كانت الأسواق الناشئة نموذجا للديناميكية الاقتصادية في العقود الأخيرة، فقد أظهرت العديد من الاقتصادات المزدهرة حول العالم قدرتها على الحفاظ على وتيرة سريعة للنمو، وذلك حال توافر مجموعة مناسبة من السياسات والإصلاحات.

وارتفع النمو في الأسواق الناشئة بشكل حاد في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، من متوسط معدلات نمو لخمس سنوات قريبة من 4% إلى ذروة بلغت 7.

6% في عام، 2007 وكانت عملية النمو هذه ترجع إلى حد كبير إلى صعود الاقتصاد الصيني، وذلك من خلال التأثيرات المباشرة وغير المباشرة، والتي تتمثل في اقتراب متوسط معدلات النمو السنوية للصين من 10%، وتزايد ثقل الصين في الأسواق الناشئة، حيث أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

أما عن التأثيرات غير المباشرة، فهي تتجسد في التأثيرات المترتبة على الاقتصادات الأخرى من خلال روابط سلاسل الإمداد، وارتفاع الطلب على السلع المستوردة، والتأثير المتزايد على تدفقات الاستثمار الدولي، بحسب تقرير إدارة البحوث في مجموعة QNB.

وتري المجموعة أن وتيرة النمو هذه لافتة بالمقارنة مع الاقتصادات الأكثر تقدمًا، فخلال الفترة من 2010 إلى 2019، كان متوسط معدل النمو في الأسواق الناشئة أعلى بواقع 3.1 نقطة مئوية مما هو عليه في الاقتصادات المتقدمة، وتعتبر الجائحة بمثابة استثناء، ولذلك لم يتم تضمينها في هذا التحليل.

ويشهد الاقتصاد الصيني تباطؤًا كبيرًا مقارنة بأدائه التاريخي قبل الجائحة، وقد بدأ دوره كمحرك للنمو العالمي يتلاشي، وبعد 40 عاما من معدلات النمو المرتفعة التي بلغ متوسطها 9.5% خلال الفترة 2019-1980، وتابع التقرير، من المرجح أن تنخفض وتيرة النمو هذه في عام 2023 والسنوات المقبلة إلى أقل من 5% في المتوسط، وهذا التباطؤ واسع النطاق، وهو مدفوع بالعديد من العوامل الهيكلية، حيث تشمل هذه العوامل البنية الديموغرافية غير المواتية، وتراجع نمو الإنتاجية، وارتفاع مستويات الديون، وتباطؤ وتيرة الإصلاحات الهيكلية، والتهديد المتزايد المتمثل في التفتت الجغرافي- الاقتصادي.

وعلاوة على ذلك، لم تفكر الحكومة الصينية حتى الآن في تنفيذ حزمة تحفيز قوية عبر السياسات المالية، مما يشير إلى نهج أكثر حذرًا تجاه النمو طويل الأجل في اقتصاد يعتمد

بشدة على الاستدانة، ونظرًا لأهمية الاقتصاد الصيني لنمو الأسواق الناشئة من خلال القنوات المباشرة وغير المباشرة، فإن التباطؤ في الصين يعني ضمنًا تحديا مهما في السنوات المقبلة.

وأدى ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وتشديد الأوضاع المالية إلى خلق بيئة أكثر صعوبة للنمو، حيث قام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بزيادة أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ أكثر من أربعة عقود، حيث تراكمت زيادات قدرها 525 نقطة أساس في أسعار الفائدة منذ منتصف عام 2022، في حين دفعت دورة البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى الارتفاع بمقدار 400 نقطة أساس.

وعلى الرغم من أن البنكين المركزيين الرئيسيين في الاقتصادات المتقدمة يقتربان من نهاية دورات التشديد الخاصة هما، فإن فرع البحوث بمجموعة qnb يتوقع أن تظل أسعار الفائدة العالمية مرتفعة، وأن تستمر قيود الائتمان الأكثر صرامة لفترة أطول من الوقت، مما يحد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية في الأسواق الناشئة.

ويشير تراجع الطلب الخارجي في الفترة 2023- 2024 إلى ضعف العوامل المحفزة للنمو الناتجة عن التجارة الدولية، وهو أمر مهم بشكل خاص بالنسبة للاقتصادات التي تعتمد على التجارة في جنوب شرق آسيا، والتي تمثل مساهمة كبيرة في نمو الأسواق الناشئة كمجموعة. وتتوقع إدارة البحوث أن يبلغ نمو أحجام التجارة الدولية في عام 2023 حوالي 1.7% وهي نسبة ضعيفة مقارنة بمتوسط%2.5 خلال فترة الخمس سنوات التي سبقت جائحة كوفيد.

وأنهي التقرير، بشكل عام، من الآن فصاعدًا، سيقترب النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة من وتيرة أكثر اعتدال مما كان عليه في العقود لتباطؤ الاقتصاد الصيني، وارتفاع أسعار الفائدة، وضعف الطلب الخارجي. وهو ما يزيد من التحدي الذي يواجه الأسواق الناشئة لمضاعفة الإصلاحات من أجل تحسين أدائها الاقتصادي، في ظل تشديد الأوضاع المالية،

اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يعلن حالة الحرب

الشيكل الاسرائيلي يهبط فاقدا قوته أمام قطاع عريض من العملات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأسواق الناشئة الاقتصاد الاقتصاد الصيني البنك الفيدرالي الأمريكي المركزي الاوروبي سعر الفائدة مجموعة QNB فی الأسواق الناشئة الاقتصاد الصینی أسعار الفائدة

إقرأ أيضاً:

الذهب يسجل مستوى قياسي جديد مع تهديدات ترامب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى لها على الإطلاق اليوم الجمعة وتتجه لتسجيل أفضل أداء شهري منذ مارس/آذار الماضي وسط إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن في ظل تزايد المخاوف من الرسوم الجمركية التي يحتمل أن يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

يأتي هذا بالتزامن مع ترقب تقرير مهم عن التضخم لاستيضاح مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تراجع سعر العملة الأفغانية يزيد الضغوط على المواطنينlist 2 of 2سهم أميركان إيرلاينز يهوي 5% بعد تحطم طائرة لها بواشنطنend of list

وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2798.96 دولار للأوقية (الأونصة) في التعاملات الصباحية، مرتفعا بأكثر من 6% هذا الشهر.

ووصلت الأسعار لأعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2800.99 دولار في وقت سابق.

وصعدت العقود الآجلة للذهب 0.1% إلى 2826.50 دولار للأوقية.

وجاءت التعاملات ضعيفة بسبب إغلاق الأسواق الصينية بمناسبة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.

ترامب جدد تحذيره بأن بلاده ستفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا (الفرنسية) ترامب والرسوم الجمركية

وكان ترامب قد قال أمس الخميس إن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، مكررا تحذيره للبلدين، كما هدد بفرض تعريفات على الصين دون تحديد المستوى.

وقد استفاد المعدن النفيس، الذي يتجه لتحقيق مكاسبه للأسبوع الخامس على التوالي، من الطلب على الملاذ الآمن حيث أثارت تهديدات ترامب الجمركية مخاوف من حروب تجارية قد تستنزف النمو الاقتصادي. وهناك أيضا مخاوف من أن تعهدات ترامب بخفض الضرائب وإصلاح الهجرة قد تؤدي إلى تآكل الموارد المالية الأميركية وإعادة إشعال التضخم.

إعلان

وقال رئيس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول الأربعاء إن المركزي الأميركي في وضع "الانتظار والترقب" فيما يتعلق بالتأثير المحتمل لسياسات الإدارة الجديدة.

وتركت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية أسعار الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع كما هو متوقع – بعد خفضها في كل من الاجتماعات الثلاثة السابقة منذ سبتمبر/أيلول الماضي – وأشارت إلى أن التقدم المتوقف نحو انخفاض التضخم يستدعي اتباع نهج صبور.

وقال ييب جون رونج خبير الأسواق لدى آي.جي "تكرار التهديد بفرض رسوم جمركية أدى إلى تغذية التدفقات على الملاذ الآمن… وقد تشير أي مفاجأة بالهبوط في بيانات التضخم إلى مرونة أكبر من مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن السياسة النقدية، وقد تؤدي إلى تسريع التوقعات بخفض أسعار الفائدة وتقديم مزيد من الدعم للذهب".

ويترقب المستثمرون حاليا تقرير الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر/كانون الأول المقرر أن يصدر اليوم الجمعة بحثا عن أي مؤشرات حول مسار أسعار الفائدة.

ويعد الذهب من أدوات التحوط من ضغوط الأسعار وفي أوقات الاضطرابات الجيوسياسية وترتفع أسعاره في ظروف الفائدة المنخفضة.

المعادن الأخرى

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى:

انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.7% إلى 31.46 دولار للأوقية. زاد البلاتين 0.3% إلى 969.10 دولار. هبط البلاديوم 0.2% إلى 986.75 دولار.

وتتجه الفضة والبلاتين لتحقيق مكاسب أسبوعية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الرقابة المالية: هناك مستهدفات لتنمية الأسواق لصالح الاقتصاد الوطني
  • معلومات الوزراء: اقتصاديات البيانات عنصر حيوي في تحفيز النمو الاقتصادي
  • تسارع وتيرة نمو الاقتصاد العالمي إلى %3.3 في 2025
  • "أومينفست" تسلط الضوء على النمو الاقتصادي العُماني بـ"المنتدى الاقتصادي العالمي"
  • مؤشر Stoxx 600 الأوروبي ينهي يناير بمكاسب شهرية تزيد عن 6% رغم التقلبات
  • رجال الأعمال: البنك المركزي يواجه تحديا كبيرا في خفض سعر الفائدة لمواجهة التضخم
  • كاتب يوضح أهمية ترتيب المشهد الاقتصادي وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية
  • التسريبات الكاملة لهاتف iPhone SE 4.. تعرف على مواصفات آيفون الاقتصادي
  • الذهب يسجل مستوى قياسي جديد مع تهديدات ترامب الجمركية
  • الين يسجل أفضل أداء شهري منذ 2018 وسط توقعات برفع الفائدة