10 توصيات في ختام مؤتمر الجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية الشرق الأوسط 2023
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
اختتمت فعاليات الدورة الخامسة من مؤتمر الجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية ـ الشرق الأوسط 2023 /AACC، اليوم الأحد، بمشاركة ما يزيد على 1800 مشارك من الخبراء والأطباء والمختصين من مختلف دول العالم وذلك بفندق جراند حياة دبي، وذلك برعاية هيئة الصحة دبي.
وأوصى الخبراء في المؤتمر والذي عقد تحت إشراف وتنظيم مختبرات لايف دياجنوستكس- بحزمة من التوصيات أهمها تعزيز دمج تحليلات البيانات في خدمات المختبرات السريرية لزيادة الكفاءة ورعاية المرضى، وتشجيع اتخاذ القرارات المستنيرة في فحص الأمومة والطفولة لضمان صحة الأمهات والأطفال على حد سواء.
كما أوصى الخبراء بضرورة دعم البحث والتطورات في فحص الدهون للأطفال وتشخيص اضطرابات الغدد الصماء، والتأكيد على الدور الحيوي لاختبار المختبر في الوقاية من الأمراض، مثل الكشف المبكر عن التهاب الكبد المزمن وسرطان الرحم المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، إضافة إلى دعم استخدام اختبارات الجينات في تشخيص وعلاج اضطرابات القلب وراثياً والسرطان.
وأكد الخبراء في توصياتهم على ضرورة تشجيع التعاون بين محترفي المختبرات والأطباء لتحسين نتائج المرضى، ومواصلة استكشاف النهج الابتكاري في مجال مراقبة الجودة وإدارة المختبر، وتعزيز اعتماد رصد السكر التصاعدي، والتشخيص الرقمي، والذكاء الصناعي في طب المختبر.
وشدد الخبراء على أهمية تشجيع الحوار المستمر ومشاركة المعرفة في ميدان طب المختبر، إضافة إلى ضرورة تعزيز كفاءة المؤسسات العاملة في قطاع المختبرات الصحية وتعديل الأهداف الاستراتيجية بحيث تصبح قادرة على مواكبة أحدث التطورات الإدارية، وتبني تقنيات ترقب العينة خلال المسافة التي تفصل بين أخذ العينة من المريض لحين وصولها إلى مسؤول المختبر.
من ناحيته عبر الدكتور حسام فؤاد، المؤسس والرئيس التنفيذي لمختبرات لايف دياجنوستكس، "الشريك الاستراتيجي للمؤتمر"، عن ارتياحه وسعادته بالنجاح الكبير الذي حققه هذا الحدث البارز لاسيما بعد وصول عدد المهتمين بحضور المؤتمر إلى ضعف العدد المسجل في الدورة الماضية للمؤتمر، لافتاً إلى أنه تتم دراسة مقترحات للتوسع في إقامة المؤتمر في نسخته المقبلة 2024 سواء عن طريق عدد الحضور أو عدد أيام إقامة المؤتمر.
ولفت فؤاد إلى مناقشات تمت اليوم مع مارك جولدن المدير التنفيذي للجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية وتم الاتفاق خلالها على دراسة جدوى زيادة ورش العمل واستقطاب خبراء من قطاعات متنوعة من الجامعات ومعاهد التدريب المتخصصة في العالم للمشاركة في المؤتمر في نسخه المقبلة نظراً للإقبال الكبير الذي حظيت به النسخة الحالية 2023، واعداً بمضاعفة مساحة المؤتمر العام المقبل ليتناسب مع طلبات الحضور القادمة من كثير من دول العالم إضافة إلى اعتزام إشراك مختصين ومتحدثين من بلدان أخرى حول العالم.
وتوجه فؤاد بالشكر الجزيل لهيئة الصحة دبي على كافة الدعم المقدم لإنجاح المؤتمر، لافتاً إلى أن الإمارات تعتبر نقطة دعم وجذب رئيسيين لمؤتمرات العلمية المتخصصة في العالم نظراً لكافة التسهيلات والدعم المقدم لمنظمي المؤتمرات.
من ناحيته أكد الدكتور هشام شمس رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر وكبير المسؤولين العلميين في مختبرات "لايف دياجنوستكس"، أن المؤتمر تناول توصيات حول العديد من الإشكاليات في المختبرات والتي يأتي على رأسها دمج تحليلات البيانات في خدمات المختبرات السريرية لزيادة الكفاءة ورعاية المرضى، وتشجيع اتخاذ القرارات المستنيرة في فحص الأمومة والطفولة لضمان صحة الأمهات والأطفال وغيرها من التوصيات المهمة، مشيراً إلى أن البرنامج العلمي تمكن بفضل المشاركة المتنوعة من طرح ومناقشة أحدث التطورات والتحديات في مستقبل الرعاية الصحية للمختبرات.
ولفت شمس إلى أهمية طب المختبرات في العصر الحديث حيث إن قرارات الأطباء تعتمد بنسبة تفوق 80% على نتائج المختبر ما يعظم من ضرورة الارتقاء الدائم بالمختبرات لافتاً إلى أن عدم ضمان إلمام أطباء المختبرات بكافة الطرق الحديثة لأساليب الفحص والتشخيص قد يؤدي إلى نتائج سلبية تنعكس على المريض.
من جانبها أشارت الدكتورة رانيا بدير عضوة اللجنة العلمية للمؤتمر والمديرة الطبية لمختبرات "لايف دياجنوستكس إلى أن التطور التكنولوجي الذي طرأ على طب المختبرات خلال العقد الأخير ساهم في مضاعفة الإنتاجية والكفاءة والجودة مما يحتم إيجاد آليات أكثر فعالية للتواصل بين الأطباء وخبراء المختبرات لتجنب أخطاء التشخيص والتحليل والاهتمام بمراقبة الجودة، مشددة على ضرورة تبني استخدام الذكاء الصناعي في المجالات المختلفة للتحاليل المعملية خاصة في مجالات تشخيص الأورام والتي يمكن أن تعطي نتائج أكثر دقة وبسرعة متناهية.
وأضافت بدير إن زخم المشاركة في المؤتمر في نسخته الحالية أتاح فرصة التعاون العلمي وتوقيع مذكرات تفاهم بين المختصين في مجال المختبرات حول العالم، موضحة أن التعاون يعتبر حجر الأساس الذي يقوم عليه أي نوع من أنواع النجاح في مجال المختبرات، بهدف ضمان جودة العمل وسلامة المرضى.
يشار إلى أن مؤتمر الجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية ـ الشرق الأوسط أقيم للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً في الإمارات في العام 2017 ويقام بشكل سنوي في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتضن المؤتمرات العلمية لنشر ثقافة هذه المؤتمرات والارتقاء بمستوى التحليل المخبري في الإمارات والمنطقة، ومنذ انطلاقه في دولة الإمارات يحرص المؤتمر على إعداد وتطوير برنامج ومحتوي علمي يساعد المختصين على تطوير أدائهم المهني ومواكبة مستحدثات عالم المختبرات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ورش العمل هيئة الصحة دبي الأمریکیة للکیمیاء السریریة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
منذ العصور القديمة، كان الشرق الأوسط مركزًا دينيًا وثقافيًا شكّل هويته الفريدة.
ومع بداية الألفية الجديدة، بدأت القوى الغربية، التي تحركها الصهيونية العالمية، في تبني سياسات تهدف إلى إعادة رسم حدود المنطقة من خلال مخطط يسعى إلى طمس الهويات التاريخية العميقة التي تشكل نسيجها الثقافي والديني.
ومن بين هذه الهويات، تبرز الهوية المسيحية الشرقية، وفي قلب هذا الصراع، تقف الكنيسة المصرية كحجر عثرة أمام محاولات إعادة تشكيل مكونات الهوية الدينية والثقافية للمنطقة.
تبنت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية سياسة "الفوضى الخلاقة" كوسيلة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بهدف تفكيك الأنظمة السياسية وزرع الفوضى، مما أدى إلى تصاعد الجماعات الإرهابية، وانتشار النزاعات الطائفية، وتهجير المسيحيين من العديد من دول المنطقة. وكان لهذا التدمير الممنهج أثر بعيد المدى على هوية المنطقة، حيث سعت تلك القوى إلى فرض مشروع "مسار إبراهيم" كرمز ديني ثقافي يربط بين اليهودية والمسيحية والإسلام. وتجسد ذلك في "بيت العائلة الإبراهيمي"، الذي رفضت الكنيسة المصرية الانضمام إليه، باعتباره محاولة لتكريس واقع جديد يخدم أهدافهم.
محاولة الترويج لمسار إبراهيم كمرجعية دينية وثقافية تجمع الديانات الثلاث ليست سوى وسيلة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، الممتد - وفقًا لتصورهم - من النيل إلى الفرات، مستندين إلى رحلة النبي إبراهيم التي شملت عدة دول في المنطقة وصولًا إلى مصر.
يهدف هذا المشروع إلى تحقيق حلم إقامة "مملكة داوود"، استنادًا إلى الإيمان اليهودي بقدوم "المسيح الملك الأرضي"، الذي سيقيم ملكوته على الأرض ويقود "مملكة داوود".
ويتماشى هذا التصور مع الفكر المسيحي المتصهين للكنيسة البروتستانتية، التي تؤمن بمفهوم "حكم الألفية"، أي نزول المسيح في آخر الزمان لحكم العالم لمدة ألف عام. وكليهما يتفقان على أن كرسي حكم هذا الملك هو هيكل سليمان، وهو ما يتناقض تمامًا مع العقيدة المسيحية الشرقية، خاصة الكنيسة القبطية المصرية، التي ترفض هذا الفكر.
المواجهة الحقيقية بين الكنيسة المصرية والمشروع المتفق عليه بين المسيحية المتصهينة والمعتقد اليهودي تتجلى في صراع المسارات، بين "مسار إبراهيم" و"مسار العائلة المقدسة".
فوفقًا للتاريخ المسيحي، هرب السيد المسيح وأمه العذراء إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، وتوقفت العائلة المقدسة في عدة مناطق مصرية، مما يجعل مصر نقطة محورية في تاريخ المسيحية.
هذا الأمر يتناقض مع الفكر المسيحي المتصهين والمعتقد اليهودي، اللذين يسعيان إلى ترسيخ الاعتقاد بأن القدس وحدها هي المركز الديني الأوحد وكرسي حكم "مملكة داوود" من داخل هيكل سليمان، وتهيئة الأجواء لقدوم "المسيح الملك" عبر مسار إبراهيم.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لم يتم حتى الآن تفعيل "مسار العائلة المقدسة" كحج مسيحي عالمي رغم أهميته في تاريخ المسيحية وذكره في الإنجيل المقدس؟ الإجابة تكمن في أن أصحاب مشروع "مملكة داوود" يسيطرون على شركات السياحة العالمية ويوجهونها بما يخدم مخططاتهم، كما أنهم نجحوا في اختراق عدد من المؤسسات الدينية في الغرب، مما جعل بعض الكنائس الغربية أداةً في خدمة هذا المشروع، متجاهلين الدور التاريخي لمصر في المسيحية.
الكنيسة القبطية لا تعترف بمفهوم "الملك الألفي" الذي تروج له المسيحية الصهيونية، حيث يتناقض مع الإيمان الأرثوذكسي بالمجيء الثاني للمسيح، وهو ما تم تأكيده في مجمع نيقية عام 325م ومجمع القسطنطينية عام 381م. حيث جاء في العقيدة المسيحية أن المسيح سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، وليس كملك أرضي يحكم العالم. كما أن الكنيسة القبطية تدحض المعتقد اليهودي الذي لا يعترف بالمسيح الذي جاء بالفعل، إذ لا يزال اليهود في انتظار "المسيح الملك الأرضي" القادم لإقامة مملكتهم.
كان للبابا شنودة الثالث بُعد نظر استراتيجي ورؤية واضحة حول المخطط الصهيوني، فاتخذ موقفًا حازمًا ضد أي تطبيع مع إسرائيل، وأصدر قرارًا تاريخيًا بمنع الأقباط من زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن "القدس لن يدخلها الأقباط إلا مع إخوانهم المسلمين". وقد جعل هذا الموقف الكنيسة القبطية في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق "مملكة داوود".
ومع تولي البابا تواضروس الثاني قيادة الكنيسة المصرية، استمرت هذه السياسة الوطنية، وبرز ذلك في مقولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، وهي رسالة قوية تؤكد أن الكنيسة المصرية لا يمكن أن تكون جزءًا من مشروع يهدف إلى طمس الهوية الوطنية المصرية.
كما لعب البابا تواضروس دورًا مهمًا في تعزيز علاقات الكنيسة بالأقباط في الخارج، ودعم دورهم كصوت وطني مدافع عن مصر في مواجهة محاولات التشويه والتأثير الخارجي. لم تقتصر مواقف البابا تواضروس على الجاليات القبطية في الخارج فقط، بل عمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول أوضاع الأقباط في مصر، مؤكدًا أن ما يتم الترويج له بشأن "اضطهاد الأقباط" هو مجرد افتراءات تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.
وقد أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره الكبير للكنيسة المصرية وللبابا تواضروس في عدة مناسبات، أبرزها حضوره احتفالات عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية، مما يعكس العلاقة القوية بين الكنيسة والدولة في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف مصر وهويتها الوطنية.