مع احتفالات مرور 50 عامًا على نصر أكتوبر 73، هناك عنصر قد يغفله البعض، ولكنة أساس قومي ومؤثر في نجاح الحرب، وتنمية الدولة واستعادتها لحيويتها وقدرتها على المواصلة في التقدم وإزالة الآثار الجانبية للحرب على مر السنين، والتي تسبب في إرهاق الدولة سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو تنمويا.

فخلال فترات الحروب، يكون لاقتصاد الكوارث وإدارة الأزمات دور كبير لتحقيق التوزان المطلوب لتقد الدولة مره أخرى على قدميها، وكذلك حتى تستطيع الدخول في الحرب من الأساس لتنتصر فيها، حيث دعمت الدولة القوات المسلحة بالموازنات المالية منذ عام 1967 وحتى عام 1973 بحوالي 5 مليارات جنيه، وفق تقارير الموازنة العامة للدولة في ذلك الوقت التي تم تقديمها للبرلمان.

الحرب اثرت على اقتصاد الدولة وعملت على استعادة وضعها

وخلال فترة الحروب التي مرت بها مصر حتى حرب 6 أكتوبر 1937 عانت مصر كثيرا من العديد من التبعات الاقتصادية للحرب، والتي أثرت على إنتاج الدولة من العديد من المنتجات ومنها المواد البترولية، وإيرادات السياحة غيرها من القطاعات اتلي تأثرت بشكل كبير وملحوظ وهو ما أثر بشكل طبيعي على الاقتصاد.

وبالرغم من انخفاض الإيرادات واتجاه الدولة نحو العجز في الموازنة، كان يجب على الحكومة توجيه دعم مادي كبير للجيش والتسليح حتى لا تقبل الهزيمة وتستطيع المواصلة لاسترداد حقوقها وأراضيها.

ترشيد الاستهلاك وزيادة التصنيع المحلي أبرز اتجاهات مصر في حرب 73

ولهذا السبب اتجهت الدولة إلى ترشيد الإنفاق على القطاع الاستهلاكي والذي يستنزف الكثير من أموال ومقررات الموازنة في سبيل التسليح والحرب، وبالرغم من ذلك إلا أن الدولة اتجهت للعمل على المشروعات القومية التنموية حتى يكون هناك نهوض في الدولة.

ويزداد أهمية اقتصاد الكوارث وإدارة الازمات في الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد، سواء في حالات الحرب أو الازمات الاقتصادية وأو الأوبئة وهو ما شهدناه خلال تفشي فيروس كورونا في العالم.

وقال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن اقتصاد الكوارث والحروب يعبر عن الإجراءات الاستثنائية التي تقوم بها الدولة لمواجهة الظروف استثنائية تؤثر على الاقتصاد للدولة، وهو ما طبقته مصر أثناء وقبل حرب أكتوبر عام 73، حيث خصصت أكبر نسبة من الانفاق على التسليح والجيش والتنمية لمشروعات الدولة التي تفيد وتدر عائد على الدولة، وذلك من خلال الاعتماد على التصنيع والمنتج المحلي بدلا من الاستيراد.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن ترشيد الاستيراد والاستهلاك، وإحلال المنتج المحلي بدلا من المستورد وتفعيل دور المجتمع المصري فى ذلك بشراء المنتجات المصرية المحلية الصنع وتشجيع المصانع على العمل في بيئة تنافسية تصب في صالح الاقتصاد المصري والمواطن، كانت من أبرز الإجراءات التي يمكن من خلالها مساعدة الاقتصاد المصري على الاستمرار وعدم السقوط خلال فترة الحرب.

وأوضح أن هذا ما تستم عليه الدولة حتى الأن من خلال زيادة الإنتاج وفتح العديد من المدن الصناعية، لتعزيز دور الاقتصاد المصري والبعد عن صرف الأموال على المنتجات المستوردة، خاصة وان الفترة الحالية يشهد العالم كله أزمات اقتصادية واضحة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر اقتصاد الكوارث الاقتصاد المصري إدارة الأزمات

إقرأ أيضاً:

كارثة تهدد وجودنا.. تواصل اعترافات الاحتلال بحجم الفشل في 7 أكتوبر

ما زال الإسرائيليون بعد مرور تسعة أشهر يتجرعون مرارة الفشل التاريخي الذي تحقق بسبب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، وهي "الكارثة" الثانية من نوعها وأبعادها في تاريخ دولة الاحتلال، بعد خمسين عاما على الكارثة الأولى في 1973، واللافت أن التشابه بين الكارثتين، وفق التعبير الإسرائيلي، مذهل، مما يستدعي الحاجة الإسرائيلية لدراستهما بشكل جيد ومتعمق، كي لا تتحقق كارثة ثالثة.

رافي لوبيرت الكاتب في موقع "نيوز ون"، ذكر أن "أصل الفشل في الكارثتين تمثل بتلقي الجيش الضربة المباشرة، وشعر الإسرائيليون بنتائجها وعواقبها، وهذا الدرس الأول الذي يمكن استخلاصه حتى قبل تشكيل لجنة تحقيق رسمية، لأن الفشل الاستراتيجي للدولة نبع من حقيقة أنها نامت على أهبة الاستعداد، وكانت الحكومة مرتاحة لتعامل المعارضة معها عندما لم يكن لديها أي فرصة للتغلب على الائتلاف الحاكم، ولدى المعارضة هدف كبير وهمي يتمثل باستهداف بنيامين نتنياهو، وجهت نحوه نيرانها، فيما اعتمد الليكود بشكل مفرط عليه، وهو كان منشغلاً بخطته للتسوية الإقليمية التعامل مع التهديد النووي الإيراني، ونسي كل شيء آخر تقريبا".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "الدولة فشلت في اختبار تاريخي جدي خطير، ويجب ألا نصل في ظل نفس الظروف ونفس الأسباب الأساسية لكارثة أخرى؛ قد تكون حقيقية ونهائية المرة القادمة، لأننا إذا تابعنا بنفس الطريقة التي اتبعناها من قبل، فإن فرصة حصولنا على ذات النتيجة المأساوية تزيد بشكل كبير، لاسيما وأن أعداءنا يتعلمون الدروس من محاولاتهم، مما يزيد من الخطر على مستقبلنا".

وأوضح أن "الخطوة التي قامت بها حماس غيّرت قواعد اللعبة ليعود الاحتلال للاتجاه الأصلي المتمثل بتعزيز التحالف الإقليمي بدعم من الولايات المتحدة، وأعتقد أن نتنياهو يقود التحركات في الجنوب والشمال معًا بهدف "كسب الوقت"، لأن ثمانية أشهر من الحرب بقوة قصوى تزيد عن خمس فرق، إضافة للقوات الجوية التي تعد من الأقوى في العالم، ليست نتيجة لعدم الكفاءة العسكرية. ولكن لأنه يريد الوصول الى حقبة ترامب، مع العلم أن الاحتلال أهمل إقامة تحالف مؤيد للغرب مع الدول الإقليمية مع صعود بايدن للسلطة، خوفا من الضغوط عليه لإقامة دولة فلسطينية".

وأشار الكاتب إلى أنه "كل يوم يمرّ، تستمر القيادة العليا لجيش الاحتلال، المسؤولة مباشرة عن كارثة السابع من أكتوبر في قيادة الجيش، فإن الدولة ستكون على حافة فضيحة وطنية قد تتمثل المرة القادمة بسيطرة حزب الله في لبنان والأراضي السورية وشمال غرب العراق، مما يعني أنها ستواجه حرب استنزاف مفاجئة وطويلة ومرهقة للغاية، وبوسائل مستقلة كالطائرات بدون طيار، والأسراب الصغيرة، وصواريخ كروز، والطائرات الانتحارية، والروبوتات البرية والبحرية، والإطلاق من الفضاء".


وتساءل عن "حقيقة فراغ مستودعات الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية في دولة الاحتلال يوم السابع من أكتوبر، مع أنه مطلوبة منها المحافظة على مخزون لوجستي شامل لحالات الطوارئ الإسرائيلية أو الأمريكية أو المشتركة، ولماذا لم يتم ملؤها بالمعدل اللازم عندما اندلعت حرب غزة".

تكشف هذه المخاوف الإسرائيلية عن حقيقة استشعارها بوقوع كارثة ثالثة شبيهة بـ1973 و 2023، مما يتطلب في البداية استبدال القيادة العليا للجيش، بناء على نتائج التحقيق، وتجاه تنفيذ الاستراتيجية الجديدة التي ستتبناها الدولة لنفسها، لأنها مستمرة في "السبات الشتوي" منذ خمسة عشر عاما، مما يجعلها عشية الدخول في وضع رهيب، إن لم يكن الأسوأ.

مقالات مشابهة

  • استشاري الطاقة الكهربائية: نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة دول العالم تناشد مواطنيها بترشيد الاستهلاك
  • أستاذ الإدارة يوضح أهمية مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي
  • كارثة تهدد وجودنا.. تواصل اعترافات الاحتلال بحجم الفشل في 7 أكتوبر
  • تنسيقية شباب الأحزاب تصدر ورقة تعريفية حول مبادرتها لترشيد استهلاك الكهرباء
  • لأفضل أفكار ترشيد الطاقة.. حياة كريمة تطلق مسابقة «Save Watt»
  • ترشيد الاستهلاك ضرورة وليس رفاهية
  • الحروب الثقافية وحرب غزة.. كيف صاغ السابع من أكتوبر مفهوم الأمة؟
  • عضو بـ«القومي لحقوق الإنسان»: ترشيد استهلاك الطاقة يحفاظ على الموارد
  • أستاذ تخطيط: الدولة استهدفت خلال السنوات الماضية رفع جودة حياة المواطن المصري
  • بالفيديو.. أستاذ تخطيط: الدولة استهدفت رفع جودة حياة المواطن المصري