الإمارات تشارك في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أبوظبي في 8 أكتوبر / وام/ أعلنت دولة الإمارات ممثلة بوزارة المالية عن مشاركتها في اجتماعات مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش بالمملكة المغربية في الفترة 9 ولغاية 15 أكتوبر 2023.
ويترأس معالي محمد بن هادي الحسيني وزير دولة للشؤون المالية وفد دولة الإمارات المشارك في الاجتماعات والذي يضم، سعادة يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، وسعادة إبراهيم عبيد الزعابي، مساعد المحافظ للسياسة النقدية والاستقرار المالي في مصرف الإمارات الامارات العربية المتحدة المركزي، وحمد عيسى الزعابي مدير مكتب معالي الوزير، وعزة علي الجسمي مدير إدارة الاتصال الحكومي، وثريا حامد الهاشمي مدير إدارة العلاقات والمنظمات المالية الدولية، وعدد من المختصين من وزارة المالية والمصرف.
ويشارك وفد دولة الإمارات في فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، والتي تضم الجلسة العامة للجنة التنمية والتي يترأسها معالي محمد بن هادي الحسيني، واجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الرابع تحت رئاسة الهند لمجموعة العشرين، والاجتماعات السنوية العامة، والجلسة العامة للجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية، واجتماع معالي وزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية العرب مع رئيس مجموعة البنك الدولي، واجتماع مديرة صندوق النقد الدولي مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان.
وسيعقد وفد الدولة جملة من الاجتماعات الثنائية مع مسؤولي المؤسسات والمنظمات الدولية، كما تستضيف دولة الإمارات حفل استقبال البنوك الإماراتية.
وأشاد معالي محمد بن هادي الحسيني بقدرة المملكة المغربية على التعافي السريع من المصاب الجلل الذي أصابها، والتزامها بالاستمرار في استضافة هذا الحدث الذي يقام للمرة الأولى منذ نحو خمسين عاماً في القارة الأفريقية، التي ترتبط الإمارات مع دولها بعلاقات وثيقة، وتعمل على تعزيز الجهود لمواجهة مختلف التحديات، في مقدمتها الصحة والتغير المناخي والأمن الغذائي. وأكد معاليه أن العالم بحاجة اليوم لتوحيد الجهود ورص الصفوف وتضافر القوى من أجل إرساء حلول فعالة وشاملة لجميع الاحتياجات التنموية بشكل مستدام يوفر احتياجات الأجيال القادمة، وهو ما تعمل عليه الوزارة من خلال تحضير برنامج عمل واستضافة وزراء المالية من دول العالم لحضور يوم التمويل الذي سيعقد في دبي بتاريخ 4 ديسمبر خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.
ويترأس معالي محمد بن هادي الحسيني أيضا دول المجموعة العربية في اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (IMFC) المقامة على هامش الحدث، ويتطرق الاجتماع إلى آخر تطورات النظام النقدي والمالي الدولي، والقضايا الاستراتيجية الرئيسية والنمو الاقتصادي في المنطقة والآفاق المستقبلية، وحماية الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي العالمي، ومتطلبات السياسات المالية لمكافحة التضخم والحفاظ على قدرة تحمل الديون، وترسيخ النمو المستدام.
ويشارك في اجتماعات مراكش مندوبون عن 189 دولة عضوة في صندوق النقد والبنك الدوليين، من بينهم مسؤولو القطاع العام من وزارات مالية وبنوك مركزية وبرلمانيون وممثلون عن القطاع الخاص وأكاديميون، لمناقشة آخر التطورات الاقتصادية العالمية، والتحديات التي تواجه الاقتصاد الكلي، وتطورات الرقمنة وتكنولوجيا الخدمات المالية، وقضايا المناخ، إضافة إلى إقامة ندوات وجلسات وفعاليات تركز على الاقتصاد العالمي، والتنمية الدولية، والأسواق المالية العالمية. كما تناقش الاجتماعات خارطة طريق مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكيفية تطوير مهامهم وعملياتهم. وستعقد اجتماعات لجنة التنمية المشتركة واللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية، لمناقشة ما تم إنجازه.
رضا عبدالنور/ رامي سميحالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: دولة الإمارات البنک الدولی النقد الدولی
إقرأ أيضاً:
لوموند: إصلاحات لبنان المصرفية خطوة أولى نحو حل الأزمة المالية
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن "مبادرة إصلاح السرية المصرفية، التي طرحها البرلمان اللبناني باعتبارها خطوة ضرورية للخروج من الأزمة المالية التي يعيشها لبنان".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنّ "التعديلات التي أقرها البرلمان اللبناني تهدف للكشف عن العوامل المسببة، لانهيار العملة الوطنية في سنة 2019".
وأضافت الصحيفة أن "السرية التي كانت تحيط بالنظام المصرفي ساهمت في ازدهار البلاد خلال خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تفسح الحرب الأهلية المجال لانتشار الممارسات المخالفة للقانون".
وأكدت أن "هذا التقدم يمثل أول ترجمة عملية كبرى لطموحات الحكومة الإصلاحية برئاسة السيد نواف سلام، التي باشرت مهامها في الثامن من شباط/ فبراير"، منوهة إلى أنه "في جلسة عقدها البرلمان اللبناني يوم الخميس الماضي، أقرّ النواب سلسلة تعديلات على القوانين المنظمة للسرية المصرفية، ما يمهّد الطريق لتعزيز الشفافية في النظام المالي، بعد أن ظلت هذه السرية لفترة طويلة بمثابة ركيزة مقدسة لا تمسّ في الجمهورية اللبنانية".
تتيح القوانين الجديدة لمصرف لبنان، ولجنة مراقبة البنوك، إضافة إلى شركات مراجعة الحسابات المكلّفة من قبل السلطات المختصة، الاطلاع على المعلومات المصرفية. كما أصبح بالإمكان العودة إلى البيانات السرية المصرفية لعشر سنوات مضت، وذلك تماشياً مع مطلب الحكومة الذي أدرجته ضمن مشروع القانون الذي أعدّته.
وكما كان متوقعًا، أثار البند المتعلق بالأثر الرجعي جدلاً واسعًا وسط عدد من النواب الذين سعوا، دون جدوى، إلى عدم إدراجه في النص القانوني. ومن شأن السماح بالرجوع إلى البيانات المصرفية السابقة أن يسهم في تحديد العوامل التي أدت إلى الانهيار المالي في سنة 2019، الذي خلف تداعيات يواجهها لبنان اليوم. وقد يتيح التدقيق في الحسابات كشف المستفيدين من الهندسات المالية التي وضعها حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة، المحتجز حاليًا في لبنان والملاحق قضائيًا في عدد من الدول الأوروبية.
وتتيح التعديلات أيضًا إجراء تحقيقات بشأن الأموال التي تم تحويلها إلى حسابات مصرفية في الخارج خلال المرحلة المفصلية المحيطة بالانهيار المالي، وذلك في انتهاك لتجميد رؤوس الأموال الذي فرضته المصارف اللبنانية. ويُشتبه بأن شخصيات سياسية رفيعة المستوى استفادت من هذه الامتيازات غير القانونية. وقد ساهمت هذه التحويلات في تسريع وتيرة الإفلاس، مما أدى إلى تحمل صغار المودعين، الذين تعرضت مدخراتهم إلى الحجز أو التآكل نتيجة الانهيار الحاد في قيمة العملة المحلية، عبء الأزمة.
أحد مطالب صندوق النقد الدولي
وذكرت الصحيفة أن النواب سبق أن أقرّوا إصلاحين متعلقين بالسرية المصرفية في عامي 2020 و2022، إلا أنهما شكّلا في الواقع واجهة شكلية عكست تردد الطبقة السياسية الشديد في المساس بهذه الممارسة التي تُعدّ رمزًا وطنيًا منذ سنة 1956، حين كان لبنان يُعرف بخزنة الثروات العربية الكبرى.
في هذا الصدد، قال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الخميس المنقضي، "إذا كان قانون السرية المصرفية استخدم في خمسينيات القرن الماضي لجذب رؤوس الأموال إلى لبنان، إلا أنه اليوم أصبح دون جدوى، بعدما استُغل بطريقة أضرت بصورة البلاد". وأضاف نواف "التعديلات الجديدة تفتح صفحة جديدة في مجال مكافحة التهرب الضريبي والفساد وتبييض الأموال".
وساهمت العديد من العوامل في نجاح المحاولة الثالثة لإقرار هذا الإصلاح، أولها أن تعديل السرية المصرفية من بين المطالب الأساسية لصندوق النقد الدولي، الذي تعلق بيروت أمل في الحصول منه على برنامج مساعدات مالية يمهّد الطريق للخروج من الأزمة. وقد تزامن تصويت يوم الخميس مع زيارة وفد لبناني إلى واشنطن للقاء مسؤولين من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. أما الجهات المانحة الدولية، التي لطالما تغاضت عن اختلالات النظام اللبناني وكانت تساهم عبر منحها أو قروضها في تعزيز نفوذها السياسي، فهي تشترط اليوم التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد كشرط أساسي لإيقاف تجميد الأصول.
"الضغط المضاد"
وتلفت الصحيفة إلى العوامل الأخرى التي ساهمت في هذا التطور، على غرار خروج لبنان من حالة الشلل السياسي التي كانت امتدت من خريف 2022 الى بداية سنة 2025 وتمتع كل من رئيس لبنان جوزيف عون ورئيس الحكومة بدعم غربي وعربي.
ونقلت الصحيفة عن الخبير اللبناني في الشؤون الاقتصادية والمالية والمصرفية علي نور الدين: "نهجهما، الذي يأخذ طابع إصلاحي، يتماشى أكثر مع توجهات المجتمع الدولي. وقد وقع الرئيس القانون فور إقراره، في إشارة واضحة إلى دعمه ودعم رئيس الحكومة لإصلاح السرية المصرفية، وهو ما وضع النواب أمام أمر الواقع، خاصة في ظل الضغوط التي يمارسها صندوق النقد الدولي".
تنتظر المؤسسات المالية الدولية، وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي، إصلاحات رئيسية أخرى من لبنان. في هذا الإطار، ينبغي طرح مشروعي قانون، يتعلق الأول بإعادة هيكلة القطاع المصرفي وقد تم إقراره بالفعل من قبل الحكومة، بينما يتناول الثاني وضع معايير لتوزيع الخسائر المالية، من قبل النواب قبل حلول الصيف. ومن المتوقع أن يستمر هذا في تأجيج المعركة بين القوى الإصلاحية وأنصار الحفاظ على الوضع الراهن. وتسعى البنوك إلى تحميل الدولة مسؤولية الخسائر المالية. وبدعم من بعض النواب، نجحت البنوك في إحباط أول مشروع لإعادة هيكلة مالية كانت قد اقترحته حكومة حسان دياب في سنة 2020.
ويتابع علي نور الدين بالقول: "من المفترض أن تُسهم إصلاحات السرية المصرفية في تحديد الأرباح التي حققتها بعض البنوك من خلال اتفاقات مثيرة للجدل مع مصرف لبنان قبل سنة 2019، على حساب المال العام. ونظرا لأن اللوبي المصرفي لم يفقد نفوذه بعد سوف يحاول عرقلة الإصلاحات الأخرى. ومع ذلك، لم يعد هذا اللوبي وحدة متماسكة كما كان في السابق وأصبح يعاني الآن ضغوط مضادة".
وفي ختام التقرير يقول علي نور الدين إن البنود الثلاثة مترابطة، حيث أن قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي ينبغي أن يمنح لجنة مراقبة البنوك الاستقلالية، مما سيقلل من إمكانية التدخل في النفاذ إلى المعلومات المصرفية".