لماذا كان طوفان الأقصى أسوأ يوم في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للمعلق توماس فريدمان، حمل عنوان: "هجوم حماس أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل"، معتبرا أن عملية "طوفان الأقصى" قد تحرف المزيد من السلاح الأمريكي المخصص لأوكرانيا إلى الاحتلال، وستجعل مقترح التطبيع السعودي مستحيلا.
وأضاف الكاتب: "لو تبين أن إيران شجعت حماس على قتل التقارب السعودي- الإسرائيلي فسيزيد التوتر بين إسرائيل وإيران وحزب الله وكيل طهران في لبنان، وكذا بين إيران والسعودية".
ونقل الكاتب عن المعلق في صحيفة "يديعوت أحرنوت" ناحوم بيرنباع، قوله إن "طوفان الأقصى" كارثة على إسرائيل وأسوأ من حرب يوم الغفران، في إشارة إلى حرب أكتوبر قبل 50 عاما.
وأوضح أن عملية المقاومة فيها إهانة لجيش الاحتلال، ذلك أن "إسرائيل" تعرضت في يوم الغفران لهجوم من أكبر دولة عربية وهي مصر. وهذه المرة تعرضت إسرائيل للغزو من 22 موقعا خارج قطاع غزة بما في ذلك بلدات لا تبعد سوى 15 ميلا داخل دولة الاحتلال.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية لم تغزو فقط "إسرائيل" بل وأخذت أسرى إلى غزة، عبر حدود أنفق الاحتلال مليار دولار على بنائها، ومن المفترض أنها عصية على الخرق. وهذه ضربة قوية لقوة الردع الإسرائيلية.
أما الامر الثاني، فقد لاحظ بيرنباع أن إسرائيل تفاخرت دائما بقوة استخباراتها التي اخترقت حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية وحصلت على تحذيرات مبكرة.
وأشار كاتب المقال إلى أن "حماس" أجرت مناورة عسكرية على عملية كتلك التي نفذتها يوم السبت وقرب الحدود وتحت نظر جيش الاحتلال، لكن قادة الجيش فسروا المناورة بأنها محاولة للتلاعب بالجيش الإسرائيلي وجعل قادته في حالة عصبية وليست مقدمة كهجوم.
ولفت فريدمان إلى أن المخابرات الإسرائيلية اعتقدت أن حماس كانت بحاجة ماسة للتمويل من قطر والتي تعطيها أكثر من مليار دولار منذ 2012 وتصاريح عمل للغزيين في داخل إسرائيل، وهو ما طلبت مقابله قطر وإسرائيل حدودا هادئة.
وقال بيرنباع "التفسير الإستخباراتي هو أن التدريبات هي لأمر لن يتجرأوا أبدا على عمله" و"كان تقييما متغطرسا"، وعوضا عن ذلك شنت حماس هجوما معقدا وعالي التقنية من البر والبحر.
والآن وصلنا إلى الجانب الفظيع لإسرائيل، فلم تتمكن حماس من الدخول إلى البلدات الإسرائيلية والقواعد العسكرية، بل واختطفت عددا من الإسرائيليين وأخذتهم إلى غزة. وستكون مشكلة كبيرة لإسرائيل، فقد قايض نتنياهو في 2011 أكثر من ألف معتقل فلسطيني بمن فيهم 280 بأحكام مؤبدة مقابل الإفراج عن المجند غيلعاد شاليط.
وربما طلب من نتنياهو إفراغ السجون من المعتقلين لو كان بين المختطفين أطفالا ونساء حسبما يقول بيرنباع.
وتوعد نتنياهو يوم السبت بتوجيه ضربة لحماس لا تنساها، ولكن ماذا سيفعل لو استخدمت حماس المختطفين الإسرائيليين كدرع بشري؟ فلن يكون قادرا على المناورة. ويعرف قادة الجيش ورئيس الوزراء الذي يترأس الحكومة الأمنية بأنه يجب إجراء تحقيق حول نجاح حماس اختراق الحدود وغزو إسرائيل.
وفي الوقت الحالي، يجب عليهم شن الحرب واتخاذ قرارات مؤلمة حول المقايضة بين الردع والإنتقام وإخراج الرهائن من غزة وربما شن غزو شامل، وبمعرفة أن تحقيقا ينتظرهم في نهاية الطريق.
وأشار فريدمان إلى موقفه الدائم من نتنياهو الذي اتهمه بتمزيق المجتمع الإسرائيلي، نظرا لإصراره على التعديلات القضائية، رافضا التحذيرات من مخاطر ما يسعى إليه.
ولفت إلى ما قاله المدير العام لوزارة الدفاع دان هاريل أمام تظاهرة احتجاجية "لم أر أمننا القومي في حالة أسوأ مما هو عليه اليوم". ومثلما كان نتنياهو سيئا على إسرائيل، فإن حماس كانت لعنة على الفلسطينيين منذ سيطرتها على غزة عام 2007، ومليارات الدولارات التي منحتها قطر خلال السنوات كان يمكن استخدامها في بناء مجتمع منتج في غزة.
واتهم الكاتب حماس بشن حرب نيابة عن إيران التي تمدها بالمال والأسلحة ولمنع التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
ويزعم الكاتب أن صفقة كهذه ستفيد السلطة الوطنية المعتدلة في الضفة الغربية من خلال تدفق المساعدات المالية السعودية والحد من توسع المستوطنات والحفاظ على حل الدولتين، كل هذا كان سيمنح قادة السلطة شرعية من الجماهير وتقويض شرعية حماس.
وربما كانت اتفاقية التطبيع بمثابة هزة أرضية في الشرق الأوسط، إلا أن هجوم حماس جمد العملية. وقال إن هجوم حماس، سيؤدي إلى هزة أرضية أخرى، في أوكرانيا، فالفوضى في الكونغرس بعد الإطاحة برئيس مجلس النواب والاصوات المتصاعدة من الجمهوريين، ولو كانت أقلية أدت إلى توقف الدعم الأمريكي، لأوكرانيا.
ولو قررت إسرائيل غزو غزة والمضي في حرب طويلة، فعلى أوكرانيا المنافسة مع إسرائيل في صواريخ باتريوت والمقذوفات المدفعية من 155 ميلميتر والأسلحة الأخرى التي تحتاجها أوكرانيا وكذا اسرائيل.
وتساءل فريدمان، عن مخرجات الوضع الحالي، مشيرا إلى أنه من الباكر جدا الحديث عن النتائج، لكنه يعتمد على صديق آخر وهو فيكتور فريدمان، من كلية جيرزيل، قال فيه "هذا وضع فظيع، ولكن هناك فرصة مثل حرب يوم كيبور التي انتهت بسلام مع مصر، فالإنتصار الحقيقي هو ما يحدث بعد، وربما دخلت إسرائيل غزة وخلقت وضعا لتسوية مع الفلسطينيين".
وفي ظل ما حدث اليوم فإن "الفلسطينيين يمكنهم الإدعاء بأنهم انتصروا مهما حدث بعد" والنقطة هي يجب التفكير أبعد من استخدام القوة ومزيد منها.
ويعتقد الكاتب أن حماس ليست شريكا للسلام، فقد حصلت على سنوات طويلة لكي تعدل من مواقفها تجاه إسرائيل وتدميرها، ولم تظهر إلا مافيا اسلامية مهتمة فقط بالحفاظ على السيطرة في غزة وجاهزة لكي تنفذ أوامر إيران بدلا من جعل هدفها مستقبل الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية.
وبالمقابل يمكن أن تكون السلطة الوطنية شريكا في السلام، ولو غزت إسرائيل غزة وحاولت تدمير حماس، فيجب أن يقرن هذا بمبادرة سياسية وخطوات تقوي السلطة الوطنية في الطريق لتسوية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة غزة الاحتلال طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تخرج الدفعة الثالثة من دورات طوفان الأقصى بجامعة ذمار
الثورة نت | أمين النهمي
تخرجت بجامعة ذمار، اليوم، الدفعة الثالثة من دورات طوفان الأقصى، بتطبيق عملي على التعامل مع عدد من أنواع الأسلحة وتنفيذ المهام اللازمة لقوات التعبئة العامة.
وخلال الدورة الثقافية العسكرية التي نظمتها جامعة ذمار وملتقى الطالب الجامعي، بالتنسيق مع التعبئة العامة في المحافظة بمشاركة عدد ألف طالب، تلقى المشاركون في الجانب النظري والعملي التطبيقي معلومات ومعارف واسعة للحرب العسكرية والتعامل مع السلاح.
وعكس المتدربون من خلال التطبيق الميداني، ما اكتسبوه من مهارات في التعامل مع السلاح بمختلف أنواعه، وكذا الجغرافيا، وتنفيذ المهام التي تواجهها قوات التعبئة العامة في ساحة المواجهة مع الأعداء.
وتهدف الدورات إلى تنمية الوعي والاستعداد الشامل لأي تصعيد عدواني ضد بلدنا وتعزيز الصمود والثبات في مواجهة العدوان، ونصرة غزة والقضية الفلسطينية.
وفي العرض الذي حضره وكيلا وزارة الشباب والرياضة علي هضبان، ومحافظة ذمار أحمد علي الضوراني، ونائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب الأستاذ الدكتور عبدالكافي الرفاعي، وأمين عام الجامعة الدكتور محمد حطرم، وعميدا كلية الهندسة الدكتور فؤاد الجرموزي والتعليم المستمر الدكتور نبيل المخلافي، ومستشار رئيس الجامعة للشؤون الثقافية حسن الموشكي، ونواب، وأمناء عموم الكليات، ومسؤول ملتقى الطالب الجامعي، وعدد من مدراء عموم المكاتب التنفيذية، بارك رئيس جامعة ذمار الأستاذ الدكتور محمد الحيفي، للطلبة تخرجهم من الدورات العسكرية.. مؤكداً أن أبناء الجامعة من طلبة وأكاديميين وإداريين لديهم المسؤولية مضاعفة لا سيما والعدوان مستمر والمجازر في غزة مستمرة والمؤامرات مستمرة وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية مستمراً.
وأكد أن هذا الموقف يغيض الأعداء ويؤكد أهمية الدور الذي يقوم به الشعب اليمني وقيادته الثورية وقواته المسلحة لنصرة الشعب الفلسطيني والذي تظهر أهميته من خلال تحركات أمريكا وبريطانيا لمحاولة عرقلة هذا الدور الكبير للشعب اليمني.
وأشار الدكتور الحيفي إلى أن هذا العرض الطلابي يؤكد اقتران العلم بالجهاد والتضحية، وأهمية دور مخرجات الجامعة في رفع الوعي وشحذ الهمم والتحلي بروح المسؤولية الجهادية والإيمانية والتمسك بالمشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد.
ولفت إلى أن مسؤولية الجامعة كمنبر للعلم والمعرفة ومركز إشعاع توجيه الفكر والدورات العسكرية المباشرة فكل فرد بالمجتمع معني باليقظة والاستعداد للمواجهة كون العدو الصهيوني لا أخلاق له ولا دين ولا مبادئ ولا إنسانية.
وأكد الدكتور الحيفي ضرورة الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع حرب إبادة عرفها التاريخ وحصار وتجويع يفتك بأطفال ونساء وسكان قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم الخانع لأنظمة الامبريالية العالمية وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل.
فيما أعرب المشاركون من طلاب جامعة ذمار عن ارتياحهم للالتحاق بالدورة التي تبني المجتمع إيمانياً وثقافياً وعسكرياً وأمنياً، وفي مختلف المجالات.
وأكدوا جاهزيتهم للمشاركة الفاعلة مع قوات التعبئة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ إسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواجهة العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني.