عربي21:
2025-03-10@17:06:54 GMT

طوفان الأقصى.. وغرق الخليج

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

الضربة التي وجهّتها عملية طوفان الأقصى لإسرائيل سيكون لها ما بعدها، على الصعيد الإسرائيلي والفلسطيني والإقليمي، لكن المتضرر الأكبر منها بلا شك ستكون الأنظمة العربية والخليجية التي هرولت نحو التطبيع مع إسرائيل هرولة المستجير من الرمضاء بالنار، وتلك التي ما زالت تتفاوض.

من يراجع بيانات هذه الأنظمة بمناسبة عملية طوفان الأقصى لا يكاد يلمس فيها أي دعم للفلسطينيين ولا تعاطفا حقيقيا مع قضيتهم العادلة، إلا الكويت، أيقونة الحرية العربية ومتنفس التعبير الشعبي في المنطقة، ورئة الجسد الذي يعبر عن ما بداخله دون خوف من نظام يقمعه أو حاكم يُسكته أو مخابرات تسجُنه.



تجد هذه الأنظمة نفسها اليوم عارية من تحقيق نصر واحد لشعوبها، فاليمن تم تدميره دون تحقيق نصر على إيران أو الحوثيين الذين كانوا سببا للحرب، وبدلا من أن تجر إيران ذيول الهزيمة، جلست بموقف المنتصر تفاوض لما فيه خدمة مصالحها.. والسودان أصبح أكبر دولة فاشلة في العالم ويستعد لمزيد من التقسيم والخراب، وحدث ولا حرج عن جبهات خاسرة أخرى تمتد بامتداد الإقليم من سوريا إلى ليبيا إلى العراق إلى مالي وتونس والمغرب، ناهيك عن الأوضاع البائسة المزرية التي يعيشها شعب مصر وتنذر بتفجر الموقف.

بعد كل هذه المغامرات الفاشلة، وبعد سنوات من العداء مع إيران واللغة الحنجورية ضدها، اكتشفت هذه الأنظمة أنها عاجزة عن الدفاع عن نفسها في مواجهة طهران، وعندما أدار الحليف الأمريكي ظهره لها، رافضا خوض معاركها نيابة عنها؛ وجدت هذه الأنظمة نفسها تطلب التطبيع مع إيران بعد الفشل في هزيمتها، ثم ترجو الآن التطبيع مع إسرائيل
بعد كل هذه المغامرات الفاشلة، وبعد سنوات من العداء مع إيران واللغة الحنجورية ضدها، اكتشفت هذه الأنظمة أنها عاجزة عن الدفاع عن نفسها في مواجهة طهران، وعندما أدار الحليف الأمريكي ظهره لها، رافضا خوض معاركها نيابة عنها؛ وجدت هذه الأنظمة نفسها تطلب التطبيع مع إيران بعد الفشل في هزيمتها، ثم ترجو الآن التطبيع مع إسرائيل دون أن تخشى محاسبة من أحد، ودون أن تكلف نفسها عناء الشرح والتبرير لشعوبها.

ورغم مرور أكثر من أربعة عقود على أول عملية تطبيع عربية إسرائيلية، ومرور ثلاث سنوات على التطبيع الإماراتي والمغربي والبحريني والسوداني، لم يلمس العالم العربي أي فائدة من عمليات التطبيع، فلم تزدها إسرائيل قوة ولم توفر لها مزيدا من الحماية اللهم إلا في مواجهة شعوبها الضعيفة؛ بتقنيات تجسس ورقابة عالية على المعارضين والنشطاء والصحفيين والمناضلين السلميين من أجل حياة كريمة.

الحقيقة، أتى التطبيع بمنفعة واحدة، وهي تمكين الأنظمة من تثبيت قواعد حكمها، خصوصا مع الهزات العنيفة والشواهد المؤلمة لهم والمحفورة بالذاكرة من فترة ما يسمى الربيع العربي في ٢٠١١. وهذه الأنظمة تتفاوض من أجل مصالحها المالية والاقتصادية وغيرها مقابل موجة جديدة من التطبيع، تتفاوض لنفسها ولمكاسبها الاقتصادية الضيقة بزعم أنها تتفاوض للفلسطينيين لذر الرماد في العيون.

اليوم تجد إسرائيل نفسها تجرجر ثياب الهزيمة وعار الفشل من كل الجبهات، سقط مجددا بعد ٥٠ عاما وهْم ادعاء الجيش الذي لا يُقهر، فكيف تقدر إسرائيل على حماية الدول المُطبّعة وأنظمتها التي باتت هشة، بعد أن تنكرت لشعوبها وتحالفت مع أعدائها؟

الفلسطينيون اليوم أخذوا قضيّتهم بأيديهم ولا ينتظرون من هذه الأنظمة سوى أن ترفع الغطاء عن شعوبها المقهورة وتطلق العنان لجماهير الأمة لكي تعبر عن رأيها بحرية في دعم أولى القبلتين وثالث الحرمين.

أين جماعات الضغط ومنظمات المجتمع المدني المناصرة للقضية الفلسطينية والمعادية للتطبيع في دول الخليج؟! لقد اختفت بمجرد تطبيع أنظمتها المشؤوم، ما يثبت أن هذه الجمعيات والمنظمات إما أنها كانت تعمل لصالح هذه الأنظمة دون أدنى إخلاص للقضية، أو على الأقل تم منعها وقمعها وإسكاتها من قبل أنظمة تدعي مساندتها للحق الفلسطيني، ورغبتها في التطبيع مع إسرائيل من أجله.

لا زال في العمر وفي الإمكانات وفي الفرص متسع لأن تستقوي أنظمة المنطقة بالعقلاء والواعين من شعوبها وهم الغالبية. لا زال فيكم خير، لا زال فيكم.. هذا ما نأمله ونرجوه.

فخير الخطائين التوابون..

والله الحافظ والمستعان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي التطبيع العالم العربي الفلسطينيون إسرائيل فلسطين العالم العربي التطبيع مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التطبیع مع إسرائیل هذه الأنظمة مع إیران

إقرأ أيضاً:

هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟

رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه على مدى سنوات، عارضت إسرائيل الاتفاق النووي مع إيران، واستمرت في عرض انتهاكاتها للعالم، لكن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عرض إجراء محادثات مع طهران، يبدو أن تغييراً قد حدث.

 

وقالت يديعوت أحرونوت تحت عنوان "هل إيران والولايات المتحدة على الطريق نحو اتفاق نووي؟ موقف إسرائيل والخيارات المتبقية"، أنه بعد أشهر طويلة من التهديدات بإمكانية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وسلسلة من التقارير التي تتحدث عن أن إسرائيل تدرس تنفيذ "هجمات كبيرة" في النصف الأول من عام 2025، يبدو أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض هو الذي غيّر الخطط.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تعد تؤيد بالضرورة إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران، وأنها بعد سنوات من معارضة الاتفاق، تفضل الدبلوماسية على القوة، وهي في الواقع أكثر دعماً لخيار عسكري موثوق به ضد إيران، ولكن إذا كان من الممكن التوصل إلى ترتيب جيد من شأنه أن يمنع طهران من الحصول على الأسلحة النووية، فإن إسرائيل، بعد سنوات من معارضة الاتفاق، سوف تفضل الدبلوماسية على القوة.
ولفتت يديعوت إلى إعلان ترامب بأنه بعث رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، طلب فيها التفاوض بشأن اتفاق على البرنامج النووي الإيراني، قائلة إنها حصلت على معلومات تفيد بأن طهران، من جانبها، اتصلت بالولايات المتحدة عبر سويسرا لاستكشاف المحادثات الرامية إلى المضي قدماً في الاتفاق النووي مع إدارة ترامب.

قدرات عسكرية إيرانية جديدة تثير قلق إسرائيلhttps://t.co/Bv6F6zv48T pic.twitter.com/UuMa2wIQnZ

— 24.ae (@20fourMedia) March 6, 2025  الحوار غير مستبعد

كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى توقيع ترامب على تشديد العقوبات ضد إيران الشهر الماضي، بعد أن صرح مصدر إسرائيلي بأنه بعد الهجوم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وضعت إسرائيل خططاً لشن هجوم مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد المنشآت النووية، مستطردة: "الآن، لم يعد الحوار بين إيران والولايات المتحدة أمراً مستبعداً في إسرائيل، وهناك قدر كبير من التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بطهران، وما يجب القيام به لمعالجة انتهاكاتها".

هل غيرت إسرائيل موقفها؟

وأوضحت الصحيفة العبرية أن الخيارات المطروحة على الطاولة بالنسبة لإسرائيل قد تكون العقوبات، وإمكانية معقولة للعمل العسكري، بالإضافة إلى حقيقة أن ترامب مستعد للتحدث مع إيران والتوصل إلى اتفاق معها، وهو الاحتمال الذي ذكره حتى قبل الانتخابات الأخيرة، موضحة أنه خلال مايو (أيار) 2018، خلال ولايته السابقة، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بعد أن قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "الأرشيف النووي"، وقال الرئيس الأمريكي آنذاك: "اليوم لدينا دليل قاطع على أن الوعد الإيراني كان كذبة".
وتقول يديعوت إنه على الرغم من انعدام الثقة العميق، الذي لا يزال قائما لأسباب واضحة، فإن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى اتفاق جديد، إذا حققت هدفها في منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، مشيرة إلى أنهم في إسرائيل لا يعتقدون أن الحل الوحيد هو قصف إيران، إلا أنهم مستعدون لهذه الإمكانية ويستكملون الإجراءات اللازمة لذلك.
وفي الوقت نفسه، تحتاج إسرائيل إلى زيادة التنسيق العسكري وإظهار القوة، مثل التدريب المشترك الذي أجرته هذا الأسبوع طائرات مقاتلة إسرائيلية مع قاذفة أمريكية.
وعلقت: "هذه الأحداث وقعت في الماضي، وهذه ليست المرة الأولى، ولكن الآن، عندما تحدث في عهد إدارة ترامب، فهناك رسالة هنا إلى إيران مفادها أن الدول منسقة فيما بينها وتريد تحقيق نفس الهدف، بغض النظر عن الأسلوب والطريقة، ويبدو أن إسرائيل غيرت موقفها، وأصبحت تفضل الطريق الدبلوماسي".

بزشكيان تحت المجهر.. أزمات إيران تتفاقم في عهد الرئيس الإصلاحيhttps://t.co/wlEH9S8p7A

— 24.ae (@20fourMedia) March 6, 2025  تهديدات ترامب

وفي ظل المحاولات على المسار الدبلوماسي، أطلق الرئيس ترامب، من البيت الأبيض تهديداً جديداً تجاه إيران، وقال للصحافيين "الشيء التالي الذي ستتحدثون عنه هو إيران، ماذا سيحدث لها، هذا كل ما أستطيع أن أخبركم به، نحن في المراحل النهائية ضد إيران، سيكون الأمر مثيراً للاهتمام، نحن في اللحظات الأخيرة".
وأضاف ترامب مهددا: "على أي حال، سيكون الأمر كبيراً، إنها فترة مثيرة للاهتمام في تاريخ العالم، ولكن هناك موقف مع إيران حيث سيحدث شيء ما قريباً، قريباً جداً، ستتحدثون عنه قريباً، وآمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام، أنا لا أتحدث من موقع القوة أو الضعف، أنا فقط أقول إنني أفضل أن أرى اتفاق سلام بدلاً من الخيار الآخر، لكن الخيار الآخر من شأنه أن يحل المشكلة".

 

مقالات مشابهة

  • العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟
  • العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟- عاجل
  • هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
  • تحقيقات طوفان الأقصى تضع الشاباك في مواجهة نتنياهو
  • إعلام العدو: أكثر من 10 آلاف جندي خرجوا من الخدمة منذ طوفان الأقصى
  • تحقيقات طوفان الأقصى.. الشاباك في مواجهة نتنياهو
  • النفط النيابية:توجه حكومي لإستيراد الغاز من دول الخليج بدلا من إيران
  • ما وراء سماح إسرائيل بالصلاة في المسجد الأقصى في رمضان
  • قيادي بحماس: لولا طوفان الأقصى لأصبحت فلسطين مثل الأندلس
  • يوم المرأة العالمي.. استشهاد أكثر من 12 ألف فلسطينية منذ "طوفان الأقصى"