تصاعد الأحداث في الضفة الغربية.. هل ترفع خلايا المقاومة هجماتها؟
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
نابلس- على ما أمست عليه أصبحت الضفة الغربية بمدنها وقراها اليوم الأحد، فمنذ ساعات الفجر الأولى خاض 3 مقاومين فلسطينيين اشتباكا عنيفا مع جنود الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز مستوطنة "شافي شمرون" شمال الضفة الغربية، فاستشهد أحدهم وانسحب رفيقاه.
ووفق مصادر محلية تحدثت للجزيرة نت، فإن المقاومين الثلاثة اشتبكوا مع جنود الاحتلال المتمركزين عند الحاجز، وأصيب أحدهم وهو المطارد أحمد عواودة من سكان مخيم جنين بشكل مباشر بالرأس، وتمكن المقاومان الآخران من الانسحاب، ليقوم جيش الاحتلال عقبها بإغلاق المنطقة بالكامل ورفع تشديداته العسكرية عليها.
وباستشهاد عواودة يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 7 بالضفة الغربية منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" يوم أمس.
وهذه العملية، تُعد الثانية منذ ظهر السبت، بعد عملية الطعن التي أقدم الشاب محمد جربوعة على تنفيذها في مدخل مستوطنة أرائيل قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، قبل أن يستشهد بالرصاص الإسرائيلي، بينما شهدت مواقع مختلفة عمليات إطلاق نار تجاه نقاط عسكرية إسرائيلية.
وكان آخرها استهداف حاجز "الطيبة" العسكري الإسرائيلي قرب طولكرم وحاجز صرة قرب نابلس بوابل كثيف من النيران، فضلا عن اشتباك آخر قرب مستوطنة "مجدليم" المقامة على أراضي جنوب نابلس، وادعاء الاحتلال عن محاولة طعن في حي الشيخ جراح بمدينة القدس.
انتفض فلسطينيون بمسيرات عفوية بمختلف مدن وبلدات الضفة الغربية أطلقت منذ ظهر السبت، وانتهت بمواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال ومستوطنيه، بينما استجاب عشرات الفلسطينيين بنابلس وأماكن أخرى كما هو حال مخيم الدهيشة في بيت لحم لدعوات أطلقتها مجموعة "عرين الأسود" المقاتلة للخروج في مظاهرات، إلا أن أجهزة السلطة الفلسطينية قمعت بعضها.
ومنذ ساعات صباح اليوم الأحد، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي معظم الحواجز العسكرية بالضفة، لا سيما بمناطق الشمال، وشددت من إجراءاتها العسكرية فيما أعلنت إسرائيل إغلاقها للمعابر الحدودية، وتلك الواصلة بين الداخل والأراضي المحتلة عام 1967 وللمناطق القريبة من المستوطنات.
وقام المستوطنون بإعداد كمائن في تقاطعات الطرق التي يستخدمها الفلسطينيون، وأطلقوا النار على سياراتهم وعرقلوا حركتهم.
وبالمقابل أعلنت حالة الإضراب الشامل بالضفة الغربية، وأغلقت المؤسسات الحكومية والأهلية لا سيما المدارس والجامعات أبوابها، في حين تعطلت الحركة الاقتصادية والتنقل على الطرقات بشكل تام، في ظل وضع أمني متوتر.
فرصة ورسائل للمقاومة
من جهته رأى القيادي والسياسي الفلسطيني حسن خريشة، أن التحركات بالضفة الغربية، على أهميتها ودورها الذي أحرزته حتى اللحظة لا تزال دون المستوى الشعبي، محذرا من تقييد هذا التحرك على اعتبار "أن الساحة الشعبية لا تزال تعاني ضغوطا وملاحقة من قبل السلطة الفلسطينية".
وبالمقابل، عوَّل خريشة في حديثه للجزيرة نت على "المقاومون الجدد" كما وصفهم ونضالهم المستمر منذ أشهر طويلة وخاصة بشمال الضفة الغربية، وقال "المقاومة اتسعت واشتد عودها بالضفة، وهذه فرصة لدعم غزة التي بعثت رسائل حقيقية بأنها تقف مع هؤلاء المقاومين بالضفة".
ولفت خريشة إلى أن رسائل "طوفان الأقصى" الشاملة بنصرة المقاومة بالضفة والانتصار للمسجد الأقصى وحرائره وفلسطينيي 48، ورفض التطبيع "ستجعل من المقاومين بالضفة أن يقاوموا ببسالة ويوسعوا المواجهة لتشمل كل الأراضي الفلسطينية".
أما الأكاديمي أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العربية الأميركية بمدينة جنين، فقال إن التحرك الشعبي بدأ فعلا وحالة التأييد والمناصرة والإضراب الشامل عمَّت كل المناطق، وتوقع أن هذه الحالة ستمتد وتتوسع بشكل أكبر مع غزة.
وقال يوسف للجزيرة نت، إن الحالة الشعبية ستنطلق للمواجهة المباشرة في نقاط الاحتكاك المباشرة مع الاحتلال، لا سيما الحواجز العسكرية.
وعلى صعيد كتائب المقاومة بالضفة الغربية، رأى يوسف أنه ونظرا لما شكلته العملية بغزة من تحولات واختراق إستراتيجي واستخباري وميداني، فإن المقاومة بالضفة ومن مختلف الفصائل لن تدخر جهدا في تنفيذ عمليات فدائية داخل المستوطنات، أو تستهدف مستوطنين لتخفف الضغط عن غزة.
وقال إن حالة التضامن مطلوبة وكذلك "توحيد الساحات" مطلوب، ولا يمكن الانعزال عما يجري بغزة، وهو ما أكده خبراء ومطلعون على الشأن الإسرائيلي أن الهجوم على غزة لن يوقف شراسته إلا استنهاض جبهات أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة بالضفة بالضفة الغربیة الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
المجلس المركزي الفلسطيني يناقش أولويات المرحلة في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي
قالت ولاء السلامين، مراسلة القاهرة الإخبارية من رام الله، إن الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ما زالت تنعقد بشكل مباشر، في ظل تطورات ميدانية وإنسانية حرجة تمر بها القضية الفلسطينية، لا سيما مع استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، وتأتي هذه الدورة في توقيت دقيق للغاية، حيث يتعرض الفلسطينيون لحملات تهجير ممنهجة، وسط تصاعد الأعمال العسكرية.
وأضافت خلال رسالة على الهواء، أنه في كلمة ألقاها خلال الجلسة، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القضية الفلسطينية تواجه محاولات لإعادة إنتاج نكبة جديدة، على غرار نكبتي عام 1948 و1967، مشيرًا إلى أن أعداد اللاجئين والنازحين ما زالت في تزايد مستمر، داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، وشدد على أن ما يحدث في غزة من إبادة جماعية لا يمكن أن يُختزل في أرقام، بل يشمل مآسي لعائلات أُبيدت بالكامل.
وأشار الرئيس عباس إلى أربع أولويات رئيسية للقيادة الفلسطينية في هذه المرحلة، أولها وقف العدوان على غزة، وثانيها إنهاء إجراءات الاحتلال التي تقطّع أوصال الضفة الغربية من خلال الحواجز والبوابات الحديدية، مثل تلك التي نُصبت اليوم عند مداخل مخيم جنين، في خطوة تؤكد نية الاحتلال عرقلة أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية.
كما ندد عباس بالانتهاكات المتواصلة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، مستنكرًا اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وما حدث مؤخرًا من اعتداءات خلال سبت النور على الزوار في كنيسة القيامة بالقدس المحتلة. وأضاف أن تلك الاعتداءات لم تقتصر على الحرم القدسي، بل امتدت إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، حيث يسعى الاحتلال لتحويله إلى مزار خاص بالمستوطنين.