طوفان الأقصى.. لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
ها هم مقاومو غزة الذين قبعوا في سجن كبير محاصر من كل جهة لسنوات وسنوات، يحطمون كل الأسوار والأسلاك الشائكة لكي يعودوا إلى ديار وأرض أجدادهم، تلك الأرض التي اغتصبها المحتلون في 1948 ومن ذلك الوقت ظنوا بأنهم في مأمن من أصحاب الأرض الأصليين.
نعم لا صوت يعلو فوق صوت أصحاب الأرض وهم ينتصرون مرة أخرى، ولكن هذا الانتصار له نكهة أخرى وهي أنها أكبر هزيمة تلحق بإسرائيل منذ 1948.
وعلى الرغم من أنّ الصدمة جعلت بعضهم صماً بكماً، إلا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين اعترفوا بواقع الهزيمة التي تعرضوا لها منذ صباح السبت، حيث اعترفوا بأنّ الهزيمة مشابهة لما حدث في حرب أكتوبر 1973. ولكي تكون معلوماتهم أكثر دقة علينا تذكيرهم بأنه بالإضافة إلى الصدمة فإن إسرائيل ودّعت ما كانت تروج له لسنوات حول قدراتها الرادعة، فالمقاومون مزقوا قدرات إسرائيل الدفاعية وسيمنعونها من فرض أي معادلة ردع جديدة، فالمقاومة هي من تفرض قواعد الاشتباك هذه الأيام.
لقد أظهرت معركة القسام جانباً مخفياً من إسرائيل وهو "الفقر الاستخباراتي"، ويبدو بأن المحللين في إسرائيل وخارجها باتوا مقتنعين بأن إسرائيل استفاقت اليوم على هدير الصواريخ والاقتحامات الفلسطينية للمستوطنات، مما أظهر بأنّ جميع المخابرات الإسرائيلية عجزت عن كشف ولو معلومة واحدة عن العملية العسكرية الفلسطينية.
يبدو أنّ الفلسطينيين طوروا أدواتهم الاستخباراتية ولم يسمحوا بأي عملية اختراق، لقد خططت القسام الذراع العسكرية لحركة حماس لهذه العملية لأشهر وحافظت على السرية الاستخباراتية طوال هذه المدة، وهو ما يعد تطورا نوعياً محسوباً للمقاومة ويضرب إسرائيل بمكان قاتل.
أكثر ما يميز عملية "طوفان الأقصى" هو احتكارها لزمام المبادرة، ويبدو أنّ ركن المفاجأة والتخطيط العميق ها ما ساهما في منع الكيان الصهيوني من أخذ استراحة لاستعادة السيطرة. فقد قامت المقاومة الفلسطينية بمفاجأة الكيان الصهيوني في الصباح عبر إطلاق 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف وخارجها إلى تل أبيب، وبذلك أوهمت حماس سلطات الاحتلال بأن هناك جولة عادية من تبادل إطلاق الصواريخ فقط، بينما كان المقاومون يجتازون جميع التحصينات الإسرائيلية ويصلون إلى مستوطنات الكيان.
لقد سيطر المقاومون على المشهد ومنعوا العدو من التقاط أنفاسه، وعلى الرغم من استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، إلا أن إسرائيل لم تستطع إلى هذه اللحظة تأمين مستوطناتها. لقد كانت استراتيجية التسلل إلى المستوطنات فاعلة للغاية، إذ أن خطة شباب المقاومة كانت اقتحام مجموعة كبيرة من المستوطنات ومن ثم نقل ما يمكن نقله من الرهائن إلى قطاع غزة، وأما من تمت محاصرتهم من مقاومين في هذه المستوطنات، فقد قاموا باحتجاز الرهائن وهذا ما سيوفر لهم خروج آمن من هذه المستوطنات.
التطور الآخر المهم هو عدد الصواريخ التي اخترقت مجال القبة الحديدية، وهذا يظهر قدرة المقاومة الفلسطينية على تطوير برنامجها الصاروخي خلال السنوات الماضية، لقد بلغت قدرة المقاومة قدراً من القوة أوقفت من خلال رشقة من الصواريخ اجتماع الحكومة الإسرائيلية الطارئ وأجبرتها على النزول إلى الملاجئ.
وأما من الناحية السياسية، فقد رسم إسماعيل هنية الخطوط الحمراء المستقبلية التي يجب ألا تتعداها إسرائيل. وأهم هذه الخطوط كانت بأن المسجد الأقصى هو خط أحمر لكل الفلسطينيين وعليه فإن المقاومة مستعدة في كل مرة لشن حرب مشابهة، فالمقاومة بشنّها هذه الحرب فإنها قطعت الطريق على خطط إسرائيلية لفرض سيطرتها الكاملة على المسجد الأقصى. كما شدد هنية على ما يسمى "توحيد الساحات الداخلية" إذ قال إنّ الاعتداء على الضفة الغربية والقدس لن يمر دون رد من حركة حماس وحركات المقاومة الأخرى.
ونختم بما ذكره هنية من أنّ المعركة الحالية هي بداية معركة التحرير، ولذلك يبدو بأنها لن تنتهي خلال ساعات أو أيام وذلك لأن المقاومون نقلوا المعركة إلى داخل الأراضي المحتلة. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الساحات الأخرى كالقدس والضفة الغربية وحتى لبنان مرشحة للانفجار، مما سيفتح نار جهنم على إسرائيل.
twitter.com/fatimaaljubour
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين إسرائيل المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
المقاومة تحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن محاصرة مخيم جنين
متابعات ـ يمانيون
حمل قادة المقاومة في مخيم جنين، السلطة الفلسطينية المسؤولية عن محاصرة المخيم وإطلاق النار على سيارات الإسعاف.
وفي بيان لهم اليوم الأحد، أدان قادة المقاومة الحملة الأمنية على المخيم، والتي تهدف لنزع سلاح المقاومة وفتح المجال أمام قوات العدو الصهيوني.
ودعا البيان إلى إضراب شامل في مختلف مناطق الضفة غدًا الاثنين، والخروج بمسيرات حاشدة ظهر الأربعاء القادم في مختلف محافظات الضفة.
وطالب قادة المقاومة الأهالي في مختلف مناطق الضفة، بالتوجه للمخيم لكسر حصار السلطة بالمسيرات السلمية.
وشددت أجهزة أمن السلطة اليوم، الحصار المفروض للأسبوع الثالث على التوالي على مخيم جنين.
وذكر شهود عيان أن أجهزة السلطة أغلقت مداخل المخيم بالكامل، مع تشديد الإجراءات وتفتيش أي شخص يدخل مخيم جنين.
وتحاول أجهزة السلطة اقتحام المخيم للأسبوع الثالث على تواليا، مع استمرار الاشتباكات العنيفة وتصدي المقاومة.
وتسعى أجهزة السلطة وفق تعليمات من قيادتها الأمنية والسياسية، لاجتثاث المقاومة في مخيم جنين، وتصفية المقاومين المتواجدين بداخله.