زلزال أفغانستان المدمر أحدثها.. رعب عالمي من توقعات العالم الهولندي
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
حالة من التوتر تعيشها جميع دول العالم بلا استثناء جراء الزلازل التي تقع منذ بداية العام الجاري 2023 والتي بدأت بتركيا وسوريا، ثم تلاها دول كثيرة على مستوى العالم.
لما هو قادم .. تأهبواوحذر العالم الهولندي فرانك هوجربيتس الجميع عقب حدوث زلزال أفغانستان وقال عبر منصته على موقع كس :" ومن المرجح أن تستمر الهزات الارتدادية في الأيام المقبلة".
وأضاف العالم الهولندي:" في حين يبدو أن الصدمة الرئيسية بقوة 6.5 درجات ، فمن المحتمل حدوث هزة قوية أخرى، كونوا في حالة تأهب إضافي".
غير أن هوجربيتس نفى احتمالية وقوع زلزال يوم الكسوف الحلقي للشمس المرتقب يوم 14 أكتوبر.
وكانت باكستان تعرض لزلزال بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر، أعقبته عدة هزّات ارتدادية في منطقة نائية في غرب أفغانستان. وأسفر الزلزال عن 2053 قتيلا و9240 مصابا، كما أدى إلى تدمير 1328 منزلا.
وأعلن التلفزيون الإيراني أمس أن هزة أرضية ضربت مدينة مشهد الإيرانية، دون ذكر تفاصيل أخرى.
وأعلن متحدث باسم حكومة طالبان اليوم الأحد، أن 2000 شخص لقوا حتفهم عقب وقوع زلازل قوية في شرق أفغانستان أمس السبت، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وتسبب زلزال بقوة 6.3 درجة غرب أفغانستان صباح أمس السبت في سقوط عدد كبير من الضحايا والاصابات وفق ما أعلنت هيئة الإغاثة في حالات الكوارث، في ظل توقعات بارتفاع عدد الضحايا بعد ورود تقارير عن انهيارات أرضية وضحايا محاصرين تحت المساكن المنهارة.
وقالت الهيئة الأمريكية إن مركز الزلزال كان على بعد 40 كيلومترا شمال غرب مدينة هرات، وأعقبته هزات ارتدادية بقوة 5,5 و4,7 و6,2 درجات على مقياس ريشتر.
وفر الكثير من السكان من المباني في المدينة حوالى الساعة 11,00 صباحا (6,30 بتوقيت غرينتش) مع بدء الهزات الارتدادية التي استمرت أكثر من ساعة.
وتعتبر مدينة هرات التي تقع على بعد 120 كيلومترا شرق الحدود مع إيران، العاصمة الثقافية لأفغانستان، هي عاصمة مقاطعة هرات التي يقطنها حوالى 1,9 مليون نسمة، وفقا لبيانات البنك الدولي للعام 2019.
وأشار تقرير صادر عن المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي بأنه من المرجح وقوع خسائر بشرية كبيرة، ومن المحتمل أن تكون الكارثة واسعة النطاق".
وأضاف أن "الأحداث الماضية بهذا المستوى، تطلبت استجابة على المستوى المحلي أو الوطني".
وأشار المتحدث باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الملا جان سايق إلى "وقوع انهيارات أرضية في المناطق الريفية والجبلية أيضاً".
وتتعرض البلاد بشكل متكرر للزلازل، خصوصاً في سلسلة جبال هندو كوش، التي تقع بالقرب من تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.
وفي يونيو من العام الماضي، قُتل أكثر من ألف شخص وشرد عشرات الآلاف بعدما ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة إقليم باكتيكا الفقير، تسبب ذاك الزلزال بأكبر حصيلة للقتلى في أفغانستان منذ ما يقرب من ربع قرن، وفي مارس 2023 ، قُتل 13 شخصاً في أفغانستان وباكستان بسبب زلزال بقوة 6,5 درجة وقع بالقرب من جورم في شمال شرق أفغانستان.
وأعلن بلال كريمي، الناطق باسم الحكومة التي تسيطر عليها حركة طالبان أن حصيلة القتلى ارتفعت جراء الزلزال الذي أعقبته عدة هزّات ارتدادية في منطقة نائية بغرب البلاد.
وقال: "للأسف، حصيلة الضحايا مرتفعة جدا.. بلغت أكثر من ألف شخص"، وفق ما نقلت لوكالة فرانس برس.
وأفاد متحدث باسم وزارة الإعلام والثقافة في الحكومة المؤقتة لطالبان، عبد الواحد ريان، أن حوالي ست قرى دمرت بالكامل، وقتل نحو ألفي شخص.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 600 منزل دُمّروا أو تضرروا جزئيا في أنحاء 12 قرية على الأقل في هرات مع تأثّر حوالي 4200 شخص.
وعمل عمال الإنقاذ طوال الليل في محاولة للعثور على ناجين محاصرين تحت الأنقاض، وقد أصيب آلاف الأشخاص في بلد يعاني من نقص شديد في المرافق الطبية، و تكافح المستشفيات من أجل علاج الجرحى.
وبدأت الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى في الإسراع في توفير الإمدادات الطارئة، وأظهرت لقطات مشاهد الدمار في منطقة إنجيل في هيرات، حيث أغلقت الأنقاض الطرق، مما أعاق جهود الإنقاذ.
وقال الطالب إدريس أرسالا لوكالة فرانس برس: “كان الوضع مروعا للغاية، لم أشهد شيئا كهذا من قبل”.
وأعرب السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، عن خالص تعازى جمهورية مصر العربية لدولة وشعب أفغانستان الشقيق، في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب غرب البلاد صباح أمس السبت، والذى أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين، ووقوع خسائر مادية فادحة.
وأكد تضامن مصر الكامل مع الشعب الأفغانى في تلك المحنة، داعياً المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا برحمته، ويلهم أسرهم الصبر والسلوان، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
وقدم فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بخالص العزاء وصادق المواساة للشعب الأفغاني، في ضحايا زلزال مقاطعتي هيرات وبادغيس، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين، سائلا المولى -عز وجل- أن يتغمَّد الضحايا بواسع رحمته، وأن يربط على قلوب أهليهم وذويهم، وأن يرزقهم الصبر والسُّلوان، وأن يمُن على المصابين بالشفاء العاجل، "إنا لله وإنا إليه راجعون".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أفغانستان زلزال أفغانستان العالم الهولندي فرانك هوجربيتس حكومة طالبان زلزال بقوة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الحوز في طريق التعافي بإنجاز مئات المنازل لإيواء العائلات ضحايا الزلزال المدمر
زنقة 20. الحوز
وسط جماعة أمغراس الجبلية، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم الحوز، يمر أحمد، الذي كان يعمل فلاحا قبل وقوع الزلزال. اليوم، يبدو أكثر نشاطا، إذ عاد لتربية المواشي وزراعة الأرض التي طالما أحبها.
يقول أحمد، الذي كان من بين الأشخاص الذين فقدوا منازلهم بالكامل بدوار “أكني”، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “رغم أن الزلزال دمر جزءا كبيرا من الأرض والمنزل، إلا أن الأمل لم يفارقنا. بدأت أشعر بأننا نتعافى، وبفضل تسارع جهود إعادة الإعمار، نعود للحياة شيئا فشيئا”.
فبعد أشهر على زلزال الحوز، عاد سكان جماعة أمغراس، على غرار باقي الجماعات الترابية المتضررة بالإقليم، إلى حياتهم اليومية، كما عادت المحلات التجارية الصغيرة إلى العمل، واستأنف الفلاحون أنشطتهم الفلاحية مجددا، وبدأت العائلات تستعيد روتينها المعتاد داخل منازلها المبنية حديثا.
وكما هو الحال بالنسبة لأحمد، تحدثت عائشة، إحدى ساكنة دوار “تفغاغت” بنفس الجماعة، عن عودتها رفقة أسرتها، منذ 5 أشهر، إلى منزلهم الجديد الذي أصبح أكثر متانة في مواجهة الكوارث، مؤكدة أن “مواجهة الحياة اليومية كانت صعبة، لكن الآن بفضل الدعم الذي حصلنا عليه، عدنا إلى منازلنا وبدأنا نعيش كأي عائلة أخرى، والأهم من ذلك أننا عدنا إلى حياتنا الطبيعية”.
بدوره، يشكل رشيد، رجل في الخمسينيات من عمره، كان يعمل في المجال الحرفي قبل الزلزال، مثالا لقدرة ساكنة الجماعة القروية على التكيف والصمود. اليوم، أصبح رشيد واحدا من بين العاملين الذين يساهمون في إعادة إعمار دوار “آيت ترغيت” عبر توظيف خبرته الحرفية في مجال البناء وطلاء الواجهات.
وتتغير الحياة في جماعة أمغراس الجبلية بسرعة رغم الجراح التي خلفها الزلزال، بالموازاة مع تسريع عجلة إعادة الإعمار، حيث تحرص لجنة اليقظة والتتبع المحدثة على مستوى عمالة الإقليم على تنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية، بما يضمن تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة، وتمكينها من السكن في ظروف تحفظ الكرامة الإنسانية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبالمناسبة، أوضح منسق برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة جراء الزلزال، حسن إيغيغي، أن الأشغال بلغت مستويات إنجاز جد متقدمة، حيث انتهت عملية البناء بالنسبة لأكثر من 15 ألف و100 سكن أعيد بناؤه وتأهيله للسكن، أي بنسبة 60 في المائة، في أفق أن تصل نسبة تقدم الأشغال في غضون الشهرين القادمين إلى 80 في المائة.
وأكد السيد إيغيغي، في تصريح مماثل، أن “هذه المعطيات تجسد حصيلة إيجابية، لا سيما إذا استحضرنا أنه لم تمر بعد على بداية أشغال البناء والإعمار سنة كاملة، حيث لم تبدأ هذه العملية مباشرة بعد 8 شتنبر 2023، نظرا لقيام لجنة قيادة وتتبع عملية إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمليات أخرى ضرورية لفتح المجال أمام عملية البناء”.
وأشار إلى أن أكثر من 10 في المائة من الأسر المعنية بإعادة الإعمار التي لم تباشر بعد عملية البناء، تدخل في إطار مشاكل بين الورثة، أو عدم مباشرة المستفيدين لعملية البناء رغم توصلهم بالدفعة الأولى من الدعم المرصود من طرف الدولة، حيث باشرت السلطات المحلية إشعارهم، وإنذارهم، وحثهم على بدء الأشغال أسوة بالمستفيدين الآخرين الذين أنهوا البناء وعادوا إلى منازلهم.
وسجل أنه فيما يرتبط بالمساكن التي تقع في المناطق ممنوعة البناء أو تستلزم تدابير خاصة، فقد تم تنفيذ حلول بديلة، وبدأ المستفيدون منها في أشغال البناء، مشيرا إلى أنه رغم كل الإكراهات والصعوبات الميدانية المطروحة، خاصة أن إعادة الإعمار تتم بمناطق جبلية صعبة الولوج، قامت لجنة القيادة والتتبع بتنزيل برنامج إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمل إيجابي يمنح ساكنة الإقليم إمكانية السكن والعيش في ظروف لائقة.
من جانبه، أبرز مدير وكالة العمران الحوز، أمين بويه، الدور الذي تضطلع به مجموعة العمران في عملية إعادة الإعمار، لاسيما المواكبة التقنية لعملية إعادة البناء عبر وضع رهن إشارة المتضررين مهندسين معماريين وطبوغرافيين ومهندسين بمكاتب الدارسات، وكذلك مختبر من أجل تتبع عملية إعادة الإعمار.
وأضاف السيد بويه، في تصريح مماثل، أن عملية من هذا الحجم تضم أزيد من 26 ألف و253 مستفيد من عملية إعادة البناء، لا تخلو من مجموعة الإكراهات والتحديات الموضوعية التي تتمثل، بالخصوص، في قلة اليد العاملة المتخصصة في البناء، وصعوبة التضاريس نظرا للطبيعة الجبلية للإقليم، والتكلفة العالية لنقل مواد البناء خاصة في بعض المناطق النائية بالإقليم.
والأكيد أن عودة الحياة إلى طبيعتها في جماعة أمغراس بعد الزلزال، تمثل رمزا للتحدي والإرادة التي لا تنكسر، بالموازاة مع عملية إعادة الإعمار، التي تمضي بوتيرة متسارعة بباقي الجماعات الترابية لإقليم الحوز، حيث يظل الأمل قويا في قلوب الساكنة المحلية سعيا منها لكتابة فصول جديدة من التعافي والعودة إلى حياتها الطبيعية.
زلزال الحوز