يبدو الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يستفق بعد من صدمة "طوفان الأقصى"، مصرا على الاستمرار في سياسة الهروب إلى الأمام من خلال مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني.

فمنذ مساء أمس السبت لم تتوقف غارات الاحتلال العنيفة ضد الأحياء والمباني السكنية والمساجد والأراضي الزراعية في قطاع غزة، الذي استشهد حتى الآن 313 من سكانه، وجرح أكثر ألفي شخص، وفق وزارة الصحة بالقطاع، فيما نزح نحو 20 ألف فلسطيني إلى مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وقد أعلن جيش الاحتلال أنه هاجم 426 هدفا ادعى أنها تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من بينها 10 أبراج سكنية حتى الآن.

جانب من الدمار الذي لحق بقطاع غزة إثر الغارات الإسرائيلية العنيفة (الفرنسية) دمار ونزوح

واستخدم الاحتلال في عدوانه على غزة الزوارق والمقاتلات الحربية، التي سوّت أبراجا سكنية بالأرض، ودمرت مقرات بنكين على الأقل، علاوة على العديد من منازل المواطنين في أنحاء متفرقة من القطاع.

وتظهر مقاطع مصورة حجم الدمار الذي لحق بالقطاع، والأوضاع الصعبة التي يعيشها سكانه، الذين فقد الكثير منهم بيوتهم وممتلكاتهم.

في أحد المقاطع المصورة منشور مع هذا التقرير، يقول شاهد عيان يقف على ركام ما كان قبل يوم واحد مبنىً سكنيا يضم العديد من الأسر، "ما حدث هنا دمار شامل، نحن عائلة البواب، وكان 150 من أفراد عائلتنا يعيشون في هذه العمارة، فههنا بيتي وبيوت أعمامي وبيت أختي وبيوت أشقائي الخمسة وعائلاتهم، وكل تلك البيوت دمرت بالكامل."

ويضيف "جميعنا أصبحنا مشردين نسكن عند أقاربنا وأصدقائنا ومعارفنا."

مواطن آخر من سكان غزة يقف أمام حطام مسجد في الحي الذي يسكنه، بعد أن سوّته غارة إسرائيلية بالأرض، ويبدو من ملابسه ويديه اللتين مازال التراب عالقا بهما أنه فرغ للتو من محاولة رفع أنقاض المسجد وإنقاذ من قد يكون عالقا تحته، يقول " كنا في هذا المسجد في أمان الله تعالى، وفجأة تعرض المسجد للقصف دون سابق إنذار، ودون إخبار أي أحد من الجيران."

ويضيف "لقد روعوا الأطفال والشيوخ والنساء، وقد بعثرت المصاحف وقلب المسجد رأسا على عقب."

فلسطينيون من سكان غزة يشيعون شابا استشهد في غارة إسرائيلية على القطاع (الفرنسية) عشرات الأطفال بين شهيد وجريح

ويبدو أن "الانتقام الشديد" الذي توعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد حماس، التي أوجعت الاحتلال بعمليتها غير المسبوقة "طوفان الأقصى"، لا يقتصر على الحركة فقط، فقد باتت غزة كلها نساءً وأطفالا ومسنين، أهدافا مشروعة للقصف الإسرائيلي العنيف.

ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد 20 طفلا وجرح 121 في غزة منذ مساء أمس السبت، جراء غارات الاحتلال، كما أفادت مصادر طبية -اليوم الأحد- بانتشال جثامين عدة أطفال وسيدة حامل، استشهدوا في غارة شنها جيش الاحتلال صباح اليوم على أحد المنازل وسط القطاع.

وفيما يشيع أهالي غزة الصامدون مئات الشهداء، يستعدون للأسوأ في ظل استمرار القصف العنيف ووعيد حكومة الاحتلال بشن حرب لا هوادة فيها على القطاع.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء والجرحى في غزة.. والأمطار تغمر خيام النازحين

غزة "وكالات": واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه اليوم لمناطق مختلفة من قطاع غزة، مخلفا شهداء وجرحى، بينما غمرت مياه الأمطار الغزيرة خيام النازحين الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع المنكوب.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية قولها إن خمسة مواطنين فلسطينيين استشهدوا، وأصيب عدد آخر جراء استهداف الاحتلال تجمعا لفلسطينيين في جباليا شمال القطاع.

وأفادت المصادر عن استشهد مواطنان فلسطينيان، وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي على مجموعة من المدنيين أمام بوابة المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، كما قصفت مدفعية الاحتلال نازحين في حي المنشية ومحيط مراكز الإيواء في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ومنطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمالا.

وكانت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية نقلت في وقت سابق اليوم عن مصادر طبية في القطاع قولها، إن أربعة فلسطينيين استشهدوا وأصيب عدد آخر، في قصف لطيران الاحتلال لمنزل في منطقة مصبح شمال مدينة رفح.

كما نقلت الوكالة عن مسعفين من الهلال الأحمر، إنه تم نقل 5 جرحى إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد قصف مدفعي إسرائيلي على منازل المواطنين شمال المخيم.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، ارتفعت إلى 44235 شهيدا على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت خلال الساعات الـ24 الماضية "24 شهيدا" نُقلوا إلى المستشفيات، لافتة الى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 104638 منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة أحدهما فتى.

وأفادت وزارة الصحة ليل الأحد "شهيدان برصاص الاحتلال في يعبد، الشهيد الطفل محمد ربيع حمارشة (13 عاما) والشهيد أحمد محمود زيد (20 عاما)".

وكانت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) أفادت بأن القوات الإسرائيلية نفذت عملية اقتحام لبلدة يعبد الواقعة غرب جنين "اندلعت على إثرها مواجهات، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي... بكثافة ومن مسافة قريبة صوب الطفل حمارشة والشاب زيد".

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، خصوصا في شمالها منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وقتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون ما لا يقل عن 777 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة، وفقا لوزارة الصحة في رام الله.

كما قتلت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين ما لا يقل عن 24 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • غرفة تجارة عدن تبحث مع رجال الأعمال التحديات التي تواجه القطاع الخاص
  • السفير الإسرائيلي في لندن يتوعد بريطانيا والعالم الغربي بــ انتقام الهي
  • استشهاد 11 فلسطينيا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة
  • 11 شهيدا بينهم أطفال إثر غارات مستمرة على عدة مناطق في القطاع (شاهد)
  • عشرات الشهداء والجرحى في غزة.. والأمطار تغمر خيام النازحين
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 44211 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • 144 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • ما الذي كشفته التحقيقات في سيارة الحاخام الإسرائيلي المقتول بالإمارات؟
  • خلال الساعات الأخيرة - شهداء وإصابات في غارات متواصلة على قطاع غزة