي التعاون في مجالات الصناعة والنقل