عربي21:
2025-02-17@02:36:03 GMT

طوفان الأقصى.. لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

ها هم مقاومو غزة الذين قبعوا في سجن كبير محاصر من كل جهة لسنوات وسنوات، يحطمون كل الأسوار والأسلاك الشائكة لكي يعودوا إلى ديار وأرض أجدادهم، تلك الأرض التي اغتصبها المحتلون في 1948 ومن ذلك الوقت ظنوا بأنهم في مأمن من أصحاب الأرض الأصليين.

نعم لا صوت يعلو فوق صوت أصحاب الأرض وهم ينتصرون مرة أخرى، ولكن هذا الانتصار له نكهة أخرى وهي أنها أكبر هزيمة تلحق بإسرائيل منذ 1948.

ما أظهرته الفيديوهات القادمة من فلسطين صباح 7 تشرين الأول/ أكتوبر يعبر عن معادلة بسيطة للغاية وهي أن المغتصبون لأرض فلسطين يهربون ولا يدافعون، أما أصحاب الأرض فهم يمرغون أنف إسرائيل في التراب ويمزقون الأجزاء الأخيرة من خرافة "إسرائيل التي لا تقهر".

وعلى الرغم من أنّ الصدمة جعلت بعضهم صماً بكماً، إلا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين اعترفوا بواقع الهزيمة التي تعرضوا لها منذ صباح السبت، حيث اعترفوا بأنّ الهزيمة مشابهة لما حدث في حرب أكتوبر 1973. ولكي تكون معلوماتهم أكثر دقة علينا تذكيرهم بأنه بالإضافة إلى الصدمة فإن إسرائيل ودّعت ما كانت تروج له لسنوات حول قدراتها الرادعة، فالمقاومون مزقوا قدرات إسرائيل الدفاعية وسيمنعونها من فرض أي معادلة ردع جديدة، فالمقاومة هي من تفرض قواعد الاشتباك هذه الأيام.

لقد أظهرت معركة القسام جانباً مخفياً من إسرائيل وهو "الفقر الاستخباراتي"، ويبدو بأن المحللين في إسرائيل وخارجها باتوا مقتنعين بأن إسرائيل استفاقت اليوم على هدير الصواريخ والاقتحامات الفلسطينية للمستوطنات، مما أظهر بأنّ جميع المخابرات الإسرائيلية عجزت عن كشف ولو معلومة واحدة عن العملية العسكرية الفلسطينية.

يبدو أنّ الفلسطينيين طوروا أدواتهم الاستخباراتية ولم يسمحوا بأي عملية اختراق، لقد خططت القسام الذراع العسكرية لحركة حماس لهذه العملية لأشهر وحافظت على السرية الاستخباراتية طوال هذه المدة، وهو ما يعد تطورا نوعياً محسوباً للمقاومة ويضرب إسرائيل بمكان قاتل.

أكثر ما يميز عملية "طوفان الأقصى" هو احتكارها لزمام المبادرة، ويبدو أنّ ركن المفاجأة والتخطيط العميق ها ما ساهما في منع الكيان الصهيوني من أخذ استراحة لاستعادة السيطرة. فقد قامت المقاومة الفلسطينية بمفاجأة الكيان الصهيوني في الصباح عبر إطلاق 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف وخارجها إلى تل أبيب، وبذلك أوهمت حماس سلطات الاحتلال بأن هناك جولة عادية من تبادل إطلاق الصواريخ فقط، بينما كان المقاومون يجتازون جميع التحصينات الإسرائيلية ويصلون إلى مستوطنات الكيان.

لقد سيطر المقاومون على المشهد ومنعوا العدو من التقاط أنفاسه، وعلى الرغم من استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، إلا أن إسرائيل لم تستطع إلى هذه اللحظة تأمين مستوطناتها. لقد كانت استراتيجية التسلل إلى المستوطنات فاعلة للغاية، إذ أن خطة شباب المقاومة كانت اقتحام مجموعة كبيرة من المستوطنات ومن ثم نقل ما يمكن نقله من الرهائن إلى قطاع غزة، وأما من تمت محاصرتهم من مقاومين في هذه المستوطنات، فقد قاموا باحتجاز الرهائن وهذا ما سيوفر لهم خروج آمن من هذه المستوطنات.

التطور الآخر المهم هو عدد الصواريخ التي اخترقت مجال القبة الحديدية، وهذا يظهر قدرة المقاومة الفلسطينية على تطوير برنامجها الصاروخي خلال السنوات الماضية، لقد بلغت قدرة المقاومة قدراً من القوة أوقفت من خلال رشقة من الصواريخ اجتماع الحكومة الإسرائيلية الطارئ وأجبرتها على النزول إلى الملاجئ.

وأما من الناحية السياسية، فقد رسم إسماعيل هنية الخطوط الحمراء المستقبلية التي يجب ألا تتعداها إسرائيل. وأهم هذه الخطوط كانت بأن المسجد الأقصى هو خط أحمر لكل الفلسطينيين وعليه فإن المقاومة مستعدة في كل مرة لشن حرب مشابهة، فالمقاومة بشنّها هذه الحرب فإنها قطعت الطريق على خطط إسرائيلية لفرض سيطرتها الكاملة على المسجد الأقصى. كما شدد هنية على ما يسمى "توحيد الساحات الداخلية" إذ قال إنّ الاعتداء على الضفة الغربية والقدس لن يمر دون رد من حركة حماس وحركات المقاومة الأخرى.

ونختم بما ذكره هنية من أنّ المعركة الحالية هي بداية معركة التحرير، ولذلك يبدو بأنها لن تنتهي خلال ساعات أو أيام وذلك لأن المقاومون نقلوا المعركة إلى داخل الأراضي المحتلة. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الساحات الأخرى كالقدس والضفة الغربية وحتى لبنان مرشحة للانفجار، مما سيفتح نار جهنم على إسرائيل.

twitter.com/fatimaaljubour

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين إسرائيل المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الثلاثاء .. انطلاق المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى

وأوضح رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور عبدالله الشامي أن المؤتمر الذي تنظمه في ثلاثة أيام الجامعات اليمنية، سيناقش من خلال محاور أبعاد ونتائج عملية "طوفان الأقصى" على واقع الأمة العربية والإسلامية وانعكاسات ذلك على العدو الاسرائيلي والتركيز على أهم العمليات العسكرية التي تعرضت لها الصهيونية العالمية.

وأشار إلى أن المؤتمر يهدف لتسليط الضوء على التداعيات التي أحدثتها عملية "طوفان الأقصى" بعد مرور عام على كافة المجالات، والتعرف على دوره في تشكيل الوعي الجهادي للأمة والتحولات على المستويين الإقليمي والعالمي، ودور البحث العلمي والإنتاج الأكاديمي في خدمة القضية الفلسطينية.

وأكد الدكتور الشامي أن المؤتمر سيناقش أكثر من 100 بحث وورقة علمية تتضمن الأبعاد والمجالات العلمية التي تغطي المحاور "القيادي، السياسي، التاريخي، الثقافي، الاجتماعي، الحقوقي والإنساني، الصحي، التعليمي، الاقتصادي، والمحور الإعلامي، والمحور العسكري" فضلاً عن تسليط الضوء على دور السيد القائد في معركة طوفان الأقصى وإبراز الدور اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني.

بدوره اعتبر نائب رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر الدكتور فؤاد حنش، المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية "طوفان الأقصى" جزءًا من الحراك العام في اليمن لتعزيز المواجهة مع العدو الصهيوني عبر الجبهة الأكاديمية.

مقالات مشابهة

  • مسير ومناورة لخريجي دورات طوفان الأقصى في جبلة بإب
  • مسير راجل ووقفة لخريجي دورات طوفان الأقصى في سنحان بصنعاء
  • الثلاثاء .. انطلاق المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى
  • شاهد | نماذج من الأسرى الفلسطينيين المحررين في الصفقة السادسة
  • شاهد | تنفيذ الاتفاق يجري وفق سقف القسام.. وتهديدات ترامب سقطت
  • كيف باعد طوفان الأقصى بين السعودية والتطبيع مع الاحتلال؟
  • أكثر من 48 ألف شهيد حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ طوفان الأقصى
  • المقاومة الفلسطينية تسلم 3 أسرى صهاينة ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل
  • المقاومة الفلسطينية تسلم 3 أسرى صهاينة ضمن الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى
  • ضمن الدفعة السادسة.. الإفراج غدًا عن 369 أسيرًا فلسطينيًا