الفلورية ظاهرة طبيعية أودعها الله في عدد من الصخور والكائنات، وهي تعني بشكل عام إصدار مادة أو جسم ما ضوءا عندما يتوافق طول موجة شعاع ساقط عليه مع مستويات الطاقة لذرات أو جزيئات تلك المادة، فتثار مستويات الطاقة تلك فتصدر المادة الضوء المميز لها بلون أحمر أو أخضر أو أصفر أو غير ذلك.

الفلورية في الكائنات

الظاهرة موجودة أيضا في عدد من أنواع من الكائنات، فقد لوحظت في المرجان، والسلاحف البحرية، والضفادع، والعقارب، والسناجب الطائرة، والببغاوات، والأرانب، ونذكر جميعا أننا نرى أعين القطط في الظلام تضيء، حيث يظهر هذا الضوء الفلوري فيها عندما تمتص مادة كيميائية، مثل البروتين، الضوء فوق البنفسجي فينبعث منها ضوء خاص.

مع ذلك فمن غير المعروف مدى انتشار هذه الظاهرة بين الثدييات، كما أنه من غير الواضح بالنسبة لبعض الأنواع ما إذا كان التوهج هذا فلورية حقيقية أم لا، وما وظيفتها البيولوجية؟

لذا فقد حاول فريق من متحف غرب أستراليا بقيادة كيني ترافويون أمين علم الثدييات بالمتحف دراسة هذه الظاهرة في مجموعة الحيوانات المحفوظة في المتحف عبر تسليط الأشعة فوق البنفسجية عليها.

الفريق بحث أيضا عن الروابط بين نوع ودرجة التألق ونمط حياة كل نوع من الثدييات (ذا أميركان ميدلاند ناتشوراليست)

وكما تشير الدراسة التي نشرها الفريق في دورية "رويال سوسيتي أوبن ساينس" في 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فقد حلل الفريق مجموعة فرعية من العينات المحفوظة وغير المحفوظة بواسطة التحليل الطيفي الفلوري في 3 أطوال موجية مختلفة، لتقييم ما إذا كانت هناك ظاهرة فلورية حقيقية أم مجرد تشتت بصري، وهل تلك الظاهرة طبيعية أو أنها من تأثير طرق حفظ العينات؟

كما درس الفريق ما إذا كان التألق مرتبطا بالسمات البيولوجية، وبحث عن الروابط بين نوع ودرجة التألق ونمط حياة كل نوع من الثدييات، في محاولة لمعرفة أي فوائد للتوهج تحت الأشعة فوق البنفسجية.

نطاق واسع من الثدييات

وكما يشير ملخص الدراسة فقد وجد الباحثون أن التألق منتشر على نطاق واسع في أصناف الثدييات؛ حيث حددوا أمثلة على هذه الظاهرة بين 125 نوعا تمثل جميع رتب الثدييات الحية البالغ عددها 27 رتبة و79 عائلة.

وبالنسبة لعدد من الأنواع، لم يكن هناك دليل على حدوث تحول في أطياف الانبعاث الضوئي من الكائن عندما تغير الطول الموجي المستخدم للإثارة، مما يشير إلى أن الثدييات "المتوهجة" كانت بالفعل فلورية، وقد أثرت طريقة الحفظ على شدة التألق.

كان التألق أكثر شيوعا وأكثر كثافة بين أنواع الكائنات الليلية، وتلك التي تحفر لتعيش تحت الأرض، حيث يكون الجزء الأكبر من أجسامها أكثر فلورية.

ولا يزال من غير الواضح للعلماء ما إذا كان للتألق أي دور بيولوجي محدد لدى الثدييات، ويبدو أنها خاصية موجودة في كل مكان في الفراء والجلد غير المصطبغين، ولكنها قد تعمل على جعل هذه المناطق تبدو أكثر إشراقا، ومن ثم تعزز من الإشارات البصرية، خاصة بالنسبة للأنواع الليلية.

الدراسة أظهرت أن التألق موجود في نصف عائلات الثدييات (ساينس إن ذا كلاسروم) نصف عائلات الثدييات

وكما يشير تقرير نشر على موقع "ساينس ألرت" فلم يقتصر التأثير المضيء على خلد الماء والومبات، والتي تم تحديدها على أنها أنواع متألقة بيولوجيا قبل بضع سنوات. فكل أنواع الثدييات التي فحصها فريق البحث كانت تنبعث منها صبغة خضراء أو زرقاء أو وردية أو بيضاء تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية.

فقد تحول الجزء الداخلي من آذان الثعلب الأحمر المدببة إلى اللون الأخضر اللامع، وأضاء الدب القطبي مثل قميص أبيض تحت ضوء أسود، وكذلك خطوط الحمار الوحشي البيضاء وفراء النمر الأصفر. كما أصبحت أجنحة الخفاش ذي الأنف الورقي البرتقالي هيكلا أبيض صارخا، بينما توهج فروه باللون الوردي. وأشرقت آذان وذيل البيلبي الأكبر برّاقة مثل الماس.

وقد أظهرت الدراسة أن التألق موجود في نصف عائلات الثدييات، وفي جميع الفروع الحيوية تقريبا، وفي جميع الرتب الـ27. وتشمل مناطق التألق الفراء الأبيض والخفيف، والريشات، والشوارب، والمخالب، والأسنان، وبعض الجلد العاري، وكان النوع الوحيد من الثدييات الذي لم تكن لديه فلورية خارجية هو الدلفين الدوار القزم؛ فقد كانت أسنانه فقط فلورية.

يعرف العلماء أنه يوجد بروتين يسمى الكيراتين في الأظافر والجلد والأسنان والعظام والريشات والشوارب والمخالب، وهو بروتين متألق حيويا، ويسبب الكيراتين أيضا تألقا في الشعر غير المصطبغ أو شاحب اللون. ولكن عندما رأى الباحثون تألقًا في الفراء المصبوغ، عرفوا أن مادة كيميائية أخرى غير الكيراتين هي التي تخلق هذا التأثير، مثل الفلور.

هناك أمثلة على هذه الظاهرة بين 125 نوعا تمثل جميع رتب الثدييات الحية البالغ عددها 27 رتبة و79 عائلة (رويترز) بعض وظائف الفلورية

يمكن للثدييات التي تكون أكثر نشاطا في الليل أو الغسق أو الفجر أن تستخدم التألق لتصبح أكثر وضوحا في ظروف الإضاءة المنخفضة للتزاوج أو الدفاع عن المنطقة. ويقول الفريق إن "التألق كان أكثر شيوعا وأكثر كثافة بين الأنواع الليلية".

يغلق خلد الماء أعينه تحت الماء للصيد، لذلك من غير المرجح أن يكون فراء بطنه المتوهج بمثابة إشارة بصرية مفيدة، مع ذلك، يمكن أن يكون هذا شكلا من أشكال التمويه الذي تعمد إليه العديد من الحيوانات المائية.

أو ربما يمتص خلد الماء الضوء فوق البنفسجي بدلا من عكسه من أجل الاختباء من الحيوانات المفترسة والفرائس التي تستطيع عيونها رؤية الطول الموجي للضوء.

كما كان الخلد الجرابي الجنوبي واحدا من أكثر الثدييات تألقا بسبب فرائه الأصفر والأبيض. لكن هذا النوع يعيش تحت الأرض. ويفترض الباحثون أن الكيراتين الموجود في فرائه قد يكون تم تعزيزه للحماية من جزيئات التربة الكاشطة، مع وجود الفلورية كأثر جانبي.

وعلى الرغم من الكثير من الشكوك، كانت هناك بعض الأدلة على أن التألق كان مفيدًا من الناحية التطورية في بعض الثدييات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذه الظاهرة من الثدییات ما إذا کان من غیر

إقرأ أيضاً:

أبطال الإمارات في تحدي القراءة العربي.. علامات مضيئة في كتاب الحاضر والمستقبل

أحمد فيصل علي: قرأت 110 كتب وأحب الكتابة والفيزياء والرياضيات سعود أحمد الكعبي: أطمح أن أكون مهندساً نووياً وكاتباً في مجال أدب الطفل خالد عبد الله الحمادي: الاجتهاد مفتاح النجاح وأسعى دائماً لتحقيق الأفضل عائشة حميد الخيال: أفتخر بحصولي على جوائز عدة في الكتابة والإبداع حامد أحمد الحفيتي: أؤمن بأن قارئ اليوم هو قائد الغد مدية سيف الطنيجي: الكتاب صديق لا يتغير ملازم في الرخاء والشدة عبد الرحمن عيسى آل خاطر: أنا بين الكتب كزائر لحديقة الزهور مريم مشهور: أتعلم من أخطائي والمثابرة طريق التميز حصة حسن البلوشي: تستهويني الكتابة والإعلام والعمل التطوعي علياء السيد الشحات: تحدي القراءة العربي ساعدني على تنمية شخصيتي مشاركة أكثر من 700 ألف طالب وطالبة مثلوا 1174 مدرسة في الدولة

دبي: «الخليج»

استحق الطلاب والطالبات المشاركون في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات، الإشادات التي انهالت عليهم بعد اختتام تصفيات متميزة سجلت مشاركة قياسية بأكثر من 700 ألف طالب وطالبة مثلوا 1174 مدرسة في الدولة، وتحت إشراف 1897 مشرفاً ومشرفة قراءة، حيث كشفت المنافسات عن إمكانات كبيرة لدى طلبة الإمارات من حيث السوية المعرفية، والتمكن باللغة العربية، وقوة الإرادة والمثابرة على القراءة المكثفة.

واتسمت التصفيات النهائية التي شارك فيها عشرة طلاب وطالبات، بالندية الكبيرة والتنافس الشديد للظفر بالمركز الأول، وتمثيل دولة الإمارات في المرحلة الختامية للدورة الثامنة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، والتي استقطبت في العام 2024 أكثر من 28 مليون طالب وطالبة يمثلون 50 دولة.

شغف القراءة وجدارة الإنجاز

يؤمن الطالب أحمد فيصل علي، بطل تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى دولة الإمارات بأن القراءة هي الطريق الأجدى لتحويل الحلم إلى واقع وذلك انطلاقاً من تجربته الشخصية، ونجاحه في اجتياز اختبارات عدة من خلال دأبه وانهماكه في القراءة المكثفة.

يشعر الطالب أحمد فيصل علي بالفخر لنيله لقب بطل تحدي القراءة العربي في دولة الإمارات بعد تصفيات شارك فيها أكثر من 700 ألف طالب وطالبة، ويطمح إلى مواصلة الرحلة وبذل مزيد من الجهد من أجل نيل المركز الأول في المرحلة النهائية من منافسات التحدي الذي استقطب أكثر من 28 مليون طالب من 50 دولة حول العالم.

قرأ أحمد فيصل علي، طالب الصف التاسع في مجمع زايد التعليمي في البرشاء بدبي نحو 110 كتب متنوعة، واستطاع من خلال تنظيم وقته الجمع بين التزاماته الدراسية والمطالعة وممارسة هواياته المفضلة.

يقول أحمد: «من هواياتي لعبة تنس الطاولة وكرة القدم.. الأولى تستدعي الصبر وعدم التسرع والدقة، والثانية تعزز روح الفريق الواحد»، كما يهوى الرماية، والسباحة، وركوب الدراجات الهوائية، بموازاة شغفه بالقراءة والكتابة وحل مسائل الفيزياء والرياضيات.

تتعدد إنجازات أحمد فيصل علي، ويتحدث بفخر خاص عن كونه سفير أمان لشرطة دبي، وأحد سفراء المناخ في مؤتمر الأطراف COP28، وكذلك مشاركته في مسابقة الروبوتات «فيكس»، ومسابقة «كنكن» للرياضيات على مستوى الدولة.

مواهب متعددة

متفوق متعدد المواهب، قرأ 350 كتاباً في مجالات عدة.. إنه الطالب سعود أحمد سالم الكعبي من الصف السابع في مدرسة القدوة الحلقة الثانية بنين التابعة لإمارة الشارقة، صاحب المركز الثاني في الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات.

طرح سعود مبادرة عن التنمّر تحت عنوان «أنا ملتزم لا أتنمّر» حيث قام بإعداد محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان «تميزوا وهزموا التنمّر»، كما شارك في حلقات تلفزيونية عدة خاصة بمواهبه الأدبية والإبداعية وقدم في مجموعة من الحلقات فقرة «اصنعها بنفسك» التي تحفز الأطفال على إعادة التدوير والأعمال اليدوية، كما يستهويه التعليق الرياضي وحصل على المركز الأول خلال مسابقة في هذا المجال.

كتب سعود أحمد الكعبي قصصاً عدة مثل «سعود ولعبة الشطرنج»، و«قصة الأخطبوط طبطب والكرة الهاربة»، إضافة إلى قصة باللغة الإنجليزية.

شارك في عدة جلسات حوارية افتراضية على مستوى العالم كسفير للتنمية المستدامة وصوت من أصوات أجيال المستقبل، عبر فيها عن رأيه وصوته كطفل يطمح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع مجموعة من الأطفال المؤلفين من مختلف دول العالم، كما شارك في مناظرة إعلامية في المنتدى السعودي للإعلام حول تأثير تقليد المشاهير على هوية وشخصية الأطفال والنشء في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع نادي الشارقة للصحافة وله مشاركة أخرى في مجال المناظرات حول التنشئة السليمة للطفل.

يقول سعود: «أطمح أن أكون مهندساً في الطاقة النووية وكاتباً في مجال أدب الطفل».

إصرار على النجاح

هو خالد عبد الله الحمادي من الصف الثاني عشر في معهد التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، حائز المركز الثالث في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات، متفوق في دراسته وعاشق للقراءة منذ الصغر.

قرأ خالد 140 كتاباً، ويثق بأن الاجتهاد هو مفتاح النجاح في الدراسة والحياة، ويسعى دائماً لتحقيق الأفضل.

يتمتع خالد عبد الله الحمادي بهوايات واهتمامات متنوعة، فهو يعشق القراءة والمطالعة، وقبل عام شارك في الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي، وعلى الرغم من أنه لم يحصل على أي مركز، فإن ذلك زاد من إصراره على المشاركة في الدورة الثامنة.

يهوى خالد الرياضة، حيث يلعب كرة القدم بانتظام ويحب الجري، وقد فاز بمسابقات وبطولات عدة.

يقول خالد: «سر تفوقي في حفظ القرآن الكريم والقراءة يعود إلى صقل مهاراتي منذ الصغر، حيث شاركت في مسابقات الحافظ الصغير ونجوم القراءة التي نظمتها (مدارس أدنوك)، وهو ما جعلني أكثر إصراراً وعزماً على تحقيق أهدافي».

كاتبة المستقبل

تتعدد مواهب واهتمامات عائشة حميد عبيد الخيال من الصف السابع في مدرسة المنار النموذجية في الشارقة، صاحبة المركز الرابع في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في دولة الإمارات، فهي النائب الأول لرئيس البرلمان الإماراتي للطفل، وعضو في مجلس شورى أطفال الشارقة، ومذيعة في تلفزيون الشارقة، وسفيره الحياة الرقمية الآمنة.

من هواياتها القراءة، وقد أتمّت قراءة 550 كتاباً كما تحب السباحة، وحصلت على العديد من الجوائز التي تفخر بها مثل جائزة صديق المكتبة، وجائزة الشارقة للتميز التربوي، وجائزة الكاتب الصغير، وجائزة لطيفه لإبداعات الطفولة، وغيرها الكثير.

شاركت عائشة حميد الخيال في إعداد ورش عدة كورشة الحكواتي الصغير، وورشة التسامح غايتنا، وورشة الحياة الرقمية الآمنة، كما حصلت على شهادة التمكين الإعلامي من هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وشهادة التمكين الرقمي من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية وإضافة إلى ذلك فهي لاعبة في منتخب الإمارات للتايكواندو.

صداقة الكتاب

«أؤمن بأن قارئ اليوم هو قائد الغد».. هكذا يقول حامد أحمد محمد الحفيتي من الصف السابع في مدرسة حمد بن عبد الله الشرقي الحلقة الثانية والثالثة في الفجيرة، الذي حل في المركز الخامس في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في الإمارات.

قرأ حامد أكثر من 150 كتاباً، وتستهويه القراءة في مجالات المال والأعمال والتنمية البشرية وعلم النفس.

يقول الطالب حامد أحمد الحفيتي: «ملهمي في القراءة هو سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكتاب سموه (ومضات من فكر) أنار طريقي ومكنني من تطوير ذاتي.. طموحي كبير وأهدافي واضحة أرسمها بمشورة أهلي ومعلميّ، أرى نفسي مستقبلاً في فريق الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات».

حقق حامد إنجازات عدة، منها حصوله على المركز الأول في مسابقة لغتي إبداعي 2024، والمركز الأول في مسابقة بنك الإمارات دبي الوطني «الشعر للجميع» 2024، والمركز الأول في مسابقة «فارس الشعر» ضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الخامسة عشرة 2024.

فصاحة اللسان

استطاعت الطالبة مدية سيف الطنيجي من الصف السابع في مدرسة فلج المعلا الحلقة الثانية والثالثة في أم القيوين، صاحبة المركز السادس في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات أن تطور إمكاناتها ومواهبها من خلال تعلقها المبكر بالكتاب وانهماكها في التحصيل المعرفي والثقافي.

ملهمها الأول في الحياة هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتقول: «عرفني العالم كابنة زايد، لأنه بالفعل كان والداً قبل أن يكون قائداً فذاً، آمن بشعبه واختار بناء الإنسان فضلاً عن بناء العمران».

قرأت مدية سيف الطنيجي أكثر من 200 كتاب، وتصف الكتاب بأنه «صديق لا يتغير، رفيق لا يخون إن اشتدت الأوقات، أنيس لا يتعسك مع الأيام، ملازم في الرخاء والشدة..».

تقول مدية: «وجدت في تحدي القراءة العربي مساراً ألزمه للتعبير عن أفكاري بلسان عربي فصيح، استطعت من خلال قراءاتي أن أطور مهارات الإلقاء والخطابة وترأست شورى أطفال الشارقة وبرعت في مختلف المجالات كالطبخ والروبوت والبرمجة، واليوم أخوض للمرة الثالثة رحلة كللت بالعلم والمعرفة والثقافة».

دبلوماسي الغد

طموحه بلا حدود، وحلمه العمل في السلك الدبلوماسي، هو الطالب عبد الرحمن عيسى آل خاطر من الصف الثاني عشر في مدرسة الجزيرة الحمراء الحلقة الثانية والثالثة في رأس الخيمة، صاحب المركز السابع في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في الإمارات.

يقول عبد الرحمن: «قرأت أكثر من 50 كتاباً حرصت على تنوعها بين الدين والفلسفة والفكر والأدب، وبعيداً عن مسابقة تحدي القراءة العربي فصراحة لا أستطيع تحديد عدد الكتب التي قرأتها فأحيانا أقرأ الكتاب بكاملة، وأحياناً جزءاً منه وأحياناً أتنقل بين أكثر من كتاب حول موضوع معين».

ويضيف: «من يسألني كم كتاباً قرأت فله أن يتخيل أنني كنت في زيارة لحديقة الزهور في دبي، وعندما خرجت سألني أحدهم كم زهرة رأيت؟ بالطبع لا أستطيع الحصر لكنني أستطيع أن أقول: تجولت بين آلاف الزهور متعددة الألوان ومختلفة الروائح وكلها تبهج النفس فأنا بين الكتب كزائر لحديقة الزهور».

ملهمه في الحياة هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويقول: «كل إنسان طموح له حلم يتمنى تحقيقه، وعندما تواجهني تحديات أتذكر ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كتابه تأملات في السعادة والإيجابية: (الإنسان أمام التحديات لديه خياران: إما أن يقف ويتراجع، أو أن يبدع ويتجاوز. التحديات والعقبات ليست نقطة النهاية، بل فرصة لإبداع حلول جديدة. كل صاحب حلم من دون إيجابية، وثقة، وتفاؤل هو من أصحاب التمنيات الفارغة، والأوهام الضائعة، لأنه سيقف عند أول عقبة، ونحن لا نقف نحن نبدع)».

عاشقة الورق

تصف الطالبة مريم مشهور من الصف الحادي عشر في مدرسة ياس بأبوظبي نفسها بـ«عاشقة الورق»، وبعد صعودها إلى القائمة النهائية ونيلها المركز الثامن في تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى دولة الإمارات، تتوسع طموحاتها وأهدافها في الدراسة والحياة.

تقول مريم: «أنا عاشقة الورق، لست كاتبة ولا شاعرة، لطالما عملت من أجل التميز والإبداع وترسيخ أهمية المحافظة على لغة الضاد، أهوى ركوب الخيل وإلقاء الشعر.. أسعى إلى ابتكار حلول لكل ما هو صعب لإيماني بأن دولة الإمارات تجعل من المستحيل ممكناً، وتحضرني دائماً مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: أنا وشعبي لا نرضى إلا بالمركز الأول».

قرأت مريم مشهور نحو 137 كتاباً خلال مشاركتها في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي، وهي عضوة في برلمان قادة المستقبل بأبوظبي، وقد فازت في مسابقات عدة على مستوى دولة الإمارات.

تؤمن مريم بأن المثابرة طريق التميز وتقول: «شاركت في تصفيات الدورة الماضية من تحدي القراءة العربي وتعلمت من أخطائي، لأنني أطبق مقولة إن الإنسان لا يتعلم إلا من أخطائه، وأنه عندما يخفق لا بد من إعادة المحاولة مرة أخرى بقوة وشجاعة وإصرار».

بصمة المثابرة

بصعودها إلى قائمة العشرة الأوائل، وحصولها على المركز التاسع في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات، تكون الطالبة حصة حسن البلوشي من الصف الثامن في مدرسة المدينة الأمريكية في عجمان، قد حققت أحد أهدافها وهو الانضمام إلى السجل الذهبي لأبطال الإمارات في التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم.

تفخر حصة بأنها عضوة في المجلس الطلابي بمدرسة المدينة الأمريكية في عجمان، ورئيسة الفريق التطوعي في المدرسة، وتقول عن نفسها: «قرأت 120 كتاباً، وأنا كاتبة وإعلامية، أعمل مذيعه ومراسلة لدى هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون وقدمت برامج وفقرات عدة مثل برنامج أطفالنا والكتاب وبرنامج معاً أصدقاء، كما شاركت في تقديم احتفاليات رسمية عدة».

تكتب حصة حسن البلوشي في مجال أدب الطفل وقد أصدرت كتابين هما «العصا السحرية»، و«مسافر بالدرجة الأولى».

قراءة مكثفة

تشعر الطالبة علياء السيد الشحات من الصف السابع في مدرسة بعيا بمنطقة الظفرة، بالفخر والرضا وهي تقول: «موهبتي هي حفظ القرآن الكريم وهواياتي متعددة تشمل القراءة، والكتابة، وإلقاء الشعر، والتقديم والتصميم بالبرامج الرقمية».

نالت علياء المركز العاشر في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات، وتؤكد أن «تحدي القراءة العربي ساعدني على تنمية شخصيتي وزيادة ثقتي بنفسي وتنمية الحس النقدي وذلك من خلال قراءتي واطّلاعي على العديد من الكتب فقد قرأت في هذا الموسم نحو 400 كتاب في مجالات متنوعة».

قصتها مع القراءة بدأت منذ الصغر فقد كانت شغوفة بالقصص المصورة والاستماع للحكايات، وقد مكّنها حفظها للقرآن الكريم من التحدث بفصاحة وطلاقة.

وتوضح علياء السيد الشحات: «كان لأسرتي أثر كبير في تشجيعي على القراءة والاطّلاع من خلال توفير القصص والمجلات المتنوعة. بدأت بالمشاركة في تحدي القراءة العربي منذ دورته الثانية، وواظبت على المشاركة في الدورات التالية، وتعلمت كثيراً من تجاربي السابقة فقد كان هدفي الأسمى أن أصبح بطلة لتحدي القراءة العربي وأن أكون دائماً في المركز الأول».

مقالات مشابهة

  • يوم الصحافة الرياضية العالمي قرن من التألق العراقي
  • بالفيديو.. البحوث الفلكية: اقتران القمر بالمشترى ظاهرة ليست نادرة
  • دراسة: تسارع وتيرة ذوبان الجبال الجليدية في ألاسكا بخمسة أضعاف والتغير المناخي في دائرة الاتهام
  • أبطال الإمارات في تحدي القراءة العربي.. علامات مضيئة في كتاب الحاضر والمستقبل
  • سكوري : المغرب تجاوز ظاهرة تشغيل الأطفال أقل من 15 عاماً و المحرمة دولياً
  • منذ مايو الماضي.. فيضانات عارمة وانهيارات أرضية تقتل 80 شخصًا على الأقل في الهند
  • مقتل 19 شخصا على الأقل في مواجهة مسلحة بين عصابتي مخدرات جنوبي المكسيك
  • 3 ظواهر غريبة تثير حيرة العلماء.. «كائن البرق وحرائق الزومبي والسحابة المثقوبة»
  • أغرب 5 كائنات تعيش في أعماق المحيط.. أبرزها الأخطبوط دامبو وخنزير البحر
  • صدمة لليمنيين.. اختفاء أكثر من 20 نوعا من الأسماك الشهيرة في سواحل اليمن