سجل الشباب العماني قصص نجاح في إدارة إرث الأجداد من خلال تمكين وزارة التراث والسياحة لهم بإدارة القلاع والحصون في مختلف ربوع سلطنة عمان، وتعد قلعة بهلا المدرجة في قائمة التراث العالمي إحدى القلاع التي تم طرحها للاستثمار وتمكين الشباب العماني من إدارتها وتشغيلها، وسجلت الإحصائيات أكثر من 17 ألف زائر وسائح للقلعة بنهاية منتصف العام الجاري مع توقعات بتضاعف هذه الأرقام في العام المقبل، مع استخدام التقنيات الحديثة وتفعيل المهرجانات لاستقطاب أعداد أكبر من السياح والزوار واستغلال المواقع المجاورة للقلعة ضمن الجولات السياحية.

إدارة عمانية

وقال المهندس علي بن أحمد الشقصي، مدير عام إدارة وتشغيل وتوظيف واحة وقلعة بهلا عبر تصريح "مكتوب": بلغ زوار قلعة بهلا العام الماضي 2022 نحو 28914 زائرا وسائحا، فيما بلغ الزوار في النصف الأول من العام الجاري 17037 زائرا وسائحا، ومشروعنا يستهدف تفعيل وتطوير وتشغيل قلعة وواحة بهلا، استكمالا للجهود الرامية إلى تعزيز السياحة الثقافية وتنشيط المواقع التاريخية لتحقيق التنمية السياحية المستدامة، وفقًا لتوجهات الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2040م، حيث تحظى قلعة بهلا بمكانة خاصة في تاريخ سلطنة عُمان وتعد من الوجهات التراثية والثقافية الرئيسية التي تستقطب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في تنمية القطاع السياحي في سلطنة عُمان عبر تحفيز القطاع ليكون رافدا مهما للاقتصاد الوطني، وانطلاقا من مكانة قلعة بهلا كصرح حضاري ومعلم سياحي بارز، موضحا: أن المشروع يستهدف المساعدة في رفع مستوى القطاع السياحي في ولاية بهلا بشكل عام باستغلال كافة المقومات السياحية التي تزخر بها ولاية بهلا، من خلال تقديم خدمات تتضمن قاعدة بيانات عن كل الأنشطة والبرامج المتبعة، ووجود مكتبة عامة، ومسرح يقام من خلاله الندوات والمحاضرات الثقافية والأمسيات الشعرية ويستضيف شخصيات تاريخية محلية وعالمية ومعماريين مشهورين في المستوى المحلي والعالمي، وتخصيص مهرجان شعبي في كل عطلة أسبوع يتخلله الفنون الشعبية التي تشتهر بها الولاية وفعاليات الحرفيين، وإقامة مكان مخصص للحرفيين وأصحاب المشغولات اليدوية، والتي من خلالها يتعرف الزائر على كيفية صناعة تلك الموروثات كالفخاريات والفضيات، وتخصيص موقع لإقامة متحف دائم مخصص للصور التي تحكي تاريخ ولاية بهلا العريق، وإقامة متحف البيت العماني التقليدي ومنه يعكس لزائر المتحف الحياة العمانية، وإقامة معرض للعمارة العمانية يستعرض صور العمارة في سلطنة عمان، ونسعى إلى إقامة مركز بحوث العمارة العمانية ومن خلاله يكون منصة بحث في مجال الهندسة المعمارية في عمان بالشراكة مع الجامعات والكليات المحلية والعالمية، وكذلك إقامة مركز الحرف التقليدية العمانية والتي سيكون مخصصا لعرض منتوجات الحرفيين وكذلك سيتخلله حلقات عمل تدريب الناشئة في مجال الحرف والمشغولات اليدوية العمانية التقليدية.

وأكد أننا نسعى إلى توزيع الأنشطة والفعاليات في المرافق المختلفة للقلعة والواحة من خلال العناصر التي تضفي القيمة المضافة لتشغيل القلعة بمزج التقنية والأفكار المبتكرة مع الحفاظ على القيمة التراثية والمعمارية للواحة والقلعة وإدخال روبورت آلي كمرشد سياحي، وجهاز عرض على مدخل القلعة لعرض خريطة الواحة والقلعة بـ33 لغة حسب اختيار الزائر، معربا عن توقعه بزيادة عدد الزوار والسياح أكثر من ضعف العدد في الموسم القادم، كون الموقع قد أسند إلى شركة خاصة بإدارة عمانية مع رفع وتيرة الأنشطة والفعاليات في الموقع، ومن ضمن الفعاليات التي ستقوم بها الشركة بإدخالها في الموقع خلال الأيام القادمة مهرجان العيد الوطني، ومهرجان الفنون الشعبية بالتنسيق مع نادي بهلا، ومهرجان الشتاء وسيكون خاصا للأسر المنتجة وأصحاب المشغولات الحرفية واليدوية مع إقامة حلقات تعليمية لجميع الحرف، إضافة إلى إقامة مهرجان الداخلية السياحي وذلك بالتنسيق مع بلدية بهلا، والمسرح المفتوح في الفناء الخارجي وسط القلعة بجانب سبلة برغش والذي سيكون مخصصا لإقامة الأمسيات الثقافية بكافة أنواعها، وبلا شك أن تشغيل قلعة بهلا من قبل إحدى الشركات سيكون له أثرا إيجابيا على الولاية بشكل عام والمواقع المجاورة للقلعة بشكل خاص وأهمها سوق بهلا الشعبي وحارة العقر وحارة الحوية وواحة بهلا، إذ نعتزم القيام بمشروع جولات سياحية للزوار والسياح تنطلق من قلعة بهلا وتشمل واحة بهلا للتعرف على المواقع الأثرية والسياحية المهمة التي تشتهر بها الواحة ومنها إلى جامع بهلا القديم وحارة العقر وسوق بهلا التقليدي ومصنع الفخار التقليدي ومصانع قصب السكر ومصنع الحلوى العمانية ومصنع النسيج التقليدي وموقع الزاجرة.

التراث العالمي

وقالت المهندسة خالصة السالمية، رئيسة قسم مواقع التراث العالمي بوزارة التراث والسياحة: هناك في ولاية بهلا ولا تزال قلعة بهلا شامخة حتى يومنا، والتي تعد أبرز وأعرق القلاع في سلطنة عمان، حيث أن هذا المبنى التاريخي الضخم قد لعب دورا حيويا في التعريف بتاريخ عمان وحضارتها العريقة على مر السنين، وقد كان لموقع قلعة بهلا في الماضي أهميته العلمية والثقافية، حيث كان مركزا للعلم والثقافة والأنشطة الاجتماعية بما تحويه الواحة من مفردات ثقافية تتمثل في أسواق ومساجد وأحياء سكنية وغيرها.

وأشارت إلى أن وزارة التراث والسياحة أولت اهتماما كبيرا بقلعة بهلا، حيث تم إدراج موقع قلعة بهلا على قائمة التراث العالمي في عام 1987م، كأول موقع تراثي عماني تم إدراجه في قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، ويضم الموقع جميع عناصر التراث العمراني كالقلعة والسوق التقليدي والحارات القديمة والمساجد الأثرية وسور الواحة الذي يبلغ طوله حوالي 12 كيلومترا، حيث تتمثل القيمة العالمية الاستثنائية للموقع في هيمنة قلعة بهلا الضخمة بأسوارها وأبراجها الطينية المبنية فوق أساسات صخرية وكذلك المسجد المجاور بمحرابه المزين والمنحوت على مشهد الواحة بمزارعها والحارات المحيطة بها، وتعد بذلك مثالا فريدا لمستوطنات الواحات المحصنة التي تعود إلى فترة العصور الإسلامية وهي تعرض مهارات الهندسة المائية للسكان لأغراض الري والاستخدامات المنزلية، مؤكدا أن تاريخ بناء قلعة بهلا يعود إلى فترات متفرقة من الزمن فالجزء الشرقي الشمالي منه وهو القصر أو العنصر المعماري الأهم في القلعة والذي يعرف بـ(القصبة) تعود طبقاته الحضارية السفلى والأساسات إلى ما قبل الإسلام، وأما المباني الشاخصة والجزء الجنوبي الشرقي فيعود بناؤه إلى عصر دولة النبهانة، حيث يرجع ازدهار واحة بهلا إلى عصر دولة النباهنة الذين جعلوا ولاية بهلا عاصمتهم من القرن الثاني عشر الميلادي وحتى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، وتتميز القلعة بأنها عبارة عن مبنى مثلث الشكل تقريبا تبلغ الواجهة الجنوبية له 112.5 متر في حين تبلغ الواجهة الشرقية له 114 مترا ويبلغ طول السور الشمالي الغربي المقوس 135 مترا في مداه من البرج الحدري حتى برج الريح، ولعل أهم ما يميز هذه الواحة عن غيرها من الواحات العمانية أحاطتها بسور دفاعي ذي استخدامات فريدة يمتد لمسافة 12 كيلومترا، وهو مزود بـأكثر من (36) برجا وغرفة للجند ومرام للسهام والبنادق وله سبعة أبواب رئيسية، ونظرا لقدم وعراقة هذا السور فلا يعرف له تاريخ بناء محدد، كما أن وجود تجمعات المستوطنات الطينية المبنية من الطوب اللبن (الحارات)، أبرزها حارة العقر، الغزيلي والحوية وما تحتويه من مساجد وسبل (مجالس) وحمامات وأبراج دفاعية دل على ظهور نمط استيطاني بشري مميز في تلك الحقبة الزمنية، كما أن وجود المسجد الجامع بمحرابه المميز بجانب هذه الحارات التقليدية بالإضافة للسوق القديم أدى الى تعزيز أهمية هذه المستوطنات، ومن المميزات المعمارية في الواحة أنها ليست محصورة على المباني فحسب، حيث بقيت المساحات الشاسعة من مزارع النخيل بارزة جلية، والتي تعكس استمرارية النشاط الزراعي في ظل مثل هذه البيئة ذات الطقس القاسي.

وأكدت أن أبرز جهود وزارة التراث والسياحة بجانب إدراجها للموقع في قائمة مواقع التراث العالمي، اعتماد خطة إدارة للموقع عام 2005م، والتي تم تحديثها عام 2017م.

ومن ثم إصدار اللائحة التنظيمية للموقع، ومنذ عام 1991م حتى 2012م نجحت وزارة التراث والسياحة في تدعيم وصيانة القلعة وبعض معالمها وبالتعاون مع مركز التراث العالمي، وانتهت الوزارة كذلك من ترميم وتدعيم المسجد الجامع وبعض الأجزاء من السوق القديم والسور المحيط بالواحة، وهي ماضية في استكمال أعمال ترميم وتدعيم السور وصيانة القلعة والسوق القديم، كما تم إنشاء دائرة موقع قلعة بهلا بوزارة التراث والسياحة عام 2021م، وهي تعنى بحماية الموقع وإدارته، ونظرا لما للاستثمار من أهمية اقتصادية وتاريخية، فقد تم مؤخرا توقيع اتفاقية إدارة وتشغيل وتوظيف قلعة بهلا بولاية بهلا بين وزارة التراث والسياحة وشركة مراسيم السياحية في شهر مايو الماضي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة التراث والسیاحة التراث العالمی من خلال

إقرأ أيضاً:

ثورة 30 يونيو.. تطوير المدارس وتدشين الجامعات الأهلية وإقبال من كبار السن على محو الأمية

تولى الدولة اهتماماً كبيراً لقطاع التعليم خلال الآونة الماضية، وشهدت أغلب المحافظات طفرة فى إنشاء المدارس الجديدة، وتجديد وتوسعة المدارس القديمة، فضلاً عن تنظيم العديد من الفعاليات التى من شأنها تطوير التعليم فى مصر، وهو ما انعكس بصورة إيجابية على ارتفاع نسب التفوق فى المدارس، بجانب الإقبال من كبار السن على محو أميتهم.

وأشار محمد طاهر، طالب بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة بنى سويف الأهلية، إلى التطوير فى التعليم الذى استفاد منه بإنشاء الجامعات الأهلية، والتى تساعد الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على درجات مرتفعة فى الثانوية العامة ومتوافقة مع تنسيق الجامعات الحكومية، بتحقيق أحلامهم من خلال الالتحاق بها.

وأضاف أنّ تنسيق الحاسبات والمعلومات فى الكليات الحكومية فرق معه على درجات طفيفة، فلجأت أسرته لتحقيق حلمه عبر إلحاقه بالجامعة الأهلية ببنى سويف، وهى الأقرب لمحل إقامته بمحافظة الفيوم، نظراً لعدم افتتاح الجامعة الأهلية بالفيوم حتى الآن، مُبيناً أنّ مميزات الجامعات الأهلية تكمن فى انخفاض مصروفاتها كثيراً مقارنةً بالجامعات الخاصة، وبالتالى لا تشكل أعباء على أولياء الأمور.

وأكدت ياسمين أمير، ابنة الدقهلية، لـ«الوطن»، أن مصر بدأت تولى اهتماماً كبيراً بالتعليم فى السنوات الأخيرة بالتوسع فى إنشاء مدارس وجامعات وترميم المدارس القديمة، وتغيير المناهج بما يتناسب مع الطالب وإعداد منظومة تعليم متكافئة بوضع خطط علمية حديثة تفيد جميع الأعمار من برمجة إلكترونيات بمختلف مجالاتها والحساب الذهنى.

وأضافت أن طلاب الثانوية العامة نالوا من الاهتمام جانباً، من خلال مؤسسة حياة كريمة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضمن الاهتمام بالتعليم من خلال تنفيذ مبادرة تقدر فى 10 أيام مراجعة لطلاب الثانوية العامة فى جميع المواد من أجل أن توصل دعمها لهم، وأقيمت هذه المبادرة فى مختلف محافظات مصر، من ضمنها محافظة الدقهلية التى شهدت نجاحاً كبيراً لهذه المبادرة.

تقليل كثافات الفصول بالإسكندرية بإنشاء مدارس جديدة.. وتجهيز مدارس كفر الشيخ بأثاث ومكتبات ومعامل وحاسب آلى وأنشطة رياضية

وشهدت محافظة الإسكندرية اهتماماً كبيراً بملف التعليم، لتقليل الكثافات فى الفصول ودعم العملية التعليمية بإنشاء عدد من المدارس الجديدة، خاصة فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل مناطق حى المنتزه، ومناطق غرب الإسكندرية، والعجمى، وتم الانتهاء من إنشاء مدارس جديدة سيتم دخولها الخدمة خلال العام الدراسى الجديد 2024- 2025.

وقال المهندس مدحت غزال إن المنظومة التعليمية بمحافظة كفر الشيخ شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الـ10 أعوام الماضية، وذلك من خلال إحلال وتجديد وإنشاء العديد من المدارس فى كل مراكز ومدن وقرى المحافظة، مؤكدا أنّ إنشاء العديد من المدارس فى كافة مراكز ومدن وقرى محافظة كفر الشيخ ساهم فى استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب، وساهم بشكل كبير فى تطوير العملية التعليمية، وتقليل الكثافة فى الفصول الدراسية، ومشيداً بتجهيز كافة المدارس من «أثاث، ومكتبة، ومعمل علوم، وحاسب آلى، وأنشطة رياضية».

وتعد المنوفية من المحافظات التى بها نسبة تعليم مرتفعة ومعظم الأوائل فى الشهادات يكونون منها، وهنا يجب تسليط الضوء على عائشة، 84 عاماً، المقيمة فى قرية مونسة بمركز أشمون، التى نجحت فى الحصول على شهادة محو الأمية وتم تكريمها من اللواء إبراهيم أبوليمون، محافظ المنوفية، والمهندس رائد هيكل، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، بعدما أثبتت للجميع أن العمر مجرد رقم وأنه لا ينبغى للإنسان أن يترك العلم مهما بلغ من العمر.

مقالات مشابهة

  • إطلاق حملة "غيّر جو" للترويج السياحي
  • «الثقافة»: نعمل على إدراج الأطعمة الشعبية في قائمة التراث العالمي
  • وفقا لأهم المنصات الإلكترونية للسفر والسياحة.. مؤشرات إيجابية عن مستوى الخدمات بالمنشآت الفندقية بمصر خلال الربع الأول من 2023
  • «ڤاليو» تعلن إتمام الإصدار العاشر لسندات توريق بقيمة 1.2 مليار جنيه
  • الحديدة.. إهمال حوثي متعمد يهدد باندثار قلعة بيت الفقيه
  • ثورة 30 يونيو.. تطوير المدارس وتدشين الجامعات الأهلية وإقبال من كبار السن على محو الأمية
  • الحوثيون يفرضون جرعة سعرية جديدة على خدمات الإتصالات والإنترنت وتضرر اكثر من 7مليون مشترك
  • «بازار البلد»..تراث سعودي عريق
  • دارة الملك عبدالعزيز تسلط الضوء على عام الإبل 2024 عبر برنامج «أنتمي»
  • 100 غرفة فندقية جديدة مع تنفيذ مشروع سياحي في فنس بولاية قريات