ظلام دامس وقصف متواصل.. صدي البلد يرصد معاناة غزة تحت النيران الإسرائيلية
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
يعيش سكان قطاع غزة حاليا أجواء حرب قاسية وصعبة جدا، بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على المناطق السكنية، حيث وصل عدد الأبراج السكنية التي دمرتها مقاتلات الحرب الإسرائيلية، منذ السبت، إلى 5 أبراج سكنية.
وطالبت إسرائيل، بإخلاء 7 تجمعات سكانية أخرى، تمهيدا لقصفها، كما قطعت كل الإمدادات الغذائية وسلع وخدمات والكهرباء والوقود عن القطاع، وذلك في أعقاب الهجوم على مستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة.
وتواصل "صدي البلد" مع الدكتور حازم الصوراني رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية في قطاع غزة، وكانت هذه روايته للأحداث من داخل خط النار.
قال الدكتور حازم في تصريحات لـ"صدي البلد" إن قطاع غزة يعيش أجواء قاسية جدا، مشيرا إلى الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر في قطاع غزة، ويستهدف أبراج سكنية تضم عشرات الشقق السكنية التي تحوي عائلات بأكملها.
وأضاف الصوراني أن طاقم الإسعاف والمساجد لم تسلم من القصف آلة القصف الإسرائيلي المدمرة.
وأوضح الصوراني، أن المستشفيات في غزة مليئة بمئات الشهداء ومئات الجرحي من الأطفال والنساء والشيخ جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، لافتا إلى أن الطواقم الطبية تعاني عجزا كبيرا وإمكانياتها متواضعة مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تستقبلها.
وحول مشكلة الكهرباء، أوضح الصوراني أن قطاع غزة يعيش في ظلام دامس بس قرار سلطات الاحتلال قطع الكهرباء عن قطاع غزة كعقاب جماعي.
وبين أن جميع الخطوط والمغذيات من داخل الأخضر متعطلة منذ صباح أمس السبت، بسبب الأوضاع الامنية الراهنة، وهو الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على جدول التوزيع بحيث أصبحت الامدادات (4) ساعات خلال اليوم فقط.
572 شهيدا
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، إن 572 شهيدا فلسطينيا ارتقوا جراء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، منذ بداية العام الجاري.
وأوضحت وزارة الصحة في بيان مقتضب، أن من بين الشهداء 313 شهيدا ارتقوا جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، و7 في الضفة الغربية، خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
كما أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد الجرحي ليصل 1990 شخصا بينهم مئات الحالات الحرجة .
نزوح أكثر من 2000 فلسطيني
و قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن 20300 فلسطيني نزحوا إلى مدارس "الأونروا" في قطاع غزة منذ الأمس.
وأضافت ، أن 44 مدرسة تابعة للأونروا، منها 28 مدرسة مجهزة للإيواء استقبلت النازحين من مختلف محافظات قطاع غزة باستثناء خان يونس.
وأشارت إلى أن أعداد النازحين تركزت في شمال قطاع غزة والحدود الشرقية وجنوب القطاع، متوقعا زيادة أعدادهم خلال الساعات المقبلة.
هدم مسجدين ومقر إذاعة القرآن الكريم
لم تسلم المساجد من آلة القصف الإسرائيلي، حيث تم استهداف مسجدين في قطاع غزة بجانب مقر إذاعة القرآن الكريم.
ووفقا لوسائل الإعلام الفلسطينية فقد تم استهداف مسجد الأمين محمد في خان يونس ومسجد محمد الماليزي في محافظة خان يونس وتدمير مقر اذاعة القرآن الكريم التابع للوزارة الكائن في برج فلسطين الذي دمره الاحتلال بالأمس.
وأكدت الأوقاف الفلسطينية أن استهداف المساجد والمقرات الشرعية والدينية يُعد انتهاكًا لحرمة دور العبادة الذي تُحرمه القوانين والأعراف الدولية كافة.
وقالت: "هذه الجرائم ليست بغريبة على قوات الاحتلال المجرمة التي تستهدف بطائراتها وأسلحتها المدنيين في كل أنحاء قطاع غزة ،مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين ودور العبادة، ومحاسبة قادة العدو على جرائمهم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
قتل المدنيين بغطاء دولي
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية القصف الإسرائيلي للمناطق السكنية داخل قطاع غزة، وقالت إن قتل المدنيين بغطاء دولي يعتبر جريمة حرب.
وأضافت أن التفويض الدولي لحكومة نتنياهو لارتكاب مجازر تحت مسمى "حق الدفاع عن النفس" يجعل المجتمع الدولي شريكا في هذه الجرائم.
وتابعت"في إطار ردود الفعل المتسرعة للمجتمع الدولي لإطلاق يد إسرائيل في التنكيل بالشعب الفلسطيني، والذهاب بعيدا في استعمال كل ما لديها من أسلحة فتاكة ضده تحديدا في قطاع غزة، شاهدنا بداية العدوان الإسرائيلي الانتقامي الذي طال التجمعات السكنية في مختلف مناطق القطاع، وأدى حتى الآن إلى استشهاد 313 مواطنا وإصابة نحو ألفين آخرين بمن فيهم الأطفال والنساء، أعداد كبيرة منهم من المدنيين العزل، ولم نسمع ردود المجتمع الدولي على ذلك.
وشددت الوزارة على ضرورة الانتباه الشديد للإجراءات العقابية الجماعية التي فرضتها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ليس فقط في قطاع غزة بقرارها قطع الكهرباء والمياه والسلع الأساسية، بهدف التجويع وجميعها تعتبر جريمة حرب يتم التغاظي عنها من قبل المجتمع الدولي، إنما أيضا ما ترتكبه دولة الاحتلال في الضفة المحتلة من انتهاكات وجرائم، وإغلاقها بالكامل، وتقطيع أوصالها عبر اغلاق الحواجز المنتشرة في الضفة ومنع تنقل المواطنين وشل حياتهم، بما يشمل اغلاق معبر الكرامة، وإطلاق يد الإرهابيين المستوطنين لارتكاب المزيد من الجرائم بحق القرى والبلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية والمواطنين الفلسطينيين ومركباتهم على الشوارع، بما يستدعي إدانات واسعة من قبل المجتمع الدولي حتى لا يقع في شرك ازدواجية المعايير وسياسية الكيل بمكيالين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة حرب قاسية القصف الإسرائيلي المناطق السكنية القصف الإسرائیلی المجتمع الدولی فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حصار الموت.. الاحتلال الإسرائيلي يمنع المساعدات عن غزة بعد 51 ألف شهيد
أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عن عزمها الاستمرار في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة عدوانا يضرب عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، منذ 18 شهراً. وعقب وصف منظمة "أطباء بلا حدود" الوضع في القطاع بأنه تحول لـ"مقبرة جماعية"، مع استمرار سقوط الشهداء يومياً.
ومنذ الثاني من آذار/ مارس، أوقفت دولة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى غزة، قبل أن تستأنف الهجمات الجوية والبرية في مختلف أنحاء قطاع في 18 من الشهر، وتنهي بذلك وقف إطلاق النار الذي استمر مدّة شهرين.
جراء ذلك، زادت حدّة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وسط الغارات والقصف والهجمات العسكرية المستمرّة، التي قال الدفاع المدني في غزة إنها أسفرت عن استشهاد 11 شخصا على الأقل يوم الأربعاء.
وزعم وزير الحرب لدولة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، أن "سياسة إسرائيل واضحة: لن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ومنع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان".
وأضاف كاتس "لا أحد يخطّط حاليا للسماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ولا توجد أي استعدادات لإتاحة دخولها". وذلك بعد أن حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الاثنين، من أنّ: "الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ على الأرجح، منذ اندلاع الحرب، مع استمرار الحصار وإغلاق المعابر".
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى: مرور شهر ونصف شهر "منذ تمّ السماح بدخول أي امدادات، وهي أطول فترة تتوقف فيها الإمدادات حتى الآن".
وفي ظل الحصار المطبق على القطاع الذي يعيش فيه 2,4 مليون فلسطيني، قالت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية الأربعاء إنّ: "غزة تحولت إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبون لمساعدتهم، جراء العمليات العسكرية ومنع إسرائيل دخول المساعدات".
وأوضحت منسقة الطوارئ في قطاع غزة، أماند بازيرول: "نشهد بالوقت الحقيقي القضاء على سكان غزة وتهجيرهم القسري" مردفة أنّ: "الاستجابة الإنسانية تعاني كثيرا من انعدام الأمن وحالات النقص الحادة".
وأبرزت المنظمة الإنسانية غير الحكومية أنّ: "سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها القوات الإسرائيلية تشهد على ازدراء فاضح بأمن العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة". وتم استهداف 11 من المتعاونين مع المنظمة منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتابع بيان المنظمة "نناشد السلطات الإسرائيلية الرفع الفوري للحصار غير الإنساني والقاتل المفروض على غزة، وحماية حياة الفلسطينيين فضلا عن الطواقم الإنسانية والطبية والعمل مع كل الأفرقاء للعودة إلى وقف إطلاق النار والمحافظة عليه".
من جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إنّ: "طواقمنا نقلت إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، 10 شهداء وعددا من الإصابات، بينهم عدد من الأطفال والنساء إثر استهداف الطيران الحربي، فجر اليوم، منزلا لعائلة حسونة في حي التفاح" في شمال شرق مدينة غزة".
وأضاف بصل، في حديثه لوكالة "فرانس برس" أنه: "تم نقل شهيدة طفلة لا تتجاوز العامين من العمر، وخمسة مصابين أخرين جراء استهداف الاحتلال لخيمة نازحين فوق سطح منزل مدمر جزئيا في غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة".
إلى ذلك، اضطر مئات الآلاف من السكان للنزوح، وذلك منذ استئناف العدوان الأهوج، علما أن جميع سكان غزة تقريبا أرغموا على النزوح مرارا وتكرارا منذ بداية الحرب مع انعدام الأمن تماما.
ومن المقرر أن تبدأ محكمة العدل الدولية، جلسات استماع، بخصوص التزامات دولة الاحتلال الإسرائيلي الإنسانية تجاه الفلسطينيين، في 28 نيسان/ أبريل، بعد أن طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة العليا في لاهاي إصدار رأي استشاري في هذا الشأن.
ويدعو قرار الجمعية العامة محكمة العدل الدولية إلى: "توضيح ما يتعين على إسرائيل القيام به من أجل ضمان وتسهيل توفير الإمدادات العاجلة والضرورية لبقاء المدنيين الفلسطينيين من دون عوائق".